فضاء الرأي

من يخرج العراق من عنق الزجاجة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حال العراقيين&لايسر عدو ولا&صديق، يعيشون في ازمة دائمة ومشاكل لا&اول لها ولا آخر ،&ازمة تجر ورائها ازمة اتعس منها وألعن حتى تحول العراق الى بلد الازمات ،&والازمة هي الصناعة الوحيدة التي&يبرع فيها&العراقي ويجيدها&،&ومن يقترب منه يأخذ&حصته كاملة&من البؤس والتعاسة&،&كثيرون اكتووا بناره وعانوا&منه الامرين وابرزهم&الكرد ،&فمنذ ان الحقهم الاستعمار البريطاني بالعراق ، وهم يلاقون منه العنت والعذاب&، فمن الانفال والابادة الجماعية والقصف بالقنابل الكيمياوية الى التهجير والتعريب&و..الحصار والتجويع الجماعي والتشيًع&الطائفي للحكام الجدد الذين لم يمض وقت طويل على بسط سيطرتهم على الحكم حتى ادخلوا البلاد في حرب طائفية&شعواء&ذهب ضحيتها مئات الالاف ،&ومازالت&وتيرة الشحن الطائفي تتصاعد حتى ظهر تنظيم"داعش"الارهابي&بابشع صوره في الموصل والمناطق السنية الاخرى ،&وما كادت&مدينة الموصل تتحرر وازمة&داعش تخف حتى ظهرت ازمة الاستفتاءالكردي والتهيئة لحرب اخرى لاستعادة الاراضي المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك من يد الاكراد&وطردهم منها&بالقوة العسكرية&وبدعم مباشر من&قوات&ميليشيات الحشد الشعبي&..ولم تهنأ&القوات الحكومية والميليشيات&بالنصر كثيرا حيث&استغلت قوات"داعش"&غياب قوات البيشمركة الكردية من تلك المناطق وعاودت نشاطها من جديد وصعدت من عملياتها الارهابية اليومية.&

ثمة حقيقة لابد من ذكرها وهي ان&العراق بتركيبته السكانية المختلفة وطبيعته الفسيفسائية المتناقضة ،&من الصعب بل من المستحيل بناء&اتفاق&جماعي موحد&على ثوابت وطنية واحدة ، لان كل مكون او مجتمع من مجتمعاته الثلاث الرئيسة السنةوالشيعة والكرد لديهم نظرتهم الخاصة لتلك الثوابت ، فالوطنية عند الكرد&هي&غير الوطنية عند السنة&والشيعة،&ولائهم&للوطن&الذي ينتمون اليه&وهو كردستان وليس&للعراق&بالتأكيد&،&فهم&بشكل عام لم يشعروا يوما&بانهم عراقيون&ينتمون الى الاسرة العراقية ويتبعون النظام السياسي في بغداد!&، وهذا الشعور التنافري الرافض للانصياع للامر الواقع&جلب عليهم ويلات ومصائب لاحصر لها ودخلوا في صراعات طويلة ودامية&مع الحكومات العراقية المتعاقبة.

وكذلك&الامر بالنسبة للسنة والشيعة ،&فالوطنية تتحقق&عند السنة&عندما تهيمن العروبة على الحكم&وتقود البلاد ،&فهم مع العراق العربي التابع للامة العربية الكبيرة من المحيط الى الخليج&وليس&مع&العراق الطائفي الذي يوالي ايران ويوظف&موارد&البلاد الاقتصادية لنشر التشيع وتصدير الطائفية&وتشكيل الميليشيات المسلحة&كما&تسعىالشيعة&للوصول اليه&.. واذا ظنت الولايات المتحدة الامريكية او ايران انها تستطيع ان&تمنع العراق من التفكك والتقسيم على المدى البعيد على الاقل او ان&تضغط على الاحزاب العراقية بتشكيل حكومة"توافق"وطنية&تجمع المتناقضات الثلاث في بوتقة واحدة موحدة&وتستمر&بدون مشاكل وازمات&عميقة&، فانها خاطئة&ونظرتها الاستراتيجية للعراق ناقصة وفهمها لطبيعة المكونات العراقية المتنافرة&غير ناضج&!&

وانعكست&التجاذبات السياسية الكبيرة والاختلافات العميقة في الفهم والرؤية والمصالح وطريقة ادارة الحكم بين المكونات الثلاث الرئيسة واحزابها وزعمائها ،&وكذلك &بين الاحزاب والكتل داخل كل مكون&واصرار&كل طرف&على&تكريس برامجه السياسية وفرض&مصالحه ،&على تشكيل الحكومة الجديدة في&الوقت الذي حددته الدستور وكل المباحثات والاجتماعات قد فشلت في تشكيل الكتلة الاكبر المكلف بتشكيل الحكومة&رغم مرور اكثر من ثلاثة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية في البلاد.

وثمة عوائق ومشاكل اخرى تعترض تشكيل الحكومة الجديدة&وحتى وان تشكلت فانها لاتستمر طويلا وتنتهي بها المطاف الى الفشل&والسقوط&! ومن هذه العوائق ؛ ان كتلة "دولة القانون"التي يتزعمها رئيس وزراء السابق"نوري المالكي"&ومعها&كتل اخرى&كبيرة ومتنفذة&مثل&كتلة "الفتح"التي يترأسها زعيم منظمة بدر وكتائب ميليشيا الحشد الشعبي"هادي العامري"لديها اجندة سياسية خطيرة لقيادة البلاد وهي&تشكيل&الحكومة على اساس"الاغلبية السياسية"وهي العودة الى المربع الدكتاتوري السابق بحسب بعض المحللين واعادة المركزية القوية"القبضة الحديدية"للبلاد&ولكن بقيادة شيعية متطرفة!..

واذا ما وافق الكرد والسنة&بتمرير&هذه&السياسة الاقصائية او اجبروا على قبولها&،فان&المزاجية الطائفية هي التي&ستتحكم في البلاد ولن&يبقى للدستور اي قيمة جوهرية في ارض الواقع ويعمل&على تجميده وينسف&مواده&كما نسف "المالكي" المادة 119 التي تقضي باقامة&الاقاليم في المحافظات&وجابه المتظاهرين&في المناطق السنية&الذين&طالبوا&بتطبيق هذه المادة الدستورية المهمة بالرصاص&عام 2012&،&باعتبارها دعوات انفصالية!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لن يخرج ابدا
قيسي كريم -

العراق منذ تأسيسه لديه مشاكل عرقية ودينية واجتماعية عميقة ، وهذه المشاكل لم تحل بل تكبر بمرور الايام حى اصبحت ازمة لاحل لها ، فمن مصلحته ومصلحة الدول الاقليمية ان ينقسم وسواء اليوم اوغدا فانه في طريقه الى التقسيم. الحلول الترقيعية لن تفيد.

دولة ظالمة
شوان داودي -

الاكراد لايستطيعون العيش في ظل الحكم العبي الظالم ان كان سنيا او شيعيا فهما في النهاية عنصريون وفاشيون لايريدون للشعب الكردي خيرا ، وكانوا دائما وقفوا عائقين امام حريته ، فليذهب العراق الى الجحيم.

إلى من يهمه الأمر
بسبوسة -

إذا كان الأكراد لا يستطيعون العيش في العراق، فالحل بسيط جداً وهو أن يخروجوا منه ويا دار ما دخلك شر. الكلّ يعلم أن موطن الأكراد ليس العراق.. هم أقوام من البدو عاشوا أصلاً في إيران ثم زحفوا إلى شمال العراق، وجنوب تركيا وشمال شرق سوريا. هم الآن يشاركون العرب في الماء والكلأ والهواء وحتى السّّماء، فما يريدون أكثر من ذلك؟ الظلم الحقيقي الذي لا يدركه المعلّق الثاني هو ظلم الحزبين الكرديين المعروفين. لو أن الأكراد جاهدوا في التّخلص منهما لعاشوا أحراراً أبد الدّهر.

ليذهب البرزانيين إلى الجحيم
قاسم العفريني -

الأصح من يخرج الأكراد من عنق الزجاجة؟ العراق الموحد سيكون بألف خير بدون البرزانيين العنصريين الحاقدين. قلناها مراراً ونعيدها تكراراً بأنه لا يوجد شيء على الكرة الأرضية ولا في المريخ اسمه كردستان. مجرد وهم وخيال غير موجود إلا في مخيلة بعض المرضى العنصريين الذين إستغلوا فرصة ضعف العراق بعد الغزو الامريكي له فأسسوا شبه كيان لقيط ، وعندما يدرك الأكراد وخاصة صبيان قزم أربيل العنصريين هذه الحقيقة ، عندها تُحَلْ جميع مشاكلهم فمصيرهم محتوم . تركيا تدافع عن أمنها وإستقرارها ومستقبلها ووحدتها الوطنية ، وتواجه عصابة إرهابية إنفصالية عنصرية ، والجيش الأمريكي إنسحب وتخلى عنهم وتركهم لمصيرهم المحتوم وهذا ما سيفعله الموساد في أربيل لأن الجميع يعرفهم أنهم بندقية للإيجار ولن تسمح اسرائيل بولادة دولة أخرى لقيطة تنافسها على التسول في منطقتها. الأكراد غرباء وضيوف (كردي بالعربية تعني غريب ) جاؤوا إلينا هرباً من بطش قياصرة روسيا وستالين عندما كانوا غجراً في جبال القوقاز ، فأجرناهم وشاركناهم الأرض ولقمة العيش فغدروا بنا وطعنونا في الظهر، فحق فيهم قول الشاعر : من يصنع المعروف في غير أهله .. يلقى مصير مجير أم عامر. الحل الوحيد للقضية الكردية هو إما الإندماج مع الشعوب التي ينتمون إليها كما هو الحال في استراليا وقارة امريكا وسويسرا ومشاركتهم في ثوراتهم ضد الأنظمة القمعية والحفاظ على وحدة أوطانهم أو العودة إلى القوقاز والإستفتاء والإنفصال كما يحلوا لهم ولن نعترف بهم لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.