فضاء الرأي

تصعيد سوري إسرائيلي في الأجواء اللبنانية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

التصعيد الجديد بين سوريا واسرائيل في سماء لبنان، قد يجعل المنطقة الموجودة أصلا على  فوهة بركان، تنفجر باي لحظة. يبدو ان اطلاق صاروخ SA200 المعروف بصاروخ سام 5 روسي الصنع باتجاه طائرات اسرائيلية في الاجواء اللبنانية هو بمثابة رسالة لاسرائيل او/و لجهات اخرى، وليس الهدف منه اسقاط تلك الطائرة التي كانت تقوم بعمليات تصوير وتجسس وجمع معلومات عن نشاط حزب الله في لبنان.
ما هي الرسالة او/و الرسائل ومن أرسلها؟ سؤال له ثلاثة  اجابات محتملة في هذا الظرف من الوضع السوري الدقيق  ومحاولة النظام بسط سيطرته مجددا على اجزاء كبيرة من سوريا.

الاحتمال الاول ان يكون النظام السوري هو من امر   باطلاق الصاروخ باتجاه الطائرة الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية كتحذير لاسرائيل، والمعلوم ان الطائرة كانت تقوم بجولات استكشافية وهي ليست من الطراز المقاتل ولم تخترق المجال الجوي السوري ولم تمس السيادة السورية هذا، الا اذا اعتبر النظام السوري اجواء لبنان هي اجواء سورية! 
الاحتمال الثاني ان تكون ايران هي من اوعزت باطلاق الصاروخ تحذيرا لاسرائيل ورسالة لاميركا ولترمب مفادها ان الوجود الايراني في سوريا راسخ ومتجذر ولا رجعة عنه وايضا رسالة وخز للحلفاء الروس بسبب تنسيقهم المستمر مع اسرائيل فيما يتعلق بالاجواء السورية.
الاحتمال الثالث هو يكون حزب الله الذي يسيطر على موقع رمضان والمتواجدة به منصة صواريخ ارض جو من طراز SA200  قديمة الصنع هو من اطلق الصاروخ دون الرجوع للقيادة السورية، وذلك لان الطائرة الاسرائيلية التي كانت تصور وتجمع معلومات ربما رصدت امرا خطيرا او في غاية السرية  لم يشأ حزب الله ان يكتشف ولذلك اطلق الصاروخ لابعاد الطائرة، وردا ايضا على رسائل اسرائيل التهديدية بضرب لبنان والقول ان حزب الله يستطيع ضرب اسرائيل من الاراضي السورية.

اسرائيل من جهتها، وبعد رصد الصاروخ واطلاع الروس على نيتها، قامت باختراق الاجواء السورية ودمرت منصة اطلاق الصواريخ في موقع رمضان الذي يبعد 50 كلم الى الشرق من العاصمة السورية دمشق. الرسالة الاسرائيلية تعدت خطوط اسرائيل الحمراء المعتادة وتخطتها برسم خط احمر رابع مع قرار ضرب منصة صواريخ SA200 .وكانت هذه المنصة سبق واطلقت صاروخا باتجاه مقاتلات اسرائيلية بعد قصفها لمواقع في سوريا في شهر اذار مارس الماضي دمرته منظومة الباتريوت الاسرائيلية فوق الاردن. 
ولتفسير الخط الاحمر الاسرائيلي الجديد نورد هنا ما يعتبره المسؤولون في الدولة العبرية الخطوط الحمر الثلاث التي انتهجتها اسرائيل منذ بداية الحرب السورية: فاسرائيل تقصف في سوريا مرافق او شحنات اسلحة متطورة تنقل من ايران عبر سوريا لحزب الله في لبنان او مواقع عسكرية سورية بعد "انزلاق" قذائف من الحرب السورية الى الاراضي التي تحتلها اسرائيل في الجولان منذ العام 1967  وايضا تستهدف من يهاجم جيشها في الجولان على طول الشريط الحدودي المعروف بخط وقف النار بين اسرائيل وسوريا بعد حرب 1973.  

هذا التصعيد يحمل في طياته اخطارا كبيرة على المنطقة وعلى سوريا ولبنان بشكل خاص فبحسب كل الاحتمالات الانفة الذكر اي مواجهة محتملة ستكون على الأراضي اللبنانية وقد تمتد للجولان السوري ومحافظة القنيطرة على ابعد حد، ويستبعد المحللون للشأن السوري ان يقوم النظام الذي بدأ يلتقط انفاسه مجددا، بمغامرة مع اسرائيل ستؤدي حتما الى إسقاطه او على الاقل اضعافه الى حد السيطرة على غرب سوريا لا اكثر. هذا من جهة، اما الايراني فلن يقاتل اميركا ولا اسرائيل على ارضه وسينقل مواجهته الى لبنان وسوريا وربما عمليات متفرقة في نواحي متعددة من الولايات المتحدة مثلا، او مصالح اسرائيلية في اوروبا او اميركا اللاتينية بحسب ما يرى خبراء الاستراتيجيات الايرانية.
للتذكير، المعركة السورية الإسرائيلية الجوية الاكبر كانت معركة سهل البقاع عام 1982 في الاجواء اللبنانية حيث اسقطت اسرائيل 90 طائرة سورية دون اي اصابة لاي طائرة اسرائيلية، وذلك بعد ان تجاوزت اسرائيل خطر صواريخ الارض جو سام 4 وسام 5 وسام 7  روسية الصنع والذي تزودت بها سوريا لتوها في حينه، فما الذي اختلف في موازين القوى من وقتها للان حتى تقوم سوريا بهذه الحركة يتساءل المحللون للشأن السوري!
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معركة سهل البقاع عام 1982
حسن زميره -

معركة سهل البقاع عام 1982 كانت إحدى مهازل بطل التشرينين بطل التصخيخ وبطل التخرير القائد الخالد (في جهنم طبعاً) حافظ الأسد ... قال لي أحد ضباط الطيران السوري: هذه خيانة من حافظ كوهين الأسد ... الطائرات السورية زودت بصواريخ مداها ٧ كم (رغم وجود صواريخ مداها ٣٥ كم) ... بينما الطائرات الأسرائيلية كانت تحمل صواريخ مداها ٣٥ كم. ..........