حكومة إمبراطورية «الفيفا»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وجاء الإيقاف الثالث والأخير، والأكثر إيلاماً، بعد أن أخفقت الكويت في تعديل قوانينها الرياضية بحلول الموعد النهائي، الذي حددته «الفيفا»، في 15 أكتوبر 2015، وبعد أن تبيّن وجود تدخلات سياسية غير مبررة، مثل الرقابة البرلمانية والانتخابات القسرية، اللتين خالفتا قواعد الفيفا، فتم وقف عضوية أو مشاركة الكويت في أية مباريات عالمية، ومُنعت من المشاركة في تصفيات كأس العالم / كأس آسيا (مع إلغاء نتائجها)، ومسابقات الأندية، وبرامج التطوير. وتم رفع هذه العقوبات عن الكويت في 6 ديسمبر 2017، بعد أن أقرّ البرلمان قانوناً رياضياً جديداً متوافقاً مع متطلبات «الفيفا»، وبعد تدخلات عليا، بعد أن نالت من سمعة الكويت رياضياً وسياسياً.
ويقال إن الإيقاف والمخالفات كانا نتيجة صراعات بعض الأفراد داخل «الأسرة»، أثرت في استقلالية الاتحاد الكويتي لكرة القدم، مما أدى إلى تطبيق «الفيفا» الصارم للقوانين لحماية استقلالية كرة القدم.
فما هي «الفيفا»؟ وكيف أصبحت لها كل هذه القوة الدولية، وهي ليست «دولة» ذات سلاح وسيادة ومدفع، ولا تتبع الأمم المتحدة مثلاً؟
يعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هيئة عالمية، ينظّم لعبة كرة القدم، ويُشرف على بطولاتها الكبرى، مثل كأس العالم. وتأسس في 21 مايو 1904 في باريس، بعد اجتماع عدد من ممثلي اتحادات كرة القدم الأوروبية. واختيرت زيورخ السويسرية مقراً دائماً للاتحاد الدولي لكرة القدم، وكانت اتحادات فرنسا وبلجيكا وهولندا وسويسرا والسويد والدنمارك، وأسبانيا ممثَّلة بنادي مدريد، أول من أسس الاتحاد ووقّع على وثيقة إنشاء الاتحاد الدولي الجديد لكرة القدم عام 1904.
بعد التأسيس، كاتحاد أوروبي بالأساس، بدأ يضم اتحادات من خارج أوروبا، مثل الأرجنتين وتشيلي وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، حتى تحوّل، مع الوقت، إلى هيئة عالمية تضم اليوم أكثر من 200 اتحاد وطني، وFIFA عبارة عن اختصار فرنسي لعبارة Fédération Internationale de Football Association، وبقيت التسمية بالفرنسية حتى اليوم رغم عالمية المنظمة. وقد انضمت ألمانيا، كبرى الدول الأوروبية، وأقواها، للاتحاد بعد تأسيسه، بفترة قصيرة، ولم تكن ضمن الدول السبع الموقعة على ميثاق 21 مايو 1904، وبالتالي يعتمد أغلب العرض التاريخي المختصر على ذكر الدول السبع الواردة أعلاه بوصفها المؤسِّسة.
يتم انتخاب مجلس إدارة الفيفا من قبل الاتحادات الوطنية لكرة القدم في مناطقها القارية، وكان للأقوياء من أعضاء المجلس دور كبير في تحديد الدول، التي ستستضيف مباريات كأس العالم، لذا تعرّضت سمعة «الفيفا» للضرر أكثر من مرة، نتيجة فضائح قبض رشاوى وعمولات ضخمة، قبل ان تُجرى إصلاحات جذرية داخل المنظمة حدّت كثيراً من أية اختراقات مستقبلاً.
أحمد الصراف