لماذا يساند ملالي إيران القيادة القطرية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس هناك دولة في المنطقة والعالم تبدي تعاطفاً مع القيادة القطرية في حيال دول مجلس التعاون سوى إيران، التي أعربت عن دعم القيادة القطرية في مواقفها المناوئة لدول الجوار، وسعت إلى النفخ في نار الأزمة، وفي هذا الإطار، قال حميد أبو طالبي، المساعد المتخصص بالشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني إن عهد ما وصفه بـ"الشقيق الأكبر" قد انتهى، بينما بدأت دوائر إيرانية بعرض تصدير الأغذية إلى قطر على خلفية إغلاق حدودها مع السعودية. واللافت في تصريحات المسؤول الإيراني قوله إن "عهد التحالفات" قد انتهى!! كيف انتهى عهد التحالفات وأنتم تتحالفون مع الأسد في سوريا والحوثي في اليمن؟ أم أنه يقصد ـ وهذا هو الأرجح ـ انتهاء عصر التحالفات المؤسسية المعلنة التي تعتبر ركيزة للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وأنها انتهت وسقطت لمصلحة التحالفات السرية المشبوهة، والتحالفات المؤقتة بين الدول والتنظيمات وغير ذلك!!
وفي ما يبدو أن المسؤول الإيراني يحاول خداع الجمهور، يتساءل مدعياً الاستغراب والدهشة "كيف لبلد صغير السعي للإطاحة بالحكومة الشرعية في البحرين ودعم داعش والقاعدة والتطرف في صحراء سيناء وإيجاد تصدع في التحالف (مجلس التعاون)"، ويشير بذلك إلى الممارسات التي أكدت الدول التي اتخذت قرار المقاطعة أن قطر قد تورطت فيها، ويتجاهل أن كل هذه الممارسات لا تحتاج سوى أمرين اثنين: قرار وتمويل، لا أكثر من ذلك ولا أقل، ولا علاقة لكل هذا بحجم الدول صغيرة أو كبيرة، فكارثة القيادة القطرية تكمن في التمويل والتخطيط ولم يدع أحد أنها تدير ميلشيات أو تقود تنظيمات أو ترسل قوات ولا غير ذلك.
التمويل هو أخطر عناصر منظومة الإرهاب، بل هو الأوكسجين الذي يمنحها المقدرة على الحياة والاستمرار، ومن دونه يصبح استمرار هذه التنظيمات مشكوك فيه، فالمال يحفز أمراء الإرهاب على مزيد من القتل وسفك الدماء وارتكاب الجرائم وتجنيد الشباب، وكلنا يعلم أن هؤلاء المجرمين ليسوا أصحاب رسالة مقدسة كما يزعمون بل هم عصابات لا تجيد سوى القتل والذبح من أجل المال!!
وكي ندرك حجم ما ارتكبته قطر في حق الشعوب العربية، الباحثة عن الأمن والاستقرار، نشير إلى أن موقف القيادة القطرية قد شق الصف العربي والإسلامي في مواجهة إيران، ومنح الملالي فرصة ثمينة للتشكيك في موقف دول مجلس التعاون التي تشعر بالقلق جراء المؤامرات الإيرانية المتواصلة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وتدخلها في الشؤون الداخلية للسعودية والبحرين وغيرهما.
السؤال الآن: هل التعاطف الإيراني الشديد مع قطر ناتج عن منح طهران فرصة التشكيك في صدقية القلق الخليجي والعربي فقط؟
في إجابة هذا السؤال لابد من الإشارة إلى أن الموقف الإيراني يبدو لافت بحد ذاته لأن قطر كانت تعمل ـ نظرياًـ ضد مصالح إيران في اليمن، حيث كانت تشارك في التحالف العربي لاستعادة الشرعية الدستورية في هذا البلد الشقيق، ويفترض أنها كانت تخوض صراعاً عسكرياً مع الحلفاء العرب بقيادة السعودية ضد الحوثي وصالح الذين تدعمهم إيران !! وفي سوريا كانت قطر على النقيض أيضاً من مصالح إيران، حيث كانت لا تكف عن المطالبة بإطاحة الأسد وتدعم المعارضة السورية بالتمويل والسلاح، ويفترض أنها أحد الأطراف التي تقف وراء تشكيل الجيش السوري الحر، العدو الأول للرئيس الأسد، حليف طهران الاستراتيجي، الذي تدعم بقائه بكل قوة!! بل إن قطر أكثر الأطراف الإقليمية إصراراً على إطاحة الأسد من المشهد السياسي السوري في تنافر قوي مع مصالح إيران الاستراتيجية في سوريا.
كيف لإيران إذن أن تدعم قطر التي يفترض أنها تعمل ضد مصالحها في اليمن وسوريا؟ وكيف يمكن فهم ذلك؟! صحيح أن تقلبات السياسة والمصالح واردة في عالم السياسة، عملاً بالمبدأ القائل بانه ليس هناك أصدقاء ولا أعداء دائمون ولكن هناك مصالح دائمة، ولكن هذا التناقض لا يزال قائماً ولم يمض عليه وقت أو ينتهي كي يقال إنه انتهى وطويت صفحته وفتحت صفحة جديدة، فالموقف القطري في سوريا يفترض أنه لا يزال قائماً، وقطر ظلت أيضاً عضواً في التحالف العربي حتى الأمس القريب حيث استبعدتها دول التحالف من المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن بعد صدور قرار المقاطعة!!
كيف يمكن تفسير هذه التناقضات؟ هل يمكن تفسيرها في ضوء لعبة الخداع القطرية المتواصلة؟ بمعنى أن قطر كانت تدعم المعارضة السورية في العلن فقط وأن مناوئتها للأسد كانت شكلية أو ظاهرية؟ وهل كل أدوار قطر الإقليمية والدولية ليست سوى "تمثيل" وأنها تلعب الدور ونقيضه، وتتخذ الموقف ونقيضه؟ وإنها تعمل بمنطق التنظيمات ولحساب أطراف إقليمية ودولية أكبر؟
الكثير من الأسرار وراء الدور القطري لا تزال غامضة، أو غائبة، واختفاء القيادة السياسية القطرية الحالية من مسرح الأحداث في حال وقوع انقلاب ناعم أو تغيير داخلي هادئ سيحل "شفرة" الكثير من الالغاز التي تحيط بدور قطر في العقدين الأخيرين، وبالأخص في السنوات القلائل الماضية منذ اضطرابات عام 2011.
التعليقات
!!
خليجي عربي سني -يا مسلمين شمتوا فينا الشيعة واليهود والصليبيين !
تراجع الجبير
مراقب احداث -تراجع الجبير عن وصم قطر بعلاقة مع ايران وحصر الامر بحماس والاخوان الجبير جاب ورا يا اخوان. .
مازالت تحلم
نورا -ايران نافخ الكير ..مازالت تحلم .....ستعود قطر الى الحضن الخليجي بالتأكيد نادمة على فعلتها ..لن تتشتت الاسره ..شرط ان تأخذ قطر إطار جديد في سياستها وتحترم المملكه السعوديه صاحبة القرار والسياده حامية الخليج ..المملكه الأم ..يجب على قطر ان تضع عنها الوجه الآخر ..فدول الخليج لا يتآمرون على احد ويسعون الى لم شمل المنطقه العربية وقطر تسعى للخراب من خلال الوجه الاخر القاتم ..حقا أمر مخجل ولمصلحةٌ من ياترى ولماذا تأوي الإرهابيين وتصرف عليهم ..لن نسمح لقطر بتهديد أمن الخليج والا فلتتحمل عثرات هذه القطيعة السعودية الاماراتية بالذات لانه قطر غنية بهم وبدونهم فهي في الحضيض ..اعتماد قطر على الامارات والسعوديه اقتصاديا ضخم جدا .. واما إمدادات ايران نافخ الكير لقطر فهي بداية لزرع التشيع في قطر نظير ذلك فأيران لا تساعد بدون بناء حسينيات تحت إيقاع ضرب الصدور وجريان الدماء .
قرارات عربية بامتياز
واحد -حكومات الدول المغضوب عليها تتخذ دائماَ قرارات فورية غير محسوبة العواقب ولا يسأل فيها اصحاب الاختصاص والاقتصاد والدراية الاسترتيجية ونتائجها دائماً كارثية , يدخلونا حروباً تستنزف مواردنا وشبابنا لنهزم بعدها ويضيع مستقبل الاجيال عبثاً, اتذكرون ضخ النفط عناداً لروسيا وايران ؟؟ ما هي نتيجة هذا القرار العبقري ؟؟ انهيار وعجز في ميزانيات كل دولنا. وما اخبار ربيعنا الجهمني ؟؟ وحروبنا التنزهية ؟؟ هل بقى رجال تسأل بعد عقود من هذه القرارات الرعنة لماذا اصبحنا نتوسل الحماية من الاخرين ومن تعادونهم تزداد قوتهم ويتعزز اقتصادهم وتسقط العواصم في حجرهم بدون ثمن وكل ما خرجنا منه جوقة طبالين هذا الحسب الله او ذك . متى نتوقف عن هذا الانتحار البسيط
أنا لم أقرأ المقالة
أبو ذر -أقول أنّ لقطر علاقات قديمة مع إيران، مثلما للإمارات علاقات وطيدة وقديمة مع إيران، إذا يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين (الإمارات وإيران) أكثر من 6 مليار دولار. المشكلة الحقيقية هي أنّ قطر شعرت أنّ عليها أن تدفع أتاوة لأمريكا، حالها حال السعودية والإمارات، غير أنها حاولت أن تتهرّب، الامر الذي أثار غضب أمريكا قبل غيرها. لقد شعرت قطر أت هذه الأتاوة ستقصم ظهرها لا سيما وأنها تدعم الإرهاب في جميع أنحاء المعمورة (في العراق، في سوريا، في ليبيا، في اليمن، في أفغانستان). أمريكا، من باب آخر، تشعر أن على دول الخليج أن تدفع لها المليارات مقابل الدفاع عن عروشهم وكروشهم. وبالمقابل، فإنّ السعودية والإمارات إنزعجتا كثيراً حين علمتا أن قطر تهرّبت من استحقاقها المتمثل في دفع الأتاوة، الأمر الذي سيجعل كلاً من السعودية والإمارات دفع الفاتورة إلى ماما أمريكا. بدع ملّ حساب، أرى أن قطر ستدفع الأتاوة إلى أمريكا صاغرة وستثبت لك الأيام ((القليلة)) القادمة صحّة تحليلي.
قرار صاءب
خوليو -مقاطعة قطر هي احدى النتائج التي تمخضت عنها القمة الأميركية العربية الاسلامية في الرياض لمجابهة ايران التي تريد ان تهيمن على السعودية واتحاد دول الخليج كما هيمنت على دول بلاد الشام في منطقة الشرق الأوسط حيث تعتبر العراق وسوريا ولبنان حزب الله امتداد إيراني في المنطقة ،،الا ان موقف قطر ان كان في منطقة الخليج او منطقة بلاد الشام كان ولا يزال يلعب دور ازدواجي شبيه بمواقف قرآنية مزدوجة ( معك وضدك) فمن جهة كانت ظاهرياً حليفة في التحالف العربي ومن جهة اخرى صديقة لإيران وإسرائيل فهي كنافذة تطل منها تلك الدولتان على اسرار المملكة ودوّل الخليج،،وفي منطقة بلاد الشام ضد الأسد ولكنها صديقة لإيران داعمة الاسد،،تمول المنظمات الجهادية المتخلفة التي تريد اعادة دولة الخلافة والحريم والجواري ،، هذه السياسة القرانية تضر المملكة واتحاد دول الخليج لان هذا التحالف يريد إنهاء حرب اليمن بسرعة لصالح الحكومة الشرعية لان استمرار النزاع سيستنزف قوى واقتصاد المملكة ودوّل الخليج وهذا منهك ومدمر لدول تلك المنطقة ،،موقف قطر الازدواجي لايساعد على إنهاء تلك الحرب بسرعة لدعمها الحوثيين وإيران وبنفس الوقت هي عضو في التحالف العربي في حرب اليمن،، لذلك جاء هذا القرار الصاءب لتسريع إنهاء النزاع في اليمن بقطع اليد الداعمة للحوثيين وربما ايضاً لتسريع إنهاء الصراع في سوريا والعراق حيث سيجف تمويل المنظمات الجهادية المتخلفة وبنفس الوقت إرهاق ايران حيث سيكون من مسؤليتها الان دعم نظام تميم الذي اصبح يتيماً ومقطوعاً تخلى عنه العرب لاكتشاف دوره المزدوج قليل الذكاء ،،وهنا سيزداد دعم اسرائيل له ايضاً لان انهيار قطر يفقدها موقع تجسسي هام في تلك الديار يعمل لتخريب دولة الإمارات ضوء العرب الوحيد . لنرى كيف ستخرج قطر من هذه الورطة التي ورطت نفسها بها جراء عدم أخذ موقف واضح في سياستها .
حقا
نورا -تحليلك عربي في الصميم وصائب سيد خوليو ..لن ندع احدا يلعب بنا وان كان أبن عمنا ومن قبيلتنا ..المقاطعة افضل ولا نتهاون ولن نصبر ..قادة الامارات والسعوديه على درجة عاليه من الفطنه والذكاء وبعد النظر وصبروا وتحملوا كثيرا توجهات قطر المشبوهه ..ولن يصمتوا ومعهم الشعب بأكمله لصد دهاء وخبث وغفلة وجهل قطر .