هل أنت مخموم القلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الله سليمان الطليان
الحديث عن القلب يطول، عن ذلك العضو في جسد الإنسان الذي ضرباته لا تتوقف إلا في حالة الوفاة، وهو المسؤول عن ضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، ولكن.. هل هي وظيفته الوحيدة؟
طبعاً لا، يبقى هناك شيء خفي مثل سريان الدم داخل الجسم الذي لا نستطيع مشاهدته، التي هناك مواقف تزيد من سريانه كالجري والانفعال والغضب والترويع والفزع، بحسب درجة الموقف في الشدة وتحمل صاحبه في التأثير.
هذا الجانب الخفي الآخر في القلب يدور بين البشر كافة، يأخذ جانباً إيجابيا، كما في الحب والعشق والعطف والرحمة، وسلبياً كما في الغل والحسد والحقد والكره والبغض والاحتقار، وهو محل صراع دائم على هذه الأرض، يقع بشكل فردي وجماعي لأسباب متعددة في حياة البشر، مثل التنافس في التملك وحب التميز عن الآخرين الذي يعد اليوم في احتدام قوي بعدما زاد تأثير المال في الحياة التي نعيشها حالياً.
عندما نعود إلى الجانب الإيجابي الذي هو يحاول أن يكبح جماح الجانب السلبي لدى البشر الذي نجده في البداية في الأدب والشعر الذي يجاهد، بل الكلمة التي تحاول نشر الحب والعطف والرحمة بينهم، بعبارات وكلمات رقيقة مهذبة في الطرح تصل إلى القلب، ولدينا في هذا الكثير من المجلدات الزاخرة التي وجدت مع البشر منذ زمن، ولكن كان هناك الركيزة الأساسية التي سبقت هذا وهي الدين الذي ولج إلى القلب بتعاليمه لكي يقضي على الصفات السلبية عند البشر.
والإسلام خير مثال على ذلك التي جاءت في القرآن الكريم أو على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، لقد ذكر القلب أو الفؤاد في القرآن الكريم في الكثير من سوره، نقتبس منها قوله تعالى {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} سورة البقرة الآية: (9)، ثم نأتي بعد ذلك لأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم منها (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ)، ويقول كذلك (إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ ، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم) وأخيراً قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ قال: (كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ.. قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ؟ قال هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ). فهل أنت مخموم القلب؟