كتَّاب إيلاف

بريطانيا مابعد "بريكسيت"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في مقابلة أجرتها معه صحيفة&"صنداي تلجراف"&مؤخراً، كشف وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون عن أن بلاده ستفتتح قاعدتين عسكريتين جديدتين وراء البحار بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، إحداهما في الكاريبي والأخرى في جنوب شرق آسيا، وحض ويليامسون البريطانيين على التوقف عن التقليل من شأن نفوذ بلادهم الدولي، وعلى إدراك أن بلادهم ستقف شامخة على المسرح الدولي بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.&وقال وزير الدفاع البريطاني في مقابلته مع الصحيفة&"يجب علينا أن نكون أكثر تفاؤلا بكثير بشأن مستقبلنا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي".

اعتبر وزير الدفاع البريطاني أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يمثل لحظة تاريخية كبرى بالنسبة لبريطانيا، وأنه محطة مفصلية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، متوقعاً أن تعود بريطانيا للعب دور أكبر على المسرح الدولي&"كما يتوقع منها العالم"&على حد قوله.

النقطة الأهم في حديث ويليامسون تتمثل في قوله إن بريطانيا ستدير ظهرها لاستراتيجية&"شرق السويس"&التي قادت إلى انسحاب بريطانيا من قواعدها في جنوب شرق آسيا ومنطقة الخليج العربي، مؤكد أن&"هذه السياسة قد انتهت&(مُزقت)&وأن بريطانيا قوة عالمية مرة أخرى".

الصحيفة نقلت عن مصدر بريطاني قوله إن القاعدتين الجديدتين ربما تكونان في سنغافورة أو بروناي في بحر الصين الجنوبي، وفي جزيرة مونتسيرات أو غيانا في الكاريبي، وستفتتحان&"خلال عامين مقبلين".

هذا الحديث المهم يضع العالم في مواجهة حقائق استراتيجية جديدة انطلاقاً من دخول منافس جديد في صراع الهيمنة والنفوذ الدولي، واللافت أن الحديث عن عودة بريطانيا لاستئناف دورها التاريخي القديم يأتي في ظل تنامي الانعزالية في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يعمل الرئيس ترامب على تقليص الوجود العسكري الأمريكي في مناطق مختلفة من العالم.

التوجه الجديد يثير تساؤلات مهمة أيضاً حول موقف قوى صاعدة مثل الصين من الدور البريطاني الجديد الذي يركز على منطقة جنوب شرق آسيا، إذ يصعب توقع رد فعل الصين على هذا الدور، لاسيما أن بكين تسعى للحد من النفوذ والدور الأمريكي في محيطها الاستراتيجي، ولكنها الآن باتت في مواجهة لاعب دولي جديد يبحث عن موضع قدم له في هذا المحيط الحيوي.

مايعكس طبيعة التوجه البريطاني الجديد أن هناك تقارير تتحدث عن العمل على صياغة مسودة قانون جديد يوفر حماية وحصانة أكبر لأفراد القوات المسلحة البريطانية من الملاحقة القانونية في الخارج، وهذا يعكس إلى حد ما طبيعة هذا التوجه، وربما يوفر قرائن على نية بريطانيا إرسال قواتها العسكرية إلى مناطق صراعات أو أزمات محتملة وغير ذلك.

حديث وزير الدفاع البريطاني عن عودة بريطانيا لاعباً استراتيجياً فاعلاً على المسرح الدولي، يؤكد أن&"البريكسيت"&لن يكون اقتصاداً فقط كما توقع البعض، بل هناك أدوار استراتيجية جديدة ستعاد صياغتها، ومنها الأدوار العسكرية لبعض الدول الأوروبية، ولا يجب أن ننسى هنا دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى تشكيل قوة أوروبية مشتركة للدفاع عن أمن القارة، وحديثه قبل ذلك عن&"تحول عميق"&للاتحاد الأوروبي، إثر اعترافه بأن&"أوروبا التي نعرفها ضعيفة جدا وبطيئة جدا وغير فاعلة"&وأنها بحاجة إلى الشجاعة لانهاض الاتحاد الأوروبي في فترة مابعد خروج بريطانيا، من خلال خطط تشمل تعيين وزير مالية لمنطقة اليورو وموازنة مشتركة وانشاء قوة تدخل أوروبية سريعة.

ربما يكون من السابق لأوانه التكهن بمآلات التغيير في أوروبا، لاسيما في ظل تباين وجهات النظر حيال طروحات ماكرون، فضلاً عن أنه ربما يركز على الداخل الفرنسي خلال المرحلة المقبلة عقب أزمة&"السترات الصفراء"، ولكن بشكل عام فإن كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي يستعدان لصياغة أدوارهما في مرحلة مابعد&"البريكسيت"، وهذا المعطى الاستراتيجي الحيوي يستحق الدراسة الجادة من دول مجلس التعاون لفهم طبيعة التوجهات الجديدة في أوروبا وتأثيراتها المحتملة، وبلورة مواقف وتصورات استراتيجية محددة بشأنها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الرجل العجوز
فول على طول -

اوربا أصبحت مثل الرجل العجوز الذى يعانى من أمراض الشيخوخة وينتظر الموت . سبب مرض اوربا وعجزها مبكرا هو فتح أبوابها للارهابيين من مدة كبيرة وخاصة بريطانيا وفرنسا وبلجيكا . ظنت بريطانيا بخبث أنه يمكنها توظيف الارهابيين ضد بلادهم عندما تريد واعتقدت أيضا بغباء شديد أنها فى مأمن من ارهاب الارهابيين وكذلك فرنسا وبلجيكا وحديثا المانيا بسبب غباء الحاجة ميركل ...المهم هؤلاء الارهابيين استنزفوا خيرات اوربا من الداخل - ضمان اجتماعى وتأمين صحى ومحامين للدفاع عنهم الخ الخ - وأصبح المواطن الاوربى داخل بلدة لا يشعر بالأمن بالاضافة الى العجز الاقتصادى وغلاء المعيشة والنتيجة هو انهيار أغلب الدول الاوربية داخليا وخارجيا . روسيا فقط ومعها الصين وامريكا هم اللاعبون الأساسيون الان وبقية الدول مجرد كومبارس . مما كشف ضعف اوربا بسرعة هو تخلى ترمب عنها وعن الناتو .

الفول والشيخ الروبوت .. قطبي بطاريه واحده ..
Omar -

والاخوان والعسكر .. قطبي بطاريه واحده .. قطبي بطارية تزود ماكنة الصهاينه بتيار للشغل والعمل .. هذه هي الحقيقه على ارض الواقع .. ومنذ ظهور الاخوان وظهور العسكر ازداد حجم وخطر ماكنة الصهاينه في المنطقه والعالم اجمع .. مثلا عمل وشغل البطاريه السابق في افغانستان وما نتج عنه عالميا .. انتهى .. الان .. عملية قيام البعض بمناصرة الاخوان و معاداة العسكر .. وعملية قيام البعض الاخر بالعكس .. ما هي الا عمليات شحن للبطاريه .. ولن ينتج عنها بالواقع الا زيادة شدة وقوة تيار البطارية .. بطارية لماكنة الصهاينه ..

اوروبا الغربية تتجه للعزلة
والانقراض التدريجي -

بعيداً عن هذيان الصليبيين المشارقة الحقدة من امثال الصليبي الافاق فول ، فإن التوجهات الشعبوية المعادية للاجانب ولو كانوا مسيحيين او ملاحدة من قارات اخرى او حتى او أوروبيين لكن من عنصر يراه هؤلاء منحطاً مثل الغجر أسلاف الصليبي فول او اليونانيين والبلغار والمالطين والقبارصة هذه التوجهات خطر على اوروبا الغربية نفسها التي بدأت في التنكر لمبادئها وعودتها الى العزلة المهددة بانقراضها تحت دعاوي الارهاب والأنانية المفرطة ..