جريدة الجرائد

«وسط العوامية» أكبرمن مجرد مشروع اقتصادي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مشروع "الرامس" في وسط العوامية بمحافظة القطيف، شهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً تجاوز 80 ألف زائر لفعالية "عرض الرامس للسيارات" في نسخته الرابعة، التي أقيمت في ديسمبر الجاري.

"العرض" شهد مشاركات محلية سعودية وخليجية أيضاً، من البحرين والكويت وسلطنة عمان. فقد تم عرض 570 سيارة من أصل 1100 طلب تم التقدم به، ما يعكس رغبة واسعة لعشاق السيارات الكلاسيكية والفارهة والرياضية والمعدلة، في استعراض تجاربهم الشخصية، وهذا دليل على قدرة "عرض الرامس" على أن يكون منصة جذب لهواة السيارات وجمهورها العريض.

لقد حضر "المهرجان" زوارٌ من فئات عمرية مختلفة، رجالاً ونساءً وعائلاتٍ، من مناطق المملكة المختلفة، ومن دول الخليج العربي، وتلك نقطة قوة يمكن الاستفادة منها في تعزيز "مشروع الرامس" كوجهة سياحية ومنصة للفعاليات المستمرة والمتنوعة في برامجها.

لم يكن "عرض السيارات" النشاط الأول ولن يكون الأخير لـ"المشروع" فهنالك فعاليات أخرى تقام خلال هذا الشهر، مثل "معرض نبض" وهو معرضٌ سنوي لـ"جماعة الفن التشكيلي في القطيف"، وأيضاً "مهرجان المأكولات الشعبية" الذي تنظمه "هيئة فنون الطهي" التابعة لـ"وزارة الثقافة".

قبل ذلك، شهد وسط العوامية مناسبات عدة، مثل: مبادرة "تجلت" التي نظمها "معهد مسك للفنون"، و"ملتقى النقد السينمائي" الذي نظمته "هيئة الأفلام" و"مهرجان روبيان الشرقية" و"ليالي الرامس"، فضلاً عن الفعاليات الوطنية وفعاليات القرقيعان، وسواها.

من يتفحص هذه الفعاليات سيجد تنوعها، وأنها لا تستهدف شريحة محددة من المواطنين، بل مختلف الشرائح، لتلبي الأذواق المتعددة، وأن يكون "مشروع الرامس" مقصداً للعائلات والشباب.

عندما افتتح أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز المشروع العام 2019، شكل خطوة مهمة في نقل العوامية نحو مسار التنمية والتحديث والانفتاح المجتمعي، وهو مسارٌ يعزز الأمن والاستقرار، ويجعل المواطنين جزء من هذه العملية، وفي صلبها، ورفاهيتهم غاية لها.

من هنا، يتجاوز المشروع بعده الاقتصادي إلى كونه رافعة تغيير سلوكي وثقافي، تجعل أنماط الحياة المدنية هي السائدة، وتساهم في انفتاح المنطقة وجعلها مقصداً سياحياً، والتأكيد على أن العوامية بإمكانها أن تتقدم وتصبح منصة للعديد من الفعاليات.

"مشروع الرامس" حقق حتى الآن العديد من النجاحات، وستتراكم هذا الإيجابيات أكثر مع اكتمال مشاريع الطرقات المؤدية له، وتحسين المشهد الحضري والجمالي للبيوت والأزقة المحيطة، وتأجير بقية المحلات، والدخول في شراكات مع جهات حكومية وأهلية تستثمر المقار، كما حدث مع "هيئة التراث" في "بيت الحرفيين" و"جمعية العوامية الخيرية".

لقد استفادت أكثر من 1500 أسرة منتجة من الفعاليات التي أقيمت في وسط العوامية، وهذا يدعم الاقتصاد المحلي والمشاريع الصغيرة؛ ما يعني أن "المشروع" إذا عمل بطاقته الاستيعابية الكاملة، ستكون له آثار إيجابية اقتصادية مباشرة على المواطنين، ولذا فإن المسؤولية مشتركة لتطوير العمل وجعله نموذجاً وطنياً يحتذى به.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف