جريدة الجرائد

الإعلانات وخصوصية المستخدم !

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هيلة المشوح

تعيش صناعة الإعلانات التقنية فوضى متزايدة نتيجة للتطورات المتسارعة في عالم التطبيقات والمنصات الافتراضية، والتغيرات السلوكية للمستهلكين وتجدد ظهور منصات جديدة بين فترة وأخرى مدعومة بالإعلانات الموجهة والمبالغة في أغلب الأحيان، تسبّبت هذه العوامل جميعها في حدوث تغييرات جذرية في كيفية عمل المعلنين وكيفية تفاعلهم مع المستهلكين وتراجع مصداقية المعلن وجودة السلع التي يعرضها على منصات التواصل، ولنستعرض بعض جوانب هذه الفوضى التي يعاني منها المستخدم لهذه المنصات في هذه الأيام.

1. الإعلانات المزعجة والانتشار الواسع للمحتوى الممول

أصبح المستخدمون اليوم يغرقون في بحر من الإعلانات المدفوعة والمحتوى الممول الذي يملأ شاشاتهم بشكل دائم، فالمستخدمون معرّضون للعديد من الإعلانات المزعجة التي تظهر في أماكن غير متوقعة مثل التطبيقات، مواقع الويب، وحتى أثناء مشاهدة الفيديوهات العفوية، وهذا الكم الهائل من الإعلانات جعل العديد من الناس يشعرون بالملل والضجر، مما يؤدي إلى ظهور ظاهرة «الإعلانات غير المرغوب فيها» أو الـ«Ad Fatigue»، حيث يقل اهتمامهم بهذه المنصات وبالتالي تضعف فعاليتها.

2. سيطرة خوارزميات المنصات على الإعلانات

تسيطر منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، جوجل، ويوتيوب على سوق الإعلانات الرقمية. وتستخدم هذه المنصات خوارزميات متقدمة لتحديد أي نوع من الإعلانات يجب أن يظهر للمستخدم بناءً على بياناته وسلوكه السابق على الإنترنت، بل إنه في بعض الأحيان تكون هذه الإعلانات دقيقة للغاية، مما يجعل الناس يشعرون بأنهم تحت المراقبة وفي خضم عالم تقني متلاطم من رصد ومتابعة المستخدم، كما أن هذه الخوارزميات قد تؤدي إلى عرض إعلانات بطريقة غير متوازنة أو مبتذلة، مما يثير استياء بعض المستخدمين.

3. التأثير الكبير للإعلانات على الخصوصية

تواجه الإعلانات الرقمية تحديات متزايدة في ما يتعلق بالخصوصية. فبسبب جمع البيانات الشخصية واستخدامها لتخصيص الإعلانات، يواجه المستخدمون مشكلة كبيرة تتعلق بالتحكم في كيفية استخدام هذه البيانات والضوابط القانونية المتعلقة بها ما يدفع الشركات إلى البحث عن طرق جديدة للوصول إلى جمهورهم المستهدف وإغراقه بالإعلانات والعروض.

4. المنافسة الشرسة وقلة الابتكار

مع تزايد عدد المعلنين في جميع القطاعات، يتنافس الجميع على جذب انتباه نفس الجمهور. وللتغلب على هذه المنافسة، يعتمد الكثيرون على نفس الأساليب التقليدية التي قد تكون مملة أو غير فعّالة مع غياب شبه تام بوعي المعلن للسلعة وجودتها، وهناك نقص في الابتكار، حيث تنحصر الكثير من الحملات الإعلانية في العروض الترويجية المكررة دون التفكير في كيفية تقديم محتوى جديد وقيم للجمهور.

5. التحول نحو الإعلانات المؤثرة (Influencer Marketing)

شهدنا في السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا نحو الإعلانات التي تعتمد على المؤثرين. قد يكون هذا التحول جذابًا للمعلنين، حيث يمكنهم جمع الثروات عبر الوصول إلى جمهور واسع في شبكات المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، فإنه يحمل معه مجموعة من التحديات، مثل مشكلة مصداقية المؤثرين، وضبابية تأثير هذه الإعلانات على المدى الطويل، وأحيانًا ضعف التحكم في الرسالة الإعلانية نفسها.

تواجه صناعة الإعلانات اليوم تحديات كبيرة وغير منضبطة بسبب فوضى الخيارات والتقنيات الحديثة التي تحكم العالم الرقمي، وهذا السبب يحتّم على المهتمين إعادة التفكير في استراتيجيات الإعلان وابتكار طرق أكثر إبداعًا وأقل تدخلًا في خصوصية المستخدمين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف