نتنياهو يهرب من استحقاقات غزة إلى "أرض الصّومال" ليعيد تشكيل جدول أعمال القمّة مع ترامب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عشية قمة فلوريدا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أضفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مزيداً من التعقيد على المشهد السياسي المضطرب أصلاً في الإقليم. وأثار باعترافه المفاجئ بـ"أرض الصومال" في القرن الأفريقي دولة مستقلة، عاصفة من ردود الفعل المندّدة عربياً ودولياً.المفترض أصلاً في قمة فلوريدا أن تناقش عملية الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية لغزة التي تتضمن تشكيل قوة الاستقرار الدولية وإعلان "مجلس السلام" برئاسة ترامب الذي سيشرف على لجنة التكنوقراط. وهذه اللجنة سيناط بها إدارة القطاع بدلاً من "حماس"، ومن ثم البدء بإعادة الإعمار، وتخلّي الحركة عن سلاحها. سيجادل نتنياهو أمام ترامب بأن المرحلة الأولى من الخطة لم تُنجز بالكامل بعد، بدعوى أن "حماس" لا تزال تحتفظ بجثة الجندي الإسرائيلي ران غفيلي، ولأن الحركة لم تعلن بوضوح بعد استعدادها للتخلي عن سلاحها، علماً أن هذه الخطوة منصوص عليها في المرحلة الثانية، لكن نتنياهو يفرض تفسيره لبنود الخطة، على غرار ما يصف الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة بأنها نشاط ضروري للحفاظ على وقف النار! وسبق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قمة فلوريدا بتكرار القول، الخميس، إن "إسرائيل لن تخرج أبداً من قطاع غزة"، وذلك بعد نحو يومين من تصريحه بأنها ستقيم تجمعات استيطانية فيها، وتراجعه عن ذلك عقب غضب أميركي وطلب إيضاحات من تل أبيب. ويكاد الإعلام الإسرائيلي يجمع، نقلاً عن مسؤولين سياسيين وأمنيين، على أن نتنياهو سيطلب ضوءاً أخضر أميركياً لتوسيع عملياته في لبنان، وإمكان توجيه ضربة جديدة لإيران تستهدف برنامجها الصاروخي كعمل استباقي.ينسجم هذا التوجه مع تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الجمعة، من أن "المعركة لم تنتهِ بعد، فجميع الجبهات نشطة، وتنتظرنا تحديات جمّة لحماية إسرائيل ومواطنيها، وواجبنا هو المضيّ قدماً نحو النموّ والتجديد". سيجادل نتنياهو أمام ترامب بأن المرحلة الأولى من الخطة لم تُنجز بالكامل بعد. (أ ف ب) في هذا الجو المحتقن، اختار نتنياهو الهروب من استحقاقات غزة إلى "أرض الصومال" التي سرت في أوقات سابقة أن الحكومة الإسرائيلية ناقشت مع المسؤولين في هذا الإقليم الذي أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991، استقبال نازحين من غزة. وفوق ذلك، قدّم نتنياهو قرار الاعتراف على أنه "جاء ضمن روحية الاتفاقات الإبراهيمية"، في إشارة موجهة إلى ترامب الذي يولي اهتماماً خاصاً بتوسيع هذه الاتفاقات في الشرق الأوسط. لكن رد فعل الرئيس الأميركي على القرار الإسرائيلي أتى فاتراً، أي أنه لم يؤيد ولم يعارض، خصوصاً في وقت صدرت فيه موجة إدانات من 21 دولة عربية إلى الاتحاد الأفريقي، ووسط استغراب أوروبي، بينما ستُعرض المسألة على جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم بطلب من مقديشو. ويفضل ترامب التريث وعدم إثارة استياء شركاء للولايات المتحدة في خطة غزة، مثل مصر وقطر وتركيا، وهي دول تعوّل واشنطن على مساعيها من أجل تسهيل تطبيق الخطة، وتحديداً في مسألة إقناع "حماس" بالتخلي عن السلاح. لقد أقحم نتنياهو "أرض الصومال"، من خارج جدول الأعمال، في السياقات الإقليمية، وزاد من توتر العلاقات مع مصر، ولم تكد تمضي أيام على صفقة الغاز التي كان ترامب يأمل أن تعيد ترميم العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، بعدما تضررت بشدة من جراء حرب السنتين على غزة. وكذلك يصح الأمر على العلاقات بين تركيا وإسرائيل التي من المرجح أن تتدهور أكثر بعد القرار الإسرائيلي.