فضاء الرأي

أولويات كوردستان قبل الاستفتاء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المواقف والبلاغات والتصريحات الرسمية للاطراف السياسية في كوردستان في شكلها العام تدخل جميعا ضمن مساعي الدعم والدفاع عن اجراء الاستفتاء واعلان الاستقلال ولكن من الملاحظ وجود اختلاف واسع في مضمون وتفاصيل وآليات الآراء والتوجهات والتي قد لا تصب نهاية المطاف في مصلحة هذه المسألة الوطنية والقومية الهامة والحساسة وقد تتحول الى مصدر لنشوب خلافات كبيرة وازمة اخرى تضاف الى ازمات العملية السياسية المتجمدة في الاقليم والتي لم تتخلص بعد من عبء ازمات رئاسة الاقليم وتعطل البرلمان وتوتر العلاقات بين الاطراف.
الخطوات الفعلية التي بدأها الحزبان الرئيسيان في كوردستان (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني) من اجل المضي قدما في مسألة الاستفتاء وانجاحه تحتاج في الحقيقة الى دعم غير مشروط من جميع القوى السياسية في المقام الاول ثم الى استعداد جماهير شعب كوردستان في جميع المناطق بما فيها كافة المناطق المتنازع عليها فلا الاطراف الخمسة الرئيسية متفقة تماما على الخطوات المقبلة لاجراء الاستفتاء ولا استعداد الشارع والرأي العام في كوردستان وصل الى المستوى المطلوب كما لم تهيأ له الارضية المناسبة ليرحب بالخطوة بحرارة وحماس ويقبل عليها.
فعلى المستوى الجماهيري كان شعب كوردستان وفي جميع الحقب والمراحل مؤيدا للاستقلال والخلاص من قبضة المحتلين وداعما له وفي كل الظروف، الا انه يبدو ان المعادلة قد تغيرت اليوم واتخذت شكلا جديدا، فالتداعيات السلبية لتدهور الوضع المالي والمعيشي بسبب الازمة المالية واستمرارها لمدة ثلاثة اعوام وتفشي وتجذر آفة الفساد وتغلغلها في معظم المفاصل الحيوية الحساسة بالاضافة الى عدم الوضوح وانعدام الشفافية في واردات وثروات الاقليم انتجت خيبة امل كبيرة دفعت الناس الى وضع ترتيب جديد لأولوية طموحاته يحتل فيه الاستقلال مرتبة متأخرة فيما يأتي تحسين الوضع المالي والمعيشي والشفافية في الواردات وكيفية صرفها في بداية الترتيب ويحتل المراتب المتقدمة وبالتالي فان تهيئة الارضية واعداد الناس لموضوع الاستفتاء المصيري وحثه على المشاركة فيه بنعم، أمر ليس بالهين ويملؤه الصعاب وقد تنعكس تأثيراته بشكل سلبي في نهاية الامر.
اما على المستوى السياسي فالملاحظ ان حركة التغيير التي تتمتع باعداد من المؤيدين رغم تأكيدها الواضح في العديد من المناسبات على الدعم غير المشروط للاستفتاء وحق شعب كوردستان في تقرير المصير، الا انها تختلف تماما مع كل من الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني حول اجراءات تنظيمه وآليات اجرائه والجهة التي ستتخذ الاستعدادات لتحقيقه وقد وصل الامر الى حد رفضها استقبال الوفد المشترك للحزبين (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي) الذي كان ينوي زيارة الحركة للتباحث حول الموضوع. بمعنى آخر فأن التغيير تعتبر توجهات ومحاولات الحزبين حول الاستفتاء خطأ في الاساس الامر الذي قد لايخدم اهداف الاستفتاء الرئيسية اطلاقا.

يضاف الى ذلك ان الاطراف الرئيسية (الاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية) لها رؤيتها المختلفة حول الموضوع وان كانت متفقة مع رؤية الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني في خطوطها العريضة الا ان تفكيرها حول بعض التفاصيل يختلف ولديها برنامج ووجهة نظر خاصة بها لايمكن الاستهانة بها وعدم الاستماع اليها واهمالها، اما الاحزاب الاخرى المشاركة في العملية السياسية فأنها تخضع بشكل من الاشكال لتأثير الاطراف الرئيسية ويبدو انها لا تشكل ثقلا في اتخاذ القرار النهائي حول الموضوع.
من هنا فان الحديث عن الدعوة الى اجراء الاستفتاء دون اعادة ثقة الناس بالسلطة وحل مشاكلهم المؤرقة وتبديد خيبة املهم وطمأنتهم حول المستقبل من جهة وبدون حل الخلافات والاختلافات السياسية وتوحيد وجمع القوى حول رؤية واحدة وهدف مشترك على اساس اجراءات مقبولة من جهة اخرى، ستكون مهمة صعبة قد تضر بمجمل العملية وهدفها السامي في حال عدم الاكتراث لها.
*صحفي من كوردستان
 
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا الرجل راكب رأسه
مضاد رزكار -

مسعود بعد أن استنزَفَ كل إمكانياته في تركيع باقي الأحزاب ورماهم خارج أربيل وكأنهم كومة من المهمَلات اكتفى بالطالباني المنبطِح الأكبر بل أبو المنبطحين وأُمّهم وعمّهم بعد أن كسَرَ عينَه في ١٩٩٦.. أنتم ـ رغم أنكم تمثّلون الغالبية العظمى من قومكم ـ لاتعنون لمسعود شيئأ. هذا الرجل لايريدكم إلا أن تحذوا حذو ذلك المنبطح الأعظم. هل تتوقعون من طاغية مهوس متشبّث بكرسي السلطة رغم انتهاء ولايته عدة مرات يتلاعب بصناديق الاقتراع لايكترث بقوانين ولا أعراف اختارَ أن يجوّع قومه ويحرمهم من أبسط حقوقهم يقمع حرياتهم وينتهك كرامتهم أن يتعقّل ويعدِل؟ إذَن لعَدَل صدّام ولمَا جرى له الذي جرى !.. يا سيدي الكاتب، وسيأتي رزكار وبرجس ومن لفّ لفّهما ليضعوك في قائمة البعثيين أو الانتهازيين الوصوليين ويوجّهون لك تهمة الخيانة العظمى لما يطلقون عليه (الكرديانية)أو يعدّونك من الذين يضعون العصيّ في عجلة تحقيق الحلم القومي العظيم هذا الحلم الذي يظنّون من كلّ عقولهم أنه منهم قاب قوسين أو أدنى ثم تأتي أنت لتكفر به زاعماً أنّ الحالة المزرية التي يعيشها معظم قومكم والمعاملة الفوقية التي يتعامل بها مسعود مع جميع الأحزاب عدا حزبه لاتنبئ بمستقبل سعيد وأنّ النظام السياسي الذي يسير عليه مسعود يجب أن يتغير جذريا قبل أي استفتاء لقيام دولة وأنّ دولة ستنشأ على يد هؤلاء المتجبرين العملاء ستفشل حتماً وستفتح عليها أبواب جهنم من داخلها قبل خارجها وكما قيل في أمثالنا الشعبية(مستقبل التُنكَه قِِحف) والتنكة هي الإناء الفخاري الذي يوضع فيه ماء الشرب) أو على حدّ قول إخواننا المصريين(المكتوب باين من عنوانه)!! !!!! !!!!!!!!!!!!!!!!

المترددون ,
برجس شويش -

السيد الكاتب و حركة التغير مترددون في مسألة اجراء الاستفتاء لتقرير حق المصير لشعب كوردستان, وما دام انه حق مشروع ومصون حسب مبادئ الامم المتحدة, فلماذا الخوف من اجراءها. خطوات لا بد منها في السير قدما نحو هذا الهدف السامي للامة الكوردستانية : دولة كوردستان المستقلة, الاعداء شرسين ان اثرت حفيظتهم ام لم تثر فهم ضد قضية شعبنا و ضد ابسط حقوقه, فلماذا الخوف من ردة فعل الاعداء الذين لا يحتاجون الى اي تحريض او إثارة. للحركة التحررية الكوردستانية رجالاتها الشجعان ولا اعتقد هناك اي مكان في حركة تحررية لشعب للجبناء و المترددين بغض النظر عن التبريرات التي يقدمونها وان قدموها فهو تبرير للاستسلام لارادة الاعداء. لنسأل المعارضين للاستفتاء, هل يوجد ظروف افضل من هذه الظروف لاجراء الاستفتاء ؟ هل انتم بانتظار ان تصبح العراق مركزية قوية بعد الانتهاء من داعش و تركيز الحكم في يد الطائفين الشيعة و يصبح الحشد الشعبي الجيش الجرار في العراق.؟ حركة كوران هي حركة كيدية لا تحاول ان تتاقلم مع القوى الاخرى التي هي اكثر منها قوة و حضورا في الداخل بين شعب كوردستان وواقليميا و دوليا. حركة كوران و السيد الكاتب يتستفيضون الحديث عن الازمة المالية ليضعوا كل اللوم على قيادة كوردستان بينما في حقيقة الامر , اسباب الازمة المالية في كوردستان هي من بغداد و بتبعية كوردستان لدولة فاشلة

الاعتراف سيد الأدلة
مضاد رزكار -

هذا هو برجس وبعظمة لسانه يقول لك يا أستاذنا الكاتب إنه يجب انتهاز هذه الفرصة الاستثنائية فرصة اللااستقرار التي يمر بها البلد لالتهام الجزء الشمالي منه مخافة أن تستقر الأوضاع قريبا بعد القضاء على داعش حليف مسعود فتضيع هذه الفرصة إلى الأبد. مسعود بعد أن سقط في أعين قومه الذين قرفوا من طول تسلطه واستبداده يظنّ أن تقطيع العراق وإعلان الدولة المسخ ستعيد ماء وجهه أمام قومه ولا يعلم بأن لو قدر لهذه الدولة أن تظهر إلى الوجود على حساب تقطيع العراق إلى أوصال سيتضاعف البؤس والحرمان بين قومه الأكراد لأن أي بنيان أسسه مهترئة ، كما نوّه إليه كاتبنا أعلاه ـ سوف لايكتب له الصمود وسينهار عاجلاً أو آجلاً وهذا مايحذّره منه غالبية قومه لكن وبكل أسف يبدو أن هذه الجماهير المكتوية كتب عليها أن تبقى تنادي من لايسمع ولا يعقل!