إيران إذ تخطط للبقاء طويلاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إذا نويت مرة أن تتوجه إلى مطار بيروت، أو مغادرته إلى حيث تقصد ، ستُطالعك لوحة عملاقة تحمل اسم " جادة الإمام الخميني"&&عند مدخل المطار.
تسببت هذه اللوحة بتسميتها الجديدة في جدل ونقاش طويل ، سرعان ما انطفأ وذهب مع الريح ، وبقي واقع أن بلداً مثل لبنان أصبحت ملامحه مسلوبة لصالح المتنفذ الإيراني ، وقد أحكم قبضته وأخذ يشوه وجدان هذا البلد العربي الذي طالما كان منارة حرية ودوحة انفتاح وقبلة للفرح والسياحة وراحة البال.
ما إن غرزت طهران مخالبها الشرسة ، ودفعت بوكيلها " ميليشيا حزب الله " إلى أقصى ما يطيق من توسيع نفوذه وبسط قوته ، حتى شلّ هذا البلد الوادع ، انصرف عنه الناس ، عجز عن تشكيل حكومة تخدم مواطنيها شهوراً طويلة ، ذهب شبابه صرعى دفاعاً عن الرايات الأيديلوجية العمياء ، أزكمت روائح القمامة شوارعه ، دخلت البلد في سبات تنموي طويل ، وذهب صوت المنطق وسط ضجيج الخلافات السياسية المزعجة ، إنها نتيجة طبيعية لكل بلد تدخل إليه إيران وتعيث فيه فساداً وتنكل بأهله وتعبث بمستقبله وتفسد فيه الهواء والماء والأرض والسماء.
كانت لبنان نافذة العرب إلى الحرية ، بلد التعدد ، مصنع الأفكار والفن والجمال ، الكثير من ذلك انحسر ، وأخذ يخبو ، لا تنقص لبنان أسبابه الداخلية التي جففت ينابيع الحياة لديه ، لكن ما تفعله إيران وقد أطبقت على أنفاس لبنان وأهله ، هو نهاية طريق الأمل بعودة بلد الأرز إلى وداعتها وسلامها ، وحيويتها ، شحبت ملامحه ، وانطفأت الحياة في عروقه ، واستسلم لحالته الجنائزية اليوم.
يجلس البلد الآن على كف عفريت ، يحبس أنفاسه مع كل احتكاك تتورط فيه طهران مع المجتمع الدولي ، يستنفر أهله ، لأنهم ولحيلتهم الضعيفة ، سيصبحون وقود حرب كبرى لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وحطباً لجبهة مواجهة مفتوحة مع العالم ، يدفعون ثمن ارتباطهم القسري بالمرشد الإيراني ، والارتباط به يكلف فاتورة باهظة المتاعب ومرشحة للنزيف الدائم حتى الموت الأبدي بلا أمل للنجاة.
لم يعد هذا واقع يقاسيه لبنان وأهله فقط ، بل يحدث في أماكن أخرى من الجسم العربي المثخن بالجراح ، في الجارة سوريا ، التي طال التغيير ديمغرافيتها ، واستعيض أهلها بالمستقدمين من إيران والعراق وأفغانستان ، استطونوا بيوتهم واستملكوا ضيعاتهم ، وطردوا أهلها غير آبهين بمصائرهم المجهولة.
فعلت إيران بسوريا الكثير ، مسخت هويتها ، وانتزعت منها روحها العربية الأصيلة، حتى أصبح بقاء سوريا بلداً وأرضاً وحكومة ، مرتبطاً ببقاء النظام في طهران ، وعندما استقبل روحاني وخامنئي مؤخراً رئيس النظام السوري بشار الأسد ، لم يجدوا غضاضة أو حاجة لوضع العلم السوري ، كان يكفي علم إيران ، فقد أضحى بشار ومن بعده سوريا دمية في عهدة ملالي طهران.
عندما سقط صدام حسين نتيجة الغزو الأمريكي ، وأصبحت أبواب بغداد مفتوحة للوافد الإيراني ، سعت طهران لتنتقم من كل ما هو عراقي ، من عروبته ، تاريخه ، رموزه ، لوثت مياهه ، فتكت بنسيجه ، فككت سلامه الداخلي ، بثت في أحشائه ميليشياتها المتحفزة للدمار ، وزعت صور الخميني وخامنئي في شوارع العاصمة بغداد ، تماماً كما هو الحال في ضاحية لبنان الجنوبية ، أو شوارع صنعاء ذات مظاهرة حوثية تتعالى منها صور الخميني بلا حياء.
تفعل إيران هذا ، لأنها تخطط للبقاء طويلاً في مستعمراتها العربية ، يبدأ ذلك بالفوز برجدان المجتمع ، ترهيباً أو ترغيباً ، فعندما استعصت عليها بيروت في ٢٠٠٨ ، أرسلت عناصر حزب الله للنزول إلى شوارعها التي تحولت لمدينة أشباح ، وبدأت تستسلم كلياً لهوى طهران ، وتبخس من رصيدها العربي.
كان لسوريا بقية من سيادة وعروبة ووقار ، يمكن أن تحميها في وجه نوايا إيران لالتهامها بالكلية ، لكن الحرب التي فتكت بها بعد الثورة الشعبية ، كانت بوابة الدخول الواسع لمنهج قاسم سليماني في بسط سيطرته وبث سمومه ومدّ نفوذه ، وتمت أكبر عملية تجريف لبلد قائم ، وشيدت إيران على خرائبه سلطانها المقيم.
تتبع إيران سياسة البناء خارج الدولة ، تعتمد على الميليشيات لبث نفوذها في البلد الذي تنتوي السيطرة عليه ، أكبر خصومها هو منطق الدولة ، ولذا كان مزعجاً بالنسبة لها وجود رفيق الحريري منافساً وحاملاً لواء دولة ذات سيادة ، وكان القتل البشع هو لغتها في التعامل معه.
الآن لا شيء ثقيل على نفس رعاة المليشيا في طهران أو وكلاؤهم في البلدان العربية ، مثل ذكر اسم الدولة أو منطقها ، أو أي شيء متصل بها ولو كان اسم شخص يرقد في قبره ولا يملك من أمره شيء مثل الحريري ، وقد غرد أحد عناصر ميليشيات حزب الله قائلاً إن حل أزمة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يبدأ بتغيير اسمه.
التعليقات
من المسئول ؟!
مسلم سُني من نجد -حمت حول الحمى ولم تجرؤ علي القول على من تقع مسؤلية سقوط لبنان العربي في فم الفرس المتلطين بالتشيع لعلي والحسين ومن الذي حطم قوة الُسنة اولم يصنع مشروعاً للسُنة مضادا للمشروع الفارسي الشعوبي والمسيحي الانعزالي ؟!
واين مصر المسلوبه؟
Omar -من هو البلد الذي يشكل الخطر الاكبر على السلام في العالم ؟ سؤال وجهه مركز الاستطلاع التابع للاتحاد الاوروبي الى عينة من المواطنين الاوروبيين في كل دول الاتحاد سنة 2003 .. فقال 59% منهم: اسرائيل هي الخطر الاكبر وليس السعوديه او ايران او كوريا الشماليه او امريكا ... ماذا لو تم اعادة الاستطلاع اليوم؟
بسبب غفلة المسلمين السنة
تمددت ايران الشيعية بالمنطقة -تمدد ايران الشيعة الاثنا عشرية في الفراغ الذي غادره المسلمون السنة للاسف سنة الجزيرة العربية تواطؤ مع الغرب على تدمير نظام صدام حسين مجانا ولم يضعوا شروطا لذلك حتى ولا حاكم سني للعراق موالي للغرب وموالي لهم ؟؟! تسلمت ايران العراق على طبق من ذهب ومنه تحركت نحو مناطق اخرى من بلاد المسلمين وبات الشيعة يهددون دول الجزيرة العربية وبقتل المسلمين وتطهير الحرمين بلا مواربة ؟! هل يمكن استعادة العراق ولبنان وسوريا واليمن وإيران ايضا ؟ نعم اذا صدقت النوايا وكان هناك وعي وانفكاك من مشاريع الغرب في المنطقة ..
الرد على رقم 2 - مصر ليست مسلوبة
essam moneer -ومصر لها مفهوم خاص عن الاسلام - ممكن تسمية ان جاز التعبير ( اسلام مصرى ) لا شيعة ولا سنى - اسلام صوفى بسيط مرتبط اساسا بقيم الحق والخير والجمال - وشكرا
الولى الفقية وأمير المؤمنين
فول على طول -حزب اللة نال اعجاب الذين أمنوا عندما بدأ ضد لبنان لأنها دولة الكفار وصفق أتباع الدين الأعلى فى العالم كلة لحزب اللة وهذا لا يخفى على أحد ..هل اللة لة حزب أو أحزاب ؟ وحزب اللة كان السبب فى خراب لبنان وتحطيم النصف الجنوبى من لبنان بسبب حروبة العبثية ضد اسرائيل ولكن الذين أمنوا أطلقوا علية " سيد المقاومة " واحتفوا بة ..والكثير جدا من النساء المؤمنات أطلقن لقب " حسن نصراللة " على مواليدهن ...هل نسيتم ذلك ؟ ولكن الحزب شيعى بامتياز وهنا اختلف الغرماء وهى سبب الكراهية . أهل السنة والجماعة أرادوا تدمير سوريا - العلويين النصيريين الكفار الخ الخ - ولكن الأسد استعان بالمجوس كما تسمونهم وكانت الغلبة لهم والانتصار على الدواعش السنة ...ونفس السيناريو فى اليمن والعراق ...يعنى حلال عليكم وحرام على المجوس ؟ ربنا يشفيكم من الشعوذات والنفاق والكيل بعدة مكاييل .
المحور السنى والمحور الشيعى
فول على طول -العداء بين السنة والشيعة معروف ومنذ بدء الدعوة وأهل السنة والجماعة يفتخرون بانتصارهم على المجوس كما يسمونهم أو عباد الشمس والقمر ويفتخرون بالقادسية وانتهاكهم للفرس ومقدساتهم واحتلالهم حتى تاريخة ويمنعون التشيع ويحاربونة فى كل مكان وفى قسم الأمن بمصر أم الدنيا قسم يسمى " مكافحة التشيع " وكما أن هناك قسم يسمى " مكافحة التنصير " وكأن التشيع والتنصير مثل المخدرات التى لها قسم أيضا يسمى " مكافحة المخدرات " وهذا جزء بسيط من عقلية وتفكير الذين أمنوا من أهل السنة والجماعة ...اذن لماذا لا تعاملكم ايران بنفس المنطق وبنفس التصرفات ؟ هل حلال عليكم وحرام على الغير ؟ هذة شريعتكم عين بعين وسن بسن ...لماذا ترفضونها ؟ ربنا يشفيكم .