فضاء الرأي

ماسوشية العقل 

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الماسوشي، Masochism":&

هو نوع من اضطراب الشخصية، ولفظة تطلق على من يتلذذ بإيذاء نفسه, سواء أكان الإيذاء لفظياً أو بدنياً, وخاصة عندما يكون الأذى من الآخر، و يكون الماسوشي في ذروة لذته كلما كان الألم حقيقياً، أي مصحوباً بفعل وليس مجرد تخيلات ورغبات , ويزداد الشعور بالمتعة واللذة الداخلية عند الممارسة, بالرغم من الظهور بمظهر الشاكي, وهو اضطراب يمثل المصاب به دور الضحية المقهورة، مايشعره بالراحة.

ويكون الماسوشي في أحسن حالات الشعور بلذة الألم عندما يُمارس عليه الألم من قبل مريض آخر هو السادي الذي يتلذذ في تعذيب الآخرين وقهرهم.

واذا كانت الماسوشية والسادية ذات علاقة بالألم الجسدي سواء عند المتلذذ في تعذيب نفسه أو تعذيب الآخر له ( الماسوشي) أو عند المتلذذ في تعذيبه للآخر ( السادي)، فإنه يبدو لي أن للعقل ماسوشية توازي ماسوشية الجسد بل وتتفوق عليها.

ماسوشية العقل، ماسوشية فكرية يبحث عبرها ماسوشي العقل عمن يمارس عليه القهر الفكري، ويشبعه برواية الخرافة وصنوف الشعوذة.

يقابله سادي العقل، ذلك الذي يتلذذ في ممارسة التجهيل ونشر الخرافة والشعوذة لقهر كل ماسوشي عقل.

كلاهما: ماسوشي العقل وسادي العقل، يعاديان الفكر المستنير.

سادي العقل، لا يحلو له العيش سوى وسط الظلام، ليمارس قهره وساديته حين يكون مصدر إلهام ظلامي لكل عقل ماسوشي يتلذذ في استلهام العتمة التي تحيل فكره للغوص في وحل العذابات التي تشعره بمرارة الألم تلو الألم بحثاً عن خرافة.

وماسوشي العقل، يصاب بالعمى كلما شع في طريقه نور يهديه الى العيش بحرية.

كلاهما: سادي العقل وماسوشي العقل، عشاق ظلمة وأعداء حرية.

لو بزغ شعاع عقل في واقع الماسوشيين لقذفوه بصلية من غسق.

وكلما شُرعت لهم نوافذ كي تدخل عبرها نسائم الحرية وبشائر الفجر، صنعوا بدلا منها أبواباً موصدة تمنع تسلل الهواء والنهار الى الغرف الموحشة والمستوحشة.

وكعادة الماسوشيين، يجلد عقولهم سادي عقل، فيعبدونه ويعتقدون أنهم يعبدون الله.

ولكي يُقنع الماسوشي نفسه أنه على حق وهو يتبع سادي العقل، يدعي أن ذلك السادي ممثل لإرادة الله، يهديه الى الباطل فيراه الحق، ويعذبه في الدنيا قبل أن يتعذب في الآخرة، ويرى في عذابه جنة في الدنيا تقوده لجنة الآخرة.

هكذا هم الماسوشيين، يصنعون سادتهم وسادييهم بإختيارهم وبعشقهم للعذاب والمذلة كنتيجة لثقافة وتربية خانعة ترسخت في أذهانهم منذ نشأتهم حتى غدت جزءاً من خلايا دمائهم لتصبح مع مرور الزمن جيناً وراثياً تتناسله الأجيال جيلاً بعد جيل ويصنعون بينهم السادي من عصر لآخر بنفس الصفات واختلاف الثياب، تصديقاً للمقولة: أنه لايصنع الطغاة إلا العبيد. وهل هناك عبودية أسوأ من خضوع العقل لفكر القطيع حين يقودها سادي جهل وعقل ؟!

وهل هناك طاغية أسوأ من طاغية التجهيل بإسم الله ؟!

وكلما انكشف للقطيع الماسوشية زيف من يستبد بعقولهم، يعودون الى حالاتهم السابقة وخلق الأعذار والتبريرات مجرد أن يغير السادي ثوبه كي يمنحوا الفرصة للذات المريضة والخانعة أن تمارس عشقها لإذلال العقل كيلا يفكر أو يتمتع بنعمة التفكير الأسمى من نعمة التلذذ في الشقاء والجهل والتذلل.

وينطبق قول المتنبي على كل ماسوشي عقل حين قال:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم.

حيث يعتبر وصف المتنبي للجاهل المتنعم بشقاوته دليل على عبقرية هذا الشاعر الذي سبق عصور علم النفس ليشخص حالة ماسوشي العقل في عجز بيت شعر يكفي عن كتاب علم نفس.

قد يتساءل سائل: وماهو الحل لمعالجة وباء الماسوشيين كيلا يكونوا صيداً سهلاً للساديين ؟!

وبرغم إيماني التام أن الطب النفسي قد إخترع علاجاً لمرضى الماسوشية الجسدية، إلا أنه حتى تاريخ هذه المقالة لم نسمع أو نقرأ عن وجود علاج لمرضى ماسوشية العقل.

وأعتقد أنه لا علاج لها سوى عبر محو المخاوف التي ترسبت في ذاكرة عقول الماسوشيين وكذلك إزالة كل الصور التي توحي للمريض المصاب بهذا الداء أن الجهل والخرافة والشعوذة مصدر أمان للإنسان، تقيه من مخاطر النور والعلم والحرية.

أي، أنه لابد من إختراع علاج قادر على برمجة ذاكرة الماسوشي حتى يستطيع التفكير باستقلالية معتمداً على تخيله للأشياء وليس بناء على وسيلة التلقين، وبعيداً عن غرس الخوف الذي يفقده القدرة على التفكير بحرية واستقلالية.

لأن الخوف أياً يكون مصدره: السبب الرئيسي لتحويل الإنسان من عقل مفكر الى عقل ماسوشي.

وكلما تحرر الإنسان من مخاوفه، كلما أصبح قادراً على التخلص من جهله وخرافته وعصياً على تسليم عقله لغيره.

حينها يكون إنساناً طبيعياً يتلذذ بالعيش في الحياة حراً لا عبداً، شامخاً لا خانعاً، ويكون صانع فعل وليس مجرد ردة فعل، وموجوداً ككيان وليس مجرد دمية يتم العبث بهامن قبل الساديين لتعذيبها وإذلالها أشد عذاب وذل حتى تدمن النفس الخانعة ذلك الخنوع فتصبح مع مرور الوقت وتعاقب العصور والأجيال ماسوشية العقل بالوراثة!

Salam131@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا التحليل والسرد للعقلاء ويدخل في خانه التثقيف
عدنان احسان - امريكا -

قبل توصيف الحاله اين هي الدرسه عن هذا المرض - واصوله - واسبابه وطرق علاجـــه .. لندخـــل بعــــــدها الى الموضوع الدي طرحته مباشره وبدون مقدمات ... وهذا هو الاهم ... بل نشر الموضوع بصيغه التثقيف / وكانه موجه لشريحه معينه من الناس .... فعندما تقول : وكلما تحرر الإنسان من مخاوفه، كلما أصبح قادراً على التخلص من جهله وخرافته وعصياً على تسليم عقله لغيره. حينها يكون إنساناً طبيعياً يتلذذ بالعيش في الحياة حراً لا عبداً، شامخاً لا خانعاً، ويكون صانع فعل وليس مجرد ردة فعل، وموجوداً ككيان وليس مجرد دمية يتم العبث بهامن قبل الساديين لتعذيبها وإذلالها أشد عذاب وذل حتى تدمن النفس الخانعة ذلك الخنوع فتصبح مع مرور الوقت وتعاقب العصور والأجيال ماسوشية العقل بالوراثة!.....يعني بالمختصر المفيد - من يملك الوعي لهذه الحاله ليس مريضا ،.واعتقد المقال كله كان بسبب اعجابك بالمتنبي / وماقاله المتنني في الماضي يراه الكثيرين اليوم في مقوله " ياريت كنت حمــــار - لا افهم ما يجــــــري في هذا العالم البائس " عندها تكون المازوشيه حــــــلا وليس حاله مرضيه .. تعبر عن حاله طبيعه .... وليست عدوانيه كالموجوده عند الساديين ... و لكل عصـــر امراضه ... ولا اعتقد ان المتنبي لم يكن يقصد ما اتهمتــــــه به ، ولم تكن بعصر المتنبي امراض نفسيه ....

( وإذا مرضت فهو يشفين )
أسعد -

الأخطر إذا امتزجت المازوخية بالعقيدة .. خرافة الصلب وتمجيدها والتلذذ بعذاباتها في المسيحية مثلاً وجعلها من صلب العقيدة حقيقة ما هي إلا مازوخية رعناء نتمنى لكل من أُبتلي بها الشفاء التام .. آمين .

يا اسعد ، باين انه لم يشفيك !
الفداء ليس مازوشية -

لو كان شفاك كان فتح عيونك و عرفت الحق من الباطل ، تعليقك لا يبدو انك عرفت الاله الحق ، الصليب ليس مازوشية بل هو رمز للتضحية و الحب لا يخاف منه و لا يكرهه الا الذي غرر به ( ؟ ) الذي لا يريد المحبة ان تنتشر بين البشر و الذي نهره المسيح و طرده ، و اترك لذكاءك معرفة من هو ؟

العمليات الانتحارية الجهادية هي قمة المازوشية
الصليب ليس مازوشية ، بل تعني ان يتحمل الانسان العذاب و التضحية من اجل أحباءه -

ليس هناك عقيدة مازوشية خطرة اكثر من عقيدة تدفع اتباعها لقتل انفسهم حتى يقتلوا اكبر عدد من الناس ( الجهاد الاسلامي ) ، الاله الذي يدفع اتباعه ليجاهدوا بانفسهم هو يدفعهم ليصبحوا مازوشيين خطرين و النبي الذي يقول تمنيت ان أجاهد و اُقتَل و احيا مرة ثانية لأجاهد و اُقتَل هو يعبر عن عقلية مازوشية تتلذذ بقتل نفسها عندما تقتل ناس اخرين ! بينما عقيدة الصليب او الجهاد المسيحي ليس فيها خطورة على احد ،. هي تحث على ان يتحمل الانسان التضحية و ان يتقبل الألم من اجل ان يحيا الاخرين و ليس من اجل ان يقتل الاخرين ( الجهاد الاسلامي يعني ان تتلذذ بقتل نفسك حتى تقتل الاخرين )الجهاد المسيحي ( الصليب ) هو ان تتعذب ( وليس ان تتلذذ ) و تتحمل الآلام ، المسيح لم يكن يتلذذ عندما قبل ان يصلب بل كان يتألم و يتحمل الآلام ، شتان بين هدا وذاك

لقد أجاد الكاتب
خوليو -

وصف السيد الكاتب المازوكية والسادية بشكل دقيق .. فإن أسقطنا هذه التعريفات على بلادنا حكومات وشعب ، نجد أنّ معظم الناس والقيادات مصابة بهذه الإضطرابات الشخصية ..فالحاكم الذي يأمر بتعذيب السجناء السياسيين وسجناء الرأي كما الذي يقوم بعملية التعذيب هم مرضى نفسانيين بدرجة شديدة .. ويا للدهشة عندما نرى المازوكي الذي يستلذ بتعذيب نفسه بلعب دور الضحية بقوله أن العالم كله يحاربه ويخرجه من دياره.. يتحول لسادي عندما يصل للسلطة ويبدأ بتعذيب الاخرين أو سبي نساءهم والإستيلاء على أموالهم أو ممتلكاتهم ..يضاف إلى هذه الإضطرابات هلوسات سمعية ورؤى بالنظر تدفعه وتآمره بفعل هكذا أفعال.. نعم أغلب الناس في بلادنا مصابون بامراض نفسية ومتقمصون لهذا الخلل النفسي وينقلونه من جيل إلى جيل..فهم ضحايا من جهة كما يعتقدون وساديون عندما تكون السلطة بيدهم .

محاولة لتحليل سايكولوجبة البيت الشعري للمتنبي. : ذو العقل يشقى في النعيم ……الخ
ذو العقل -

الشطر الاول من البيت الشعري" ذو العقل يشقى في النعيم بعقله "يصف المعاناة التي يحس بها الشخص العاقل الفاهم عندما يعيش في مجتمع مرفه ماديا و لكنه مجتمع غير متحضر ، الناس فيه محدودي الذكاء فهذا الشخص يحس بالشقاء برغم النعيم المادي الذي هو فيه ، هذا الشطر ينطبق على حال شخص يعيش في دولة اسلامية غنية فبرغم البحبوحة المادية التي هو فيها لكنه يشعر بالشقاء النفسي لانه غير مقتنع بكثير من مسلمات هذا المجتمع و هو لا يستطيع ان يعبر عن رأيه و عن رفضه لتلك المسلمات خوفا من اتهامه بالزندقة و ضرب رقبته فيضطر ان يصوم و يصلي ان يجبر نفسه على عمل شيء هو غير مقتنع ! هو نموذج لشخص ذو العقل يشقى بسبب عقله الواعي، انه يتعذب و لا يستلذ بحاله هذا اذن هو ليس مازوشيا ، و ينطبق ايضا على حال المرأة المثقفة الذكية في الدول الاسلامية التي تضطر ان تلبس الحجاب و ان بتزوج عليها زوجها و هي غير مقتنعة ، الشطر الثاني (اخو الجهالة في الشقاء ينعم) هذا الشطر قد يصح ان نقول انه يعبر عن نفسية مازوشية و ينطبق على حال الناس الجهال في كثير من الدول الاسلامية مثل أفغانستان و الصومال و باكستان اليمن العراق و غيرها فبرغم كل مظاهر الشقاء و الفقر و التخلف و الاحتيال و النفاق و الفساد و السرقة التي تعم بين الناس في هذه الدول ، تجد الناس الجهال فيها يتحدثون عن نعمة الاسلام ، جهالتهم تجعلهم ينعمون بالشقاء الذي تتسم به حياتهم و تصور لهم الشقاء الذي هم فيه نعيما، هذا الشعور بالنعمة الذي يحس به شخص ما في الوقت الذي هو فيه شقي و تعيس هو مازوشية لأنه يتلذذ بهذا الشقاء و لهذا هو يقدس ما كان سبب شقاءه و يعتقد ان فيه ( اي في سبب شقاءه ) يكمن الحل لمشاكله انه دون ان يدري يُطَبق قول الشاعر ابو نواس " و داوني بالتي كانت هي ألداء "

الى الأتعس وبعد التحية
فول على طول -

ما دليلك على أن المسيح لم يصلب ؟ لديكم اية قرانية واحدة وهى مبهمة - مرة تقول شبة لة ومرة تقول شبة لهم وترككم تضربون أخماسا فى أسداس وجاءت التفاسير كى تزيد الأمور غموضا وجهالة فوق جهالتكم . والذى قال هذة الجملة - ما صلبوة وما قتلوة - هو شاهد ماشافش حاجة وكان يعيش على بعد مئات الأميال من موقع الحدث وجاء بعدة بسبعة قرون ويا للعجب . أما حكاية الصلب فقد تم توثيقها تاريخيا قبل أن تكون دينيا مع ملاحظة أن الأناجيل العهد الجديد كلها كتبت بعد السيد الميسيح وليس قبلة وقد دونت وسجلت حياة وتعاليم السيد المسيح ولم تكت قبلة يا أتعس بل أعس التعساء . وما معنى وجود قبر يشع منة النور والعالم كلة يراة الا التعساء ..كيف يكون هناك قبر لشخص لم يمت ولم يدفن فية ؟ نكتفى بذلك ونتمنى لك السعادة بدلا من التعاسة التى تعيش فيها .

الا الأتعس اياة
فول على طول -

أولا كل التحية للسيد اليامى والذى يغيب عنا لعلة بخير وكل التحية والتقدير لأصحاب التعليقات 4 و 5 و6 فقد قالوا ما كنت أريدة ولذلك لا أقدر أن أزيد عن تعليقاتهم . والى السيد أتعس - أسعد مجازا فقط - يا سيد أتعس فان قصة الصلب لا تشرف أحدا ونحن لا نخجل منها لأنها حدثت بالبفعل ولو لم تحدث ما كتبها أحد فى أى انجيل ..وللعلم فان الأناجيل وكما قلت لك كتبت بعد صعود السيد المسيح الى السماء وسجلت حياة ومماة السيد المسيح أى أن الصلب قد حدث بالفعل ولم تكتب الأناجيل قبل ذلك وتم تلفيق عقيدة الصلب عليها ...فهمت ؟ ومعروف جيدا العقيدة المليئة بالمناخوليات من أول غروب الشمس فى عين حمئة الى استقرار الأرض على ظهر حوت اسمة " نون " او قرون ثور لة أكثر من عشرين الف قرن والنجوم هى رجوم للشياطين ونكتفى بذلك .