سبب قيام مرتد عن الإسلام بعملية إرهابية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لابد أن أغرب عملية إرهابية هي تلك التي قام بها في ألمانيا طبيب عربي ارتد عن الإسلام وصار من ألد أعداء الإسلام والعروبة، وكان من أبرز ما يشنع به على الإسلام في حساباته بمواقع التواصل هو تورط بعض المسلمين بعمليات إرهابية، ورغم أن السلطات لم تعلن دوافعه واعترافاته لكن حساباته توحي بالسبب وراء عمليته ووراء كل عمليات الإرهاب، وهو المزاج الشخصي المتطرف العنيف فهو ما يدفع الشخص للإرهاب سواء أكان مؤمناً أو ملحداً، فالإرهاب أكثر من أي ظاهرة أخرى يتطلب التحليل النفسي للأسباب التي تخلق الاستعداد لدى الشخص لاعتناق خيار الإرهاب، مع العلم أن الإرهاب بات نمطاً شائعاً في السلوك العالمي ولا ينحصر بالدوافع الدينية والسياسية؛ فعلى بوابات المدارس الأمريكية حتى الابتدائية أفراد من الشرطة يفتشون الطلاب بحثاً عن الأسلحة بسبب كثرة قيام الطلاب بعمليات قتل إرهابية ضد مدارسهم لأسباب شخصية لا علاقة لها بالدين والسياسة، ودائماً مراجعة حساباتهم بمواقع التواصل تكشف عن مزاج متطرف عنيف، وهذا الأمر هام في مجال الوقاية من العمليات الإرهابية، عموما أياً كان مقترفها؛ فالآراء الحادة والعنيفة المتطرفة تدل على أن صاحبها لديه قابلية للإرهاب ولو بدون أي دافع ديني أو سياسي، والأهل والمعارف عليهم المسؤولية الأكبر في هذا المجال لأن مواقع التواصل لا يمكنها فعل شيء أكثر من حظر حساب المتطرف لكن حظر حسابه لا يغيّر قناعاته بل يزيده حنقاً وتطرفاً، لذا ملاحظة الأهل والمعارف تطرف قريبهم تفرض عليهم التدخل لعلاج تطرفه حسب ميوله؛ فإن كانت ميوله دينية فيكون علاج تطرفه بعرضه على فقيه يثبت له عدم صحة فهمه المتطرف للدين، وإن كانت ميوله نفسية فيكون علاجه باصطحابه إلى طبيب نفسي، ودائماً أول من يقع عليهم اللوم في العمليات الإرهابية هم الأهل والمعارف لأنهم كانوا يعرفون بتطرف قريبهم ولم يفعلوا شيئاً لتحييد خطره، وهناك حالات في أمريكا لجرائم قتل تلميذ لزملائه بالمدرسة تمّت محاكمة الوالدين لأنهما كانا يعرفان بميول ولدهما ولم يفعلا شيئاً لعلاجه ولم يمنعا وصوله لسلاح الجريمة، وفي كل جريمة إرهابية يتم التحقيق مع الأهل والمعارف حول معرفتهم بمخطط قريبهم ولماذا لم يفعلوا شيئاً لمنعه، ولذا حتى من باب حماية النفس من المساءلة الأمنية يجب على كل من يلاحظون وجود ميول متطرفة وعنيفة على قريبهم أو أحد معارفهم أن يقوموا بما يلزم لتحييد خطره، بينما السائد هو أنهم يقاطعونه وهذا تصرف خاطئ ولا يلغي مسؤوليتهم عن السعي لمعالجة حالته قبل أن تتطور للأخطر، وفي حال قيامه بتهديد صريح بالقيام بعملية إرهابية يتوجب تبليغ السلطات منعاً لجريمة قتل جماعي، وهذا يخلي مسؤوليتهم الأخلاقية ويجنبهم المساءلة القانونية، لكن حث الناس على علاج من لديه ميول متطرف يصطدم بصخرة الواقع وهي التكلفة الفلكية للأطباء النفسيين، ولذا سيكون مفيداً توفير العلاج النفسي المجاني لأصحاب الميول العنيفة والمتطرفة، وبأمريكا في بعض قضايا الإرهاب المدرسي صرح بعض الأهالي أنهم أبلغوا السلطات عن الميول الخطرة لأبنائهم وطلبوا علاجهم النفسي لأنهم لا يملكون تكلفة العلاج وعدم التجاوب معهم نتج عنه وقوع المجازر، وهناك عديد من الظواهر ما كانت لتحصل لو توفر علاج نفسي مجاني لمن لا يستطيع دفع تكلفته كجرائم قتل الأهل والطلاق والتشرد، فكثير من الجرائم الصادمة يتبين أن من قام بها يعاني من مرض عقلي يخل بتمييزه.