جريدة الجرائد

أنسنة الإعلام (2-2)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبده الأسمري

في زمن مضى كان للإعلام السائد بشقيه «المقروء والمرئي» صولاته وجولاته وبصماته في مجال رصد «المطالب» وسرد «المتطلبات» من بين «ثنايا» النسيان والقبض على تلك «اللحظات الشاردة» من معقل «التركيز» والبحث عن «التفاصيل» الغائبة من أوساط «الانتشار» واقتناص «السبق» أمام «فضاءات» التكرار وحصد «الخبر» الحصري رغماً عن أسوار «التحفظ»!

ظل «محيط» الإعلام مشبعاً بالمهام مفعماً بالإلهام يعيش فيه «الصحفي» وسط «ميدان» مفتوح ينتظر «فراسة» المحترف و«فروسية» الحرفي وحس «الصحفي» وإحساس «الإنسان» وصولاً إلى ملامسة هموم «الناس» في مدارات مخفية أو دوائر خفية تقتضي البحث عن «الصواب» في دوائر متسلسلة من «الأخطاء» وتستوجب تقصي «الحقيقة» حول مصائر منتظرة من «النتائج».

حياة «البشر» هي الوجهة «المثلى» للبحث والتقصي والاستقصاء والنقاش والوصف والاستطلاع في مضامين الإعلام لتأتي «الكلمة الصادقة» في عناوين عريضة تواجه «الألم» وتصنع «الأمل» وترسخ «التفاؤل» وتمنح الحاضر «وعوداً» من اليقين تسهم في تقوية «الرابط» ما بين حرفة «الإعلام» وهوية «الإنسان».

يعتمد «الإعلام» الأصيل على مقومات «الأمانة المهنية» المتمثلة في الصدق والصراحة والوضوح والشفافية والنزاهة والإخلاص لصناعة «مقامات» المكانة الإنسانية التي تتطلب الرصد «الدقيق» لهموم «الناس» والوصف «العميق» لمتاعب «البشر» في محيط «التخصص» وفي اتجاه «المسموح» وأمام حدود «النظام» من أجل صناعة «الاحتراف» المهني المنطلق من جودة الرصد والمتجه نحو إجادة الدور حتى نرى نتائج «مبهرة» بواقع «الهدف» ووقع «المعنى».

للإنسانية «اتجاهات» مثلى من المعارف والمشارف تستوجب رصدها تحت مجهر «الإعلام» من خلال استقصاء ما يدور في فلك «الحياة» وربطه بثلاثية الزمن ما بين الماضي والحاضر والمستقبل وصولا ً الى تأصيل «الحقائق» وفتح مسارات من «الحلول» أمام فضاءات «التساؤل» ووضع «الهموم» على طاولة «المسؤول» بكل حيادية وشفافية وموضوعية.

يرتهن «الإعلام» الأصيل إلى أصول من المهنية تستوجب تقصي «الوقائع» والاعتماد على أسس الصواب والابتعاد عن مساحات «الظنون» والمضي قدما ً على دروب «التأكيد» والبعد عن منحنى «التنبؤات» والبحث دوماً عن «مضامين» الحق «الذي يرفع «راية» الأماني ويحقق «غاية» التفاني في «منظومة» من العمل الحرفي الذي يبحث عن «واقع» الإنسان على خارطة الأماكن وأمام عتبات الأزمنة.

مع تطور «التقنية» الحديثة والتغير المهول في أفق «الاتصال والتواصل» كان من الأجدى والأفضل والأمثل تسخير «التغيير والتطوير» في خدمة «أهداف «الإعلام بعد أن لمسنا وشاهدنا وعاصرنا وجود اتجاهات «خاطئة» يجب تعديل مسارها ووقف موجتها بعد أن تحولت «الساحة الإعلامية» إلى فضاء «مفتوح» وغلبت «الذاتية» على «الموضوعية» باستثناء الوسائل والوسائط «الرسمية» والتي تباين أداؤها في مستويات متباينة من المقبول والجيد والعالي والمتميز وسط أمنيات تتلخص في التقارب والاندماج ما بين الرؤية الإعلامية والهوية الإنسانية.

أتمنى أن نرى في القريب العاجل دراسات مستفيضة عن «أنسنة الإعلام» وتحويل المفهوم إلى «منهج نظري وتطبيقي» في الكليات المتخصصة وعقد «الدورات» وإقامة «الندوات» والمحاضرات في هذا «الشأن» وتوعية المتخصصين في هذا الجانب بأهمية وضرورة وحتمية ارتباط الإنسان بالتخطيط الإعلامي المستقبلي ووضع «الخطط «الكفيلة للإنجاز وفتح «نوافذ» مشرعة على «الإنسانية» تسهم في صناعة «الغد» الحافل بالأثر والتأثير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف