نزاع السُّفيانيّ والعلويّ.. غنيمةٌ لا تنضب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خرج علينا رجلٌ يعتمر العِمامة البيضاء، وهو يقف أمام خريطة، يُحدد عليها مسار &"السُّفيانيّ&"، حسب الكتب الخاصة بظهور المهدي المنتظر، يقابل هذا المشهد هتافات علت وسط دّمشق: &"بكرية عمرية أمويَّة&"! خطاب لا يدر على العراقيين والسُّوريين سوى القتل والجهل!
عاد اسم &"السّفيانيّ&" إلى الواجهة، لاختصار السّياسة بنزاع العلويين والأمويين، قبل (14 قرناً) بينما أولادهما وأحفادهما اعتبروه ماضياً قد ولى، فالمهدي، والممهد له اليماني، علويان، بالنَّسب والانتماء، والسُّفيانيّ مِن آل أبي سُفيان الأمويّ، ويظل النّزاع (الأبديّ) جارياً بينهما، دون الاكتراث بأن ابنة أبي سفيان أُمُّ حبيبة رملة، كانت ومازالت أمَّ المؤمنين (ابن سعد، الطبقات الكبرى)، وأن عليَّ الأكبر بن الحُسين (قُتلا: 61هج) أمه ليلى، حفيدة أبي سفيان، فأشير إليه بعلوي العمومة، وأموي الخؤولة (القُميّ، منتهى الآمال).
بالمقابل، تزوجت فاطمة بنت الحُسين، بعد ابن عمها الحسن المثنى العلويّ، حفيد عثمان بن عفان الأموي، فولد أخٌ أموي لآل الحسن العلويين (الزبيريّ، نسب قُريش). القصد لم يكن هناك سفياني يُهدد المستقبل، مثلما خرج علينا أمين &"الدّعوة الإسلاميَّة&" مُتوكّئاً على هذا الماضي، فلو تركه ليس له ما يُحشد الجمهور.
وقف المعمم، يحدد مسار رؤية أمين الدّعوة بإقليم شيعيّ، في أنّ السُّفياني سيدخل بغداد مِن الشَّام، متناسياً أنّ شاحنات متفجرات دخلت أمام ناظره منها، مثل صناديق حلوى عنده، تكلم ضدها ليومين وقلب الرِّداء مدافعاً عن مُرسليها، بينما كانت تهز بغداد على مدار الأسبوع، فبدل الخطاب ليصرخ: أتيناك يا بيروت، أتيناكِ يا دَمشق، أتيناكِ يا صنعاء، والمؤتمرون برئاسة مستشار الولي الفقيه يردون: أتيناكِ يا بغداد! ولم يأتِ بغداد سوى الخُرافة والاغتيال والخطف، فضاق أهلها بهول ما يواجهون ويعانون.
حسب الكتب الخاصة بالمنتظر، يسبق ظهوره السُّفيانيّ، وكانت المفاجأة، خروج رجلٍ كان مختلط النسب علويَّاً وأمويَّاً، اعتبروه السّفيانيّ، وهو عليّ بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأمه نفيسة حفيدة العباس بن عليّ بن أبي طالب، لقبه &"العُميطر&"(ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق). بويع بدَمشق ضد العباسيين، في عهد عبد الله المأمون(ت: 218 هج)، كان هدفه مشتركاً أمويَّاً وعلويَّاً، ثم انحسر مختفياً(195-199هج).
أُهملَ السّفيانيّ هذا، ففيه ما يخالف منطقهم، واليوم يهددون بسفيانيّ، بعد الذي حصل بسوريا، والسّفيانيّ المهدد به، قد يكون &"بعثياً&" سُنيّاً، أو &"بعثيّاً&" علويّاً، فذاك يُحسب بحساب منطق الممهد للظهور، فيجري الخسف المعروف في الآثار، مُثلت خرافته في أكثر مِن زمان، فلا خسوف بيداء، ولا النَّفس الزَّكية يعود، ولا علامة مِن العلامات تحققت.
غاب المنطق، فما تحاوله الدّولتان، العراقيّة والسُّوريَّة، التعامل بالواقع، تفسده الجماعات بهتافها وسلاحها، جماعات يمثلها أمين &"الدّعوة&" في خطابه المأزوم، وقد تخيل نفسه &"طالب الثَّارات&" المختار الثّقفي(قُتل: 67هج)، وغيره الخصم عبيد الله بن زياد(قُتل: 67هج)، يقابله خطاب الدَّواعش، الذين يريدونها &"طالبان&"، والطائفية قاسمهما المشترك.
هدد المعمم بسفياني &"الدَّعوة الإسلاميَّة&"، أنه قادم من &"قرغيزيا&"، سيطرق دمشق، ويحتل ما يمر به مِن بلدان وأراضين، ويُستقبل من قِبل غرب العراق(السُّنيّ)، ويدخلون معه لاحتلال النّجف، وبغداد، وحسب المعمم سيحكم لأيام، ثم يقوم اليماني، وجيشه مِن الميليشيات الولائيَّة، ويطرد السفيانيّ، كي يمهدها للمهدي المنتظر، فانظروا حجم المأساة والملهاة في وقت واحد!
هذا الخطاب المشروخ، لكثرة طرحه، يخطف مِن أهل العراق العقل، ويجعلهم أمام جهل، يُحار باختراقه، فإذا كان هناك سفيانيّ حقّاً، فأصحاب هذا الخطاب هم (السفياني) بعظمه ولحمه، وللأمير عبد الله بن المعتز العباسيّ(قُتل: 296هج)، ما يُنشد: &"قد عضَّني صَرْفُ النّوائبْ/ ورأيتُ آمالى كواذب/ والشّمْسُ تأكُلُ ظلّها/ أكلَّ اللّظَى عيدانَ حاطبْ&"(الصُّولي، أشعار أولاد الخلفاء)، فالخُرافة حين تَضرب أطنابها تُحيل الآمال كواذبَ.
*كاتب عراقي
التعليقات
يا أستاذ رشيد
كاميران محمود -بسبب الإحباط الذي تؤدي إليه الحيرة حول امكانية وصف هؤلاء وأولئك وغيرهم ممن يفتون بالطريقة التي تضمن استجابة الدعاء(مناجاة الفضاء ورياحه)،ومن يفتون بتحريم الفنون والتفكيرفي غير الخرافة وترهاتها ،إمكانية وصفهم بغير كونهم صنفا من البشر غير مكتملي التكوين(من المصدر)وان كانت هناك من كلمات من الممكن ان تصفهم احسن من كلمات الراحل العظيم أحمد فؤاد نجم:انتو دود الارضوالآفه المخيفهانتو ذرة رملفي عيون الخليفهانتو كرباج المظالموالمآسيانتو علة ف جسم بلديانتو جيفه
البحث الأكاديمي
من الشرق الأوسط -هه الأمور تحتاج الى بحوث علمية اكاديمية لمعرفة التأريخ وتحليله والتعلم منه، وهذا لن يحصل اا ان استقرت هذه البلدان.لكن معرفة التأريخ الحقيق، بعد استقرار هذه البلدان، مهم جدا. وهناك امر آخر، فالطرف المستفز هو الطرف الذي ينظر اليه على انه "سفياني، أو أموي. فالمسلسلات التي ينتجونها وآخرها مسلسل (معاوية) تمتليء بالأكاذيب وفبركة التأريخ او على الأقل اللعب على حقائقها، لدرجة الغثيان. هي التي تستفز الناس وتدعو الى الطائفية.والمسألة لو تعمقت فيها, اعمق من كل هذا، فعلى الأكثر الأمر ليس الا صراعا قديما فارسيا وعربيا، لأن العرب غزوا فارس ولم يكتفوا بذلك بل استعربوا الكثيرون من اهلها، وحتى الآن لا يعترف العرب بأي شيء من ذلك بل يعتبرون غزواتهم فتوحات!!!! لكي نستفاد من التأريخ يجب ان نكون حياديين امام احداثه.