لا للاتهامات الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
ليستْ إيران في حاجة إلى مزيد من المتاعب، والخلافات، وتصعيد الأزمات مع مجموعة من الدول الجارة لها، بعد أن تعرضتْ لعمل عسكري كبير من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، أضعف قوتها العسكرية، وفرَّغ مفاعلها النووي من كثير من أعمدته الصناعية والفنية والتكنولوجية.
* *
غير أن إيران تجيد -كما يبدو- المناورات، وتتصرَّف على نحو يجعلها في الضوء، بصرف النظر إن كان لها مصلحة في ذلك، أو أنه ليس لها ذلك، فإيران دولة كبيرة، ومهمة في المنطقة، ولكنها تتصرَّف دون أن تضع حسابات أو (فرملة) للآثار السلبية التي تنتج عن بعض مواقفها.
* *
خذوا تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة التي أساءوا بها لأربع دول خليجية أعضاء في مجلس التعاون، وصرَّحوا بما يُوغل صدور هؤلاء، غير عابئين بأن مثل هذه التصريحات تسيء إلى العلاقات بين هذه الدول وجمهورية إيران من جهة، وبينهما وبين كل دولة على انفراد من جهة أخرى.
* *
مع أن هذه الدول تتفهَّم الوضع الذي تمر به إيران، وتبني معها علاقات طيِّبة، ولا تتدخَّل في شؤونها الداخلية، وتتجنَّب ما يستفزها، أو يغضبها، أو يحوِّل النقاش إلى مهاترات إعلامية لا فائدة لأي طرف منها، بينما لا تفعل إيران ما كان ينبغي أن تتصرَّف به، لتطويق ما لا حاجة لإثارته.
* *
ولهذا، فقد كانت التصريحات الإيرانية السلبية حول حقل الدرة العائدة ملكيته لكل من المملكة والكويت، ومثله التصريح ضد حقوق دولة الإمارات بشأن جزرها، والبحرين على سيادتها، نقطة سوداء في العلاقات الإيرانية مع دول مجلس التعاون، وكأنها بذلك تتعمَّد أن تكون هذه العلاقات على صفيح ساخن.
* *
فيما كان ينبغي أن تكون العلاقات قائمة على حسن الجوار، والانتماء الإسلامي، والمصالح المشتركة، والتعامل مع التحديات التي تواجهها دول المنطقة، بدلاً من إثارة مواضيع، وتكرار ردود، وادعاءات غير صحيحة، بينما الحقائق واضحة، والحلول ممكنة، بالود والتفاهم على ما يحقق الحق.
* *
ومثلما قال الأمين العام لمجلس التعاون، بأن التصريحات الإيرانية تضمنت مغالطات وادعاءات باطلة، ومزاعم مرفوضة، كونها تتعارض مع مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحسن الجوار، وأنها تتعارض مع مساعي دول مجلس التعاون المستمرة لتعزيز العلاقات مع إيران، وتنميتها على كافة المستويات.
* *
وقد جاءت إدانات دول مجلس التعاون الخليجي واستنكاراتها للتصريحات الإعلامية الإيرانية، كونها تمس سيادة مملكة البحرين، وحقوق دولة الإمارات في جزرها الثلاث، وسيادة حقل الدرة النفطي العائدة ملكيته بالشراكة بين المملكة والكويت.
* *
في بيان دول مجلس التعاون لدول الخليج تأكيد على الالتزام بالسلام، وانتهاج الحوار والحلول الدبلوماسية في العلاقات الدولية، ودعوة إيران إلى الكف عن نشر الادعاءات الباطلة، حتى لا تؤدي إلى زعزعة الثقة، وإعاقة التواصل والتفاهم معها، وأن على إيران أن تتفهم ذلك.
* *
لحسن الحظ أن المملكة وإيران أسرعا بالعودة إلى بنود اتفاق الصين والعزم على منع أي تصدع في العلاقات بين الرياض وطهران بأمل أن يمتد التفاهم بين إيران وكل من البحرين والكويت والإمارات وحل الخلافات بينهم ودياً أو من خلال المرجعيات القانونية الدولية وتجنب ما يؤثر سلباً على العلاقات بينهم.