أنا دكتور.. فمن أنت؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتساءل فيليب دبليو، الأستاذ المشارك في علوم الحاسوب بجامعة ولاية كاليفورنيا: لماذا لا يستخدم حاملو شهادات الدكتوراه، من خارج الأوساط الأكاديمية عادةً، لقب «دكتور» مع أسمائهم؟ وكيف فوجئ بصديقه، الذي أنهى دراسته، عندما أضاف «دكتور»، على بطاقة التعريف الخاصة به، وقال له إنّ هذا تصرف غير معتاد في الولايات المتحدة. فأحد المخاوف من القيام بذلك هو احتمال خلط البعض بين حاملي شهادات الدكتوراه، في مجال ما، وبين الأطباء البشريين، الذين يحمل جميعهم شهادات دكتوراه، في أمريكا، ويستخدمون لقبهم في جميع الأحوال، إما من باب التباهي وطلب الود، وهم القلة، أو لأنهم أطباء قد يحتاج الآخر لخدماتهم أو مساعدتهم. فإذا كنا في مقهى وتعطّل جهاز كمبيوتر المحل، فلا نتوقع قيام حامل دكتوراه، في الكمبيوتر، مثلاً، بالتدخل وعرض المساعدة. لكننا جميعاً نتوقع من الطبيب التدخل والمساعدة إذا أصيب شخص في المقهى مثلاً بنوبة قلبية، وربما من هنا جاءت ضرورة ذكر الطبيب للقبه أمام اسمه، وعدم التسامح، في غالب الأحوال، مع من يضع لقبه العلمي، قبل أو بعد اسمه، بينما تكون شهادته في تاريخ «تمبكتو» في القرن السابع عشر!
ويقول هانس جونسون إن في ألمانيا، يُعتبر عدم مخاطبة من يحملون اللقب بـ«دكتور» نوعاً من عدم الاحترام. لكن في الدنمارك لا تتم مناداة حتى الطبيب بـ«دكتور فلان». أما في بريطانيا، فمن الشائع، والبعض يصر على ذلك، مناداة أو مخاطبة «الجراحين بالذات»، بلقب «السيد Mr»، وليس بلقب دكتور! كما أن شهادات الأطباء في بريطانيا لا يرد فيها لقب «دكتور». وفي إيطاليا يخاطب بلقب دكتور كل من حصل على الشهادة الجامعية، فما فوقها.
* * *
بدأت في الكويت قبل أكثر من سنتين حملة لكشف المتلاعبين، ومزوِّري الشهادات، وخاصة الدكتوراه، لكن تم الاكتفاء بإحالة البعض إلى التقاعد، وقلة إلى النيابة، وتقرر تالياً ترك الأمر للزمن ليحل المشكلة، إما بالتقاعد أو الوفاة، بعد أن تبيّن مدى اتساع «الشق»، وهو القرار نفسه، وللسبب نفسه الذي توصلت إليه حكومة سابقة بوقف التوسّع في تطبيق قانون «البصمة الوراثية»!
أحمد الصراف