فضاء الرأي

سوتشي حفلة دستورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بداية ما جرى ويجري للسوري يتحمله الأسد وكل قوى الاحتلال الدولي للثورة السورية. أيضا من غير المفيد لايموقف سياسي او ثقافي، ان لايكون في خلفية مشهده، ان الثورة السورية انطلقت بعد خمسين عاما تقريبا من الاجرام الاسدي بحق البلد. بدون هذه الخلفية، يصبح الشغل السياسي والثقافي، شغل بالقطعة! 
***
البعثيون وبعدها الأسد استلموا البلد كانت ديمقراطية وليدة تتعثر، و"اقتصاد برجوازي" متلعثم،  وقوى وأحزاب سياسية تبحث عن صيغة ديمقراطية، كانت خارجة من تجربة ديكتاتورية ناصرية، بعدها تم هندسة البلد اسديا، حتى وصلنا الى هذا الدمار. بدون رؤية دور السلطة المركزي في بلدان ديكتاتورية، تضيع الحدود ويصير المجرم ضحية. هذا عنوان من سوتشي.
***
الكتابة عن سوتشي كمن يمشي على ارض لزجة. لا يعرف متى ينزلق. سوتشي مؤتمر للمحتل، وليس لايجاد حل. كل من حضر سوتشي، راقصة او طبال لا فرق، المهم كل من حضر قال للعالم: انا موافق على قتل الاسد والروسي والايراني والتركي لاهلي في سورية، ولكم الشرعية في قتل من تبقى. 
***
الثورة السورية لم تنطلق ضد الدستور، أي دستور. الثورة انطلقت ضد امتهان الكرامات، والحرية المفقودة، ونهب البلد وارزاق العباد. ضد التمييز المركب والمتراكب، بين البعثي وغير البعثي، بين المخبر وغير المخبر، بين العلوي وبقية خلق الله في سورية. الثورة السورية انطلقت ضد طبقة اثرياء السلطة. ضد النهب والقمع والفساد. 
لم تكن مشكلة سورية دستورية. المشكلة ان أي دستور مهما كان، سيأكله الاسديون مادامهم في السلطة. 
***
ما يحدث في مصر السيسي مثالا على ان الدستور ليس المشكلة، المشكلة في السلطة الديكتاتورية الفاسدة، التي لا تنتمي لبلدها وأهله. اعتقال المرشحين في الانتخابات الرئاسية، تشويه سمعتهم، ما يحدث في روسيا بوتين ايضا،صاحب سوتشي ودستوره مثالا آخر. لم تكن مشكلة بالنسبة للسلطة الفاسدة الديكتاتورية، أي دستور واية قوانين. مشكلتها في غياب دولة الدستور والقوانين. لهذا من أولى مساوئ الديكتاتورية هي ابتلاعها للدولة. فتتحول الدولة مثلا من رب عمل لشريحة واسعة من الناس،  الى عامل عندالديكتاتور، ويتحول الديكتاتور الى رب عمل الدولة كلها. سورية الأسد نموذجا. لهذا اسمها سورية الأسد. اذا سوتشي من هذه الزاوية، دستور لشرعنة مامضى والبناء على هذه الشرعنة.
***
المعارضة التي ذهبت ولم تذهب لسوتشي، شرذمها أوباماوالدول الفاعلة في الملف، معارضة مشكلتها انها لم تفهم سياسة، لكن هذه المشكلة يتحملها الأسد أولا وأخيرا. عندما يساوي الأسد وبوتين في سوتشي بين فاتح جاموس ورندة قسيس وريم تركماني وبين معراج اورال واجهة مجزرة بانياس، وزهير رمضان صاحب طرد الفنانين السوريين من نقابته، لان لهم موقف سياسي مختلف. هذا يعني ان كل هؤلاء جميعا، هم مع الأسد.
بالمناسبة كلمة من بين هؤلاء وخاصة السيدة رندة قسيس ستكون مع روسيا بوتين مهما كان موقف بوتين في سورية،اكثر مما يعنيها الأسد.
***
معارضة لم يسمح لها ان يكون لها ارضا خاصة، تنطلق منها. فهل ستكون أي دولة ارضا لها؟ 
هل هذه المسألة يتحملها السوري المشرد والمهجر والذي دمرت مدنه وقراه، ام يتحملها الأسد والاحتلال الدولي كما سبق واشرت؟ لا نتحدث شعارات بل نتحدث موازين قوى فرضت على جميع السوريين بما فيهم المعارضة. فهل معارضة سوتشي ومن ذكرت أسمائهم مستقلين في قرارهم؟
***
كي لا نطيل عليكم، سوتشي هو لاكل الدستور أي دستور من أي نوع كان. لان المشكلة في سورية هي الأسد، وليس الدستور. هل تذكرون مهزلة تعديل الدستور بخمسة دقائق في مجلس الغنم السعيد لتوريث الطاغية الصغير، عام 2000 أثناء عملية تجديد عقد الاغتصاب للوطن؟ صراعنا مع نظام العصابة هو صراع وجود وليس صراع من أجل الدستور، قبل الدستور نريد استعادة الوطن والحرية لنستطيع صياغة دستور

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحفلات الأسدية السوتشية
نجاسة بالطينة والعجينة -

عدت إلى دمشق بعد عقد من الزمان فدعاني صديق وزوجته إلى نادي الشرق حيث رقصت فيه راقصة عرفت فيما بعد أنها غادة بشور وغنى مغني لا أذكر اسمه، وكان يجلس بجانبنا على البيست أحد ضباط مخابرات المقبور حافظ أسد مع زوجته وبناته. بدأ السهرة المغني فأهدته إحدى المعجبات وردة حمراء أهداها بدوره مجاملة لإبنة ضابط المخابرات فغضب الضابط غضباً شديداً وأمسك بكأس الويسكي وقذفه في وجه المغني وكال له من السباب والشتائم من تحت الزنار ونازل، فحرد المغني وترك المسرح ، ولإنقاذ الموقف خرجت غادة بشور وقدمت وصلتها الراقصة ، فطلب ضابط المخابرات من النادل أن يفتح لها زجاجة شمبانيا فسال قسم منها على البيست حول طاولته ، وجاملته غادة بالرقص قربها فتزحلقت ووقعت على الأرض ، فوقفت وصرخت بالنادل ليمسح لها الأرض ، ولإرضائها طلب الضابط فتح زجاجة ثانية وتكرر الموقف وتزحلقت وكانت الوقعة شديدة هذه المرة، فما كان منها أن نهضت وكالت من السباب والشتائم ما تخجل منه عاهرة وعندها أضيئت الأنوار فكشفت عن وجهها والعياذ بالله من قباحة لا يمكن وصفها. أما بشار إسماعيل فكان يقف على المدخل في إحدى حفلات فندق الميريديان وكنت داخلاً ولم أكن أعرفه وهو يشبه أحد أصدقاء الطفولة فبادرته بالسلام مرحبا فلان فما كان منه إلا أن كال لي من الشتائم ما يندى له الجبين ظناً منه أنه مشهور ومعروف. هذه عينة ممن يدعون أنهم معارضون في سوتشي وهم من عظام رقبة النظام وهم أول من ستضحي بهم عصابة بشار أسد لأنهم يعبدونه ولا يطيقون سماع اسم بديل أو معارض حتى بالمزاح. بالمناسبة تقدمت غادة بشور بطلب العام الماضي إلى دائرة الهجرة في كندا بحجة أنها مضطهدة من النظام والإسلام في بلدها.

موضوعي
ماني سمعان -

مقالتك موضوعية وتدخل في صلب المشكلة بشكل منطقي ودون اسفاف . تجاوزت وترفعت عن الطائفية . وتبقى سوريا هي المرجعية الاولى والاخيرة .

كتابات وطنية بامتياز
برجس شويش -

ان كتابات السيد الكاتب القدير غسان المفلح وطنية بامتياز وتعبير صادق عن المرحلة التاريخية التي يمر بها الشعب السوري, ويعكس بل يزيل الحجاب عن النوايا الحقيقية لكل المساهمين في الازمة السورية التي خلقها النظام بدعم من اعداء الشعب السوري و ثورته, حولوا هذه الثورة من ثورة شعب ضد الاستبداد وحكم العائلة و الطائفة و من اجل الحرية و الديمقراطية و الكرامة الى ثورة للارهابين ليخرج النظام الاسدي منتصرا في المعادلة بعد تدمير سوريا وتشريد اكثر من نصف سكانه والفتك باكثر من نصف مليون ناهيكم عن الجوع و الظروف المعيشية الصعبة للغاية لمن تبقى في الوطن, الكل شركاء في الجريمة المعارضة قبل النظام وتركيا قبل ايران وامريكا قبل روسيا والامم المتحدة قبل الميليشيات الشيعية وكما قال الشاعر الفلسطيني في احتفال كان فيه حافظ اسد جالسا : يا اولاد ..... لن استثني احدا منكم. تحية للكاتب القدير غسان المفلح

تنقصكم الشجاعة والصدق
فول على طول -

السيد الكاتب دائما يتهم الأسد وامريكا وايران وتركيا واوباما والعالم كلة انهم ضد مصلحة الشعب السورى ولكن لم يكتب لنا ولا مرة واحدة عن الفصائل المتحاربة فى سوريا وكم عددها ومدى تسليحها ومن الذى ينفق عليها ودور دول الجوار فى هدم سوريا ..وهل سمع أحد عن معارضة مسلحة قبل ذلك ...وهل سمع أحد عن معارضة تحرق الأخضر واليابس وتتجمع من كل فج عميق وتأتى من كل الدول للانضمام الى الثورة السورية ؟ ولماذا كل أطراف " المعارضة " من الدواعش السنة وليس الشيعة ؟ وما الفرق بينهم وبين دواعش العراق ؟ وما مصلحة التونسي والسعودى والجزائرى والمصرى للانضمام الى الثورة السورية ؟ نقول تانى أم هذا يكفى ؟ .