فضاء الرأي

الميت بطهران والعزاء في باريس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دونالد ترامب منذ ترشحه للرئاسة وحتى اللحظة، لم يعلن وعدا لم ينفذه. هذه ميزة تحسب له، بغض النظر اتفقنا او اختلفنا حول تقييم قراراته ونتائجها. آخر هذه العهود انسحابه من الاتفاق النووي، الذي ابرمه أوباما مع ايران مع مجموعة الدول الخمس. حيث تم بموجبه اطلاق يد ايران ومرتزقتها في دول الشرق الأوسط، خاصة سورية. 
***
الغاء الاتفاق يوضح أيضا من موقعنا كشعب سوري" بينما كان اوباما يتذرع بعدم قدرته على اتخاذ قرار منفرد ضد ايران او ضد الأسد. فإن تفرد ترامب بقرار على هذا القدر من الخطورة العالمية يكشف كم " استرخص" اوباما دماءنا كسوريين وعراقيين ولبنانيين ويمنيين". حيث اطلق الوحش الإيراني جحافله برضا اوبامي كامل عن قتلنا. اعتبر أوباما في تعقيب له على انسحاب ترامب من الاتفاق" انه خطأ شنيع". كلنا يتذكر الاستجواب الشهير للكونغرس مان" ليندسي غراهام"2015 لوزير دفاع أوباما ورئيس اركانه حول سورية، ولماذا تم اطلاق يد ايران في سورية. يمكن للقارئ الكريم العودة لهذا الاستجواب. حيث فضح هذا الاستجواب إدارة أوباما، واوباما شخصيا في الوقوف داعما لإيران في قتل الشعب السوري.
***
من البديهي جداً بعد هذا المهرجان الذي قاده الرئيس الفرنسي ماكرون، من اجل ثني ترامب عن الانسحاب من هذا الاتفاق، ان نسأل عن المصلحة الفرنسية والأوروبية في ذلك؟ حيث اقنع ماكرون كلا من برلين ولندن في الضغط على ترامب من اجل عدم الانسحاب. متقمصا دورا أوباميا منحطا، منذ لحظة مجيئه للحكم في باريس، في أن الأسد ليس عدوا لفرنسا بل عدوا لشعبه. ممهدا بذلك لاستمرار الذبح الإيراني الاسدي البوتيني لشعبنا. اما عن مشاركته في قصف بعض الأهداف لميليشيات الأسد، مع بريطانيا وامريكا هو محاولة منه، لثني ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي. ماكرون ومعه الطبقة السياسية الحاكمة ارادت الاستيلاء على السوق الإيراني. لهذا كل الشركات الكبرى الفرنسية عقدت صفقات تاريخية مع نظام الملالي القامع لشعبه، والهادر لامواله على مذبح مشروع ولاية الفقيه. جون بولتون مستشار ترامب للامن القومي اعطى هذه الشركات عدة اشهر كي تنسحب من ايران. 
لهذا قلت الميت في طهران والعزاء في باريس.
***
قرار ترامب موجه لاوروبا عموماً وباريس بشكل رئيسي، حيث أراد القول نحن من يحدد سوق الاستثمارات في ايران، وفي أي دولة نفطية أخرى، بما فيها روسيا، في إشارة لمحاولة ماكرون التسلل لحلف مع بوتين قاتل شعبنا السوري ايضا. حتى ان شركة بيونغ الغت صفقتها مع ايران مجرد اعلان الرئيس الأمريكي. هذه الصفقة بالشراكة مع الايرباص عقدت على اثر خطوة أوباما، لتحديث الاسطول المدني الإيراني. دون فهم هذا الجانب من خطوة ترامب، لا يمكننا ان نفهم هذا التحشيد الماكروني للضغط على ترامب. حيث تحول ماكرون لعراب الاتفاق بدل أوباما. كما ان هنالك عقود لتوتال النفطية الفرنسية، وبيجو ورينو أيضا. إضافة لشركة داسو الفرنسية ذات الصناعات العسكرية الضخمة. يذكرني هذا الموقف بموقف شركة رينو عندما تعاملت مع المحتل النازي لفرنسا. واضطر ديغول الى تاميمها بعد هزيمة المانيا. هذا هو موقف ماكرون، ومعه بعض الإدارات الأوروبية.
***
نحن كسوريين ربما لا ينعكس هذا قرار ترامب إيجابا علينا، لكننا بالمقابل نتمنى كل ما من شأنه عرقلة مشروع ولاية الفقيه، الذي نخر مجتمعاتنا الشرق أوسطية بالطائفية، ودعم الإرهاب بكل اشكاله. وقتل من شعبنا عشرات الألوف من المدنيين. واستقدم كل مرتزقة" جحافل الأممية الشيعية"! الى بلدنا من اجل وأد ثورتنا في الحرية والكرامة. أيضا ما لفت نظري في حديث ترامب، قوله ان الشعب الإيراني شعب عظيم ويستحق نظاما غير هذا. وهذا صحيح وعلى العالم ان يدعم المعارضة الإيرانية من اجل اسقاط هذا الطاعون. بالطبع كلنا يذكر مواقف أوباما من انتفاضة الشعب الإيراني 2009 ومواقف الغرب 2017 من الانتفاضة الإيرانية العظيمة.

***
هذا يقودنا لرؤية ما حدث للبنان على يد أوباما. حيث أتت الانتخابات الأخيرة هذا الأسبوع كي تؤكد، ان لبنان كرس مشروع ولاية الفقيه بنسخة لبنانية. هذا الامر ما كان يمكن ان يكون لولا اتفاق أوباما المشؤوم.  تصريح وئام وهاب بعد خسارته في الانتخابات، ان سماسرة حزب الله منعوه" يشوف السيد".. اعتراف شرعي بولاية الفقيه، المتخبي بالسرداب، وله وكلاء في حزب الله ورئاسة الجمهورية والحكومة والنواب.. هذا لبنان الآن.  السيد نصر الله بأي صفة؟ الا بصفته معترفا به كولي فقيه!! في مخبأه وسردابه.
***
بقيت نقطة أخيرة حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بالاغارة على مواقع عسكرية في سورية، وتم قتل اعدادا من ضباط ايران، على راسهم نائب سليماني. هذه الضجة عن حرب محتلمة بين إسرائيل وايران، أيضا ليست مطروحة وانما المطروح احتواء كامل لمشروع القتل الإيراني في سورية ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان، كما صرخ ترامب نفسه في كلمته. هذا الهجوم الإسرائيلي، يعطي إشارة ان هنالك توافقا روسيا إسرائيليا بشكل ما. ربما الأسد سيكون غطائه "الشرعي"! باعتباره ممثل سورية في الأمم المتحدة التي أشرفت على قتل وتهجير نصف شعبنا السوري من اجل منعه من الحرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ألله وأدكم
abulhuda -

نعم ألله وأدكم لأن نيتكم غير صافية , ألشعب ألسوري ألطيب في ألداخل وقف وضحى من أجل سوريا ألعزيزة لأنهم عرفوكم ودرسوكم جيدا فلو لم يقفوا مع رئيسهم لما استطاع أحدا حمايته حتى ولو اجتمع ألغرب والشرق لازالته , للعلم في مقابلة مع ألرئيس أوباما سألوه هل نستطيع أن نقول بأن سوريا انتصرت ؟ فأجاب باستهزاء وهل سوريا تعتبر دولة ألأن ؟ وقال انها تحتاج الى ألف سنة على ألأقل لتعود كما كانت ! فهنيئا لك أيها ألكاتب لأنك كنت ولا تزال ممن شارك بدمار سوريا وخرابها وتجويع شعبها بحجة ازالة بشار ألأسد كما حدث في ألعراق .

ترمب والتاريخ
فول على طول -

للانصاف سوف يذكر التاريخ أن ترمب هو الرئيس الوحيد الذى لم يتلون بالسياسة وكان صادقا مع نفسة ومع ناخبية ومع العالم . ترمب حقق كل ما وعد بة فى حملتة الانتخابية - الانسحاب من اتفاقية المناخ وتغيير نظام التأمين الصحى ونظام الضرائب والانسحاب من الاتفاق النووى مع ايران الخ الخ - وهذا نادرا ما يحدث مع أى مرشح رئاسى أو غير رئاسى . ترمب يدير امريكا والعالم بعقلية رجال الأعمال الذى يربح من كل صفقة ويأخذ القرار دون تردد ولا يعرف الميوعة فى اتخاذ القرار مثل اوباما أو قادة اوربا . صراحة ترمب وشجاعتة وقدرتة على اتخاذ قرارات جريئة وصادمة فضحت كل رؤساء العالم وهذا لا جدال فية . ترمب والعالم كلة يعرف جيدا أن نظام الملالى - وأى دولة اسلامية - غير صادقين فى كلامهم ويتمنون امتلاك سلاح نووى فتاك للقضاء على العالم كلة ان لم يدخل الاسلام عملا بالايات القرانية الكثيرة والمعروفة للعالم كلة ولذلك قرار ترمب صائب جدا وللعالم كلة ولكن مراوغات البعض من قادة اوربا لأنهم غير صادقين مع أنفسهم ومع شعوبهم وأدنياء وغير محترمين ويهمهم فقط الحفاظ على كراسيهم وبعض المكاسب المادية حتى ولو على حساب اوربا وشعبها وهذا واضح من سياسات ميركل وفتح المانيا للارهابيين وتغيير خريطة اوربا الديموجرافية . ولم أستغرب موقف دول الاسلام السنى وخاصة دول الخليج لتأييد قرار ترمب وهذا ليس حبا فى امريكا ولكن كراهية وخوفا من الشيعة الايرانيين وهم معذورون فى ذلك . . انتهى