الكيان الصهيوني ومسابقة يوروفيجن 2026
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلطان ابراهيم الخلف
يحاول الكيان الصهيوني بشكل دائم المشاركة في المناسبات الدولية، أو الإقليمية، من أجل الاندماج في المجتمع الدولي، للتغطيّة على سياساته الاستعمارية، التي لايزال ينفذها بمنهجية إجرامية، منذ سبعة عقود على إنشائه في فلسطين المحتلة. لكنه يواجه في أغلب الأحيان رفضاً، لمشاركته فيها، حتى لا تفقد المناسبة أهميتها، وتتحوّل إلى دعاية تدعم كيانه الخارج على القانون الدولي والمعادي لحقوق الإنسان.
في 2024، رفض عمدة مدينة نجازاكي، شيرو سوزوكي، مشاركة الكيان الصهيوني في الذكرى 79 لإلقاء القنبلة الذرية على المدينة. وكان ذلك غاية في الإحراج للكيان الصهيوني، الأمر الذي دفع سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي إلى عدم حضور مراسم الاحتفال، احتجاجاً على تمسّك العمدة سوزوكي بقراره، رغم الضغوط الكبيرة التي مارسوها، لكن دون جدوى. هذا الموقف من العمدة الياباني كان له صدى كبير في تشويه سمعة الكيان الصهيوني، ورفض تبييض جرائمه في فلسطين المحتلة.
لكن الأكثر إثارة، هو موضوع الخلاف العميق بين دول الاتحاد الأوروبي، حول قبول مشاركة الكيان الصهيوني في مسابقة اليوروفيجن للعام المقبل 2026، بسبب حرب الإبادة التي شنها الكيان على غزة. فبعد قرار «اتحاد البث الأوروبي» EBU عدم الدعوة إلى التصويت بشأن قبول أو عدم قبول الكيان الصهيوني في المشاركة، هدّدت كل من إسبانيا، بلجيكا، السويد، أيسلندا، فنلندا، سلوفينيا، وهولندا بالانسحاب من المسابقة إذا تم قبول الكيان الصهيوني بالمشاركة في المسابقة.
الدولة الوحيدة هي ألمانيا التي كان موقفها مغايراً، فقد هدّدت بالانسحاب من المسابقة إذا تم رفض قبول الكيان الصهيوني في المسابقة، وهذا يرجع إلى شعور ألمانيا بالذنب بارتكابها الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية، لكنها لا تشعر بالذنب في دعم الكيان الصهيوني بالسلاح وتشجيعه على ارتكابه هولوكوست غزة الذي تشاهده جميع شعوب العالم. وهو موقف يغلب عليه النفاق، والخشية من الكيان الصهيوني، رغم أن ألمانيا من الدول الكبرى الفاعلة في سياسات الاتحاد الأوروبي.
محاولات الاتحاد الأوروبي في جعل مسابقة الأغنية الأوروبية بعيدة عن السياسة باءت بالفشل الذريع. فقد تم توجيه تهم النفاق باستخدام معايير مزدوجة إلى اتحاد البث الأوروبي، الذي رفض مشاركة روسيا في المسابقة بسبب غزوها للأراضي الأوكرانية.
لا يخفى أن حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة على سكان غزة تركت بصماتها واضحة في مسابقة اليوروفيجن، حيث فضحت جرائم الصهاينة، وأدت إلى الانقسام الذي تشهده الساحة الأوروبية، والذي تجاوز انقسام مسابقة السنة الماضية، بانضمام المزيد من الدول الأوروبية المعارضة لمشاركة الكيان الصهيوني، الأمر الذي سيدفع الصهاينة لممارسة المزيد من الضغوط، من أجل المشاركة، بل ودفع المزيد من الرشاوى في حال المشاركة من أجل كسب المزيد من الأصوات التي تؤهلهم إلى مراكز متقدمة، كما فعلوا في السنة الماضية، فيما كانت الرشاوى أحد الأسباب التي دفعت بعض الدول الأوروبية إلى الانضمام إلى المطالبة بطرد الصهاينة من المسابقة.
هذه من تجليات العزلة الخانقة التي يعاني منها الكيان الصهيوني في العالم، بل وفي عقر أوروبا التي يتباهى بأنه جزء منها!