إلى أين يتجه العالم؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
يتلفت الإنسان، يُلقي نَظَره، يُصغي بسمْعه، وهو في حذر يشوبه مما يتوجس منه، غارق في هذا الزخم الممتد من الحروب، والصراعات، ومن تكاثر المشاكل، والخلافات، وحيث لا يرى في الأفق حلولاً، أو علاجاً لأزمات طال الوصول إلى حلول لها.
* *
انشغلت الدول بما يؤذي الشعوب، ويبعدها من التعاون فيما بينها، ويجعلها في جهوزية عالية لخلق فتن، وتوترات، ومناكفات، وامتداداً لذلك باستحضار ما يؤجِّج التصعيد بما لا مصلحة لأي طرف فيه، وهكذا أصبح العالم في سباق نحو إضرار كل طرف بالآخر.
* *
الكلام عن الوضع في العالم أصبح مثيراً، مخيفاً، ومقزِّزاً، وليس فيه ما يُطمئن، فالثروات تذهب لتوفير القوة، وتمكين الجيوش لتكون في سباق نحو التفوق، ليس للدفاع عن النفس، وإنما للهجوم للإيذاء، في سباق يأخذ بالعالم نحو المجهول.
* *
فلا تغيير في هذه السياسات، ولا عودة للوعي، ولا تصرُّف يفتح المجال لاستراحة تهدئ من روع آثار الاقتتال، وتحِد من الضحايا الأبرياء، وتمنع المزيد من سفك الدماء، وتُحررِّ الإنسان من حصار المعارك وآثارها، بين ظالم ومظلوم، قوي وضعيف، وهكذا هو حال العالم، مسخَّر بإمكاناته للقيام بممارسات لإفساد الحياة على الأمم، وجعلها جحيماً لا يُطاق.
* *
يظن البعض أن هناك من يؤنِّبه ضميره في لحظة شعور بالندم على ما اقترفه من جرائم، وبالتالي فلا يكون العدوان لاحقاً لصيقاً بسلوكه، متأسياً بمبادرة صاحب جائزة نوبل في ندمه، فالندم مطلوب هنا، والتكفير عن الخطأ واجب، إلا أننا أمام دول أبعد ما تكون عن لحظة التعاطي مع ما يزيل ظلمها.
* *
في هكذا موقف، لا يُستغرب من القتلة، ولا يُتوقَّع منهم التخلِّي عن عذابهم للبشر، قتلاً، أو سجناً، أو تهجيراً، فهي متعتهم، ومؤسسون عليها، ولا يرون فيها بأساً، أو ما يستدعي التخلِّي عنها، مهما كانت هناك من ردود فعل غاضبة، أو مستنكرة، أو صدرت أحكام تجرِّم هذه الأفعال.
* *
على سبيل المثال لا يمكن لأحد أن يمتلك أدوات الدفاع عن جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، فهي مكشوفة، وبلا غطاء، ومن يتستَّر على عدوانها المتكرِّر، وأطماعها التي لا تنتهي، أو يساعدها ويعينها على ذلك، فهو شريك ومدان، وعليه أن يراجع سياساته ومواقفه، وأن ينحاز إلى الحق.
* *
فاستمرار إسرائيل بالتمسك بهذه الأجندة من الممارسات القذرة لتبرير سياستها في احتلال أرض ليست لها من يعفيها ومن يدعمها من أن جرائمها تستحق عنها العقاب الشديد، حتى وإن تأخر التنفيذ، وأعيق تمرير قرارات الإدانة الجنائية، مع أن هذا التنكيل بالشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه، لا يفت من عضد إصرار الفلسطينيين على استرداد حقوقهم، مهما طال الزمن، وارتفعت أعداد التضحيات.
* *
قناعتي الشخصية، أن انتصارات إسرائيل المتكررة والمستمرة إلى اليوم، بفعل الدعم الغربي لها، والمساندة التي لا حدود لها، وإنكار الحقوق التي لا مبرر لها، لن توفر لإسرائيل الأمن والاستقرار، وستظل تُطارد داخل الأراضي المحتلة وخارجها، إلى أن تتحقق مطالب الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الحرَّة المستقلة على أراضيه المحتلة.