جريدة الجرائد

جامعة الرياض للفنون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في مشهدٍ ثقافيٍ يفيض بالحيوية والإبداع، أطلقت المملكة مشروعًا وطنيًا جديدًا يجسّد الرؤية السعودية في أبهى صورها: جامعة الرياض للفنون، التي أعلن عنها رسميًا سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 في الرياض، لتكون أول جامعة متخصصة في الفنون على مستوى المملكة والعالم العربي.

تضم الجامعة 13 كلية متخصصة تغطي مجالات الموسيقى، الفنون البصرية، المسرح، التصميم، العمارة، وصناعة الأفلام، وتهدف إلى تخريج أكثر من 30 ألف طالب وطالبة بحلول عام 2040. هذا المشروع لا يمثل مجرد مؤسسة أكاديمية، بل يُعدّ تحولًا نوعيًا في مسيرة الاقتصاد الإبداعي السعودي، أحد المسارات الرئيسة لرؤية 2030.

جاء تأسيس الجامعة ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في عام 2019، ليُصبح القطاع الثقافي أحد أهم ركائز التنويع الاقتصادي في المملكة. وهي الرؤية التي ربطت الثقافة بالاقتصاد، وجعلت الفن قوة إنتاجية لا تقل عن الصناعة أو الاستثمار المالي.

في كلمته خلال المؤتمر، قال سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان:

«نؤمن أن الثقافة ليست ترفًا، بل استثمار في العقول والطاقات، وبها تُبنى جسور التواصل الحضاري وتُصنع الفرص الاقتصادية المستدامة».

إن جامعة الرياض للفنون ليست مبنى أو مشروعًا أكاديميًا فقط، بل منصة وطنية لاكتشاف المواهب السعودية وصقلها علميًا ومهنيًا. فهي تُعيد الاعتبار إلى الفنون بوصفها لغة حضارية تعكس هوية المجتمع، وتعزز مكانة المملكة كوجهة ثقافية عالمية تحتضن الفن والإبداع والتعليم في آنٍ واحد.

ويأتي هذا المشروع ضمن موجة التوسع في التعليم المتخصص، التي شهدت إنشاء جامعات نوعية مثل جامعة الأبحاث والتقنيات المتقدمة، وجامعة الملك سلمان الدولية للفنون التطبيقية، لتكتمل منظومة التعليم الإبداعي الذي يربط بين المعرفة والإنتاج الثقافي، وبين الإلهام والاقتصاد.

وبينما تتجه دول العالم إلى البحث عن توازن بين العلم والإبداع، تسير السعودية بخطى ثابتة نحو بناء جيلٍ يفكر ويبتكر ويرسم مستقبل وطنه بيده وريشته وعدسته.

إن جامعة الرياض للفنون هي ترجمة عملية لنهج القيادة السعودية في الاستثمار في الإنسان قبل المكان، وإيمانها العميق بأن الثقافة هي القاطرة التي ترفع منسوب الوعي، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة.

وباسم كل فنانٍ وطالبٍ ومبدع، يُرفع الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- على دعمهم اللامحدود للثقافة والتعليم والإبداع، وعلى قيادةٍ جعلت من الفن مشروعًا وطنيًا ومن الحلم واقعًا.

فمن الريشة إلى الريادة، تُبدع المملكة مستقبلها… بريشة فنانٍ سعودي يرسم ملامح النهضة، وبقيادةٍ ترى في الإبداع استثمارًا في هوية الوطن وروحه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف