جريدة الجرائد

المرأة السعودية ويومها المشهود..!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجيب يماني

في شهر مارس من كل عام يحُتفى بيوم المرأة العالمي فهن نصف المجتمع الأحلى والأهم، ففي العالم فراغ كبير لا تملأه إلا المرأة، غيابها يجعل القلب فارغاً كفراغ مسجد هجره المصلون.

يأتي احتفال هذا العام تحت شعار «الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات»، وهي المرة الـ30 منذ أول اجتماع في العام ١٩٩٥م.

الله سبحانه وتعالى وحده اختص بأمور النساء وأحوالهن، فقال في كتابه العزيز (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن)، وهذا شرف عظيم للنساء أن الله وحده من يفتي في أمرهن، ولم يجعل لأحد غيره الحق في ذلك ولم يترك لصاحب هوى أن يزايد عليهن.

لا أزعم باطلاً إن قلت إن نساء وطني قد حققن الكثير من شعار هذا العام، فمنذ أن قال سمو ولي العهد الأمير محمد الخير كلماته المضيئة في (مجلة ذا أتلانتك الأمريكية) بأنه يدعم المرأة لأنها نصف سكان المملكة وأنه في الإسلام لا يوجد فرق بين النساء والرجال، فارضاً عدة إصلاحات تتعلق بالوصايا المفروضة على المرأة، أساسها الشرع الحنيف وأفعال رسول الله على أرض المدينة المنورة، مصدّراً سموه أكثر من عشرين قراراً محلياً عزّز حقوقها وأعطى لها الحق بدخول الدوائر القضائية وتجريم إجبار المرأة على الزواج بالإكراه وتسليمها نسخة من عقد زواجها وإشعارها بطلاقها، واعتمد نظام لائحة الأحوال الشخصيّة ضماناً لأمنها وراحتها من تعسف زوج ظالم أو أخ جائر.

جعل من حلمها حقيقة بأن تصبح شريكاً رئيسياً في حراك المجتمع محطماً بيد من حديد كل المعوقات التي وضعت أمامها على مدى ثلاثين عاماً هو عمر «الصحوة التي ذهبت إلى غير رجعة».

محمد بن سلمان، الرقم الصعب، والمعادلة التي قلبت الموازين بالرؤية القديرة التي كتبت سطر إنجاز فريد في تاريخ المملكة العربية السعودية حديثًا، وأدت إلى ترتيب البيت السعودي اجتماعياً، فكانت رؤية التحول الوطني التي أتاحت الفرص لبنات الوطن ليقدمن عطاءهن ويفجرن طاقاتهن، ويستثمرن محصلة مخزونهن الفكري والعلمي والأكاديمي بتوفير فرص العمل، وتفعيل السعودة، في مجالات كانت حكراً على غيرهم من الوافدين، بفعل رجال الصحوة وتسلطهم على مقادير الوطن،

عهد حرر المرأة من القيود الاجتماعية السابقة، وأتاح لها الفرص التي مكّنتها من الانخراط بنفسها في إدارة عجلة التنمية والتقدم، وهي صورة لم نكن نعرفها قبل هذا العهد الزاهر الميمون.

فواقع الحال اليوم يبشّر بخير فيما يتصل بالمرأة وشؤونها أصبحنا مجتمعاً معافى في نظرته حيال نصفه الآخر، دون تجاوز لثوابت، أو خروج عن دين، أو اغترافاً لمأثمة.. عهد جديد أعاد للمرأة كرامتها، حين امتهنها الممتهنون بتجريدهم إياها من العقل والنظر إليها من ثقب الجسد، وإنها رجس من عمل الشيطان.

فاستحالت عندهم طريدة وفريسة ومجمعاً للشهوات والفتن الحسية. وكذبوا على نبي الأمة فقالوا على لسانه الشريف تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان.. عهد مكّن المرأة السعودية من الانطلاق في باحات العلم وساحاته دون قيد أو شرط من أجل التحصيل ومن ثم التمكين.. عهد أخرج ما في المرأة من إمكانيات، فظهرن براعة في كل مجال، وقدرة في كل موقع في العلم والمعرفة والمالية والاقتصاد والطب والصعود للفضاء والبحث والاختراع وفي مجال الرياضة والترفيه وصناعة السينما، حيث شهد موسم رمضان هذا العام تحولاً كبيراً في المشهد الفني السعودي تصدرت فيه المرأة السعودية البطولة النسائية للعديد من أعمال الدراما،

مما يعكس صورة أكثر واقعية وديناميكية للمرأة السعودية، بعد أن كانت ترزخ تحت سطوة صحوية تحكّمت في كل حركاتها، فأحالتها إلى سواد ورمت بهن خلف أبواب النسيان.. عهد أتاح للمرأة بحقها المشروع أن تدلي برأيها في كل شيء.. وأن يكون لها نصيب معلوم في مناصب الدولة العليا المرموقة وفي الجيش والعسكرية والأمن وغيرها والتي احتكرها الرجل لنفسه، «بسطوته الذكورية».. عهد، تجاوز معضلة قيادة المرأة للسيارة وأين تضع عباءتها على الرأس أم على الكتف، هل صوتها عورة وخروجها عار وحركاتها فتنة، حتى الرياضة وركوب الدراجة والمشى حرّموها عليهن. وقد شاهدت مقطعاً حضارياً أبطاله الأميرة ريما بنت بندر، والأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة عندما تم إيقاف عدد من الفتيات في جدة التاريخية يقدن الدراجات بحجة المنع، فتم حل الموضوع بين إمارة مكة المكرمة ووزارة الداخلية وتم إطلاق الفتيات وأصبحت رياضة تمارس في كل الوطن.. عهد فتح الأبواب الموصدة، وحطّم الأقفال الصدئة، وتجاوز ركام الخوف والفوبيا حيال المرأة وعالمها،

تفجرت طاقات «ناعمة» كانت حبيسة في قمقم التقاليد البالية، والمفاهيم المجافية لروح النصوص الدينية، أو المفسرة لها بما يوائم هواها، ويوافق عللها النفسية، جزى الله قيادتنا الرشيدة الحكيمة خير الجزاء، وهي تعيد للمرأة إنسانيها المسلوبة، وتعبّد لها الطريق نحو غايتها السوامق.. وكل عام ونساء الوطن في خير وإلى خير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف