كتَّاب إيلاف

جنون الملالي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حالة "جنون العظمة" و"البارانويا" السياسية الناجمة عن إحساس زائف بالعبقرية في القيادة والزعامة وتؤدي إلى ارتكاب الحماقات والأفعال الجنونية واتخاذ قرارات كارثية في الحروب وغيرها، هي حالة معروفة علمياً، وأصيب بها الكثير من القادة والزعماء على مر التاريخ. هذه الحالة هي أكثر ما يميز سلوكيات القيادة الايرانية في الوقت الراهن، حيث اتجه الملالي مؤخراً إلى إعلان تحديهم للعالم ومواصلة تطوير برنامج الصواريخ الباليستية "بطاقته الكاملة" بحسب الإعلان الرسمي الإيراني!!

اعتدنا في العقود والسنوات الماضية أن القيادة الإيرانية تجيد لعبة توزيع الأدوار في السياسية الخارجية، فتارة نجد قادة ميلشيا الحرس الثوري يطلقون التصريحات النارية بينما يميل السياسيين إلى المناورة في منطقة الخطاب السياسي "المرن" ظاهرياً، وهكذا، ولكن الفترة الأخيرة تشهد اصطفافاً لافتاً بين السياسيين وقادة الميلشيات في تصعيد متعمد للتوتر والخلاف مع الولايات المتحدة، بل يتعمد الحرس الثوري استفزاز القطع العسكرية البحرية الأمريكية في مياه الخليج العربي، حيث وقعت حوادث متكررة خلال الأيام القلائل الماضية.

خرجت الخارجية الإيرانية ببيان "ناري" رداً على عقوبات الكونجرس الأمريكي بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني، وهذا امر وارد، ولكن ان تفسر الخارجية الإيرانية موقف بلادها بشأن البرنامج الصاروخي باعتباره "سياسة داخلية إيرانية" لا يحق للآخرين التدخل أو التعليق عليها، فهذا أمر خارج المألوف ويثير السخرية، ولا

أدرى كيف يكون برنامج صاروخي هجومي لدولة ما أحد بنود سياستها الداخلية؟! الأمر هنا لا يتعلق ببرنامج صحي ولا سياسات تعليمية ولا مشروعات بنية تحتية تنموية حتى يمكن مطالبة الدول الأخرى بعدم التعليق عليها، بل بصواريخ تطور وتبنى وتتمترس على حدود الدول في وضعية إطلاق للهجوم على دول أخرى وفق الأمدية المحددة التي تطالها هذه الصواريخ، سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى.

لا شك أن القول بان الصواريخ الإيرانية هي شأن داخلي مسألة مثيرة للسخرية، وإلا فما فائدة كل ترسانات القوانين والمواثيق الدولية الناظمة لشؤون التسلح، لاسيما في المجال النووي وكل ما يتعلق بالأدوات الحاملة أو الناقلة للأسلحة النووية كالصواريخ وغيرها!

التسلح هو شأن سيادي وداخلي طالما لم يؤثر في الأمن القومي لدول أخرى، أو اتسم بطابع دفاعي لحماية المكتسبات والوطنية والسيادة الوطنية للدول، أو حتى اتسم بطابع هجومي ولكن الدول القائمة به لا تصنف ضمن الدول ذات السياسات العدائية، ولكن أن تقوم دولة لم تخرج من تصنيف الدول المارقة أو المعادية للعالم سوى فترات زمنية قليلة، بتطوير أسلحة نووية وصواريخ حاملة ذات أمدية تشكل خطراً على الأمن والاستقرار العالمي، فهذا الأمر ينطوي على خطورة بالغة للعالم أجمع.

هناك حالات معينة للدول من هذا النوع في مقدمتها كوريا الشمالية وإيران، وللمصادفة فإن هناك تزامناً لافتاً في تصعيدهما المتعمد واستفزازهما الخطير للعالم في الآونة الراهنة، فالقيادة الكورية الشمالية لا تكف هي الأخرى عن إجراء التجارب الصاروخية، وتوجه موارد الدولة الكورية الشمالية كلها باتجاه هذا الملف، والشيء ذاته يفعله الملالي، الذي لا يخفى على مراقب أنهم يستنسخون ممارسات الرئيس كيم جونج اون، ويمضون على خطاه إعجاباً منهم بما يفعله حتى لو استمرت عزلة شعبه ومعاناته لسنوات وعقود طويلة مقبلة!

استنساخ النموذج الكوري الشمالي سيقود الملالي إلى المهالك لا محالة، لأن الدراسات والتحليلات الاستراتيجية المعتبرة جميعها تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تمتلك حسابات معقدة للغاية في التعامل مع التحدي الكوري الشمالي، وتتصرف بحذر بالغ في هذا الملف الشائك، ولكنها لا تمتلك الحسابات ذاتها في التعامل مع الحالة الإيرانية، التي تضع نفسها موضع "التحدي" لإدارة الرئيس ترامب، وهذا بحد ذاته استفزاز بالغ قد يعجل الرد الأمريكي على حسابات الملالي الخاطئة.

لا يدرك ملالي إيران أن العقل والمنطق يقول أن استنساخ تصرفات الرئيس الكوري الشمالي في الوقت الراهن قد يكلفهم غالياً، وربما يدفع الولايات المتحدة لإعادة حساباتها بشأن استخدام القوة العسكرية مع إيران، بما يعنيه ذلك من خسارة مؤكدة للملالي، أولها سقوط نظامهم السياسي الهش.

على الأرجح، فإن إدارة الرئيس ترامب لن تقبل وجود تحديان متزمنان لقوتها وهيبتها، التي راهنت، ولا تزال، وعليها كثيراً في الوصول للسلطة، حيث وعدت الشعب الأمريكي باستعادة هيبة الولايات المتحدة ونفوذها العالمي.

أضف إلى ذلك أن أحد الدروس المستوحاة تلقائياً من الحالة الكورية الشمالية تتمثل في ضرورة التصدي لمصادر التهديد والخطر الصاروخي في بداياتها وعدم تركها لتتطور وتمثل مصدر تهديد استراتيجي حقيقي للأمن القومي والمصالح الاستراتيجية الأمريكية، وهذا الدرس يدفع تلقائياً باتجاه الحزم العسكري مع تحدي الملالي، وبالتالي يصبح إعلانهم مواصلة تطوير البرنامج الصاروخي بمنزلة نوع من الجنون، لا تصعيداً يستهدف الحصول على تنازلات أمريكية يدركون أنها لن تأتي في ظل المعطيات الاستراتيجية الراهنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاماراتية
الايرانية عقد متعة -

أعاد حصول إيران مؤخرا على مستحقات من شركة إينوك الإماراتية بقيمة أربعة مليارات و105 ملايين دولار للواجهة العلاقاتِ بين البلدين التي لم تتأثر بالعقوبات الغربية والتوتر السياسي بين طهران ودول الخليج العربي. وقد بقي حجم التجارة بين طهران والإمارات عند مستويات مرتفعة، ومثلت الأخيرة طوق نجاة لإيران، إذ خففت من شدة العقوبات على اقتصادها عن طريق سهولة حركة التصدير والاستيراد عبر موانئها. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ناهز 16 مليار دولار العام الماضي، وتستحوذ الإمارات على نسبة 90% من حجم التجارة بين إيران ودول الخليج مجتمعة. ويقول مجلس الأعمال الإيراني إن الإيرانيين يمتلكون بالإمارات استثمارات وأصولا تتجاوز قيمتها مئتي مليار دولار، ويشهد قطاع الطيران حركة نشيطة بين البلدين، حيث توجد بينهما أكثر من مئتي رحلة أسبوعيا. وشكلت الإمارات طوق نجاة لإيران، إذ كانت منفذا لتجارتها في ظل العقوبات الغربية التي منعت التعامل مع العديد من شركاتها، كما جمدت التحويلات المالية إليها. وبعد رفع العقوبات عن طهران عقب الاتفاق النووي، تكون الإمارات من أكثر الدول استفادة من القرار، إذ يتوقع أن ترتفع تجارتها مع إيران بنسب تتجاوز 15% سنويا. واللافت أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين ظلت في أحسن أحوالها، رغم ملف الجزر الثلاث التي تتهم الإماراتُ إيرانَ باحتلالها منذ عام 1971.

حيروا بحالكم يا عظماء
واحد -

ايران لا للدفاع عنها ولكنها تمتلك تاريخ من المواجهات لعقود خرجت منها أقوى مما كانت عليه قبلها ولكن الخوف على الضفادع المنتفخة التي كل يوم تدخل حرب او مواجهات لاتمتلك الا سلاح التوسل والدفع لماما أمريكا لانقاذها من المستنقعات التي تضع نفسها فيها ودائماً خاسرة وميزانيات تشارف على الافلاس وكره عالمي من الشعوب حتى أصبحت تأكل نفسها بنفسها وقريباً ستعود الضفادع الى حجمها الطبيعي ولن تجد حتى مستنقع تعيش فيه فيا لحكمتها...

لماذا يا ايلاف ..؟
فول على طول -

موقعنا المحبوب ايلاف وبعد التحية ..الخطوط فى المقالات والاخبار فى الموقع أصبحت صغيرة للغاية ولا نقدر على قرائتها بسهولة وخاصة نحن كبار فى السن ....ما الذى حدث للموقع ؟ التصميم السابق للموقع كان أفضل ....ما الذى حدث بالضبط ؟ أفيدونا أفادكم اللة .

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

لا يدرك ملالي إيران أن العقل والمنطق))<<" في زمن الا عقل ولا منطق في زمن الجنون يصبح كل شيء جائز هذا منطقهم العالمي والمطلوب منهم ينبطحون مثل غيرهم هم عندهم سياسة الانبطاح من تحت لتحت مش مثل غيرهم علني وفي كل وقت وعلى سيرة بعبع الصورايخ طيب طلع ناس من ظهر اهل الانبطاح يدافعون عن المنبطحيين رمي عليهم تهمت " الأرهاب من المنبطحيين نفسهم قبل غيرهم " ونحن لين اليوم وغدا ما عرفنا اهل الانبطاح والخذلان والهوان شو يبغون بضبط ؟ على فكــره ياللي مش عاجبنك الاصغار في السن وطالع تنهق في القناه الفضائيه وتقول من أنتم حتى تقولون رأيكم ومن عطاكم الحق وانتم اولى بالنصيحه من غيركم اقولك اللي عطانا الحق دينا الاسلامي هذا اذا بعدك عليه ثانيا لو فيك خير انت كنت وذهبت وقدمت لهم النصيحه في السر مثل ما تقول دامك عاجز لا تطلب من غيرك يكون نسخه مشوه عنك والأهم من قال لك ان صغر السن عيب ولا جريمه لو كان جريمه ماكان بني الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم سلم قيادة جيش المسلمين لصغير السن اسامه وكان عمره 18سنه لكن يقولون " مش الكل يملك عقل والعقل نعمه من رب العالمين الا بالمناسبه هو انت تعرف نبي الاسلام اللي المفروض هو نبيك اخاف بعد تطلع وتقول هو كان اولى بالنصيحه من غيره يترك كبار الصحابه " اللي شاب شعره في الاسلام ويسلمه حق صغير السن والأهم اليوم اولياء العهود صغار السان شو رأيك تقدر تذمهم ولا بتاخذ وضعية الميت

جنون الأمريكان
سيف -

بالله عليك ماذا تفعل القطع العسكرية البحرية الأمريكية في مياه الخليج على الأقل هذه حدود ايرانية ومن الطبيعي ان تتواجد فيها قوات مسلحة مثلها مثل اي دولة لها سيادة على اراضيها لكن المضحك ان تتواجد فيها قطع عسكرية قادمة من وراء سبع بحار وخمس محيطات وسبع قارات ومع ذلك تريد اقناع العالم بأن ايران تمثل خطر عليها .