ركلة محمد صلاح في مرمى حسن نصر الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ذات مساء قريب كان حسن نصر الله أمين عام حزب الله يؤدي "مهامّه الجهادية" خاطباً عن الأوضاع الدولية والإقليمية والمحليّة ، مهاجماً وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهانالذي يظهر أن تصريحاته وتغريداته حول حزب الله قد أضحت حديث الناس والصالونات السياسية في لبنان لما لها من دلالة وتأثير مباشر في التوازنات الداخلية وعلى معنويات جمهور هذا الحزب ومحوره المنتمي لإيران ، هؤلاء الذين ينبرون بالجملة للرد والتعليق على السهام السبهانية المُركّزة .
لوهلة بدى أن الغالب على تفاعل عيّنة من نشطاء وسائط التواصل الإجتماعي ما جاء في كلام نصر الله ، إلاّ أن خبر ركلة محمد صلاح لاعب المنتخب المصري لكرة القدم الذي أحرز بها هدف الفوز مُحقّقاً بذلك بطاقة تأهل منتخب بلاده لكأس العالم في روسيا العام القادم خطف فجأة إهتمام النشطاء فتحوّل معظمهم إلى الإحتفاء بهذا الفوز البهيج ، ودلّ - بمعنى ما-على مدى عمق توق وحاجة الشعوب العربية عامّة إلى إنجازات فعلية وبطولات حقيقية يتعلّقون بحبالها للخروج من وهاد البؤس والمتاهة .
لا صلة مباشرة بين الواقعتين ما خلا التزامن ، إلاّ أن هذا التحوّل السريع لإهتمام الجمهور من خطبة نصر الله إلى ركلة محمد صلاح لَفَت الإنتباه إلى أسئلة جذريّة وبديهية لا مناص من التعامل معها ، ما الذي يريده جيل الشباب ؟ من الذي يعبّر عن آمالهم وطموحاتهم ؟ أي مستقبل ينشدون ؟ ما نوع الحياة التي يطمحون إليها ؟ ما هي القضايا التي تقف على رأس أولوياتهم ؟
اليوم يمكن رصد مؤشرات وتوجهات الرأي العام كل لحظة من خلال وسائط الإعلام الجديد ، على أن إستيفاء أي موضوع حقه في النقاش يحتاج دائماً إلى بحث علمي أشمل من أن تُحتوَى فصولهفي سطور مقال .
الشباب يريد الأمن والإستقراروالحريات العامّة وفرص العمل والعيش الكريم والترفيه والخدمات الرئيسية وإتقان لغة العصر والسعي لإكتساب الأفضل ، ولأن معظم هذه البديهيات –الطموحات عزيزة ومفقودة وفي غير متناول غالبية شعوب المنطقة لأسباب شتّى منها فشل الدول الوطنية في تحقيق مشاريع التنمية ، فقد دفع هذا كل ما هبّ ودبّ من قوى سياسية وإجتماعية إلىالتحرّك لملأ فراغ الفشل الرّسمي وطغت القوى والتيارات الراديكالية الدينية على المشهد العام منذ أواخر السبعينات ، ولكن هل حقق هؤلاء ما عجز عنه الأوائل ؟ وهل جاؤوا بالتنمية والمشاريع والإنجازات ؟ هل شكّلوا بديلاً ناجحاً أم أنهم هم أنفسهم أيضاً كانوا عنواناً لفشلٍ إضافي مُضاعف بعد أن شرّعوا الأبواب أمام جهنّم الحروب والتشرّد والفتن والميليشيات والسلاح المنفلت من كل عقال ؟! .
بوضوح ، إنّه " الفراغ " الذي سمح للـبروباغندا الحزبية والمذهبية أن تأخذ حيزاً أكبر من حجمها الطبيعي ، هذا الفراغ الذي أطلّ منه حسن نصر الله سارحاً مارحاً مُتطرقاً في غير مناسبة إلى الأوضاع في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والسعودية ودول أخرى للإيحاء والإشارة بأن كل هذه الجفرافيا صارت هي الملعب الطبيعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يفاخر بأنه يعمل لخدمة مشروعها في المنطقة .
لكن ما بين الحقائق والأحلام أغلال رقيقة تسمّى أوهام يعيش على أثيرها أولئك الذين لا يستمعون لنبض الشعوب ، هذه الشعوب التي ترفض نزعة الوصاية وتأبى السطو على إرادتها ومصادرة مستقبلها وحقها في الحياة ، مثل هؤلاء الواهمين ينهارون فجأة ،فأدوارهم - البدل عن ضائع - سرعان ما تختفي وتتوارى عند نجاح أوّل ركلة .
وفي سياق إنهيار صورة حزب الله في الدول العربية مقارنة بما كانت عليه سابقاً كشفت دراسة إستطلاعية أميركية قام بها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عن رفض المصريين بأغلبية ساحقة لمواقف حزب الله في المنطقة ، ففيما كان الرأي العام المصري ينظر إلى حزب الله على أساس أنه قوّة عربية يدافع ضد قوى الإحتلال الإسرائيلي ، فقد تغيّرت صورته الآن وأصبحت سلبيّة خاصة بعد تورّطه في الحرب السوريّة وبسبب ولائه الكبير وإنتمائه لإيران .
إستطلاع معهد واشنطن كشف أيضاً عن رفض كاسح للرأي العام المصري لسياسات إيران الإقليمية بنسبة 99% وبنسبة ساحقة أيضاً رفض المصريون جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن ، وإعتبروا أن إيران الآن هي عامل سلبي ، وعنصر عدم إستقرار في المنطقة .
إذا ، ليس الخطاب الراديكالي التدميري التخريبي المذهبي هو ما يعني المواطن العربي حيثما كان ، فهذا الخطاب المأزوم يتغذى من الفراغ ويتفرْعَن عندما لا يجد من يصده ، والعلاج المستدام هو في قبول التحدي والتصدي لمشكلات الوطن الحقيقية في مكافحة التطرف والإرهاب وتحقيق الإستقرار وإستنهاض الهمم لتسريع محركات الإنتاج وإنجاز المشاريع تلو المشاريع وفق رؤية حكومية ومجتمعية واضحة المعالم وآليات تنفيذ ورصد ومتابعة يكون مؤداها خدمة الشعوب وتحقيق مصالحها العليا .
وأمام ناظرينا نموذج مُلهِم هو دولة الإمارات العربية المتحدة بما بلغته من تطور ونجاح منقطع النظير في تطبيق برامج التنمية على الصعد كافّة وبما وفّرته من بنى تحتية حديثة وحياة أمنة وخدمات ذكيّة يسعد بها كل مواطن ومقيم .
وإنّ الأنباء المتوالية الآتية من مصر والسعودية بما تمثله هاتين الدولتين من ثقل عربي وإسلامي تجديداً وإصلاحاً وتدشيناً لمشاريع عملاقة وتمكيناً للمرأة في الحياة العامة ، تبعث بمجملها على الأمل والحبور وتَشي بأنّ غداً يومٌ أجمل .
كاتب وصحافي لبناني
التعليقات
اين العطر من الثوم
كريم الكعبي -الكاتب الاعمص بالعراقي(لايستطيع النظر بالكاد) لاتقارن بين الاخواني المتعفن بالطائفية وبين عطر الورد حسن نصر الله ، لبنان كانت ايها الاعمص قبل حركة نصر الله باب دعارة لأسرائيل تسرح وتمرح متى شاءت ومتى تغيرت رياح الانتخابات الاسرائيلية والبنانية ومتى ماأراد حكام اسرائيل ، نصر الله وحزبة أربعون الف مقاتل أذاقوا الذل والهوان لدويلة اسرائيل الغربية والخليجية ، أمريكا والغرب وحكام العرب عبيد لأسرائيل تسير الاقتصاد الغربي والامريكي كيفما تشاء ، وتأتي برئيس وتغير رئيس باسم الديمقراطية ، السيد حسن نصر الله هزم رؤساء العرب والخليج وأمريكا والدول الاوربية والماسونية العالمية بهريمته لأسرائيل ، انه اعجاز ألهي لايمكن لأي احد أن يحققه الا بأرادة الله عز وجل ، لايمكن لأعلام الاعمص هذا أن يحجب النور عن ماقام به السيد نصر الله في حرب تموز والقضاء على دواعش اسرائيل وامريكا والخليج في سوريا والعراق ، مشروع الذل العربي في المنطقة قضي عليه من قبل نصر الله والشيعة في العراق وسوريا واليمن ، عندما نتخلص من دواعشكم لم يبق الا اليمن وسترى احرار الشيعة ستكون ضربتهم الاقوى بنصر مؤزر قادم من صعدة الى داخل السعودية وأزالة عروش امراء وحكام الخليج ، ايها الاعمص اذكرك جيش مصر الذي يعد الاول في المنطقة يهزم يوميا امام بدو سيناء الدواعش وقتلاه بالعشرات فكيف مقارنته بمقاتلي حزب الله قليلي العدد صانعي الانتصارات الكبيرة أرجو أن تعود الى رشدك في الكتابه
رد على الكعبي
غسان -سطور الكاتب ترد بوضوح على "أوهام" الكعبي .. وأقتبس : " بوضوح ، إنّه " الفراغ " الذي سمح للـبروباغندا الحزبية والمذهبية أن تأخذ حيزاً أكبر من حجمها الطبيعي ، هذا الفراغ الذي أطلّ منه حسن نصر الله سارحاً مارحاً مُتطرقاً في غير مناسبة إلى الأوضاع في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والسعودية ودول أخرى للإيحاء والإشارة بأن كل هذه الجفرافيا صارت هي الملعب الطبيعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يفاخر بأنه يعمل لخدمة مشروعها في المنطقة . لكن ما بين الحقائق والأحلام أغلال رقيقة تسمّى أوهام يعيش على أثيرها أولئك الذين لا يستمعون لنبض الشعوب ، هذه الشعوب التي ترفض نزعة الوصاية وتأبى السطو على إرادتها ومصادرة مستقبلها وحقها في الحياة ، مثل هؤلاء الواهمين ينهارون فجأة ،فأدوارهم - البدل عن ضائع - سرعان ما تختفي وتتوارى عند نجاح أوّل ركلة ".
الفرق كبييييييييير
طيفور -حضرة الكاتب أذكرك بأن السيد حسن نصر الله وحزب الله موجودون في الميدان ليل نهار ويقاتلون وينتصرون في كل مكان فيما الآخرون الذين تتحدث عنهم يلعبون ويلهون ويسلمون أمور دولهم ليديرها آخرون ... والفرق كبير
نعم ولكن !
ندى قاسم -نعم أوفق ما تقدم به السيد الكاتب ..... مع الشك بأن الذي فشل في تحقيق التنمية وإدارة الدولة في السابق سوف ينجح هو نفسه في توفير الإستقرار والإزدهار وأعني هنا معظم الدول العربية بإستثناء بعضها والفخر والإعجاب بما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة
الى المشعوذين جميعا ..
فول على طول -اللة ليس لة أحزاب ومن يقول غير ذلك فهو مشعوذ ...انتهى - حزب المشعوذين والملقب بحزب اللة هو خنجر فى ظهر لبنان وفرح بة المشعوذون جميعا من الشيعة والسنة لأنة خنجر فى ظهر الدولة الكافرة ...أما الان وبسبب الانتماء الشيعى للحزب فأصبح غير مرغوب فية من جانب المشعوذين السنة . والى كريم الكعبى : انت تفوقت على محمد سعيد الصحاف - العراقى - وعلى أحمد سعيد - المصرى - وأتعشم أن تطلب الاعجاز الالهى الذى أتحفتنا بة للقضاء نهائيا على اسرائيل ..وبحساب المكسب والخسارة هل تقارن خسائر لبنان بخسائر اسرائيل كى تؤكد لنا على انتصار حزب الشيطان والمسمى حزب اللة ؟ هل تعرف مقدار الدمار الذى لحق ب لبنان أو عدد القتلى اللبنانيين وتقارن بخسار اسرائيل ؟ ..يا سيد كريم الكعبى : تفخيذ الرضيع ونكاح الأطفال والمتعة والمسيار لا يرضى عنها اللة الحقيقى ولا ينصر أصحابها أبدا ...ارفع العمامة من على رأسك حتى يصل الهواء النقى الى عقلك ..يكفيك التطبير والتجريح واللطم فهذة أشياء تمسك أنت شخصيا وأنت حر في ذلك أما الشعوذات فهى تؤذى البشرية جمعاء . ربنا يشفيكم قادر يا كريم .
الـمُلاَ حسن زُميرة ؟؟!!.
محمود عباس الأفندي -ما يزال الـمُـلا حسن زُميرة زعيم حزب الشيطان يسترزق و يعيش على كذبة "المقاومة"!!! و "تحرير القدس"!!!...و الحقيقة أن ما يُبقي أكاذيب الـمُـلا حسن زُميرة حية هي تحالفاته المشبوهة و الإرتزاق لدى سادته المُعممين بالسواد في طهران و كذا التحالف الوثيق مع "أصحابه" الموارنة و باقي الطوئف اللبنانية المرعوبة من عودة الحرب الأهلية من جديد... ضيع الـمُلا حسن زُميرة كل رصيده و رصيد طائفته الشيعية الإثناحشرية منذ 2012 في مقامرته البائسة لمساندة و دعم أبناء عمومته من طائفة النُصَيْرِية-الشيعية حكام سوريا...و ما زالت تدفع طائفته ثمن هذه المغامرة ضحايا و قتلى و معطوبين كل يوم و يتزايدون باستمرار، بحيث أن عقلاء الشيعة اللبنانيين صاروا يتخوفون من إنقراض تدريجي للطائفة في لبنان نتيجة تلك المغامرة البائسة للـمُلا حسن زُميرة و جماعته في حزب الشيطان.