حفل تنصيب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دونالد ترامب .. حفل تنصيب " يخيم عليه الرعب والتشاؤم " ..
منذ اليوم التاسع من شهر نوفمبر الماضي ، احتل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد جون ترامب مساحات معتبرة من تغطيات الإعلام الأوربي بعامة والبريطاني بشكل علي وجه التحديد ، خاصة المقروء منه الذي تحول إلي ريبورتاجات وتقارير وتحليلات وتعليقات مطولة .. وبحث في دفاتره القديمة ..
ومع إقتراب اليوم العشرين من الشهر الحالي ، تركز هذا الاهتمام حول الإستعدادات التى تتخذها الأجهزة المختصة لكي يخرج يوم تنصيبة بلا مشاكل أو معوقات ، دون خفض مستوي متابعة لصيقة لما يتلفظ به او يعلق عليه هنا وهناك وعبر " تويتر " علي وجه التحديد ، في محاولة منها لإستخلاص توجهاته هو وفريق إدارته قبل أيام معدوده من لحظة دخوله البيت الابيض ..
تناولت صحيفة التايمز ضمن افتتاحية يوم 14 الجاري التى عنونتها " أعمال إدارة ترامب كلها محفوفة بالمخاطر " جلسات الإستماع " غير العادية " التى يوالي الكونجرس عقدها لفرز وتقييم ترشيحاته لتولي المناصب العليا في البلاد .. وقالت أنها شهدت الكثير من التشدد " الذي يُنبأ عن عدم الإطمئنان لكل خياراته " مما دفع مرشحيه لشغل منصبي وزيري الخارجية والدفاع إلي " العمل بكل وسيلة لإقناع مستجوبيهما بقدرتهما علي إدارة الجهازين بما يتوافق مع مصلحة البلاد العليا " ..
هنا نتساءل ؟؟ ..
هل توافقت تصريحات ترامب مع أقوال مرشحيه فيما يتعلق بستراتيجية إدارته علي مستوي وزارتي الخارجية والدفاع ؟؟ .. الإجابة " لا " بنسب متفاوتة ..
فبينما راي ريكس تيلرسون وزير الخارجية ضرورة مواصلة سياسة التشدد مع روسيا ، قال ترامب في حديث له مع صيحفة " وول ستريت جورنال " انه مستعد لرفع العقوبات المفروضة عليها " إذا ما أقتنعت بوجه نظره وساهمت في التصدي للمتطرفين وحاربت معه الإرهاب ، علي سبيل المثال " ..
وفي حين نصحه مستشاروه بإيحابيات التهدئة مع الصين ، واصل هو التصعيد معها إلي درجة التهديد باعادة النظر في مبدأ " الصين الواحدة " الذي تتبناه واشنطن منذ عام 1979 واصبح من ثوابت سياستها في جنوب شرق آسيا ، ان لم تخفف بكين من ممارستها التى تضعف من قيمة العملة الأمريكية وتؤثر علي حركة تجارتها علي المتسويين الثنائي والعالمي ، بل وفي داخل الولايات الأمريكية ..
حفل التنصيب ..
وصفته صحيفة الأوبزيرفر في عدد الأحد 15 الجاري بأنه " سيكون لحظة فزع وقلق ونذير شؤم " .. وقارنت بين ما جري عليه العرف – في مثل هذه المناسبة - منذ سنوات طوال من تعظيم للأمل وإزكاء للقيم الديموقراطية وتتويج للإنتقال السلمي للسلطة ، وبين ما يمثله يوم 20 يناير 2017 من مخاوف قبل وبعد أن يتسلم الرئيس الخامس والأربعون منصبه محاطاً بعدد من المواقف التي تنم " عن جهل و تعصب عرقي و كراهية للنساء و معاداة لحرية التعبير و التلفظ بكلمات غير لآئقة وخطيرة ضد الأخرين ، فضلا عن نزعته الشعبوية المثيرة للقلق والمشاكل " .. وتصريحات أربكت العلاقة بين واشنطن وعدد كبير من العواصم العالمية .. كوصفه لحلف شمال الاطلنطي بانه أصبح " أداة بالية " , وتهديده لشركات صنع السيارات الألمانية انه سيفرض علي منتجاتها الواردة إلي السوق الأمريكية رسوم جديدة تصل إلي 35 % " ، إلا إذا زادت من حجم انتاجها داخل البلاد " .. ونقده اللآذع لإتفاقيات التجارة التى ابرمتها ادراة الرئيس أوباما مع عدد من الدول وتصميمه علي إلغائها .. وإنتقاده العنيف لترحيب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للمهاجرين القادمين إلي أوربا من الشرق الأوسط ..
اما صحيفة الصنداي تايمز ، فتنبأت في نفس اليوم انه سيكون رئيس " غير عادي " خاصة اذا استمر في نشر تغريداته علي تويتر التى أصبحت مفتاحاً للتعرف علي ما إذا كان سكان البيت الابيض الجديد يعي ويقدر " أنه أصبح رئيس أكبر دولة في العالم " وما إذا كان يملك مقومات " التعرف علي ما هو الصواب " ..
علي الجانب الآخر ..
أعلن جيه جونسون وزير الأمن القومي أن السلطات الأمريكية المختصة أخذت في إعتبارها وهي تستعد لهذا اليوم ، إحتمال " وقوع علمية إرهابية طريق إستخدم شاحنة ، كما حدث في فرنسا وألمانيا " .. لذلك تقرر إغلاق منطقة الإحتفال بتعزيزات " اكبر وأكفأ " مما كان عليه الحال عندما أُقيم حفل تنصيب الرئيس أوباما للمرة الثانية ، ومن ثم " لن يسمح بمرور أي سيارة لا تحمل تصريح إلي داخل المنطقة التى سيتم تأمينها إعتباراً من فجر يوم 19 ..
ورغم عدم الإبلاغ بتهديدات مباشرة ، إلا أن التخوفات نابعة من التصرفات الفجائية التى قد يُقدم عليها " واحد من الذئاب المنفردة " .. لذلك وضعت الخطط التى شارك فيها أكثر من جهاز أمني ، بحيث يتابعها ما لا يقل عن 28 الف عنصر من العالمين في هذه الأجهزة ، بعضهم بدأ تحمل مسئولياته بالفعل ..
ولأن المشاركة تعطي الحق لحوالي 900 ألف مواطن أن يتواجدوا داخل دائرة الاحتفال .. ولحوالي 100 مجموعة احتجاجية بالتواجد بالقرب منها .. ولأن مجموعة من اعضاء الكونجرس المنتمون للحزب الديموقراطي والذين هم علي " قناعة تامة أن موسكو ساهمت بقوة في توصيل ترامب إلي البيت الابيض " سينظمون طريقة للتعبير عن موقفهم كما تؤكد شبكة إن بي سي .. يُجزم كثيرون من المهتمون بالأمر أن حفل التنصيب يظلله من الأن عوامل القلق وبواغث التوجس ومعطيات الحيطة في اعلي مستوياتها ..
رداً علي هذه المواقف المتضاربة ، نشر ترامب قبل نحو أسبوع علي تويتر انه يصدق أن واحداً من الأجهزة الأمنية الأمريكية قام بتسريب تقرير " يحتوي علي تسجيلات غير ملائمة له " إبان احدي زيارته قبل أعوام إلي موسكو " رغم علمهم انها مزورة " .. ووصفهم في أول مؤتمر صحفي له بأنهم " نازيون يتعمدون تسريب ما تحت يدهم قبل أن يستوثقوا من محتواه " ..
ولما تعالت بعض الأصوات محذرة من عواقب الخلاف البادي بين الرئيس المنتخب وقيادات وكالة المخابرات المركزية سي اي إيه ، جري التنويه أكثر من مرة ان الروح المعنوية لكوادر الوكالة لم تضعف بسبب الإتهامات التى وجهت إليهم وسيتحملون مسئوليتهم علي أكمل وجه ..
تأكيداً لوجهة النظر هذه قال مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع أمام مجلس الشيوخ أنه يثق بقوة في قدرات وامكانيات وكالات المخابرات الأمريكية ، وأنه علي يقين من قدراتها وولائها الذي لا يتزعزع للرئيس ولمصلحة البلاد العليا .. ونفي التسريبات التي تقول أن قيادات بعض الأجهزة الأمنية الهامة ينوون تقديم إستقالاتهم من مناصبهم بعد أن نالهم بعض الغُبن علي يده في الايام الاخيرة بسبب ما قيل حول نشرهم لتقرير يسئ له علي مستوي علاقات واشنطن و موسكو ..
حذرت العديد من وسائل الاعلام الأوربية ترامب من تحويل تصريحاته وتعليقاته إلي برامج سياسية قابل للتنفيذ علي الارض .. وضربت مثلا بان إلعاءه لبنود الاتفاق التجاري مع الدول الأسيوية ، سيحفزبكين علي إنشاء تكتل أقتصادي للتجارة الحرة مع نفس المجموعة التى ستتضرر من خطوته الكارثية ، وساعتها سيدرك بشكل عملي انه خسر كثيرا ، واذا حاول ان يعيد عجلة الزمن إلي الوراء سيكتشف أن الزمن سبقه بفراسخ عدة ..