كتَّاب إيلاف

ديمقراطية القطيع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بين ديمقراطية الغرب والديمقراطيات الشرقية وخاصة الديمقراطيات الشعبية سيئة الصيت التي حكمت مجموعة من الدول بعد الحرب العالمية الثانية وأنتجت مجموعة كائنات سياسية للزينة فقط، حالها حال الإكسسوارات التجميلية تشبها بتعددية الأحزاب في الديمقراطيات الغربية، وكنا قد أطلقنا عليها في مقالات سابقة (أحزاب الزينة)، والفارق بين الديمقراطية الغربية وديمقراطيات الزينة بون شاسع لا يسمح بإجراء أي مقارنة نوعية، خاصة وان الآليات المستخدمة هي ذاتها، تعددية الأحزاب وصناديق الاقتراع والانتخابات والاستفتاءات، لكن حقيقة الأمر تختلف كليا في الكيف والنوع والدوافع فيما يتعلق بالذين يضعون أرائهم في صناديق الاقتراع، ناهيك عما يسمى بالديمقراطية المركزية وما تلاها من سفسطة البعث وقبله التيارات القومية التي أسست مسارح للتطبيل والتزمير فيما سمي بالجمعية الوطنية أو مجالس الشعب أو الاتحاد الاشتراكي أو الهيئات الاستشارية (الشورى) وأمثالها ممن تشترك جميعها في صفات فقدان اللون والطعم والرائحة.

& أما ما يحدث هذه السنوات من تجارب في البلدان التي اكتسحتها العصا الأمريكية والأوربية من محاولات تطبيق النظام الغربي في تداول السلطة بالاعتماد على الناخبين وممثليهم في البرلمان، فهي أكثر سخرية من تلك الأنظمة المطرودة، حيث تستخدم ذات الصناديق التي استخدمها البعث واللجان الشعبية وأحزاب المؤتمرات القومية والاتحادات الاشتراكية ومجالس الشعب والشورى، واستبدل الرفيق البعثي أو الأخ في اللجان الشعبية وأمثالهم في كوادر تلك الأنظمة إما برجال دين أو رؤساء ميليشيات أو فتاوى دينية أو مذهبية أو أوامر صارمة من الشيخ العام للقبيلة، فهم ايضا يقومون بواجب التلقين للناخب المسكين المصاب أصلا بفقدان الوعي السياسي والبلاهة الفكرية والحضارية، بل أنهم طوروا بعض الآليات في التصويت، إذ أنهم يؤجرون وثائق الناخبين فترة التصويت بما انعم عليهم الله من أموال، بدفوعات حسب قانون الشارب والمقص، ويصوتون بشكل جماعي بدلا عنهم حفاظا على راحتهم ووحدة الموقف والمصير والسيادة!.

& وإزاء ذلك وهذا النمط من السلوك تنصاع الغالبية العظمى وتحت ضغط مختلف أساليب السيطرة الدينية أو المذهبية بفتاوى رجال الدين، أو رغبة شيخ القبيلة أو العشيرة، أو برضوخها لإرادة سيد الشجعان الجبناء الفقر لانتخاب مرشحي أولئك المهيمنين على النظام السياسي، في طوابير مراكز الانتخابات ليحظى كل ناخب منهم إما بدجاجة أو كارت موبايل أو فرصة تعيين أو سندات تمليك أراضي ولكن بعد فوز المرشح المعني، وذلك بتلقين الناخب القطيعي المصاب بالبلاهة السياسية أصلا باسم المرشح والحزب والكتلة.

& ترى ما الذي اختلف لدينا عما شهدناه منذ تأسيس هذه الدول والكيانات السياسية من قبل موظفين من وزارتي خارجية بريطانيا وفرنسا، فالدكتاتورية لم تزول بإسقاط هياكلها الإدارية، ففي السابق كان الحزب الحاكم والقائد الضرورة يوجه حتى الأسرة الواحدة بالتوجه إلى صندوق الاقتراع وتحديد اسم المرشح أو الفئة التي تنتخبها الأسرة، واليوم تم استبدال الرفاق الحزبيين برجال الدين والشيوخ والسحت الحرام، ولان المجتمع لم يتغير ولم ينتج بيئة لتطور نظام جديد، بل حصل العكس تماما في معظم الدول التي أسقطت أنظمتها عموديا، ولم يعد من المستطاع الاعتماد على رأي غالبية السكان المسيطر عليهم دينيا ومذهبيا وقبليا واقتصاديا، ولذلك فان المنتج على مستوى المؤسسات التشريعية والتنفيذية لن يرتقي في نوعيته مستوى نوعية السكان ووعيهم وحرية الاختيار لديهم، وبهذه التساؤلات وغيرها نكتشف حقيقة مشهد النظام السياسي الذي يطلقون عليه بالديمقراطي، وهو في الأصل لم يختلف كثيرا عن كل النظم السياسية التي سبقته منذ نصف قرن على الأقل، ويبدو إن زمنا طويلا سيتم استهلاكه مع كل فرص التقدم حتى نصل أفقيا إلى نوعية رفيعة تؤهل الناخب لاختيار صحيح ينتج مؤسسات تمثيلية أو تنفيذية حقيقية يعتمد عليها في بناء الدولة.

& وحتى ذلك الحين سيبقى القطيع يتمتع بديمقراطيات الزينة، بينما تستمر حيتان السياسة والاقتصاد تمارس عملها في البقاء والتكاثر!

kmkinfo@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من أين تأتى ديمقراطية القطيع ؟
فول على طول -

ديمقراطية القطيع تأتى دائما من ثقافة القطيع ...نعم ثقافة القطيع فى بلاد الذين أمنوا لها باع طويل ودور كبير منذ بدء الدعوة . قال الذى لا ينطق عن الهوى : انصر أخاك ظالما أو مظلوما ...والأقربون أولى بالمعروف ...وأهلك تهلك .... ولا ولاية للكافر على المؤمن ..الكافر خرج عن كونة من دين غير دين اللة الى مذهب من نفس الدين ..يعنى ممكن يكون شيعى وممكن يكون سنى أيضا وممكن يكون من نفس المذهب ايضا لكن لا يتبع الجماعة ...هذة الثقافة لن تنتج بشرا أسوياء على مدى التاريخ . انتهى . لا فرق بين الحاكم والمحكومين كلهم من نفس الثقافة ...لا يهم تغيير الحاكم ومن يجئ بعدة كلهم على نفس الدرب والشعب على نفس التفكير . انتهى .

كل الناس بشر ولكن ليس كل البشر ناس
Omar -

هل يوجد فرق بين البشر والناس؟ اليكم بعض الدلائل والاشارات من كتاب الله ومن التاريخ الاثري المادي .. يقول الله عز وجل (الذي احسن كل شيء خلقه وبدا خلق الانسان من طين)؟ .. فالله عز وجل خلق ادم بشرا .. بشرا من طين .. بعد ذالك جاءت عمليه التحسين (الذي احسن كل شيء خلقه) .. احسن بمعنى حَسَّنَ .. وعملية التحسين او التطوير للخلق جاء ايضا الاشاره اليها في قوله تعالى (ما ننسخ من ايه او ننسها ناتي بخير منها او مثلها) بخير منها اي باحسن واطور منها .. عملية التحسين كانت بخلق الانسان من نطفة البشر .. حيث قوله تعالى (انا خلقنا الانسان من نطفه امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا...) فالانسان خلق من احدى النطف البشريه وليس من كلها .. وصيغة الاية بالجمع وليس بصيغة المفرد كما كان الكلام في خلق ادم .. و بعد ذالك و في مرحله اخرى اتت عمليه رده جزئيه و مسخ لبعض هذا الانسان الى احدى تطورات النطف البشريه الاخرى .. حيث يقول تعالى (انا خلقنا الانسان في احسن تقويم .. ثم رددناه اسفل سافلين .. الا ...) .. كذالك نجد اشاره عجيبه في المصحف تخص خلق الانعام (الثمانية ازواج) وتميز خلقها عن باقي الدواب والوحوش .. ايضا فان موضوع الطوفان وسفينة نوح ومسالة حجمها وسعتها وايضا امر الانتقال من عموم بني ادم الى خصوص بني اسرائيل تعطي اشارات على عملية التحسين والتطور .. هكذا فان قضية الاصل الانساني و السفاله ربما عميقه بعض الشيء وفيها جانب بيولوجي حقيقتا .. ولكن تنطبق على العموم وليس على عرق دون عرق .. فحقا لا اله الا الله .. اما الدلائل من التاريخ الاثري فقصه ...يتبع

كل الناس بشر ولكن ليس كل البشر ناس
Omar -

اما الدلائل من التاريخ الاثري فقصه حضارة سومر هذه حقيقه .. و توراة في مكان و زبور في مكان اخر وفي عصر واحد يظهر انه حقيقه .. ومسميات مشتركه في مناطق مختلفه مثل زاغورس وزاجورس وبابل و لارسا وحيثيين واثينيين وسومر وعصر برونزي وسليمان ونحاسه وسفنه السريعه لقطع المسافات وحديد اباه داوود .. واهرامات او محاريب النبي سليمان وبلقيس انثى ملكه شعب يعبد الشمس .. مباني خارقه ومعجزه في عصرهما والى اليوم .. وهدهد مؤمن ادمي في مجلس الحكم .. وتلموذ وابسلموذيا وعبدة نار وقرابين انسانيه .. الخ ومينوتوروس وابو الهول براس انسان وجسم حيوان او العكس .. الخ .. فهل يمكن حصر ذرية ادم بالانس دون الدواب ؟؟..

"كردستان" مثال لهذه الديمقراطية !
طارق حسين -

اعتقد ان ديمقراطية الكرد ممثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني هو من هذا النوع من الديمقراطية "ديمقراطية القطيع" .. وانت اعلم بما نقول استاذ كفاح، كونك مستشار لرئيس الاقليم "الديمقراطي" !

غَيّر الصنف المضروب يا موردخاي فول
بسام عبد الله -

تشبيه الرجل بالمرأة ليس تحقير للمرأة يا عبيط بل إهانة للرجل، لأن المرأة تتميز بانوثتها وجمالها، كما تشبيه المرأة بالرجل هو إهانة للمرأة وليس إنتقاص من رجولة وشجاعة الرجل. هل عرفتم الآن لماذا نخاطب فول على قدر عقله أي مستوى تالتة ابتدائي ونقص عليه قصص كتاب المطالعة لتلك المرحلة؟ لأن فهمه وإستيعابه للأمور محدود إذ أنه هرب وتنصل من كل أسئلتنا . طلبت شواهد من الأناجيل عن إحتقار المرأة والإرهاب فأوردناها لك. كن شجاعاً ولو مرة واحدة في حياتك، فإما أن تقول أن هذه الشواهد صحيحة وبالتالي تحتاج الأناجيل إلى تنقيح، أو أن تقول بأن هذه الأناجيل محرفة وليست أصلية كما يقول اليهود . يعتقد هذا المدعو فول واهماً أننا ندافع عن الإسلام الذي هو أسمى من أن يتطاول عليه شذاذ آفاق ومرضى نفسيين ومتعاطي حشيش وأفيون، بل نعلق تسلية لإغاظته ليموت حنقاً وقهراً وغيظا ومن يدري قد يغير الصنف الذي يتعاطاه أو ينطق الشهادتين فنكسب به ثواب.

التبرج الشرعي في السياسة
قتيبة يونس أحمد -

تطور الفكر السياسي الغربي على مدى التاريخ اقنعنا بان السلطة لا يمكن حصرها بشخصية الامبراطور فقط او بتفويض البرلمان بتلك السلطة مع بقاء رمزية الملك او الرئيس وكذلك لا يمكن منح السلطة للدين الذي اثبتت الاحداث بانه سيلتهم السلطة الزمنية المتمثلة بالملك والسيطرة الشمولية على الدولة فجاءت سياسة تقاسم السلطات والديمقراطية ونظرية العقد الاجتماعي وبما ان السلطة الثقافية لا تحمل سلاحا ولا وجود لقوانين تمنح هذه السلطة الهشة مقومات استقلاليتها ونهوضها فقد ظلت هي سلطة فائضة رغم الاصرار على بقائهاو يعتبر من مقومات اللعبة على الديمقراطية للتجمل والتبرج الشرعي في السياسة.

ببركات الرموز وتغييب الوعي
باسل الخطيب -

يشيعون الجهل والتخلف والبدع ويضفون على أنفسهم صفات ما أنزل الله بها من سلطان (رموز وقداس) لتغييب الوعي وضمان السيطرة على القطيع والتحكم به وتمرير خطاياهم وآثامهم وسرقاتهم وعمالتهم ما يؤكد عدم إمكانية تحقيق الديمقراطية في مجتمعات متخلفة تسيطر عليها الخرافات.. عاشت ايدك