جريدة الجرائد

منتدى يعزز الاستثمار في الحدود الشمالية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

برعايةٍ كريمةٍ من صاحبِ السموِّ الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أميرِ منطقةِ الحدود الشمالية، شهدت مدينة عرعر يوم 15 ديسمبر الماضي انعقاد منتدى الحدود الشمالية للاستثمار 2025 في نادي منتسبي وزارة الداخلية، بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين، إلى جانب عدد من الخبراء والمستشارين وقادة قطاع المال والأعمال في المملكة، بما في ذلك رؤوساء وأمناء الغرف التجارية.

هدف المنتدى، الذي نظمته إمارةُ المنطقة، إلى تسليط الضوء على أبرز مكامن الثروات ومقومات النمو بالمنطقة، واستعراض فرص الاستثمار المتاحة، إضافةً إلى توفير منصةٍ للحوار لمناقشة القضايا الاقتصادية المرتبطة بتنمية القطاع الخاص، والخروج بتوصيات وحلول عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فضلًا عن تعزيز الشراكة بين الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص من خلال إبرام عددٍ من الاتفاقيات.

كما وهدف المنتدى، وفقًا لرؤيته ولرسالته المدروسة التي وُضعت وخُطط لها بعناية، إلى أن يكون منصةً فاعلةً لجذب الاستثمارات وبناء قنوات تواصل فعّال مع الجهات ذات العلاقة لتحسين بيئة الأعمال، إضافةً إلى إيجاد شراكات استراتيجية واستثمارية تسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، واستغلال الإمكانات والموارد المتاحة، وتحويل الفرص الاستثمارية إلى مشاريع واعدة ذات أثر اقتصادي ملموس على المنطقة وسكانها.

شهد المنتدى عقد عددٍ من الجلسات الحوارية المتخصصة، تصدرتها الجلسة الوزارية بعنوان «من التوجه إلى التمكين: رؤية وطنية لمستقبل الاستثمار»، والتي تشرفتُ بإدارتها، بمشاركة نخبةٍ من أصحاب المعالي وممثلي عن الجهات والبرامج الحكومية، والتي سلطو من خلالها الضوء على الميزات التنافسية التي تتمتع بها منطقة الحدود الشمالية، وما يمكن أن تقدمه الجهات الحكومية المشاركة من دعم وتمكين لاستثمار هذه الميزات، بما ينعكس إيجابًا على اقتصاد المنطقة وتنمية مجتمعها.

تلت الجلسة الرئيسية عدد من الجلسات الحوارية بإدارة الأستاذ وهيب الدخيل والأستاذة رؤى ريان، سلطت الضوء على الاستثمار في مجال التعدين، والطاقة، والثروة الحيوانية، وصناعة الغذاء، والسياحة، والنقل، وغيرها من القطاعات والأنشطة الاقتصادية والاستثمارية الواعدة بالمنطقة.

تطرق المنتدى إلى العديد من الممكنات وعوامل النجاح الداعمة لنمو الاستثمارات بالمنطقة، مثل التجمعات الصناعية، والمنصات اللوجستية، والمدن الذكية للإنتاج، والمحفزات والبرامج المالية، وحوكمة الأعمال، وريادة الأعمال وغيرها من الممكنات.

وعلى صعيدٍ متصل، جرى توقيع عددٍ من الاتفاقيات بين القطاعين العام والخاص، شملت أكثر من ستة قطاعات استراتيجية واعدة، والتي من المتوقع أن تتمخض عنها أكثر من 240 فرصة استثمارية، بما يعزز مستوى الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويسهم في خلق فرص وظيفية لأبناء وبنات المنطقة، ودعم تنمية اقتصادها.

خلال المنتدى، طُرحت العديد من الفرص الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين على حدٍّ سواء، قُدِّرت قيمتها بأكثر من 40 مليار ريال، وذلك في قطاعات مستهدفة تشمل: الأنعام والغذاء، والتعدين والطاقة، والسياحة والبيئة، والقطاع اللوجستي.

دون أدنى شك، حقق المنتدى نجاحًا لافتًا على مختلف الأصعدة، بفضل الرعاية الكريمة وتشريف سمو أمير المنطقة بالحضور، إلى جانب مشاركة نخبة من الوزراء وعدد من الشخصيات الأجنبية رفيعة المستوى؛ إذ يُعد المنتدى حدثًا استثماريًا نوعيًا يهدف إلى تعزيز الفرص الاستثمارية في المنطقة، وجذب المستثمرين المحليين والدوليين، وتسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية الواعدة التي تزخر بها.

يُعوَّل على نسخة المنتدى لهذا العام أن تُحدث فارقًا ملموسًا في اقتصاد المنطقة، لا سيما في ظل موقعها الاستراتيجي بوصفها البوابة الشمالية للمملكة، الواقعة في أقصى شمالها، والمحاذية لحدود دولتين عربيتين شقيقتين تُعدّان من الدول المهمة للمملكة، وهما العراق والأردن.

وما يعزز أيضًا من أهمية المنطقة إسهامها بنحو 27 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، إلى جانب تميزها بطبيعةٍ صحراويةٍ فريدة تتنوع فيها الأودية والسهول، مثل وادي عرعر ووادي أبا القور والهلالي ووادي بدنة، فضلًا عن التلال والجبال مثل قارة معطان. كما تنتشر في المنطقة الرياض الطبيعية التي تنمو فيها الأعشاب والمراعي، إضافة إلى ما يقارب 15 ألف كيلومتر مربع من المحميات الطبيعية.

وتزخر المنطقة بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، من أبرزها الأساسات الجدارية لقصر دوقرة، ومحافظة رفحاء التي كانت محطةً للحجيج، إلى جانب المواقع الأثرية في لينة ولوقة، وقرية زبالا التاريخية.

من المهم الإشارة إلى أن المنطقة تحتضن مخزونًا ضخمًا جدًا من الفوسفات يُقدَّر بنحو 7 % من الاحتياطي العالمي، فضلًا عن احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي تُعد من بين الأكبر عالميًا، وما يرتبط بها من صناعات فوسفات قائمة، وما تتيحه من فرص واعدة للصناعات التحويلية، إضافةً إلى ثروةٍ تعدينية تُقدَّر بنحو 4.7 تريليونات ريال.

جميع هذه المقومات الاقتصادية والطبيعية، إلى جانب ما تمتلكه المنطقة من إرثٍ تاريخي وثقافي، جعلت منها وجهةً استثماريةً واعدة، ومركزًا حيويًا للنمو والتنمية المستدامة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف