فضاء الرأي

اعتقال واتسابي!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في حادثة تعد الاولى من نوعها في العالم، تم اعتقال شخص في الهند بسبب منشور له وصف بانه " مشين " كان قد نشره، هذا الشخص، في اكثر من مجموعة من مجموعات تطبيق الواتساب في عشية عيد الفطر المبارك.

القصة، طبقا لرواية مركز الشرطة، تقول بان المواطن الهندي باشباندرا جاترفيدي الذي يعمل في منجم مركزي للفحم، قد تم اعتقاله بسبب ادعاء قُدم ضده يتهمه بانه قد تسبب بايذاء المشاعر الدينية، والغريب في الامر ان الشكوى قد تم تقديمها من قبل صحفي يعمل في صحيفة " ديلي هندي" اسمه جيتندرا جاهان الذي يدير مجموعة على الواتساب.

جاهان اخبر صحيفة انديان اكسبريس، بان " المتهم وضع التعليق في اكثر من مجموعة من مجموعات الواتساب عشية العيد، وقد انتشر هذا المنشور او التعليق لدرجة ان الشرطة استفسرت مني عنه لتحديد هويته او مواجهة تصرف اخر! " ولذا، والكلام لازال لجاهان، اخبرت الشرطة عن عنوانه، ومع ذلك طلب مني الضابط المسؤول احضار الشخص صاحب التعليق للمركز، وقد سافرت لقريته من اجل احضاره".

وطبقا للقواعد المتعارف عليها في هكذا نوع من الاعتقالات، ان تحديد هوية من يعطي معلومات عن الشخص المتهم يجب ان تبقى سرية، ولكن في هذه القضية، تم كشف هوية الصحفي جاهان بالنسبة للمتهم جاترفيدي، والذي بدوره حذر جاهان من عواقب النتائج المترتبة على ماحدث بعد ان دخل السجن.

ومع الاخذ بنظر الاعتبار حيثيات هذه القضية، والملابسات المتعلقة بها ، وخصوصية القوانين الهندية ، وحجم تأثير المجتمع وصدى هكذا نوع من القضايا عليه ، اقول مع كل ذلك ، فان هذه الحادثة تطرح على الطاولة امامنا مسألة جديدة تتعلق بمديات حرية الكتابة في مجموعات تطبيقات التراسل الفوري كالواتساب

والفايبر والتيلغرام ومايترتب عن هذه الحرية من مسؤليات او حقوق تتعلق بالنشر وماهيته وموضوعيته او درجة مطابقته للواقع والحقائق وبعده عن الاباطيل والكذب والتزييف والتشهير.

دعوني الان اطرح للقارئ بعض الاسئلة التي من شأنها ان تضيء الزوايا المعتمة في هذه القضية، وربما ستفتح امامنا، في المستقبل، فضاءات ومساحات لم نكن يوما نتصورها.

هل للكتابة في تطبيقات التراسل الفوري المختلفة محددات معينة تكون بمثابة قوانين لايمكن تجاوزها؟ ام انها غير خاضعة لاي ضوابط وتمثل بالنسبة لصاحبها فضاء لحرية مطلقة لايمكن تقييدها ؟

هل يحق لاي شخص مشترك بهذه المجموعات ان ينشر مايحلو له ؟ او يضع لنكات او روابط " مسيئة " تتعلق باخرين من غير ان يتم محاسبته او مساءلته حول ماكتب او نشر ؟

هل الترويج لكذبات او افتراءات اعلامية بحق الاخرين ممكن ان يمر في هذه المجموعات من غير ان يقع صاحبه تحت طائلة القانون ؟

هل علينا ان نراعي المعايير الدينية او الاجتماعية او القيمية ونحن نقوم بكتابة التعليقات او نشر ما نرغب ان ننشره في هذه المجموعات ؟

وماذا عن البعد السياسي في هذه القضية ؟ ماذا لو عمل احدهم سكرين شوت لتعليق كتبه احد السياسيين في احد المجموعات ؟ هل يمكن ان نعتبره تصريح ؟ ام كلام خاص لايحق للاخرين تداوله ومناقشته او بناء مواقف عليه ؟

الم يقم بعض الاشخاص في العراق باخذ سكرين شوت لبعض التعليقات او الكتابات الذي يكتبها بعض المسؤولين في الواتساب ثم انتشرت واحدثت ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي ؟

وينبغي ان نؤكد ان هذه المجموعات المقصودة هنا هي مجموعات غير رسمية ممن يقوم بانشائها بعض الاشخاص لاغراض وغايات مختلفة ولا تتعلق بالمجموعات الرسمية التي تعلن عنها المكاتب الاعلامية والتي يكون التصريح فيها رسميا ويمثل الجهة التي قد صرحت به.

ان الحادثة التي انطلقت منها المقالة، والاسئلة التي ولدت من مغزاها، تكشف عن قضايا عديدة ينبغي وضعها في الاعتبار مستقبلا، خصوصا وقد بدأت، هذه المجاميع، بالنمو واكتساح تطبيقات التراسل الفوري على نحو كبير في العالم الرقمي الجديد الذي بدأ الهروب فيه من مواقع التواصل الاجتماعي الى عوالم هذه التطبيقات.

مهند حبيب السماوي

باحث في السوشل ميديا

https://twitter.com/alsemawee

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نقطة
نظام -

نعم علينا ان نراعي العقائد والقيم والمعايير الدينية السماوية ونحن نقوم بكتابة التعليقات او نشر ما نرغب ان ننشره في مجموعات الاعلام الجديد. السبب الرئيسي هو حماية الأديان السماوية كلها، ومنع الفتنة- والفتنة أشد من القتل.

حماية المشاعر الدينية
فول على طول -

حماية المشاعر الدينية أو ازدراء الأديان هذا مصطلح اسلامى بحت لاسكات أى صوت يتكلم عن الدين الأعلى ....ما معنى ازدراء الأديان ؟ بالتأكيد هذا كلام هلامى وغير محدد الملامح ...ومن المعروف فى علم الجريمة والقانون لابد أن يكون هناك تعريف محدد للجريمة ...ونعود للسؤال : ما معنى ازدراء الأديان ؟ وأنت تعرف الازراء بما يناسبك وفى نفس الوقت أنا أراة نقد موضوعى أو استفسار ...أى هناك مساحات شاسعة بين التعريفين ....الأديان لا تحتاج للحماية من أحد ..انتهى - ؟ ولو أكلت فى الطريق العام أثناء شهر رمضان هل هذا استفزاز لأحد أم حق طبيعى لأى انسان ؟ ..ربنا يشفى المؤمنين جميعا قادر يا كريم .

في الرد
على بوفسور فول! -

العلمانيون للأسف يظنون خطأ بأن نقد القيم والأديان كفيل بالتوصل الى المعرفة الأخلاقية المطلقة. هذا أشبه بحلم ابليس بالجنة!. النقد البشري للقيم قادر على هدم هذه القيم ولكنه للأسف لا يوفر أو يثبت البديل الأفضل. أي نص ديني (أو حتى علمي) يمكن نقده بشراسة، لكن هذا لا يصنع المعرفة الموضوعية بل يصنع جيلاً مائعاً ومجتمعاً مفرقاً وجرائم وانحرافات أكثر. انها عملياً صناعة الفوضى التي يتقنها العلمانيون العرب باتقان. لكن أين البديل أيها الناقدون بغرض الفتنة؟

نقد العلمانيين العرب
نقد عدمي -

النقد نوعان: نقد في الوسائل ونقد في الغايات. النوع الاول صحي ويحسن من الفعالية في الانجاز المجتمعي في نهاية المطاف، أما النوع الثاني من النقد فهو تكريس للعدمية والفوضى والشلل المجتمعي ان وصل الى أساسيات الدين واللغة والثقافة والتاريخ (كنقد فوليو وخوليو). هنا لا سبيل لتسوية النزاع بين الفرقاء سوى قاعدة الأغلبية ان لم يتم التوافق على الأساسيات، وعلى الأقلية احترام هذه القاعدة في اتخاذ القرارات الجماعية.

هنالك حدود
لحرية الرأي -

ما رأي التشريع الغربي باعلان يشكك بالمحرقة أو باعلان زواج متعدد في كل الشوارع والأزقة ووسائل الاعلام التقليدية والاجتماعية؟ نريد رأياً فنياً لا أيديولوجيا على أشباه هذه المسألة.

نقد يهدم أمة
Maher -

النقد ليس مطلوباً لذاته، وانما هو مجرد وسيلة للتوصل الى الحقيقة الموضوعية وبناء مجتمع أفضل. فاذا كان هذا النقد لا يقود الى المعرفة الموضوعية ولا يبني الا بيوت الشياطين، فلا أهمية له ويجب اخضاعه الى المعايير المهنية والاجتماعية.

ما هو النقد الهدام
ولماذا هو شعار زائف؟ -

لم تبق مشكلات اجتماعية وسياسية وبيئية ونفسية واسرية في الوطن العربي حتى نتجاوز ذلك الى ازدراء الأديان وهدم القيم الأخلاقية- بداعي ما يسمى ب" النقد"؟!

مثال
حي -

ما لا يقل عن 75% من تعليقات المدعو "فول" هي أمثلة واضحة بينة صريحة ولاشك فيها على ازدراء الأديان واشعال الفتنة الدينية.

رحم اللة المشعوذين
فول على طول -

المشعوذون فقط يتوهمون أنهم يدافعون عن اللة ...وأن اللة كلفهم بالدفاع عنة ..والمشعوذون فقط أصحاب الديانة الهشة يخشون من النقد ...أو حتى السؤال فى الدين أو حتى قراءة نصوصهم ويحسبونها ازدراء ..رحم اللة المشعوذين . ربنا يشفيكم من الشعوذة قادر يا كريم .

رمتني بدائها
وانسلت -

أعتى الشعوذة هي وصف الآخرين بالشعوذة.