ما بعد الثامن من ديسمبر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعزيز الفضلي
أعتقد بأن الملايين من أبناء هذه الأمة، والأحرار في العالم قد شعروا بسعادة مشابهة لتلك التي غمرتني وأنا أتابع احتفالات الأشقاء في سوريا يوم الاثنين الماضي الموافق 8 / 12 بمناسبة الذكرى الأولى لفتح دمشق وسقوط نظام الأسد.
فرحنا ونحن نرى السعادة التي غطت الوجوه، والابتسامات التي ارتسمت على الشفاه، ودموع الفرح التي اغرورقت بها العيون.
كيف لا يفرح أهل الشام وقد انزاحت عن صدورهم جبال من الهَمّ والحزن والظلم والأذى والجراح والآلام!
إنّ انتصار الثورة السورية إنما هو تأكيد لقول النبي عليه الصلاة والسلام (إنّ الله ليُمْلي للظالِم فإذا أخَذَهُ لم يُفْلِته).
وهو نموذج يدفع كل مظلوم للثقة بأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، وبأنه لا يضيع حق وراءه مطالب.
لقد سقط نظام الأسد بسرعة أدهشت العالم، ولم يتوقعها حتى الثوار أنفسهم، وكأنها تقول لنا أنّه إذا أراد الله شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، وتذكّرنا بقول الله تعالى: «وظَنّوا أنّهُم مانِعَتُهُم حُصونُهُم مِنَ اللهِ فأتاهُم اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبوا وقَذَفَ في قُلوبِهِم الرُّعْب...».
في اعتقادي أن فتح دمشق وزوال نظام الأسد إنما هو مقدمات - بإذن الله - لتحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
فلقد سمعنا هتافات الجيش السوري خلال الاحتفالات وهو يردد أثناء المسير (يا غزة حنّا معاك للموت) و(غزة شعار... قصف ودمار... ليل ونهار).
وسوريا مجاورة لفلسطين، والحكومة الحالية ذات خلفية إسلامية جهادية، بخلاف النظام السابق والذي كان حامياً للاحتلال.
كما أن الحكم الحالي يحظى بدعم عسكري كبير من جمهورية تركيا والتي تتطلع كذلك إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني.
لقد أشعلت معركة طوفان الأقصى شرارة التحرير، وأظهرت ضعف الكيان الغاصب، وكان لصمود أهل غزة أبلغ الأثر في لفت الانتباه وكسب التأييد العالمي ونبذ الكيان الصهيوني.
وبإذن الله كما فرحنا بفتح دمشق وزوال النظام البائد، سنفرح بتحرير المسجد الأقصى وطرد الكيان المحتل من كل فلسطين، وما ذلك على الله بعزيز «واللهُ غالبٌ عَلى أمْرِهِ ولكِنّ أكْثَرَ الناسِ لا يَعْلَمون».
X: @abdulaziz2002