عربستان بعد الثورة الإيرانية: بين القمع والطموح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سأتطرق هنا وبشكل موجز الى الحركة القومية في عربستان (الأحواز او الأهواز) بعد الثورة الإيرانية بابعادها السياسية والثقافية والعسكرية. فحسب رأيي يمكن رصد هذه الحركة في 4 فترات: الاولى 1979-1981، الثانية 1981-1997، الثالثة 1997-2005 والرابعة 2005 وحتى الان.
فترة 79-1981: فلأول مرة شاركت الجماهير العربية في اقليم عربستان (خوزستان رسميا) في ثورة تقام في إيران، حيث كان الاقليم في ثورة الدستور (1906-1909)، إمارة شبه مستقلة لم تشارك في تلك الثورة بصورة مباشرة، بل اقتصرت مشاركتها على محاولات حاكم الإمارة الشيخ خزعل في التأثير على مجريات الثورة في طهران ودعمها بأمل اسقاط النظام الاستبدادي وتحويله الى نظام دستوري لامركزي في إيران.
وقد اطلق عمال شركة النفط في عبادان والأهواز – ومعظمهم من العرب – رصاصة الرحمة على هيكل النظام الملكي ولعبوا دورا رئيسيا في إسقاط نظام الشاه وقيام ثورة 11 فبراير 1979 (22 بهمن 57 ايراني) وذلك بقطع تصدير النفط الى الخارج. وقد خلت الساحة في عربستان عشية الثورة من التنظيمات العربية المستقلة حيث استفرد بها بعض رجال الدين المؤيدين في باطنهم للنظام السابق كالشيخ محمد الكرمي، مطالبا الجماهير العربية بعدم المساس بمؤسسات الدولة القديمة وخاصة المعسكرات والثكنات التابعة للنظام الشاهنشاهي المنهار.
وعلى عكس ماجرى في عربستان، تسلل امين عام الحزب الديمقراطي في كردستان إيران، عبدالرحمن قاسملو الى مهاباد ببضعة اشهر قبل قيام الثورة وقام بإعادة تنظيم حزبه الذي لعب دورا هاما في اجتياح المعسكرات والثكنات والمؤسسات الحكومية في اقليم كردستان إيران. وقد استغل هذا الحزب وبمساعدة تنظيم كردي آخر، انهيار النظام الملكي واستولوا على تلك المؤسسات، مما ساعدهم بادارة مدنهم واقليمهم لبضع سنوات.
وقد انضم العرب الى ماتوصف بالثورة الاسلامية، بالتدريج وعلى مضض، وهذا ناتج عن وطأة ما اصفه بعدم الثقة بالفرس. وبعد قيام الثورة، حاول العرب تنظيم انفسهم في تنظيمات سياسية وثقافية لكن تم ضربهم في المحمرة بتاريخ 30/5/79 وذلك بعد ضرب الاكراد في مارس 79، غير ان الكرد استوعبوا الضربة اكثر من العرب وذلك لاسباب عديدة.
وخلافا للشيخ محمد الكرمي في الأهواز، كان للشيخ محمد طاهر شبير الخاقاني في المحمرة دورا وطنيا بارزا في دعم حقوق الشعب العربي الأهوازي. وفي نيسان/ابريل 1979 اوفد الخاقاني وفد ثلاثيني الى طهران يمثل الفئات والمناطق المختلفة للاقليم. وقد اجتمعنا كاعضاء الوفد بمسؤولي الحكومة المؤقتة وزعماء الثورة كرجل الدين محمود الطالقاني وروح الله الخميني والكلبايكاني، وبقادة الاحزاب والتنظيمات المعارضة انذاك.
وقد استغل النظام الديني الوليد، ثنائية المرجعية الدينية السياسية في اقليم عربستان – الكرمي، الخاقاني - لضربها واستخدم الشيخ محمد الكرمي لأغراضه خير استخدام.
وخلافا لاقليمي أذربيجان وكردستان، لم تسمح السلطة الجديدة بإصدار اي صحيفة عربية في عربستان، بل قامت احدى المؤسسات الثقافية التابعة لها بإصدار صحيفة "عرب إيران" لفترة وجيزة، مما اضطر النشطاء الأهوازيين ان يصدروا صحيفة "الكفاح" بشكل سري، تلتها صحيفة "النضال" التابعة لأحدى المنظمات اليسارية الإيرانية. فلم يصدر من الكفاح الا 9 اعداد حيث حال وقوع الحرب الإيرانية – العراقية دون استمرارها.
وقد ادى قمع النشطاء وخاصة في المحمرة الى: اولا العمل شبه السري في مدينة الأهواز وثانيا هجرة البعض منهم الى العراق والبعض الآخر الى طهران متفادين الاعتقالات والاعدامات.
وفي إعقاب إخماد اصوات العرب والتركمان والكرد والترك في إيران، اتجهت السلطة الإيرانية الوليدة الى اغلاق مكاتب وصحف الاحزاب الإيرانية (الفارسية)؛ وفي صيف 1981 قامت هذه السلطة بقمع القوى السياسية الفارسية وقضت بذلك على الديمقراطية الهشة في كل انحاء ايران.
وردا على العنف المستخدم من قبل نظام الجمهورية اسلامية، بدأت مجموعات عربستانية - اخذت من العراق ملجأ لها – القيام بعمليات مسلحة ضد المنشآت الإيرانية في الإقليم. كما كانت احداث المحمرة الدامية، نقطة انعطاف في تقسيم النشطاء والمناضلين الى شطرين: شطر هاجر الوطن الى العراق، وشطر بقى في عربستان وايران بشكل عام، وقد شكل ذلك، اختلافات في الرؤى السياسية بينهما.
فترة 81-1997: فقد شهد الاقليم، حالة ركود بعد عمليات القمع الآنفة الذكر، ترافقت مع اجواء الحرب العراقية – الإيرانية وذلك حتى وقوع مظاهرات نيسان 1985 التي جاءت ردا على مقال مسيء للعرب في عربستان نشرته صحيفة اطلاعات شبه الرسمية. وكانت تلك المظاهرات التي عُرفت بانتفاضة الكرامة، يتيمة في تلك الاجواء في إيران لأن الحرب كانت على أشدها والاجواء بوليسية بشكل لم يتجرأ احد ان يحتج او يتظاهر حتى في طهران العاصمة.
في هذه الفترة وبعد اغلاق كل المنافذ، توجه النشطاء والشعراء الى مجالس العزاء والأعراس لبث الوعي القومي بين الجماهير العربية؛ وكانت المنابر شبه الوحيدة في غياب الصحف والمؤسسات الثقافية والسياسية في عربستان.
وقد نشأت مجموعات سرية ردا على قمع انتفاضة الكرامة اندمج معظمها في تنظيم واحد يوصف ب"الحركة القومية لتحرير الأحواز". وفي العام 1993 قضت السلطات الإيرانية على هذا الفصيل بعد اعتقال 70 شخصا من اعضائه في مدن الأهواز والمحمرة والفلاحية ومعشور والسوس.
وعلى المستوى العلني، لعبت الكتب التي نشرها الدكتور علي الطائي – المقيم في الولايات المتحدة – ويوسف عزيزي خلال هذه الفترة دورا توعويا بين النخبة والمثقفين العرب في إيران. وقد نشرت كتاب "القبائل والعشائر العربية في عربستان" تلاه كتابي "حتة" و"نسيم كارون1". وعندما حاولت نشر كتاب نسيم كارون2 منعت الرقابة في وزارة الارشاد والثقافة الإيرانية صدوره.
وقد شهدت هذه الفترة مشاركة المجموعات العربستانية المتواجدة في العراق في الحرب ضد إيران، وهذا ما فعلته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ايضا. كما شاركت فصائل عراقية معارضة الى جانب القوات الإيرانية في الحرب ضد العراق منها قوات حزب الدعوة وفيلق بدر التابع للمجلس الاسلامي الاعلى.
فترة 97-2005: استغل النشطاء العرب وسائر الشعوب غير الفارسية، الصراع بين الاصلاحيين والمحافظين والانفتاح الجزئي للاجواء السياسية والمساحة التي ظهرت بعد انتخاب خاتمي رئيسا للجمهورية في إيران عام 1997 ؛ اذ شكل العرب، مؤسسات مدنية وثقافية واحزاب سياسية اهمها حزب الوفاق. وقد بلغ عدد هذه المؤسسات نحو 26 مؤسسة، افزعت النظام الإيراني.
وقد صدرت بعض الصحف، وتم نشر الكتب منها الكتب الخاصة بالتاريخ والشعروالتراث باللغتين العربية والفارسية بعد ان كانت فارسية بحتة سابقا.
كما شهد الاقليم، اجتماعات سياسية وامسيات ثقافية علنية في المباني العامة.
وقد شارك العرب بتنظيم مستقل خاص بهم في الانتخابات البرلمانية وفي المجالس البلدية؛ وادخلوا في العام 2000 مندوب قومي الى البرلمان الإيراني واحتلوا في العام 2003 ولأول مرة جميع مقاعد مجلس بلدية الأهواز منها 3 نساء عربيات.
وفي العام 2004 أثار قناة الجزيرة سخط السلطات الإيرانية اثر بثه ابعاد من حياة الشعب الاهوازي، الاجتماعية والثقافية والنضالية. كما قام القناة في نيسان/ابريل 2005 بتغطية احداث الانتفاضة الشعبية في عربستان، ادى الى اغلاق القناة في ايران لعدة اشهر.
وفي هذه الفترة وخلال وجودي بطهران، حاضرت حول قضية الشعب العربي الأهوازي وقضية القوميات في نحو عشر جامعات إيرانية.
وقد تعمق الوعي القومي وتجذر في هذه الفترة بين اكثر الطبقات والفئات الشعبية العربية في الاقليم؛ اذ شكلت الانشطة الثقافية والسياسية والمدنية، سابقة في تنمية الوعي العربي والنضال الجماهيري السلمي لم يشهد التاريخ نظيرا لها منذ سقوط آخر حاكم عربي في عربستان. وقد انخفضت العمليات المسلحة والتفجيرات الى اقل مستوى، قياسا للفترة السابقة. كل هذه التطورات ادت الى صحوة قومية جماهيرية تختلف عن ما كانت عليه في الفترات السابقة، خاصة قبل الثورة، حيث ادى القمع العام والخوف والتفريس والمنع المطلق لنشر الكتب والصحف العربية وعدم امكان التواصل مع الجماهير العربية في عهد الشاه الى ضعف الوعي القومي انذاك. فلذا تُعد ثورة 79 فعل تاريخي مهم رغم مصادرتها من قبل رجال الدين. فلايجب ان نتحسر على عهد الشاه وابيه اللذين اسسا للاضطهاد القومي في ايران. اذ وبإزاحة الشاه، ازاحت الشعوب حاجز سياسي هام امام تطورها، رغم ان القمع بعد الثورة فاق ما كان حاصلا قبلها، لكن الثورة فتحت آفاق جديدة امام الشعوب غيرالفارسية. ولاابالغ اذا قلت انه لولا الثورة لاصبحنا في خبر كان. الان وفي عهد الجمهورية الاسلامية ايضا مهدد وجودنا العربي في الاقليم، لكن هناك بعض الثغرات في اجنحة النظام الحاكم تمكننا من المناورة والصمود والكتابة والنشر والحراك الاجتماعي والثقافي رغم وجود الحكم السلطوي الشوفيني في إيران.
فترة 2005 الى الان: في آذار/ مارس 2005 تم تسريب رسالة موقعة باسم محمد علي ابطحي مدير مكتب الرئيس الإيراني آنئذ محمد خاتمي تؤكد على ضرورة تغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب في عربستان. وقد فجر ذلك، الموقف في الاقليم. وفي 15 نيسان/ابريل من نفس العام تظاهرت الجماهير العربية في الأهواز العاصمة ومدن اخرى كالحميدية ومعشور، وهي المدن التي تدخل لأول مرة، الصراع القومي الجماهيري؛ وكان هذا من تأثير السنوات الثماني لعهد الاصلاحيين، التي استغلها النشطاء العرب في عربستان. وفيما اخبرني المحقق معي في سجن الأهواز عن 9 قتلى في مدينة الأهواز، تتأرجح الاحصائيات المختلفة بين 20 – 50 قتيل ومئات الجرحى في كل انحاء الاقليم.
وكان للجنة الاعلامية الخاصة بالانتفاضة في طهران، دورا بارزا في استمرار الانتفاضة لمدة اسبوع؛ وبعد عشرة ايام من انطلاق الانتفاضة تم اعتقالي في طهران بسبب دوري في تلك اللجنة.
فقد كانت "انتفاضة 2005" انتفاضة بكل معنى الكلمة، غير انها لم تشمل جميع احياء العاصمة والعديد من مدن الاقليم، وهذا ماشاهدناه ايضا في 30 ايار/مايو 1979، حيث لم تلتحق مدينة الأهواز بالمحمرة بسبب وجود مرجعية الشيخ الكرمي في الاولى. وبرأيي تعود اسباب الانتفاضة الى التفاوت القومي والطبقي بين الاغلبية العربية والاقلية الفارسية، وكذلك الاضطهاد السياسي والثقافي والعنصري، واحساس الجماهير العربية بمس كرامتها وشعورها بالخطر الذي يهدد وجودها وكيانها.
وقد اتهم الاصلاحيون في السلطة الإيرانية انذاك، المتشددون بتفجير الانتفاضة العربية لاغراض سياسية منها استغلالها لصالحهم في الانتخابات الرئاسية التي تمت في تموز/يوليو 2005.
ويشكل موضوع تغيير التركيبة السكانية في اقليم عربستان لصالح غير العرب، ديدن الانظمة الايرانية المتعاقبة منذ تسعين عاما، وخاصة بعد الستينيات من القرن المنصرم. وقد اهتم النظام الاسلامي بهذا الامر خلال العقدين الماضيين.
وبعد مرور شهر تقريبا من الانتفاضة، تمت عسكرتها، حيث شاهدنا موجة من التفجيرات والاغتيالات وانعدام الامن والاضطراب تبعتها سلسلة من الاعتقالات والاعدامات. فلم يستطع لا المرشد الاعلى علي خامنئي ولا الرئيس الايراني احمدي نجاد من زيارة الأهواز انذاك الا بعد عامين اي في العام 2007 بسبب الاوضاع الامنية المتوترة في عربستان. وفي هذه السنوات، تم اعدام العشرات من النشطاء العرب، سلميين كانوا او غير سلميين.
وقد وصلت نسائم الربيع العربي الى اقليم عربستان مثيرا بعض المظاهرات والاحتجاجات في نيسان/ابريل 2011 بمناسبة الذكرى السادسة لانتفاضة 2005 اسفرت عن سقوط عدد من القتلى واعتقالات واسعة. وقد استمرت الاعدامات في الاعوام التالية، واحتلت عربستان المرتبة الثانية بعد طهران في عدد الاعدامات في الفترة 2011 – 2013. ومن ابرز الوجوه التي تم اعدامهم في العام 2014 هو الشاعر هاشم شعباني (ابولعلاء الافقي) الذي كان ضمن مجموعة الحوارالثقافية؛ اذ هز اعدامه ضمير العديد من الادباء والصحفيين في القارات الخمس.
واتسعت في هذه الفترة، ظاهرة التسنن التي نشأت منذ 3 عقود في الاقليم رغم تشيع الشعب العربي الأهوازي بكليته؛ اذ يمكن ان نقول ان خمسين في المئة من الناشطين في الاقليم يميلون الى مذهب التسنن. كما ولجت النساء معترك النشاط الاجتماعي والثقافي وهذا مانشاهده بمشاركتهن في الوقفات والاحتجاجات الاجتماعية والامسيات الادبية والثقافية؛ اذ بلغ عدد النساء الاعضاء في المجالس البلدية في عربستان الى 26 امرأة. وتُعتبر حركات الاحتجاج كالوقفات الاحتجاجية على ضفاف نهر كارون وخلال المناسبات الرياضية كمباريات كرة القدم في الملاعب، وفي المناسبات الاجتماعية كتشييع جثمان الرموز الثقافية والسياسية والعشائرية من ظواهر الحياة الثقافية والاجتماعية للشعب العربي الأهوازي خلال الاعوام الاربع المنصرمة، وتُعد بمثابة صفوف تدريبية للفئات الاجتماعية كالنساء والشباب بشكل خاص للمعارك السياسية القادمة.
واخذت الجماهير تحول مباريات كرة القدم في الملاعب وكذلك المناسبات الاجتماعية كتشييع جثمان بعض الرموز والاشخاص الى مظاهرات واحتجاجات اجتماعية وسياسية كما حدث في العام 2014 عند تشييع جنازة الشاعر الشعبي المعروف الملة فاضل السكراني في مدينة الفلاحية وتشييع يونس عساكرة بالمحمرة في العام 2015 وهو بائع متجول انتحر بسبب الفقر والعوز. وذروة هذه الاحتجاجات والتظاهرات كانت في فبراير 2017 احتجاجا على إهمال السلطات الإيرانية في معالجة الاعاصير الرملية وتلوث البيئة، هزت اركان السلطة في طهران. وكان للاقلية الفارسية في الأهواز دورا في تلك الاحتجات والمظاهرات. كما تزامنت تلك التظاهرات باحداث مدينة الفلاحية واغتيال المواطن العربي حسن البوغبيش، مما ادى الى هجوم مضاد من قبل الجماهير العربية على مخفر الشرطة الرئيسي في المدينة، واستمرت الاحتجاجات التي اخذت شكلا قوميا قبليا بصورة متقطعة لبضعة ايام. ضف الى ذلك اغتيال مسؤول امني في مدينة الخلفية وهو في الظاهر عمل ثأري لكن في باطنه عمل سياسي. فلاتخلو هذه الفترة من بعض اعمال العنف كتفجير انابيب النفط او اغتيال ضباط وجنود من البسيج والحرس الثوري لكنها لم تكن واسعة.
ويمكن تصنيف الحراك الاساسي في عربستان بانه حراك اجتماعي- ثقافي وسياسي بعض الشيء يمكن ان يتطور الى حراك سياسي واسع في المستقبل اذا تطورت الامور وسنحت الظروف.
وقد اخذ العرب، تجربة الاحتجاج في الملاعب من الأذريين الاتراك في ايران وهؤلاء اخذوها بدورهم من ملاعب بارسلونا في اسبانيا. فخلافا لكردستان لم نشهد في عربستان، اضرابات للمتاجر والمحلات وهذا ينم عن انخفاض النفوذ الجماهيري للتنظيمات العربية وهيمنة الاقلية الفارسية على معظم القطاع الاقتصادي في الاقليم. ولايوجد ايضا اي نفوذ لهذه التنظيمات على الحراك العمالي المتنامي في الاقليم.
كما يجب ان اشير الى موضوع المستوطنات الفارسية ك"شيرين شهر" و "رامين" بل والاكثر منها في وسط مدينة الأهواز. وقد بدأت السلطة الإيرانية في عهد الشاه ببناء مستوطنات، كمستوطنة "يزد نو" في الحويزة بالقرب من الحدود العراقية وهي مقتبسة من المستوطنات اليهودية في فلسطين. فلايمكن ان انهي هذا الحديث دون ان اشير الى تغيير اسماء الاقليم والمدن والاحياء والانهر والاماكن الطبيعية من العربية الى الفارسية، ومنع التسمية باسماء عربية غير دينية وفرض تسميات فارسية.
فالحركة القومية الأهوازية تعيش مرحلة اليفاعة قياسا بالحركات المماثلة كالحركة الوطنية الفلسطينية والحركة الكردية في العراق وإيران وسورية.
ويتطلع الشعب العربي في إيران الى لحظة تاريخية يتمكن من خلالها من ممارسة حقه في تقرير مصيره.