اليمن.. والقادم المجهول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم المأساة التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق بسبب جرائم الحوثي وجماعته، ورغم أن جريمة قتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد تسببت في خسارة كبيرة لحزبه وقواته والموالين له، فإننا يجب أن نعترف بأن الوضع الاستراتيجي الراهن لا يخلو من فرص ممكنة للمضي نحو المسار الذي دفع صالح حياته ثمناً له.
تأخر صالح كثيراً في الاعتراف بالخطأ وتمادى في تأبط ذراع الحوثي وعصابته، ولكنه فتح الباب أمام ضوء في نهاية النفق، وتحمل ثمن الاعتراف بهذا الخطأ كاشفاً للعالم أجمع مستوى الغدر والإجرام والوحشية التي تسكن جسد الحوثي وعصابته.
خسر الحوثي خسارة فادحة بقتل الرئيس السابق، وبات من المستحيل لأحد الزعم بأن الحوثي يعمل لمصلحة الشعب اليمني أو يدافع عنه كما كان يردد حلفاء إيران في المنطقة عبر الفضائيات العميلة ليل نهار، فأي دفاع عن اليمنيين تقوم به عصابة قتلت بدم بارد من حاول وقف سفك الدماء وفتح الباب امام الحوار والتفاوض لانهاء الصراع؟
هل هناك الآن من يستطيع الدفاع عن مشروع سياسي وطني للحوثي وعصابته؟ نعم لديهم مشروع ولكنه مشروع إيراني بامتياز، وهو مشروع كان يدركه الرئيس السابق صالح جيداً، ولكنه تباطأ كثيراً في الكشف عنه ومصارحة شعبه بذلك، فربما كانت هذه المصارحة كفيلة بمحو كل اخطائه وخطاياه في حق الشعب اليمني خلال توليه الحكم وبعده لو كان قد بادر بها في بدايات الأزمة، ولكنه لم يفعل عناداً أو طمعاً أو انتقاماً أو رغبة في اثبات وضعيته السياسية كرقم صعب في المعادلة اليمنية.
القادم في اليمن بات أصعب فالمستقبل المنظور مفتوح على كل الاحتمالات، فالحوثي بات أكثر شراهة للدماء، وأكثر ميلاً للانتحار لافتقاره إلى البدائل والحلول واحساسه بمزيد من الخطر وصعوبة وجود حل سياسي يكون هو وجماعته شركاء فيه، فمن ذا الذي يمتلك جرأة خيانة الشعب اليمني مجدداً والادعاء بأحقية ميلشيات عميلة في نصيب من الشراكة في حكم بلد عربي عريق!
صحيح أن الحوثيين أحد مكونات الشعب اليمني، ولكن عليهم نبذ القيادة التي عرضت هذا الشعب لكوارث إنسانية وصحية ومجاعات لم يعهدها هذا الشعب الكريم في تاريخه.
أخطأ صالح حين وثق بالحوثي في البداية وحين وثق بشكل زائد في مقدرته على مواصلة "الرقص على رؤوس الأفاعي" كما كان يحلو له أن يقول، وغامر كثيراً في سلسلة من التحالفات والتحولات على مدى تاريخه، ولكنه لم يفطن إلى خيانة من يدير ويوجه حلفائه من أعداء الأمس، ولم يأخذ بشكل جاد تماماً أن الحوثي يتلقى تعليماته من طهران!
سيدفع الحوثي وعصابته ثمناً غالياً لقتل صالح، فحسابات الأرباح والخسائر في قرار قتله ليست في مصلحة الحوثي بقدر ما هي في مصلحة إيران التي لا يهمها اليمن وشعبه، واتخذت القرار من دون تفكير في عواقبه الداخلية، بل انحصرت حساباتها في تفادي محاصرة نفوذها المتمثل في جماعة الحوثي، والرغبة في عدم منح دول التحالف العربي أي فرصة لانهاء الصراع والخروج من اليمن، الذي تسعى إيران إلى تحويله لمستنقع يستنزف قدرات دول التحالف العربي وينهكها عسكرياً ومادياً، وهذا ما تدركه هذه الدول جيداً وتتحسب له وتعمل على تفاديه بأقصى طاقة ممكنة، من خلال التركيز على قتال الحوثي والعمل على معالجة آثار جرائمه وتطويق نفوذه بما يجنب الشعب والدولة اليمنية تفاقم فاتورة هذه الجرائم قدر الإمكان.
من الأمور المثيرة للسخرية أن يسرب الحوثي تصريحات على لسان بعض قادته يشير فيها إلى استعداده للحوار مع المملكة العربية السعودية، فلم إذاً قتلتم صالح بدم بارد؟ وهل فعل سوى عرض مبادرة للحوار والتفاوض مع دول التحالف العربي؟ الا تدركون أن حديثكم الآن عن الاستعداد للحوار هو اعتراف صريح بأن القتل استهدف الانفراد بالقرار ولا علاقة له بالمؤامرة المزعومة التي رددها الحوثي ودعا أنصاره للاحتفال بالقضاء عليها؟!!
هل يصدق الحوثي أن دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يمكن ان تضع يدها في يد هذه اليد الملوثة بدماء آلاف اليمنيين، فضلاً عن جرائمها السياسية بانقضاضها على الشرعية الدستورية والتسبب في إرجاع اليمن عشرات السنوات إلى الوراء تنفيذاً لمخطط إيراني استهدف السيطرة على هذا البلد العربي العريق من أجل الضغط استراتيجياً على دول مجلس التعاون، وتحويل اليمن إلى شوكة في جنب هذه الدول!
حتماً لن يجد الحوثي شريكاً له في اليمن بعد جريمته المروعة بقتل شريك الخيانة التي استمرت ثلاث سنوات، ولن يجد من يصدق أنه يبحث عن مصالح الشعب اليمني، فرغم أن قتل صالح يحول بينه وبين الغطاء الشعبي الداعم لجرائمه، فإنه الآن بات في نظر اليمنيين مجرم قاتل غادر لا يمكن الوثوق به.
عجباً لتصريحات الرئيس الإيراني في تعليقه على مقتل صالح، حيث قال "إن اليمنيين سيجلعون المعتدين يندمون على أفعالهم"، فهل يريد روحاني أن يقنع أحد بأن القيادة الإيراني تشعر بالتعاطف مع الشعب اليمني؟ لم نر أثراً لهذا التعاطف سوى إرسال الأسلحة والصواريخ والمتفجرات التي استخدمها الحوثي ضد الشعب اليمني طيلة ثلاث سنوات مضت، ولم نر سوى تعبئة صناديق المساعدات الإنسانية المزعومة بالقنابل والذخائر لجماعة الحوثي؟
التعليقات
اليمن وسيناريو الصومال
م.قبائل الشحوح دبـ2020ــي -علي صالح شخص عنيد مغرور متهور متلون ليس له كلمة متغير المزاج بشكل دائم يلعب على عدت اوراق بعضها خاسر وفاشل ونتيجته كارثي عليه وعلى اليمن وهو من اوصل اليمن بغبائه وعناده وغروره المفرط وحبه وعبادته للمال ولسلطة إلى هذا المستوى من الوضع المؤسف .. واليمن اليوم وضعها لا يبشر بالخير والاستقرار .. ونصيحتنا لتحالف الانسحاب منها كي لا تسوء الاوضاع والأمور اكثر من ماهي عليه وتكون التكلفة اكثر وتتحول الى استنزاف خطير ومستنقع وثقب اسود يلتهم ويستهلك الارواح والجهد والمال مع مرور الزمن .. مع انسداد الأفق لحل سياسي ولحل عسكري على الرغم من مرور 3 سنوات لغاية اليوم والوضع يزداد سوء وتأزم اكثر من اي وقت مضى ولكي لا تتحول اليمن برمتها شمال وجنوب إلى صومال اخر . فكما هو معلوم ومنذ الثمانينات الى اليوم لا توجد في ذالك البلد المنكوب سلطة تشريعية فعلية ولا توجد الى الفوضى والاجرام والعصابات المختلفه التي لها الكلمة والسلطة في ذالك البلد . ونتمنى ان لا يصل اليمن العزيز شيئآ فشيئآ الى ذالك السيناريو الدراماتيكي الذي حدث ومازال يحدث في الصومال منذ الثمانينات . اليمن وسيناريو الصومال يلوح في الأفق ........ اللهم جنب اليمن واهله الشر والاشرار وشرور الفتن والمحن واصلح ذات بينهم ووفقهم إلى الطريق الصحيح والحكم الرشيد والى العقلانية والحكمة في القول والفعل والعمل ....
اليمن السعيد
فول على طول -اليمن السعيد طول عمرة سعيد ..وطول عمرة يعرف الاغتيالات والخيانة والتحالفات والقات . لا تنسي أن الخيانة وخاصة قتل القادة موروث منذ بدء الدعوة وما عليك الا أن تسترجع كتب السيرة وتاريخكم وتعرف أن الأخ كان يخون أخاة ويقتلة ...والعم كان يقتل أبناء أخية ...والابن كان ينقلب على أبية لدرجة القتل ...هيييية دا تاريخ مخضب الدم ...لماذا الاستغراب الان ؟ ولماذا اتهام الحوثيين وايران وعزرائيل ؟ نؤكد لكم وبكل الصدق والجدية لا نعرف فى أوطاننا من هو الوطنى ومن هو الوفى ومن هو الخائن ومن هو اللص ومن هو الشريف ....مصيبة أن الشريف هو لص فى نظر الأخرين والعكس صحيح والقتيل هو شهيد فى نظر البعض وخائن فى نظر البعض أيضا .... وسؤال أخير على الماشى : ماذا تفعل دول التحالف فى اليمن السعيد ...ولصالح من وضد من ؟ مولد وصاحبة غايب ...تحياتى للسيد سالم الكتبى . نؤكد لكم سيدى الكاتب أننى فى غاية الحزن عليكم كبشر وأخوة فى الانسانية .
في رثاء على عبد الله صالح
ابن اليمن -اغتيل او قتل الرئيس اليمنى عبد الله صالح على يد جماعة الحوثي المرتبطة لابل التى تتم ادارتها من قبل ايران -حال هذه المليشيا حال المليشبات التى زرعتها ايران في المنطقة -نتيجة تفكك وانكسار العالم العربي بعد غزو الكويت والعراق مما خلق فرصة تاريخيةلايران في الدخول الى المنطقة العربية لزرع ادواتها كبداية لاعادةنشر الامبراطورية الفارسية..المليشيات التى زرعتها ايران في المنطقة هي مليشيا حسن نصر الله في لبنا ن و ميليشيا سيستاني مالكي المسماة بالحشد الشعبي وهي منظمة يراد لها ان تكون صنوا للحرس الثوري الايراني في العراق .يمثل لرئيس عبد الله صالح - رغم هفواته في التحالف مع جماعة الحوثيين الموالية لايران ورغم اخطائه الثانوية الاخرى- اخر الزعماء العروبيون -ورغم ان من هم في المعسكر الايراني ممن يسمون انفسهم محور المقاومة ولا احد يعرف عن اي مقاومةيتحدث عملاء ايران حيث ان كلماة مقاومةيرادبها تغطيةتبعية هذه الفئات والجهات وعمالتها لايران .وهؤلاء يتهمون الرئيس المغفور له عبد الله صالح بالوقوف مع السعودية وكان ا لوقوف مع السعوديةحرام اما الوقوف مع ايران فهو حلال في حلال .ولتبيان اسباب تغيير التحالفات في نهج عبد الله صالح يجب ان نعرف ان اليمن التى تشكل العمق التاريخي والعروبي للعرب ومركز ذاكرتهم الجمعية حيث وصفها المرحوم حسين الغشمي الرئيس اليمنى الذي اغتيل ايضا حيث قال نحن من العروبة اصلها ومن امال الامة العربية مرتكزها - هذا الموقع لليمن يجعلها مركزتتسابق عليه عواصم العرب للوصول اليه فعبد الناصر اول من ذهب الى هناك كما السعودية والعراق لبعض الوقت .كما ان فقر اليمن وتكوينها القبلي يجعل استقطاب القبائل احد ركائز سياسات الدول التى تحاول التاثير على اليمن. وقد عرفت ايران عن طريق جواسيسها المتخفين تحت ستار الدين الشيعي الذي يشكل العجلة الرئيسية التى تسير عليها عجلة النقوذ الايراني .فايران التى تريد بزوغ امبراطوريتها القديمة مرة اخرى تعرف ان السيطرةعلى اليمن تشكل نقطة رئيسية في الغاء او السيطرة على الذاكرة الجمعية للشعوب العربية التى معظم اصولها العربية هي من اليمن .وكما انها تستخدم قبور الصحابي على واولاده في العراق كحجة لبسط نفوذها الفارسي والاقتصادي والامني في العراق فانها تستخدم فئة الحوثي وهي اقل من الاقلية في اليمن العربي كوسيلة لبسط الهيمنة الفارسية على اليمن .ا