كتَّاب إيلاف

الأزمة الحقيقية في الخليج العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعيداً عن جدل الحرب واحتمالية نشوبها، وأي السيناريوهات يمكن أن تقع واي الخطط يمكن أن تطبق في حال وقوع المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، فإن الإشكالية والأزمة الحقيقية في منطقة الخليج العربي تكمن في الأزمة الناجمة عن وجود نظام الملالي ذاته، فهو نظام غير قادر على الحياة الطبيعية، ولا يصلح للبقاء والتعايش مع جيرانه في ظل مواقفه وقناعاته التي لا يصدر أي إشارات حول رغبته في تغييرها أو التخلي عنها تماشياً مع الظروف والمتغيرات الراهنة.

الحقيقة الواضحة للعيان أن النظام الإيراني لا يؤمن بمبادىء الأمم المتحدة التي وقعت بلاده على ميثاقها وتعترف بقوانينها، فهو يرى العالم من منظور خاص به لا يعترف بكل منظومة القوانين والقواعد والمبادئ الدولية، ولا يتذكر هذه المنظومة سوى حين يتعرض لأزمة تهدد بقائه ووجوده السياسي، فيستعين بالحديث عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من باب توظيف هذه الورقة في الصراع مع الآخر بغض النظر عن قناعته وإيمانه بدور المؤسسات الدولية في تحقيق الأمن والاستقرار.

قد يقول قائل:&كيف لي أن احكم على نظام الملالي بهذا الحكم أو كيف توصلت إلى هذا الاستنتاج؟ لن استدل في الرد على ذلك سوى ببعض الشواهد والبراهين أولها وأهمها على الاطلاق سلوك البلطجة الإقليمية التي يقودها النظام الإيراني، إذ لا توجد دولة في العصر الحديث تتباهى باحتلال أربع عواصم عربية لدول ذات سيادة وبعضها يفوق إيران عراقة وتاريخاً، فهذه الممارسات الاحتلالية اختفت تدريجياً مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، بل والمثير للسخرية أن هذا النظام ذاته يزعم السعي لتحرير فلسطين من قبضة الاحتلال الإسرائيلي، أليس الأولى به أن يحرر ملايين العرب الذين سمح لنفسه بأن يحتل عواصمهم ويعيد هندسة مدنهم ديموجرافياً بعشرات الآلاف من المرتزقة الذين يجلبهم ويقوم بتوطينهم في مدن سوريا والعراق.

نظام الملالي الذي قام على فكرة تصدير الثورة لا يمكن له أن يعيش بشكل طبيعي وسط دول الجوار، فهو نظام اقصائي متغطرس يمتلك رؤية ثيوقراطية تجعل من المنطقة بحيرة من الفوضى والاضطراب المزمن، وهذه السلوك ليس جديداً عليه ولكن الجديد هو تفاقم هذا السلوك وبلوغ ذروته وانتهاء فاعلية كل محاولات الاحتواء التي سعت من خلالها دول المنطقة وحلفائها من القوى الكبرى تفادي الصدام مع هذا النظام.

وبمرور الوقت تزداد خطورة هذا النظام ويتحول إلى كائن مدمر، لا يجيد حساب عواقب تصرفاته وسلوكياته، فتارة يحتل عواصم وتارة أخرى يمول ميلشيات عميلة لاحتلال دولة، وتارة ثالثة يوجه عملائه لاستهداف عصب اقتصادات الدول المجاورة كما فعل مؤخراً في استهداف منشآت النفط السعودية وسفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الامارات، وبمرور الوقت أيضاً تصبح السيطرة على هذا النظام أكثر تعقيداً وأشد صعوبة، وقناعتي أن الملالي لو خرجوا من هذه الجولة بمجرد الإبقاء على النظام في إطار صفقة ما مهما كانت التنازلات التي سيقدمونها، فإن سلوكهم سيزداد عدوانية، لأن لديهم ما يخفونه دائماً، وقد رأينا كيف انتهى &سوء تقدير الإدارة الأمريكية السابقة وتوقيعها الاتفاق النووي مع إيران إلى تعميق حالة الفوضى والارباك الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.

التردد في لجم جموح نظام الملالي سيزيد حالة الفوضى ولن يسهم في سوى في استمرار حالة الارباك في الشرق الأوسط، &فالملالي يدركون تماماً أن جيرانهم في دول مجلس التعاون لديهم مايخافون عليه من استثمارات ضخمة وبنى تحتية هائلة التكلفة وحصاد سنوات وعقود من العمل والتنمية، بينما يبدو سلوك الملالي أقرب للميلشيات الانتحارية التي لا تخشى عواقب تصرفاتها ولا تحسب لسلوكها السياسي أي حساب، لأن الشعب الإيراني ليس ضمن هذه الحسابات من الأساس، لذا فقد فشلت كل استراتيجيات جذب هذا النظام إلى مربع الدولة الطبيعية، فلن يتحلى الملالي عن نظرية المؤامرة ولا عن شعاراتهم التي تمثل الوقود لجذب المؤيدين والاتباع وخداعم بأوهام المقاومة والدفاع عن المظلومين وغير ذلك من أوهام يتاجر بها هذا النظام منذ أربعة عقود مضت.

الأزمة الحقيقية في منطقة الخليج العربي ليست في احتمالات الحرب والسلام، ولا في وصول حاملات الطائرات والقاذفات النووية، بل في وجود نظام يقتات على الازمات ويربط مصيره ووجوده بقدرته على إشعال الحرائق وتوسيع دائرة التأزم والأزمات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الطاغية خامئي
وليد -

كلامك صحيح فلايمكن التعايش مع سلطة ايران لكن الحقيقة هذه ليست طبيعة الملالي فقط بل هي طبيعة كل نظام قمعي شمولي بالظبط مثل نظام صدام وغيره فالانظمة القمعية تركز على التسليح والامن والمخابرات وتهمل تطوير البلد وترفيه الشعب وايظا دائما تشغل شعبها المبتلى بها بازمات وحروب من اجل البقاء في السلطة وللعلم ايران وكوريا الشمالية هما دولتين فقط في العالم تمنع تركيب اطباق لاستلام قنواة تلفزيونية خارجية لكي يسمع الشعب فقط اكاذيب النظام وايران هي الدولة الوحيدة في العالم التي يدفع المواطن فيها مبلغ ضخم لمؤجر لكي يخلي البيت ويسكن هو مكانه كمؤجر وليس كمالك للعقار فحتى مصر تخلصت من مشكلة الخلو وتوفرت المساكن فيها للجميع رغم ان خيرات ايران اكثر بكثير من خيرات مصر لذلك يجب على العالم اجمع استئصال سرطان ولاية الفقيه رحمة بالشعب الايراني اولا وبشعوب المنطقة ثانيا.

طبيعة الصراع أتت بالضباع
عبدالله العثامنه -

قلت في مشاركات سابقه أن النظام الايراني الحالي لا يمكن أن يتغير لأن الأدبيات أو الايديولوجيا التي جاءت به هي الحاكمه والمسيطره والمبرره لوجوده ولو أنه تخلى عنها أو غيرها أو استبدلها بأدبيات اخرى لسقط على الفور ولأكل بعضه بعضا دون أن يهوش عليه أحد لأن الصوره الطائفيه التي انتهجها والتي حددت ملامحه حددت ملامح الصراع المطلوب في المنطقه بما يتلائم مع متطلبات ذلك الصراع الذي كان ينبغي له أن يتخذ الاشكال الطائفيه والمذهبيه كما رسمها الرسامون في الغرف المغلقه لخدمة اسرائيل وتمزيق الشرق الأوسط وتبديد ثرواته وشرذمة شعوبه لاثبات أن تلك الشعوب عاله على الحضاره الانسانيه... فلو سئلت شخصاً في شرق أسيا أو غرب أوروبا أو شمال الكره الأرضيه وقلت له ما رأيك في العرب والمسلمين وكيف تنظر اليهم لجاوبك على الفور بأنهم شعوب متخلفه وجاهله وعمياء وربما زاد بأنهم شعوب لا يستحقون الحياة،، وهذا بالضبط ما يعتقده الكثير من ساسة الغرب ونخبه ومفكريه فراحوا يتناغمون مع اسرائيل في عزف تلك المعزوفه والعمل عليها فأصبح لديهم المبرر لسرقة ثروات تلك الشعوب المتخلفه لأنها لا تستحقها وكثيره عليها ويجب أن تعود ويعود ريعها الى الشعوب المتحضره غربية كانت أم شرقيه وطبعاً الغرب استحوذ على نصيب الأسد من تلك الثروات .... طبيعة الصراع وأبعاده في القرن العشرين هي التي أتت بنظام الملالي المتخلف الذي يناسب تخلفه تخلف عقلية أهل البلاد التي سيعبث بها ويؤجج نيرانها فضلاً عن تخلف شعوب ايران نفسها ، فقد تركنا الاستعمار التركي العثماني وجعلنا شعوباً جاهله جاهزه للمستعمر الغربي ليلتهمنا في لقمة واحده ..والغريب أن النظام الايراني يتحالف تحالفاً وطيداً مع أحفاد العثمانيين في تركيا حتى يخيل للناظر أنهم نظامان خرجا من بيضة واحده وأن مصيرهما واحد ... وهذه هي الحقيقه فعنصرية الفرس مع عنصرية الاتراك مع عنصري اليهود في اسرائيل توحدوا جميعاً وفتكوا بنا أيما فتك حتى أصبح العربي بينهم كالحمار يجره هذا قسراً ويركله ذاك عدواً ويُحمّله ذاك وزرا.

Persian Gulf
Hussain Ali -

Its Arabic sea and Persian Gulf, when does the Arabs accept these facts. Just repeating a lie does not make it truth. No one outside the Arabs say "Arab Gulf". Its the Persian Gulf, just repeated after me PERSIAN GULF.

الأزمة الحقيقية عند الذين أمنوا
فول على طول -

الأزمة الحقيقة أن الذين أمنوا يرون عيوب الأخرين فقط ولا يرون أى عيب فيهم مع أن عيوبهم لا تخطئها عيون العميان . ملخص مقال السيد الكاتب أن ايران دولة ترعى الارهاب وتحتل 4 دول عربية وتخترق القانون الدولى وأن حكم الملالى لا يصلح ..انتهى - ولكن لو سألنا السيد الكاتب عن دول المؤمنين من أهل السنة والجماعة عن اختراقها للقانون الدولى وعن رعايتها للارهاب وما الفرق بين حكم الملالى وحكم الخليفة - البغدادى حديثا أو أهل السلف الصالح قديما - ؟ وعن الحوادث الارهابية التى تجتاح العالم كلة ومرتكبوها جميعا من أهل السنة وتمويلها سنى ...؟ وما الفرق بين حكم الملالى وحكم الحكام المسلمين الأوائل ؟ يتبع

الأزمة الحقيقية عند الذين أمنوا
فول على طول -

واذا كانت ايران تحتل 4 دول عربية ...كم دولة يحتلها أتباع الاسلام السنى ؟ يعنى حلال عليكم وحرام على الفرس ؟ ولماذا كنتم ساكتين عن حزب اللة طوال هذة العقود بعد أن خرب لبنان ؟ طبعا أصابكم الألم الان بعد أن وقف حزب اللة فى صف بشار الأسد وأيضا مع الحوثيين فى اليمن ..؟ هل تعرف أن مصر أم الدنيا كانت شيعية والذى بنى الأزهر هم الشيعة ؟ ولكن ماذا حدث للشيعة بعد ذلك على يد صلاح الدين الأأيوبى ومن بعدة من الحكام السنة ؟ وماذا عن أوضاع الشيعة فى مصر أو غيرها من بلادكم الميمونة ؟ ونكتفى بذلك . أما عن امريكا ترمب لن تحارب ايران مطلقا وان كان هناك دواعى للحرب فان ترمب سوف يكتفى بضربات جوية فقط ولكن لن يدخل حربا برية مع أحد . متى تنظرون الى الخشب الذى فى عيونكم قبل النظر الى القذى فى عيون الأخرين ؟

أنواع مجموعات المجتمع الدولى
فول على طول -

المجموعة الأولى ويمثلها بلاد الذين أمنوا من أهل السنة والجماعة وهم يتمنون زوال امريكا وايران لأسباب معروفة جيدا . والمجموعة التانية يمثلها روسيا والصين وهما أيضا يتمنون زوال امريكا فقط لأسباب معروفة . المجموعة الثالثة ويمثلها اوربا وهم الان بدون أنياب ويتميزون بالميوعة فى مواقفهم السياسية وأهم ما يميزهم هو الخبث الانجليزى ودائما ما ينتظرون ويذهبون مع الرابح ...المجموعة الأخيرة يمثلها امريكا ترمب - عكس امريكا اوباما الرخو والمتلون - ولكن ترمب رجل اقتصاد ولن يغامر بخسارة دولار واحد أو جندى واحد ...انتهى .