الى أين تتجه ايران في ولاية روحاني الثانية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاز د. حسن الروحانى صاحب عمامة البيضاء و الممثل لجناح الاصلاحيين و التيار الوسطى و المعتدل فى الانتخابات الرئاسية الايرانية يوم 20 مايو2017 بنسبة 5ر58% على منافسه المتشدد و الممثل لجناح الثورة و خط الامام ابراهيم الرئيسى 57 سنة و المقرب من المرشد الاعلى الايرانى اية الله خامنئى و صاحب عمامة السوداء 9ر38% .وهذه الدورة الثانية للسيد الروحانى و بقائه فى الرئاسة الجمهورية الايرانية.هذا الفوز له دلالات مهمة و بمثابة رسائل واضحة للتيارات الداخلية فى ايران و الى دول الجوار و المنطقة و العالم ايضا.
• فان اولى تلك الرسائل هى، ان اكثرية الشعب الايرانى و خاصة الشباب و الجيل الجديد و المثقفين و الكسبة و اصحاب السوق و التجارة يردون استمرار عملية الانفتاح فى الداخل و خارج الايران و يريدون التحرر من القيود المفروزة على رقابهم باسم الدين و الثورة الاسلامية و هم يردون ديمقراطية اكثر و حريات اوسع فى كل مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و على مستوى المجموعات و الافراد.وهم اكثرية الشعب الايرانى و دليل اخر على حسن سياسة و ادارة الرئيس حسن الروحانى فى الملفات المهمة السياسية و الاقتصادية فى داخل ايران و خارجها و مع دول المنطقة و العالم و خاصة الدول الاوروبية و امريكا.
• من المعلوم ان ايران بلد مهم و غنى بمصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و دولة زراعية و لها مصادر كثيرة من مياه العذب ولها موقع ستراتيجى مهم من الناحية الجيوبولتيكية و لها دور مهم فى المنطقة و العالم و هى من ناحية تحتاج الى مساعدات خارجية اكثر لتطوير البنى التحتية لاقتصادها و تحسين مستوى المعيشة للمجتمع الايرانى و رفع مستوى ايرادات البلد و تقوية امكاناتها من كل النواحى و هذا العمل و الخطة التنموية تحتاج الى انفتاح اكثر و علاقات سياسية و اقتصادية اشمل مع الجميع ،لذا ان ادارة الرئيس روحانى تعمل بكل قواه بهذا الاتجاه خدمة للشعوب الايرانية و من اجل عودة ايران بشكل اقوى الى داخل اطار المجموعة الاقليمية و الدولية كدولة ذات سيادة و صاحبة نفوذ قوى،و ايضا بالمقابل الدول المنطقة و العالم الغربى خاصة تحتاج الى قدرات الايران الكبيرة من الناحية الاقتصادية كمصدر كبير و مستمر للطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و كسوق كبير و واسع لمنتوجاتهم الصناعية و ارض خصبة لعمليات الاستثمارية طويلة الامد.لهذا الجانبينتحتاجان للبعض رغم اختلافات و خلافات السياسية و الدينية و العقائدية،وعلى هذا المستوى استطاعت الروحانى و ادارته فى الدورة الاولى الفوز و النجاح الكبير ووصلت الى زروته عندما اتفق مع مجموعة الدول (( 5+1)) الاتفاقية النووية لحد من انتشار و توسيع و تطوير البرنامج النووى الايرانى على الاقل ل 15 سنة قادمة. و هذا انتصار كبير لدبلوماسية الروحانى و ادارته و هو بهذا العمل لقب (( بشيخ الدبلوماسية الايرانية)).
• د. حسن الروحانى 68 عاما رجل معتدل الرؤيا و الافكار و لديه برنامج طويل و غنى لتطوير و استمرار العجلة الاقتصادية الايرانية الى اعلى مستوى من خلال ال 4 سنوات القادمة من حكمه. صحيح ان الصلاحيات الرئيس الجمهورية فى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صلاحيات محدودة و تحت اشراف و مراقبة المرشد الاعلى و مجلس حماية الدستور الايرانى و لكن يستطيع ان يلعب بحريته فى مجال اختصاصته و صلاحياته الدستورية،وامكن و سجل فى دورته الاولى كثير من النجاحات الداخلية و الاقليمية و العالمية لهذا فرضت نفسه بقوة على الناخبين الايرانيين بادلاء صوتهم لصالحه. مع كل النجاحات السياسية و الاقتصادية للروحانى و ادارته ولكن ايضا عليه نقاط ضعف جدية ضده فى مجال حقوق الانسان و اعدامات النشطاء السياسيين من الكرد و القوميات الاخرى فى ايران و ايضا على مستوى الاقتصاد و دخل الفرد الايرانى لحد الان عنده نقاط ضعف كثيرة و من الناحية الامنية و التدخلات الايرانية فى شؤون البلدان المجاورة وخاصة العراق و سوريا و لبنان و دول الخليج و اليمن عنده ملفات ساخنة و خطيرة مع البلدان الاوربية و امريكا، و ايضا تقربه من كل من روسيا و تركيا و كوريا الشمالية ايضا وضعت ايران فى مربع خطير و ضمن قائمة دول الراعية للارهاب و التعصب و التشدد الدينى و المذهبى فى المنطقة.
• اخيرا ان فوز الروحانى بدورة ثانية للرئاسة الايرانية له اهمية كبيرة على مستوى الداخلى لايران و خارجها فى المنطقة و العالم و هو اهون الشرين مابين الاصلاحيين و المتطرفيين الدينين فى ايران،على الاقل ان الجناح الاصلاحى الايرانى له عقلية منفتحة و له اراء واضحة المعالم حول المشاكل السياسية و الاقتصادية و الامنية فى المنطقة و العالم و له و اراء و افكار وسطية و ومعتدلة و ليست متشددة و متعصبة ضد الدول الجيران و العالم الغربى، و بانفتاحه السياسى و الاقتصادى بوجه دول المنطقة و العالم الغربى ابعد الحرب و الصراعات الدموية عن المنطقةعلى الاقل لسنوات عديدة قادمة و احسن بكثير من الجناح المتشدد و الثورى الايرانى الممثلة باصحاب العمائم السود.وكلما يتقدم بشكل اكثر انفتاحية نحو الغرب هذا معناه ابعد شبح الحرب و القتال عن المنطقةاكثر فاكثر وايضا له رؤيا لينة و معتدلة نحو دول المنطقة و خاصة دول الخليج العربى و يريد ان يخفف من التوترات السياسية و الاقتصادية و الدينية فيما بينهم، واخيرا ان الوقت و الزمان هما كفيلان لنجاح الروحانى فى كل هذه الامور وعلى كل هذا الاتجاه والمستويات ،ولنرى و لننتظر كيف يتعامل هو مع الاخرين و كيف يكون رد فعل الاخرين على اصلاحاته و سياساته و ادارته الجديدة لكل هذه الملفات المهمة و الساخنة فى ان واحد.