جريدة الجرائد

ترامب يبني على الزخم الديبلوماسي في شرم الشيخ للعبور من غزة إلى السلام في الشرق الأوسط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الزخم الديبلوماسي الجاري في منتجع شرم الشيخ المصري هذه الأيام، يدرجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "أنه أمر يتجاوز حتى الوضع في غزة... أعتقد أن ثمة احتمالاً لإرساء السلام في الشرق الأوسط".وهذا ما يفسّر إرساله مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر للمشاركة في مفاوضات هي الأعلى مستوى منذ عامين، لتطبيق المرحلة الأولى من الخطة الأميركية التي تنص على وقف النار وإطلاق "حماس" كل الأسرى الإسرائيليين لديها، في غضون 72 ساعة من بدء سريان وقف النار.انضمام ويتكوف وكوشنر، وهما من مهندسي الخطة الأميركية، يشير إلى أن المفاوضات وإن كانت تسير ببطء، فإنها تحرز تقدماً وسط تكهنات بإمكان التوصل إلى اتفاق خلال أيام. وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت واضحة في تعبيرها عن رغبة إدارة ترامب في "دفع الكرة إلى الأمام في أسرع ما يمكن".لكن إنجاز الاتفاق المنشود، يتطلب أن تتأكد "حماس" من أن الجهود الديبلوماسية لن تتوقف فقط عند وقف النار وإطلاق الأسرى. ولذا، هي تبحث عن "ضمانات من ترامب" نفسه، بعدم خرق إسرائيل للهدنة بعد استعادة أسراها. وفي المقابل، يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكد من أن الحركة ستقبل بنزع سلاحها والتخلي عن الحكم، حتى يكون في إمكانه الزعم بتحقيق أهداف الحرب.الاكتفاء بالمرحلة الأولى، لن يضمن التوصّل إلى سلام حتى في غزة ذاتها، ولن يؤدي إلى تطبيق ما بقي من بنود في الخطة الأميركية، وسيعيد الأوضاع إلى المربع الأول.والخروج من هذه المعضلة وعدم تكرار الهدنتين الفاشلتين في 2023 و2025، يكمن في البناء على المرحلة الأولى، للانطلاق إلى ما هو أوسع من غزة. وهذا مغزى كلام ترامب.وإدراج الجهود الأميركية في إطار أوسع من غزة، يقود على العموم إلى تحصين الهدنة في غزة، من طريق تطبيق البنود المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي لغزة من التكنوقراط المدعومين بـ"قوة استقرار دولية"، وكذلك بتدفق المساعدات الإنسانية من دون قيود والشروع في وضع خطة إعادة الإعمار موضع التطبيق. والأهم من كل ذلك هو إقناع نتنياهو أو أي رئيس حكومة يخلفه بعد انتخابات 2026، بأن هناك شريكاً فلسطينياً لإبرام السلام معه.التحدي الماثل أمام ترامب الآن، هو كيفية العبور من غزة إلى الشرق الأوسط. ويساعد في إنجاز هذه المهمة الصعبة جداً، إذا توافر إصرار على عدم السماح لنتنياهو بأن يفسد الخطة الأميركية، ويعود لاستئناف الحرب في غزة ويمضي في ضم الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع.وحكماً، يستطيع ترامب الاستفادة من الضغوط الأوروبية والدولية الأخرى على إسرائيل، كما يتبدى في تظاهرات الاحتجاج التي تجتاح مدن أوروبا، ومن إصرار المؤيدين للفلسطينيين على الاقتراب من سواحل غزة ضمن مبادرة "أسطول الصمود العالمي"، مضافاً إلى تأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة حل الدولتين.هذا الاهتزاز في صورة إسرائيل دولياً، يتيح لترامب القول إنه الوحيد القادر على ترميم هذه الصورة، شرط التزام نتنياهو بوقف الحرب والتجاوب مع الخطة الأميركية، التي تعتبر الجهد الأكثر واقعية وجدية من قبل ترامب في ولايته الثانية.ومفاوضات شرم الشيخ يُفترض أن تشكل بداية لمسار طويل، وليس نهاية بحد ذاتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف