التعارض الإسرائيلي مع ترامب يخرج إلى العلن... وكاتس قال ما يجول في خاطر نتنياهو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ما أدلى به وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حول اعتزام البقاء في غزة واستئناف الاستيطان فيها، لم يكن زلة لسان أو هفوة، بل هو ما يجول في خاطر الحكومة الإسرائيلية، وما تخطط لتنفيذه في المرحلة المقبلة، في تعارض واضح مع الخطة الأميركية للسلام. ولم يتضمن الإيضاح الذي أصدره في ما بعد، تحت الضغط الأميركي على ما قيل، موقفاً صريحاً بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تنص على الانسحاب إلى شريط ضيق على حدود القطاع في المراحل اللاحقة من الخطة، التي تبناها مجلس الأمن، وباتت تحظى بشرعية دولية. والجزء الأخطر من كلام كاتس، الذي جاء خلال تدشين إنشاء 1200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بيت إيل بالضفة الغربية، هو ذاك الذي جاء فيه: "نحن في عصر السيادة العملية"، في إشارة إلى فرض القانون الإسرائيلي على الضفة، بما يتناقض مع المعارضة التي أعلنها ترامب لضم المنطقة. يعكس كاتس موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي ترامب، وفق مكتب الأخير، في فلوريدا في 29 كانون الأول/ديسمبر الجاري. ولا يظهر أن لقاء فلوريدا سيترك تأثيراً على اليمين المتطرف المشارك في هذه الحكومة ويدعو إلى استئناف الاستيطان في غزة، وعدم الانسحاب منها، ويطالب ببسط السيادة الإسرائيلية على الضفة، ويرفض الانسحاب من جنوب سوريا وجنوب لبنان. ويحذر نمرود نوفيك، الذي كان مستشاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريس، في مقال نشره في صحيفة "نيويورك تايمز"، من أن نتنياهو يقف في مواجهة خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، عبر إصراره على سياسة الضربات الاستباقية في غزة ولبنان وسوريا. ويرى الأستاذ في كلية السياسات الخارجية بجامعة جورجتاون الأميركية دانيال بايمان، في مقال بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية، في الوضع السائد غزة "نزاعاً مستمراً ولو بشكل محدود، أكثر منه سلاماً". فلسطينيون في مخيم النصيرات للنازحين وسط قطاع غزة. (أ ف ب) وبات من نافل القول إنه من دون الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، لن يكون في الإمكان الحفاظ على وقف النار في غزة ولو بصورته الهشة. ولا تلوح في الأفق مؤشرات إلى أن هذه المرحلة تقترب من التنفيذ. وسيبقى الشرط الإسرائيلي تحويل قوة الاستقرار الدولية إلى قوة قتالية مهمتها نزع سلاح "حماس"، عقبة كأداء أمام موافقة أي دولة على المساهمة فيها. وإذا لم تلتزم القوة الدولية المزمعة المطلب الإسرائيلي، فإن ذلك من شأنه العودة إلى طرح مسألة أن إسرائيل وحدها القادرة على نزع سلاح "حماس"، تمهيداً لاستئناف القتال على نطاق واسع. ويتضح من كلام كاتس أن الحكومة الإسرائيلية لن تفوت فرصة تراجع الاهتمام الدولي بغزة، وبدايات فك العزلة الدولية عن إسرائيل، وفق ما تجلى في زيارتي رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، الاثنين، كي تتملص من التزاماتها بموجب خطة ترامب. ومن غزة إلى لبنان وصولاً إلى إيران، تضيق الآمال بتجنب تجدد الحروب. والفرصة الوحيدة المتاحة لعدم بلوغ نقطة الانفجار هي أن يُفهم ترامب نتنياهو بوضوح في فلوريدا، أنه لن يدعه يتلاعب به ويعرض المصالح الأميركية في الشرق الأوسط للخطر، لاعتبارات تتعلق باستمرار حياته السياسية.