كتَّاب إيلاف

نحو فهم أعمق للصين (2 ـ 3)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تناولت في مقالي السابق بعض الدلالات السياسية الخاصة بمقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي استبق به زيارته التاريخية للإمارات متحدثاً عن ركائز العلاقات بين البلدين. 

في هذا المقال اركز على بعض الجوانب المرتبطة بالشخصية الصينية وفهمها للأمور والعالم من حولها، فالمقال يتطرق إلى تفاصيل العلاقات بين البلدين بشكل دقيق ويستعرض معلومات غابت عن مجمل التغطيات الإعلامية الإماراتية، ولم تتطرق إليها كذلك البيانات الرسمية في انعكاس واضح لمدى اهتمام الصين بكل تفاصيل العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بالإمارات، وهذا بحد ذاته يجب أن ينبهنا إلى أننا بصدد شريك دولي جاد ومسؤول وقارئ جيد للتفاصيل لا تغيب عنه شاردة ولا واردة يمكن أن تؤثر في صناعة القرار ومسار العلاقات الحيوية مع الشركاء الاستراتيجيين.

تضمن المقال الرائع للرئيس الصيني حصر دقيق لأهم مقومات الشراكة الاقتصادية، حيث كان لافتاً استهلال هذا الاستعراض الرئاسي لأوجه التعاون بمجال الطاقة، في تجسيد لأهمية الطاقة في حسابات القيادة الصينية، مشيراً إلى أن التعاون بين الامارات والصين في هذا المجال قد وصل إلى أعلى المستويات في عام 2017: "حيث منح الجانب الإماراتي 12% من امتياز الحقول البرية في أبوظبي إلى شركات صينية، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها الصين على الامتياز طويل الأمد في الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، وفي مارس عام 2018 منح الجانب الإماراتي 10% من الامتياز لحقلين بحريين في أبوظبي إلى شركات صينية".

جاءت بعد ذلك الإشارة إلى أحد أهم الركائز الحيوية للشراكة، متمثلة في مجال النقل البحري، باعتباره أحد دعامات مبادرة "الحزام والطريق"، التي تمثل مشروع الصين الاستراتيجي للقرن الحادي والعشرين، حيث ذكر المقال أن التعاون في هذا المجال يمضي بخطوات "تاريخية"، مشيراً إلى مشروع المرحلة الثانية لمحطة الحاويات بميناء خليفة ــ التي تم بناؤها وإدارتها من قبل الجانبين الصيني والإماراتي ــ والذي سيدخل حيز التشغيل في الربع الأول من عام 2019، حيث ستتمكن هذه المحطة من معالجة مليونين و400 ألف حاوية معيارية سنوياً، كما تقدمت بصورة سلسة المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية داخل المنطقة الصناعية المحيطة بميناء خليفة، وإلى اليوم، وقعت 16 شركة اتفاقيات نوايا لدخول المنطقة، وبلغ حجم الاستثمار الإجمالي 6.4 مليارات يوان صيني.

أشار المقال أيضاً إلى التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، مشيراً إلى مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بـ 700 ميغاواط في دبي، الذي يقوم الجانبان الصيني والإماراتي بإنشائه، وهي أكبر محطة كهروضوئية في العالم حجماً وأحدثها تقنية، ومتطرقاً أيضاً إلى محطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف، والتي ستكون أول استثمار لصندوق طريق الحرير في الشرق الأوسط، والمحطة الأولى التي تعمل بالفحم النظيف في المنطقة.

تناول المقال تفصيلاً أيضاً أوجه التعاون المالي، وانتقل على ما وصفه بالتواصل الشعبي عبر السياحة، حيث أكد أن أصبحت أكثر وجهة سياحية إقبالاً للسياح الصينيين كمحطة أولى بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى تجاوز عدد السياح الصينيين إلى الإمارات مليون سائح عام 2017، فقد ذكر رقماً نوعياً مهما هو أن عدد السياح الصينيين الذين يقومون بالترانزيت في الإمارات قد بلغ نحو 3.5 ملايين نسمة، وأن هناك ست دورات من فعالية "الرحلة إلى الصين" في إطار مشروع "السفراء الشباب" الإماراتي، حيث  زار أكثر من 100 شاب إماراتي متفوق الصين من خلال هذه الفعالية، كما يجري متحف القصر الإمبراطوري الصيني نقاشاً مع متحف اللوفر أبوظبي حول إقامة معرض للآثار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف