فضاء الرأي

السياسة، بطبعتها العراقية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ليس غريباً أن يحدث ما يحدث الآن في العراق. فكل هذا عبارة عن تحول السياسة&فيه&أخيراً،&الى أبشع&حقول&النشاط الإنساني وأفسدها&بإمتياز. والسياسة ذاتها، لم تعني أساساً، في التجربة العراقية، منذ عام (1921م) الى يومنا هذا،&لا&كمفهوم وواقع، ولا&كممارسة،&سوى إفساد الحياة وإغتيال العقل،&بل&قتل الإستقرار والإزدهار،&وصولاً الى إجهاض الأمان والأمنيات في عموم البلاد ولدى&كافة&العباد.

&&وبهذا المعنى،&لا حاجة لنا&اليوم&للمؤرخين لكي يدونو&لنا التاريخبلغة المتغرطسين فيه!، فالحاضر هو المرآة الحقيقي لماضينا تماماً،&وكل ما تغير هو&ليس سوى&الأسماء والعناوين و الوجوه،&لا العقول والطبائع والممارسات!، خصوصاً&مع&تجرد&حقل السياسةمن أي قيمة&تُذكر،&تمنع&لنا&اليوم،&وقوع البلد،&ولو لعقد من الزمن!،في&مثل&هذه&الدوامات الجهنمية&اللامتناهية، التي تعصف عليه، من دون رحمة،&في كل مراحل وحقب&تاريخية.&&&

&وعلينا طبعاً أن&لا&نخدع&أنفسنا ونقول أن ما يحدث هو&عائدوحسب لفساد نخبة حاكمة في مؤسسات الدولة ومرافقها، أو&مرتبط بالطائفية والتحزب، لا، أبداً،&فالمعضلة أكبر بكثير مما نتخيل، أنها كامنة في البنية المجتمعية والثقافية لمجتمعنا العراقي بكافة مكوناته دون إستثناء، وناتج عن بواطن عقولنا جميعاً دون أن نسيطر عليها ونتحكم فيها،&بل&دون أن نعي بها أحياناً، ذلك لأننا بطبيعة الحال، من&قبيل&الشعوب التي تتباهي كثيراً،&من&دون فحص و تمحيص،&أو&أي مراجعة نقدية&وعقلانية، بماضيها وبـ(أمجاد وعظمة)&السالفين!، وبالتالي المراهنة&على القدر والتعلق الساذج بحتميات خرافية&وغيبيات خلاصية&مقبلة على الزمن&دون&أن&تتحقق أي منها على أرض الواقع!.

والدليل على&ما نقول هنا، هو ما&نحصده اليوم من هذا الحقل&الكارثي&الذي يطلق عليه (السياسة)، والذي لم&تفقه&أبداً&كتابة أي شيء لنا، في طبعتها العراقية!، سوى الويلات والعذابات، أو الأزمات والصدمات، أو الخلافات والعراكات، وكل ما يجرد الإنسان من حب الحياة والتمسك بالوطن،&أو&التفاؤل بالخير والإطمئنان الى المستقبل..!

& &انه&فعلاً،&حقل كارثي إم لم نقل حقل شيطاني خالص!،&لدرجةبات اليوم&لايمكن لأحد أن يكون&منخرطاً&أو (فاعلاً)&فيه&بحق،&من&دون ان يفقد إنسانيته&ويتحول الى شيطان رجيم!،&لا سيما معهذه&النخب السياسية الفاسدة&وغير المسؤولة&وكل&أولئك&الذين يستغلون، بكل بساطة ويسر!، سذاجة الشعوب&وإفتقارها&لمقومات الإعتراض والمواجهة&الحقيقية&الواعية&بسبب تجاهلها لآليات تحكم الحكام والأنطمة بمصائرهم وعقولهم ومقدراتهم.

&&أما&بخصوص&المظاهرات والإحتجاجات الراهنة، فلا جدوى منها&هي الأخرى!،&لأنها&ستنتهي&كسابقاتها&دون شك&بمجرد وعود كاذبة من الحكام،&أو&بإعاز&من&القوى والأحزاب&الإنتهازية&التي&تستغل وتستثمر السخط الشعبي لمآرب سياسية&خاصة بها!. والحسرة&هنا، كل الحسرة،&على الشعب الذي لا يفقه سوى&التأييد والتمجيد والتبجيل للحاكم، بل التعسكر&وراء&شعارته&وخطاباته، أو سياساته&وممارسته&لإعتبارات مجتمعية سياسية/مذهبية ومناطقية/ طائفية وأثنية، لحد المشاركة&- بوعي أو دونه-&في صناعةما&دمرت البلاد والعباد وما تزال، أي&صناعة&القسوة والدمار والقتل الجماعي&في الماضي،&والفساد ونهب ثروات البلاد وخيراتهافي&الوقت&الحاضر..!

•&كاتب وأكاديمي- من كُردستان العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيان عنصري خبيث
Rizgar -

السذاجة.. اعتبار ازمات العراق وكهربائه.. ازمة فساد......اليس الفساد .. مرجعها فشل العراق كدولة؟