الرحلة رقم 003 عبد المهدي.. بغداد - الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرحلة الخارجية الثالثة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي خارج العراق بعد زيارة القاهرة و طهران. حان وقت الهبوط في الرياض و قضاء يومين من المباحثات و توقيع الاتفاقات و استكمال المحادثات اثر زيارة وفد سعودي رفيع المستوى الاسبوع الماضي هو المؤمل من هذه الزيارة حيث الإجواء العربية مهيئة لإعادة اندماج العراق بمكانه الطبيعي في المنطقة و حاضنته العربية ، لكن السؤال الرئيسي يتعلق في ظروف الإقلاع من بغداد وطريق العودة!&
عبد المهدي يغادر بغداد بعد يوم عاصف جديد من التصريحات الأمريكية حيال الحرس الثوري الإيراني و نشاطاته التجارية التي كشف عنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وتاكيده أن " الحرس الثوري الايراني يتحكم بـ20 بالمئة من الاقتصاد العراقي ".
جمعني الشهر الماضي في لندن لقاء مع احد كبار المسؤولين في الحكومة العراقية رفقة سفراء عارفين بالملف العراقي اذ تحدث لي المسؤول كيف تدار يوميات الدولة بطريقة صادمة و كيف ان رئاسة الحكومة لا تعدو كونها مكتب ترضيات سياسية و اجتماعية ، و اصبح المسؤولون فيها لا يتعدى دورهم ملاحقة قضايا تفصيلية صغيرة و يقدمون توافه الأمور على قضايا مصير الأمة!&
عبد المهدي رد بعدم علمه بتصريحات بومبيو لكنه لا يمكن الا ان يأخذ تلك المواقف الأمريكية المتتابعة و ملف العقوبات بالحسبان بل عليه ان يأخذ ايضا في حساباته ان كلفة اللعب على الحبال بين محورين لايمكن ان توصل حكومته الى اي نتيجة و ستجعل من رحلته السياسية الى الرياض أو المحور العربي رحلة مليئة بالمطبات و العثرات وقد تضطر طائرته للتحليق طويلا حتى تستحصل اذنا بالهبوط على المدارج الرئيسة في عواصم هذا المحور أو ربما لن تتيح لها الظروف من الأصل حتى الإقلاع من بغداد مستقبلا !
الوضع العراقي لايحتمل الرقص على حبال السياسة الأمريكية أو الإيرانية ولم يعد من المصلحة ان يغلق مستشاروه أبوابهم ليسمعوه رأيا واحداً بينما لن يكون أمامه الا ان يختار الابتعاد بالعراق عن العقوبات الأمريكية أو انتظار مزيد من التلميحات او التصريحات بخصوص العلاقة مع إيران ، أما فلسفة الحكومة العراقية من العقوبات بانها احادية و ليست دولية او غيرها من التفسيرات فلن يكون لها قيمة او اثر لتغيير السياسة الأمريكية كما حصل مع العراق في بداية التسعينات حيث النتيجة شبه واضحة في منحى العلاقة الأمريكية - الإيرانية&&.&
عبد المهدي ووزراؤه الذين يرتدون اجمل الأربطة و تلتف احزمة المقاعد على كروشهم سيواجهون الهبوط الصعب في رحلة العودة الى بغداد ، وحالما تهبط بهم طائرة الخطوط الجوية العراقية فان طريق المطار يمر مباشرة بمقر البرلمان العراقي حيث السنة التشريعية&&الأولى توشك على نهايتها مع اقتراب موسم الصيف و أزمة الكهرباء و فراغ الوزارات الأمنية مع مواجهة مرتقبة لملف اغلاق ادارة الدولة بالوكالة و قصاصات السيد مقتدى الصدر التي ازدادت مع قرب انتهاء مهلة الإصلاح.
الرئيس عبد المهدي سيكون بمواجهة فيضان سياسي حقيقي في فصل الصيف ما لم يتوصل الإيرانيون و إدارة الرئيس الأمريكي الى اتفاق قبل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في تموز يوليو 2019.
يخبرني مسؤول رفيع آخر بعد ان حضر مباراة فريقه اللندني العريق حيث التقيته بعد انتهاء المباراة وهو يتحسر على فرص ضاعت خلال المباراة ؛ " الفرص التي يضيعها العراق ستخرجه الى دوري الدرجة الثانية في المنطقة ، نحن بحاجة الى مدرب محترف ورئيس نادي يثق بتعاقدات هذا المدرب...لنتمكن من عبور الإشارة خضراء".