أنت يا «القبس» لا تشبهين «القبس»!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
* * *
لم أكن يوماً ممثلاً لوجهة نظر القبس، فهذه ليست من مهامي، ولم تكن لـ القبس يوماً سلطة على ما أكتب، بخلاف حقها في منع نشر ما تراه «غير مناسب»، حتى لو كان قبلها بيوم.. مناسباً! فالظروف هي التي تحدد «النشر أو منعه»، فهي أعلم بالتبعات، وهي الخاسر الأكبر، كصحيفة وفكرة ومشروع تجاري، ومصدر رزق وحيد لمئات العاملين بها.
القبس، كأي صحيفة أخرى، تدار من قبل بشر، وبالتالي هي كائن، والكائن يتغير ويتبدل وفق الظروف، فلا نتوقع منها أن تخالف الوضع العام، وتسير ضد التيار، (والتغيرات والتبدلات، تحتمها الظروف) وهذا ما يحصل مع أي مطبوعة «سياسية»، بلا استثناء، فالتغيير أمر حتمي.
* * *
قفاز التحدي، الفارغ المضمون، الذي رماه البعض لـ القبس، تلقيت ما يماثله كثيراً، حيث يطلب البعض مني رفع سقف التحدي والكتابة عن هذه القضية أو تلك، والتحلي بالشجاعة، لكن عندما تطلب منهم المشاركة في تحمل التبعات، يتراجعون من فورهم، ويرفضون حتى فكرة وضع أسمائهم على المقال، المقترح من قِبلهم، ويأتي الجواب، كالمعتاد: اذهب أنت وربك فقاتلاهم، أما نحن فقاعدون ها هنا! وبالتالي ما أطلبه من زميلتنا وقريبتنا، وسبق أن طلبته من غيرها، أن تضع نفسها مكان الجهة الناشرة، وعدم الاكتفاء بتوجيه اللوم لها، فالمسألة ليست بتلك الخفة، والتبعات ليست بتلك البساطة. فجميل أن نقف مدافعين عن قضية البدون، لكن الموقف منهم، ووتيرة الدفاع لا تبقى كما هي طوال الوقت، بل تتغير وتخبو وتتعالى.. وفق الظروف، والقبس، وهي وأنا، وغيرنا، لسنا باستثناء من هذا الأمر.
* * *
نعود ونؤكد أن مسؤولية الكاتب ليست كمسؤولية الناشر، والقبس كانت دوماً، طوال تاريخها، صاحبة مواقف صلبة قلّ نظيرها، وما كانت لتكون كذلك لولا تحليها بالمصداقية والشجاعة، ومعرفة اتجاه الرياح، والتماهي معها، متى تطلب الأمر ذلك. ولا تكفي «كتابة» عمود لتوضيح دورها الوطني، وما على غير العالم به إلا العودة لمقابلة «عبدالله البندر» مع رئيس تحرير القبس الأسبق، محمد الصقر، ولمقابلة رئيس التحرير الحالي، وليد النصف، في برنامج «السطر الأوسط» لمعرفة حقيقة الدور الذي قامت به القبس، طوال تاريخها، الذي سيبلغ 54 عاماً مشرفاً، في فبراير المقبل!
أحمد الصراف