فضاء الرأي

الأمن القومي العربي - المخاطر والتحديات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعرف الأمن القومي عموما بأنه القدرة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار للعمل الوطني والقومي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والعلمية والتكنولوجية&ضد كافة التهديدات الداخلية والخارجية سواء كانت إقليمية أو عالمية.&أما مفهوم الأمن القومي الشامل فقد تطور من اعتماده على الأمن العسكري في المقام الأول ليتسع مفهومه للاعتماد على قوى الدولة الشاملة.

وفي بداية القرن الواحد والعشرين شهدت المنطقة العربية احداثا مهمة مثل الغزو الأمريكي للعراق في العام&2003م&مرورا بالعدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة ولبنان وصولا إلى الاحتجاجات الشعبية والحراك الجماهيري الواسع في عدد من الدول العربية في بداية العام&2011م، وكذلك استمرار تداعيات الأزمة السورية واليمينة والليبية&حتى&اللحظة.

والمعلوم في علم السياسة ان الفراغ السياسي في أي بلد يؤدي الى حدوث ثغرات في أمنه القومي يمكن ان تنفذ من خلاله القوى الدولية&والإقليمية لتنفيذ مآربها، وهذا لا يحدث إلا حين تتخلى الدولة او تعجز عن القيام بدورها في تأمين حقوق وواجبات شعبها، او ان تعمل الدولة لأسباب سياسية او اجتماعية على تهميش بعض الفئات من مواطنيها. وفي هذا الشأن لا يمكن ان ننكر حقيقة ان الأمن القومي العربي مخترق من جهات عدة دولية وإقليمية منذ فترة طويلة، وأن أنظمة الحكم العربية تركت فراغا سياسيا في&اكثر&من بلد عربي (لبنان، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن) تم ملؤه من قبل قوى دولية وإقليمية تعمل على تحقيق مصالحها في الوطن العربي وهي مصالح لا تتطابق، بل تتعارض وتتصادم، مع المصالح العربية.

ومن سوء&حظ&الشعوب العربية أن أنظمتها السياسية ومفكريها الاستراتيجيين مازالوا لم يتفقوا على مفهوم الأمن القومي العربي، إذ مازال هذا المفهوم ملتبس لدى العديد من الدول العربية، ولا&يوجد تعريف واحد له لدى العرب الذين يرسمون ملامح الأمن القومي كل حسب مفهومه ومصالحه&وتحالفاته ورؤيته لخريطة الصراع في المنطقة.&كذلك&ما زالت علاقة الأمن القومي العربي بالأمن القطري لكل دولة علاقة غير واضحة لدى كافة الأنظمة العربية، فأين يبدأ الأمن القومي العربي بالنسبة للأنظمة وأين ينتهي، ومتى يبدأ الأمن القطري ومتى ينتهي، وكيف ومتى وأين يتم&الانحياز&لأحدهم على حساب الأخر ولماذا؟&كل هذه&التفاصيل&تربك العقل والفكر السياسي العربي لتجعله يظل بعيدا عن صياغة أية مقاربة واضحة محددة للأمن القومي العربي، في وقت بات فيه لكل الدول ولجميع التكتلات في العالم مفاهيم واضحة المعالم لأمنها&القومي، (الاتحاد الأوروبي مثالا).

لا&شك&ان&أبرز&تحد يشكل خطرا على الأمة العربية هو إسرائيل، هذه الدولة التي تم زرعها في قلب العالم العربي بهدف تمزيق أوصاله والسيطرة على بقعة جغرافية مهمة جدا وذات دور&استراتيجي لخدمة مصالح الغرب، والولايات المتحدة الأمريكية بوجه خاص، ومن أجل ذلك خاضت إسرائيل حروب ومواجهات متعددة مع العرب، ومنذ إنشائها تبنت إسرائيل في تعاملها مع جيرانها العرب سياسة المحاصرة والتطويق ثم البتر.&ستبقى&إسرائيل&هي&العدو الرئيسي للعرب، وهي المصدر الرئيسي للخطر الذي يهدد الأمن القومي العربي،&لأنه&في الأصل قيام إسرائيل كان يعبر عن حالة الضعف العربي. ولكن هذا لا يقلل من شأن المخاطر التي&من الممكن ان&تأتي من تدخل بعض دول الجوار غير العربي.

إن الاحداث الجسيمة التي تجري حاليا على الساحة العربية تؤكد خطورة هذا&التدخل والاختراق على مستقبل الأمة العربية في ظل التطورات والمستجدات والمخططات التي يروج لها من وقت الى آخر&منذ انتفاضات&الربيع العربي، وانه بات لزاما على أنظمة الحكم العربية ان تعمل بجدية وبأسرع وقت ممكن على معالجة هذا الشرخ الكبير والواسع في الأمن القومي العربي الناتج من حالة الخصام والمناكفة بين الشعوب والحكام، والخلافات المزمنة والحادة بين أنظمة الحكم العربية نفسها والتي أدت الى هذا الحال من الضعف والتمزق والتشرذم.

لا يمكن المحافظة على الأمن القومي العربي من الاختراق الخارجي، دوليا او إقليميا، إلا من خلال تفعيل&"مبدأ المواطنة"&الذي هو&الأساس والركيزة في العلاقة بين طرفي المعادلة&"الشعوب والحكومات"، وهذا يتطلب من الحكومات ان تعترف وتقبل بحقيقة مكونات شعوبها "اعراقهم&وأديانهم&ومذاهبهم"،&والتعامل معها بحكمة وواقعية لتسود مبادئ العدل وتكافؤ الفرص، ويصبح المواطن أداة وحدة وبناء بدلا من معول هدم وأداة فرقة في أيدي اجنبية لا تريد خيرا للأمة العربية، وحتى يسود السلام والأمن&الاجتماعي&في الوطن العربي.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
امن قومي عربي في ظل النظم
الحالية ضرب من الخبال والخيال -

لا يمكن الحديث عن امن قومي عربي في ظل انظمة سياسية وظيفية قمعية مستبدة تتسابق وتتصارع في نيل رضى الغرب والكيان الصهيوني ، زوال هذه النظم شرط لأي امن وتعاون ونهضة عربية مسلمة

الامن القومى الحقيقى
فول على طول -

ما معنى الأمة العربية أو القومية العربية ؟ نرجو تعريف واضح للجملة السابقة التى نرددها على مدار عقود دون ملامح واضحة وما معنى الأمن القومى العربى أو العروبى ؟ العالم كلة يعرف مثلا الأمن القومى المصرى أو العراقى أو السورى الخ الخ ...لكن ما معنى الأمن القومى العربى ؟ لو لم يتم تحديد معنى الأمة العربية أو القومية العربية فان المقال يكون بنى على باطل ....انتهى - سيدى الكاتب أصاب بعضا من الحقيقة فى الفقرة الأخيرة فقط عندما ذكر أن المواطنة هى المهمة ونحن نؤكد أن الأمن القومى لأى دولة يبدأ من الداخل بدستور عادل وقوانين يتساوى فيها كل البشر الذين يعيشون فى الدولة وما عدا ذلك تهريج . ولا يمكن اختراق أى وطن يشعر مواطنية بالتساوى وهذا هو حائط الصد المنيع لأمن أى بلد ..ونسأل السيد الكاتب : هل هناك مواطنة فى أى بلد مؤمن أم هناك جماعات وشراذم تريد الاستئثار بالبلد والقضاء على بقية المكونات وتستعين حتى بالشيطان فى سبيل ذلك ؟ كيف نشأت هذة الشراذم أو الجماعات ؟ وما هى التعاليم التى يستندون اليها ؟ سيدى الكاتب : بلاد المؤمنين مأزومة ومهزومة من داخلها ولا أحد يتربص بها ولديها تعاليم دينية فاشية ودساتير عفنة وثقافات مريضة وعنصرية ولا تحتاج للتامر عليها من الخارج . وكما يقول المثل : دود المش منة فية أى الأمن القومى العروبى مهزوم من داخلة ومنذ بدء الدعوة . يتبع

مفردات كنسي صليبي حاقد
و سافل وكل اناء بما فيه ينضح -

فين بقا صليبي ارثوذوكسي حاقد القضاء على المكونات الاخرى وانتم بالمشرق الاسلامي بالملايين ولكم الاف الكنايس والاديرة وقلايات الرهبان ؟! وعايشيين متنغنغين ، بالك يا صليبي لو كنتم انتم طائفة مسيحية في اوروبا العصور الوسطى كان زمانكم تمت ابادتكم او ارغامكم على مذهب الاغلبية او تم نفيكم الى استراليا مع المجذومين والمجانين والمشوهين والمجرمين باعتباركم طائفة مسيحية كافرة مهرطقة لعلم جهلك العظيم ان المواطنة خطر على المسيحية المشرقية وانها ستعاملكم بدستورها العلماني وليس بأحكام شريعة الاسلام ووصية رسول الاسلام بكم ، مما يعني انهيار الكهنوت الكنسي المسيطر عليكم الان مما سيفتح الباب واسعاً لدخول من يريد في الاسلام او الانتقال الى مذهب مسيحي اخر وستحميه الدولة ان احقادك الصليبية والنفسية التي تكشف عنها مفرداتك العفنة التي هي نضح تربيتك الكنسية ونتاج بيئتك استقضي بالنهاية عليك ..

كلام حنجورى عروبى ليس الا
فول على طول -

والسيد الكاتب يؤكد على أن الغرب واسرائيل - التى تم زرعها - هم الخطر الأكبر على الأمن اقومى العروبى ..سيدى الكاتب : الخطر الحقيقى هو ثقافتكم العنصرية وأنتم تملكون عوامل الفناء الذاتى ومن داخلكم ولا أحد يتامر على الأموات . أنتم تتامرون على العالم كلة ولو تملكون القوة ما تأخرتم عن ذلك حيث أن الذى لا ينطق عن الهوى أمركم أن يصير الدين كلة للة أو تأخذون الجزية من الكفار وهم صاغرون . وما عليك الا أن تقرأ أفعال المؤمنين الهاربين من جنة الايمان الى بلاد الكفار وتحسب عدد الحوادث الارهابية التى اقترفوها ولماذا ؟ - ونكرر أن اسرائيل موجودة فى فلسطين قبل الاسلام وقبل المسيحية بقرون طويلة جدا ويكفى أن تقرأ القران وتقول لنا ماذا تقول سورة يوسف أو سورة موسي وما هو الوادى المقدس وأين كانت مملكة داود وسليمان وهيكل سليمان وملكة سبأ والهدهد الخ الخ أو تقرأ تفاسيركم حتى تستريح . ربنا يشفيكم قادر يا كريم مع تحيات فول .