إيران القصة تعيد نفسها أم ماذا؟ 1-3
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هناك العديد من&الاسباب التي أدت الى سقوط النظام الشاه في 11/02/1979، ولکن&لايمکن لأحد أن ينکر السبب الاساسي للسقوط وهو رفض الشعب للنظام&وإصراره على&إسقاطه&حيث&شهد&العالم کله زلزال الغضب ضد ذلك النظام&والذي جسد&موقفا تأريخيا لم نشهده إلا في الثورتين الفرنسية والبلشفية من&حيث التأکيد على إنفصام&العلاقة بين الشعب والنظام&وإظهار مدى بشاعة الديکتاتورية والى أي حد هي مکروهة من&الشعوب إذا مانهضت نهضتها الحاسمة.
عندما کان&نظام الشاه&يقوم بالاحتفالات الاسطورية المبالغة في&مظاهر البذخ والتبذير الخاصة بها، ولاسيما&ذلك الاحتفال الذي أقامه بمناسبة مرور 2500 عام على قيام الامبراطورية الايرانية في عام 1971، وکلف مايعادل 1،5 مليار جنيه استرليني، وإستمر لثلاثة أيام، في هذا الوقت بالذات،&کانت مظاهر&الفقر والجوع&تسحق الغالبية العظمى من الشعب الايراني&وإن إيرانيا لايجد&مايسد أود أبنائه به لکنه يرى&إن الشاه&ومن أجل هذا الاحتفال الاسطوري&قد قام بإحضار&مطعم ماكسيم الفرنسي، والذي كان أفضل مطعم وقتها، لتغطية الحفل فشملت قائمة الطعام الضأن الفرنسي مع الكمأ ورأس الكبش، والطاووس الإمبراطوري محاطا&بالمئات&من&السمان&المحشو&بكبدالأوز.&وإنه کان ينقل يوميا&قالب من الثلج بحجم السيارة يومياعبر&الصحراء&بطائرة&هليكوبتر&فقط&ليضاف&إلى&النبيذ الأبيضوإستيراد&50 ألف طائر لتغرد بصوت لطيف، في هکذا&أجواء کان&من الطبيعي&جدا أن يزداد&غالبية الشعب الايراني في ذلك الوقت سخطا وغضبا&ويرون في الشاه ونظامه عدوا لهم.
في تلك الايام،&حيث کان الشعب يتلوى جوعا&وتتضاعف معاناته يوما بعد يوم، کان جهاز"السافاك"&الامني&والمعروف ببطشه وقسوته&يصعد من إجراءاته القمعية بحق الشعب وکان الجواسيس&في کل مکان حتى إنه يقال بأن&العوائل الايرانية لم تکن تسلم من&ذلك،&في تلك الايام، لم يکن هناك من يقف بقوة وصلابة ضد هذا النظام ويخوض صراعا ضاريا ضده سوى منظمة مجاهدي خلق الى جانب منظمة فدائي خلق، وکان ترکيز&نظام الشاه وجهازه الامني"السافاك"، مرکزا على هذين التنظيمين&وبصورة خاصة على منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما عندما بادر&النظام في&يوم 25 مايو/أيار 1972، الى&إعدام جميع أعضاء اللجنة المركزية الأولى للمنظمة،&ما عدى مسعود رجوي الذي تحول&حكم إعدامه بالحبس المؤبد وبقي في السجن إلى عشرة أيام من&مجيئ خميني&إلى إيران&في&عام&1979،&يومها ومع کل التعتيم الاعلامي الذي مارسه نظام الشاه الديکتاتوري، فإن العالم کان يسمع بنشاطات&منظمة مجاهدي خلق في شوارع وأزقة وساحات طهران"کما هو الحال عليه الان&أيضا"&الى جانب تحرکاته في سائر أرجاء إيران.
الحديث عن دور ونشاط منظمة مجاهدي خلق خلال عهد الشاه، هو حديث ذو شجون، لأنه يجعل المرء&في صلب المشهد الايراني أو کما يقال في الصورة تماما، إذ وکما کانت المنظمة تواجه النظام الملکي داخليا وتخوض صراعا ضاريا غير متکافئا معه&ولکن من المهم جدا الإشارة الى إنها"أي المنظمة"، کانت&تمارس&الى جانب&تصديها ومواجهتها المباشرة الحرکية&ضد النظام،&نشاطا توعويا تعبويا&کان له دوره الکبير في رفع&درجة ومستوى وعي الشعب الايراني وتهيأته للثورة،&هذا الى جانب&إنها کانت تقومأيضا&بالتحرکات الاحتجاجية من&تظاهرات وإعتصامات في الدول الاوربية والولايات المتحدة وکانت من خلالها تفضح إنتهاکات وجرائم وتجاوزات النظام ولابد من القول بأنه لم يکن&من إنصاف تجاه تسليط الاضواء على دورها&الهام&هذا&والذي&أوصل الاوضاع الى حالة الانفجار.
العلاقة التي&کانت قائمة بين نظام الشاه ومنظمة مجاهدي خلق، کانت&علاقة دامية لايوجد أي خط&رجعة فيها، کانت علاقة وجود وفناء، ولکن&وفي نفس الوقت فإن العلاقة التي کانت قائمة بين التيار الديني بصورة عامة في إيران وبين النظام، لم يرقى في خطه العام&الى هذا المستوى بل کان دائما هناك مايمکن وصفه بنوع من المساومة والمرونة&والمهادنة لأسباب وعوامل شتى&لتداخل مصالح&الطرفين، ومن هنا فقط يمکن فهم وإستيعاب موقف&رضا بهلوي"أبن الشاه"الذي&أکد في تصريح له لبلومبيرغ،&بأنه إذا ما&خير بين&منظمة مجاهدي خلق وبين نظام الملالي لإختار الاخير، وهذا الکلام منطقي ومفهوم کاملا لأنه وکما ذکرنا ليس هناك من شئ يجمع بين&المنظمة&وبين نظام&والده ولکن هناك&ما يجمع بينه وبين نظام الملالي، علما بأننا نجد المفيد جدا الإشارة الى إن&مشاعر الکراهية العميقة&التي&کان&الشعب الإيراني&يکنها&حيال حكم محمد رضا بهلوي،&تعود جذوره إلى الإنقلاب العسكري لـ ام آي 6 البريطانية وسي آي اي الاميريكية&والذي أطاح بحكومة&الدكتور محمد مصدق باعتبارها الحكومة الوطنية الوحيدة التي شهدها التاريخ الإيراني المعاصر&وفي هذا المجال أكد زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في&المحكمة&في&عام1972&(انا &ورفاقي،&نحن من الابناء السياسيين للدكتور محمد مصدق الذي آثر على نفسه ان يكون بعيدا عن كل منصب و مال)&&.
اليوم إذ تصل الاوضاع في إيران داخليا وإقليميا ودوليا الى منعطف غير مسبوق من أهم خصائصه ومميزاته إنه لايمکن أبدا العودة من هذا المنعطف الى الوراء، فإن إحتمالات التغيير في إيران قد صارت واردة أکثر من&أي وقت مضى وصار الموضوع قابل للطرح والمناقشة على مختلف المستويات، وفي هذا الوقت بالذات فإن قضية بديل النظام الحالي الآيل لأسباب کثيرة للسقوط والانهيار، صارت تطرح أيضا في موازاة ذلك،&ويبدو إن هناك سياقا&ما يسعى لإضفاء نوع من الضبابية على قضية البديل&ودفعها&بإتجاه منفصل&أو معزول&عن الواقع الايراني أو تحديدا عن الاحداث والتطورات التي جرت خلال العقود الاربعة الماضية، وذلك مايعني التغطية والتعتيم على تأريخ ممتد&لأربعين عاما والسعي لفرض مايناقض ويخالف ذلك، وسنأتي على شرح&ذلك لاحقا.&ونحن إذ بدأنا هذه المقالة بتسليط الضوء على دور منظمة مجاهدي خلق في عهد الشاه وماقامت به، فقد لفتنا النظر الى حضورها ومکانتها في ذلك الوقت&أي قبل الثورة الايرانية،&وقد کان لنا أکثر من قصد وغاية من وراء ذلك، ولکننا&نجد&أيضا&من الضروري جدا تحديد دور ومکانة منظمة مجاهدي خلق بعد&الثورة&وتأسيس النظام الحالي&لکي نرى&هل إنها جديرة بأن تکون بديلا للنظام الديني الحاکم الآن أم لا، وللموضوع صلة.
التعليقات
إيران علي أعتاب تغيير كبير
سالم محمد العلي -اشكر كثيرا الاستاذ نزار جاف على تناوله الثورة الإيرانية من منظار موضوعي ووجدت مقاله منسجما مع ما كتبه سيد أحمد غزالي بعنوان ”ايران على اعتاب تغيير كبير” حيث ورد فيه : أحياناً تتحدّث الصحافة الغربية والعربية عن عدم وجود بديل جاهز لنظام الملالي، وتعدّ فقدان البديل الحلقة المفقودة في المعادلة الإيرانية. وعندما يصل الأمر في المعادلة السياسية إلى موضوع البديل، فهذا معناه أن النظام الحاكم في طور الزوال. وهذه الفكرة ناتجة عما يجري في إيران منذ نحو عام، وبعدما توسّعت دائرة الاحتجاجات والانتفاضات في مختلف أرجاء إيران. وجميع التقارير الواردة من مختلف المصادر تتفق أولاً على أن أبناء الشعب الإيراني يبحثون عن التخلّص من النظام الحاكم. ثانياً على أن النظام لم يستطع إخماد الانتفاضات والاحتجاجات رغم استخدام مختلف صنوف القمع. الشعارات التي رفعها أبناء الشعب الإيراني في مظاهراتهم وحركاتهم الاحتجاجية تشير إلى تطوّر كبير. على سبيل المثال؛ منذ بداية الانتفاضة رُفعت شعارات: «أيها الإصلاحيون والأصوليون انتهت اللعبة»، و:«عدوّنا قابع هنا... كذباً يقولون إنه أميركا»، و:«جعلوا من الإسلام سلّماً لإذلال الشعب»، و:«ندير ظهرنا للعدو ونتوجّه للوطن»، و:«هيهات منّا الذلّة»، إضافة إلى مئات الشعارات بضرورة إسقاط خامنئي وروحاني والنظام كله.
إيران علي أعتاب تغيير كبير2
سالم محمد العلي -ويضيف السيد احمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الأسبق رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية في مقاله : ولأننا هذه الأيام نعيش الذكرى الأولى لاندلاع هذه الانتفاضة، فيمكن الحديث عن أبعاد أخرى من هذا الحدث الكبير في تاريخ إيران. على سبيل المثال؛ هذه الحركات الشعبية تواصلت بمختلف أشكالها ومن قبل شتّى طبقات وشرائح الشعب، رغم استخدام أقسى أنواع القمع. كما أصبح من الواضح أن النظام الحاكم عاجز عن حلّ المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت أساس هذه الاحتجاجات. وكانت المشاركة واسعة في مختلف أرجاء إيران؛ حيث شارك فيها مختلف الأقوام والأعراق والأديان، ورفعت شعارات تستهدف أساس النظام. أبناء الشعب في الأحواز ردّدوا الشعارات نفسها التي ردّدها أهالي أصفهان. السمة الأخرى لهذه الانتفاضات التي يمكن أن نعدّها أهم تطور؛ هي دور المقاومة الإيرانية و«مجاهدين خلق» في إبقاء شعلة الانتفاضة متّقدة من خلال معاقل الانتفاضة ومجالس وخلايا المقاومة. على أي حال؛ تدلّ المؤشرات المختلفة على أن إيران على أعتاب تغيير كبير. ولا شكّ في أن التغيير في إيران معناه سقوط أممية التطرف والإرهاب التي تقودها إيران الملالي، وبمعناه الإيجابي عودة الاستقرار والهدوء إلى بلداننا في الشرق الأوسط وإلى الدول العربية والإسلامية ككل. المشكلات الاقتصادية والمعيشية لن تجد حلاً في ظلّ النظام الحالي على المدى المنظور، وكل يوم يمرّ تزداد فيه هذه الحالات سوءاً بفعل الفساد المتفشّي في أركان الحكم، وبفعل العقوبات، وبفعل صرف الثروات الإيرانية على الحروب والإرهاب في سوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان.
إيران علي أعتاب تغيير كبير4
سالم محمد العلي -هذه المقاومة لها خطوط عريضة واضحة ومعلنة لجميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وبرامج ومشروعات محدّدة. وتم استخلاص هذه البرامج في المواد العشر التي أعلنتها السيدة مريم رجوي رئيسة جمهورية هذه المقاومة. هناك جسم سياسي باسم «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» الذي يعدّ برلمان المقاومة في المنفى، كما انبثقت عن هذا المجلس 25 لجنة؛ اللجان التي تعد نواة للوزارات المستقبلية للفترة الانتقالية. علاوة على «المجلس الوطني للمقاومة» هناك آلاف من كوادر هذه الحركة منتشرون في مختلف دول العالم، خصوصاً أكثر من ألفين وخمسمائة منهم في ألبانيا في قاعدة باسم «أشرف الثالث». هذه المجموعات هي خلاصة نضالات الشعب الإيراني ضد نظامي الشاه والملالي. ولديهم استعداد وكفاءة لتحويل إيران إلى بلد ديمقراطي مسالم ومزدهر ومتقدّم، ليكون واحة الاستقرار والرقي في منطقة الشرق الأوسط. هذا؛ ونسمع هذه الأيام كثيراً عن مواقف الإدارة الأميركية في عهد الرئيس ترمب بشأن النظام الحاكم في إيران. الرئيس الأميركي منذ حملته الانتخابية وجّه انتقادات حادّة إلى سياسة سلفه باراك أوباما بشأن منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص بشأن إيران والعراق. لقد أعلن ترمب أن الولايات المتحدة الأميركية أنفقت أكثر من 3 تريليونات دولار في العراق، ومن ثمّ وضعت هذا البلد على طبق من ذهب وأهدته للملالي الحاكمين في إيران. أكثر من ذلك؛ أركان القيادة الأميركية الحالية أعلنوا مرّات عدة أن أميركا أخطأت في الهجوم على العراق وإسقاط النظام العراقي والإخلال بالتوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. وهنا تجب الإشارة إلى التجربة التي مرّ بها العراق خلال فترة سقوط النظام السابق؛ حيث الأميركان اعتمدوا على العملاء من عندهم أو عند الملالي لمستقبل العراق. وهذه الخطيئة الكبرى هي التي خلقت عدم الاستقرار والإخلال بالتوازن. وكانت النتيجة أن الملالي سيطروا على مصائر العراق، وجعلوا من هذا البلد الكبير في التاريخ وفي الثروات، بلد القتل والدمار والفقر وجميع مساوئ الحياة.
إيران علي أعتاب تغيير كبير5
سالم محمد العلي -هذا؛ ونسمع هذه الأيام كثيراً عن مواقف الإدارة الأميركية في عهد الرئيس ترمب بشأن النظام الحاكم في إيران. الرئيس الأميركي منذ حملته الانتخابية وجّه انتقادات حادّة إلى سياسة سلفه باراك أوباما بشأن منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص بشأن إيران والعراق. لقد أعلن ترمب أن الولايات المتحدة الأميركية أنفقت أكثر من 3 تريليونات دولار في العراق، ومن ثمّ وضعت هذا البلد على طبق من ذهب وأهدته للملالي الحاكمين في إيران. أكثر من ذلك؛ أركان القيادة الأميركية الحالية أعلنوا مرّات عدة أن أميركا أخطأت في الهجوم على العراق وإسقاط النظام العراقي والإخلال بالتوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. وهنا تجب الإشارة إلى التجربة التي مرّ بها العراق خلال فترة سقوط النظام السابق؛ حيث الأميركان اعتمدوا على العملاء من عندهم أو عند الملالي لمستقبل العراق. وهذه الخطيئة الكبرى هي التي خلقت عدم الاستقرار والإخلال بالتوازن. وكانت النتيجة أن الملالي سيطروا على مصائر العراق، وجعلوا من هذا البلد الكبير في التاريخ وفي الثروات، بلد القتل والدمار والفقر وجميع مساوئ الحياة. إذن؛ يجب على الجميع أن يعرف ويعترف بأن هناك تياراً شعبياً ديمقراطياً متجذّراً في عمق الشعب الإيراني، وناشطاً فاعلاً على الصعيدين الداخلي والدولي؛ هذا التيار الذي عمل وكافح منذ عقود من أجل إسقاط نظام الملالي... هذا هو البديل للنظام الحاكم، وعلى الجميع الاعتراف بهذه الحقيقة، لأن هذا التوجه ضمان لمستقبل إيران والمنطقة، ولأن أي محاولة أخرى لن تكون أكثر من ذرّ للرماد في عيون الشعب الإيراني، وإبقاء مستقبله على «كفّ عفريت ولاية الفقيه والقمع والإرهاب».
تحليل دقيق عن الثورة الايرانية
علي قائمي -اشكرك استاذ نزار بهذا المقال الذي يكشف المستور عن واقع الثورة الإيرانية التي سرقها خميني حيث دفع ثمنها الشعب الايراني و ابطال منظمة مجاهدي خلق الايرانية و انا اعتقد بان عهد بهلوي انتهت جملة وتفصيلا بالثورة الايرانية و دعايات اطراف اجنبية لابن الشاه لا تجدي نفعا .