جريدة الجرائد

المملكة القلب النابض للعرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد بن حمد المالك

ما فتئت المملكة على امتداد تاريخها تضع إمكاناتها وقدراتها وتأثيرها في خدمة استقرار الدول العربية، وفك أزماتها، وحل مشاكلها، ومساعدتها على تجاوز ما تواجهه من تحديات، تساعد بالمال، والجهد، والوساطات، والعمل على ما يجعلها في حالة من الاستقرار، وتخليصها مما تواجهه من معاناة.

* *

حدث هذا مع أكثر من دولة، ومع بروز عدد من الأزمات، وكلما استجدت مستجدات تتطلب من المملكة إظهار معاضدتها ودعمها، دون أن تمن بذلك، أو تبحث عن مصلحة لها في هذه المواقف، فدائماً الهدف الظاهر والخفي أن يكون التدخل متجهاً ومقتصراً على مصالح الأشقاء.

* *

وهذا ما جعل المملكة مصدر أمان في وساطاتها، ووجهة مطلوبة لحل مشاكل الدول الشقيقة، وخياراً يُنتقى لطلب تدخلها، وضماناً لنجاح شفاعاتها، وداعماً كبيراً لمعالجة ما تكون قد تعانيه اقتصادياً، فيأتي تعافيه بفعل هذا الدعم، وهكذا مع الحروب والنزاعات.

* *

تدخلت في سوريا، فكانت النتائج مبهرة، رُفعت العقوبات الأمريكية والدولية عنها، وساعدتها مالياً، واقتصادياً، واستثمارياً، ووقفت إلى جانبها سياسياً، وشرحت للعالم بأمان وصدق توجهات النظام الجديد، بما طمأن الجميع بأن سوريا الآن غيرها سنوات حكم حافظ الأسد وبشار الأسد.

* *

تدخلت في لبنان، وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات بلا رئيس للجمهورية، ولا حكومة، ولا مجلس نيابي، بفعل سيطرة حزب الله ونفوذه على مفاصل الدولة، ثم بفضل تدخلها تم اختيار الرئيس، واختيار رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة، رغم تعقيدات الوضع في لبنان، وتدخلات الدول الأجنبية في شؤونه الداخلية.

* *

وتدخلت في السودان في أيامه الأولى من الحرب الطاحنة، وجمعت الفريقين الجيش والدعم السريع في جدة، وتوصلا إلى اتفاق مبكر كان سوف يوفر هذه الخسائر الكبيرة، ويمنع تدفق القتلى من المواطنين، وصولاً إلى ما تم التوصل إليه في الاتفاق بينهما من حلول، لكن الطرفين عادا من جدة إلى السودان، وواصلا الحرب، بسبب الدعم الخارجي للدعم السريع، وتشجيعه على مواصلة القتال.

* *

كما تدخلت المملكة في اليمن، وعملت على وحدته باتفاق الرياض، قبل أن ينفرد الحوثيون بالسلطة بالشمال، ثم الجنوب، وبعدم التزام الحوثيين بما تم الاتفاق عليه، جاء بسبب تدخلها لتحرير الجنوب، وحمايته، ومنع الحوثيين من الإضرار بجيرانه، وبالأمن في المنطقة، وكانت خيانة طرف من اليمنيين في الجنوب سبباً في ظهور الانقسام بين طرفين في الجنوب، بعد احتلال حضرموت بدعم خارجي.

* *

وفي فلسطين، للمملكة تاريخ لا يُنسى، ومواقف لا مثيل لها، وسياسات تحفظ للفلسطينيين حقوقهم، فقد أبت أن تعترف بإسرائيل، دون دولة للفلسطينيين، وقدمت مبادرة وافق عليها العرب والفلسطينيون تضمن للفلسطينيين دولة لهم، وفي مقابلها دولة لإسرائيل، ضمن خيار الدولتين، وتبنتها مع فرنسا، واعترف بها أكثر من 150 دولة في العالم، وأقرَّتها الأمم المتحدة، هذا غير المساعدات المالية المتتالية للشعب الفلسطيني.

* *

وهناك المساعدات الغذائية للدول المتضرِّرة، والفقيرة، ولمن تتعرَّض من الدول لنكبات، أو يصيبها الجفاف، أو تتأثر بفعل الأمطار، والزلازل، والكوارث، وغيرها فأيدي المملكة ممدودة للأشقاء، في شهامة، وكرم، ومواقف إنسانية، ما جعل مكانتها في قلوب ومحبة الأشقاء، ما لا ينكرها إلا جاحد، أو عديم الأخلاق والمروءة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف