جريدة الجرائد

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرئيس جمال عبد الناصر ليس مؤسسَ المدرسة غير الواقعية في الحياة السياسية العربية في العصر الحديث، لكنه بكل تأكيد أكبر رموزها وأهم شخصياتها. لقد استطاع ذلك بسبب شخصيته الكاريزمية وقيادته بلداً بحجم مصر، وفي مرحلة حركات التحرر، وخلال عقدين من تثوير الشارع العربي بالشعارات العاطفية والتصورات الخيالية، وبدون إدراك لموازين القوى على الأرض. كل هذا انتهى في عام 1967 في 6 أيام ولم تمر سنوات حتى توفي في 1970 وهو يشعر بالانكسار، ويقال إن الرئيس عبد الناصر مات عملياً منذ الهزيمة القاسية.

ولكن ناصر مات واستمرت الناصرية. وفاته لم توقف تأثيره على الخطاب السياسي والوعي الشعبي، ولا يزال هناك من يفكر على طريقته ويروج لأفكاره ويكرر الأخطاء ذاتها. ولكن التسجيلات الأخيرة التي ظهرت قبل أيام لعبد الناصر تكشف أن هناك أكثرَ من عبد الناصر. هناك عبد الناصر الجماهير وعبد الناصر في الواقع. عبد الناصر في العلن وعبد الناصر في السر. عبد الناصر العاطفة وعبد الناصر العقل. عبد الناصر الشعبوي وعبد الناصر البرغماتي. وبكل تأكيد أن عبد الناصر الجديد يدفن عبد الناصر القديم، ومن المفترض أن يعيد تركيب صورته التاريخية على هذا الأساس وبناءً على قناعاته الأخيرة. كل الذين استخدموا عبد الناصر لتبرير رؤيتهم الشعبوية وغير والواقعية وجدوا أنفسهم الآن مجردين من السلاح الأقوى الذي استخدموه في كل مواجهة وحرب غير متكافئة جرّت على الشعوب العربية الدمار والخراب.

في التسجيل المسرب يقول الرئيس عبد الناصر للرئيس الليبي معمر القذافي بالنص وأنقله كما هو: «إحنا سيبونا... حنحارب إمتى ونجيب سلاح منين؟ إللي عايزين قتال وتحرير يتفضلوا... كيف تحرر تل أبيب؟ اليهود متفوقين علينا أحب أقولك كده. متفوقين برا علينا. ومتفوقين جوا علينا. أنا مش بقول الكلام ده لأني انهزامي. أنا بقول إن إحنا إذا كنا عايزين نحقق هدف لازم نكون واقعيين وهنحققه إزاي. إذا كان تحقيقه بعيد.. إحنا بنبعد عن العملية كلها سيبونا. إحنا بتوع الحل السلمي الاستسلامي الانهزامي. وأنا قادر إن أنا يعني أتحمل هذا وضميري مرتاح. اتفضلوا الناس إللي عايزين يحاربوا». هذا بعض ما قاله والتسجيلات تحمل اعترافات أكثر.

صحيح أن عبد الناصر قال هذا الحديث بعد هزيمة 67، ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئاً، بل يؤكد أنه غيّر قناعاته بعد أن عرف من التجربة الصعبة التي خاضها أن الآيديولوجية التي آمن بها وسعى لترويجها ونشرها في بلدان عربية عديدة أثبتت فشلها، وعلى ضوء ذلك خرج بهذه القناعات الجديدة. وإذا كان أكبر رموز هذه المدرسة يقول إنها لم تعد صالحة، فماذا يمكن أن يقول الأتباع والأنصار؟! هم يقولون الآن إنها دعوة للهزيمة والاستسلام (اتهام لعبد الناصر نفسه). وهذا بالطبع غير صحيح، ولكن القيادات والشعوب تتعلم من الأخطاء والهزائم وتتخلص من الآيديولوجيات الفاشلة التي جربتها، حتى لو جاء ذلك متأخراً نصف قرن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قيادة العراق المنافقون
صالح -

اشار ناصر في مكالمته مع المجذوب القذافي القيادة العراقية مررا التي كانت تعارض دخول مصر في هدنة مع اسرائيل لانها منافقة واجرامية بحق شعبها, والدليل انها ادخلت العراق بحرب مع ايران عام ١٩٨٠ لمدة ٨ سنوات استشهد فيها ٣٥٠-٤٠٠ الف عراقي وكانت حرب بلا هدف وبلا طائل.وكانت ابواق الحكومة العراقية ضد عبد الناصر ليلا ونهارا .

وفاة عبد الناصر ونفاذ الخمر العراقي
صالح -

يتحدث بعض العراقيين انه عند وفاة ناصر نفذت الخمور من الاسواق لان افراد حزب البعث العراقي بدأوا بالاحتفالات بموت ناصر واحتساء الخمر الذي نفذ من الاسواق. والسبب ان وجود ناصر قد يطيح بالحكومة العراقية كما اطاح بحكومة عبد الكريم قاسم عام ١٩٦٣ وجاء بحكومة عبد السلام عارف الذي كان ناصري و هو يقود حزب البعث العراقي.

منافقو القيادة العراقية
صالح -

في شباط١٩٦٣ اطاح انقلاب عبد السلام عارف مع حزب البعث بعبد الكريم قاسم وتولى عارف رئاسة الجمهورية واحمد حسن البكر رئاسة الوزراء(الذي اصبح رئيسا للعراق في انقلاب ١٩٦٨). و في عام ١٩٦٤اراد عارف الدخول في وحدة مع مصر وناصر والاندماج مع الاتحاد الاشتراكي ولكن البكر ومجموعة من اعضاء حزب البعث رفضوا الوحدة مع مصر وانتهى بهم الامر في السجون وبعد مقتل عارف في حادثة طائرة عام ١٩٧٧ ومجيء اخيه عبد الرحمن عارف الذي اعفى عن البكر وزمرته وقاد البكر انقلاب ١٩٦٨ وترأس العراق وهو الذي ما برح ينتقد عبد الناصر ويريده ان يقاتل لاخر جندي مصري ولكنه يكره ناصر ولا يريد الاتحاد معه لكي يشكل اقوى وحدة عربية ,قمة النفاق والحقارة من الحومة العراقية وناصر كان يعرفهم ولكن الشعب العربي مخدوع بهم.

عبد الناصر يمجد عبد الناصر
صالح -

رؤساء الدول العربية التي انتقدهم ناصر :اليمني سالم ربيع علي والسوري والعراقي والجزائري وطبعا القذافي مما ادعوا الكفاح المسلح وانظروا الى حالة اليمن اليوم وسوريا والعراق والجزائر وليبيا لان قياداتها تتكلم بلا مالا تعلم