كتَّاب إيلاف

ديمقراطياتنا العشوائية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في&غالبية دول منطقتنا الموبوءة بانعدام&سلطة القانون وفقدان&العدالة الاجتماعية وارتفاع مستويات خط الفقر المدقع&مقابل انخفاض مريع في الوعي والتعليم،&يتم&تدمير الناتج القومي&واستهلاكه في&بناء ترسانات&عسكرية&وأسوار&الهياكل&الأمنية&للنظم السياسية وعناصرها في&مفاصل الدولة،&حيث&تحولت&بلدان&هذه المنطقة وخاصة جمهوريات الانقلابات والربيع العربي&إلى&استهلاكيات واسعة،&انتشرت&فيها&أنماط&عديدة&من&العشوائيات&السكنية والفكرية والسياسية، بل استطيع&أن&ازعم&إننا&إزاء&بلورة نمط من الديمقراطية الفوضوية التي&يمكن&تسميتها بالديمقراطية العشوائية الناتجة من ذات البيئة&التي تجمعت فيها شرائح (تعبانة) من المجتمعات&على مختلف مستوياتها، ابتداءً&من المجمعات&أو&الإحياء&وصولا&إلى&نمط التفكير العشوائي الناتج من بيئة تلك المجتمعات.

&&وإذا&ما عدنا قليلا&إلى&الوراء وتحديدا منذ بداية خمسينيات القرن الماضي حيث شاعت&مصطلحات كثيرة خاصة تلك التي يتم مسخها&إما&من الديمقراطيات الغربية&أو&من الديمقراطيات الشعبية التي&أنتجتها&حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ونشوء دول الفلك الروسيوأنظمتها&الديمقراطية الشعبية، هذه المصطلحات الممسوخة من المدرستين انتشرت بعد&أول&انقلاب عربي في&مصر&وانطلاق شعار اشتراكيتنا العربية، المصنعة من مزيج ماركسي- رأس مالي&لكي تلائم البيئة العربية&والإسلامية&على حد تبرير مصنعيها!

&&هذه المصطلحات التي استنسخت&أو&مسخت من قبل تلك&الأنظمةالتي&أحدثت&تغييرا فوقيا&وفرضت هذه&الأنماط&السياسية والاقتصادية،&مقحمة بلدانها في تجارب فاشلة ذهب ضحيتها مئات&الآلاف&من البشر ومليارات الدولارات من&الأموال&وضياع&فرص ذهبية للتقدم والتطور،&كما في اشتراكية العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر&وغيرهم، وكما في الديمقراطيات العشوائية التي&أنتجتبرلمانات مشوهة تتحكم بها مجموعات من شيوخ القبائل والعشائر وفتاوى رجال الدين المتاجرين بالدين والسياسة معا،&وبدعم مطلق من&السحت الحرام الذي&أنتجته&ماكينات الفساد ومنظوماتها،&حيث لا قيمة للانتخابات ونتائجها&بسيطرة هذه العوامل على كل مفاصل التغيير والتداول في السلطات.

&&إن فرض نظام سياسي&أو&اجتماعي&معين&دونما&تبلور مفهوم للمواطنة وبنية تربوية وتعليمية تؤسس لقيام&نظام اجتماعي وسياسي تقدمي علماني ديمقراطي،&سيؤول&إلى&الفوضى التي نشهدها سياسيا واجتماعيا في معظم هذه البلدان وفي مقدمتها العراق، حيث التقهقر&والانكفاء في دهاليز&أنظمة&بالية&متخلفة تتحكم فيها مجموعات وشلل طارئة من شيوخ السحت الحرام ورجال الدين الفاسدين الذين&أقحموا&قداسة العقائد في متاجرات السياسة فشوهوا الدين والسياسة معا،&وأنتجوا&على مقاساتهم ديمقراطية عشوائية لا تختلف في مضامينها عن&سلوكيات&تلك العشوائيات التي نمت وترعرعت حول المدن الكبيرة!

kmkinfo@gmail.com

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سوريا
zubir shexmos -

تحية لك استاذ كفاح ان الديقراطية لا تاتي الا من خلال العقل السليم

دينقراطيتنا العشوائية
منتج امريكي ! -

نتذكر المشروع الامريكي لدمقرطة المنطقة العربية عبر الفوضى الخلاقة الذي سيكون العراق نموذجه وكيف انتهى ب بريمر ان سلم الحكم للطائفة الشيعية التي تتبع مذهبيا ايران ..

وهل حضرتك مستغرب
البابلي -

أنها حتى ليست ديموقراطية عشوائية تلك التي تصنّف النظام الطائفي المحاصصتي الهجين في العراق إنما نظام توافق و اتفاق بين رهط من ساسة فاسدينت و لصوص قادمين من أصول إقطاعية و من عائلات و أسر " مقدسة " تقدّس الفلوس و المال السحت الحرام و .. نقطة ! و حضرتك اعلم بذلك بصفتك مستشارا إعلاميا أقرب !! .

عيني طاس عيني حمام
arrak -

إن فرض نظام سياسي أو اجتماعي معين دونما تبلور مفهوم للمواطنة وبنية تربوية وتعليمية تؤسس لقيام نظام اجتماعي وسياسي تقدمي علماني ديمقراطي، سيؤول إلى الفوضى التي نشهدها سياسيا واجتماعيا في معظم هذه البلدان وفي مقدمتها العراق، حيث التقهقر والانكفاء في دهاليز أنظمة بالية متخلفة الله الله كلام جميل سيد كفاح ولكن اليس من المضحك انه يقتص من القادة في الشمال الحبيب وينطبق عليهم قبل غيرهم خاف الله في رزقك وانت تحت عبيهم ولو هم لا يلبسون العبي

أنتم خارج الزمان والمكان أصلا
فول على طول -

الدول العربية والاسلامية تعيش بثقافة القبيلة والعشيرة منذ وجودها وجاء الاسلام ورسخ هذة العادات وجعلها ديانة - الأمة الاسلامية ...والأقربون أولى بالمعروف ...والمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص الخ الخ - أى جعل ثقافة القبية والعشيرة مذهب وليس ديانة فقط أى مزيدا من التشرذم والفرقة والخصام . أنتم غير قابلين للتعديل ...يطالبكم العالم بالديمقراطية الحقيقية والمساوة وتداول السلطة الخ الخ تنعرون وتقولون أن الديمقراطية الغربية لا تناسبنا ...نحن مجتمع لنا خصوصياتة وعاداتة ..نحن لا نقبل التدخل فى شئوننا الداخلية ...الخ الخ ..واذا قال الغرب على الرئيس الفلانى أن يرحل استجابة للشعب كما حدث فى الربيع العربى ترددون نفس الكلام الممجوج ..واذا سكت الغرب تتهمونة بأنة يساند الديكتوتارية ..وتذهبون للأمم المتحدة وتوقعون على المواثيق وتضعون الشرط : لا يتعارض مع الشريعة الاسلامية أى تعرفون جيدا أنة يتعارض مع شريعة فاقدة الصلاحية وتصرون عليها ....ما الحل ؟ لا أمل ..انتهى . ربنا يشفيكم .

تشبيه جميل
صالح ارديني -

نعم ياسيدي هذا هو حال الديموقراطيات العرجاء، وهذا هو حالنا معها، فاظنها لا تصلح لنا ولا نصلح لها، لان طبيعة شعوبنا وثقافتنا قائمة على التسلط والقوة، ومنطق انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي ع الغريب، ثم ان مثل هذه التحولات تحتاج الى سنوات عديدة لتأهيل الناس لتقبلها، فكيف إذا ولدت بين ليلة وضحاها وبعد قسوة وشدة وتسلط، بالتاكيد تكون فوضوية وعشواىية لاسيما واصبح الرويبضات وأشياعهم من المتسترين بالدين وبالتقاليد البالية في علية القوم. وعلى قول الشاعر: لقد اسمعت لو ناديت حيا....ولكن لا حياة لمن تنادي.. مرحى لقلمك النظيف استاذ كفاح

.......
هيمن -

خصوصا حزبكم الديمقراطي البرزاني...عشواءي بالمتياز...بل هو حزب ديم........

عشوائية النخب ..
Omar -

يرى الكاتب ضرورة تبلور مفهوم للمواطنة وبنية تربوية وتعليمية لتؤسس لنظام اجتماعي وسياسي تقدمي علماني ديمقراطي .. طيب وجميل .. ولكن يا اخي .. من سيبلور مفهوم للمواطنه وللبنيه التربويه التعليميه؟؟ من تفضل من نماذج النخب ؟ ابو بكر الصديق ام ابراهام لينكولن ام لينين ام البنك الفدرالي؟؟

مش شايف العمود بعينه
بسام عبد الله -

من الذي يعيش خارج الزمان والمكان أصلا يا مردخاي فول؟ في عصر الانترنت وجوجل لم تعد فضائحكم وقتل رهبانكم لبعضهم البعض من أجل حفنة من الجنيهات بخافية على أحد، إذ يكفي كتابة شنودة ينتقد بابا روما، أو جورج خضر وإله العهد القديم أو جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس أو مسيحية تفضح الكنيسة الأرثوكسية لتقرأ وتسمع ما يشيب له الولدان. نصيحتنا الأخيرة لك يا فول هي معاودة الإتصال بابن خالتك سيمون أخصائي الأمراض العقلية بكندا وقبول عرضه للعلاج لعلك لم تصل لمرحلة ميؤوس منها ونتمنى لك الشفاء العاجل ، ونعدك بزيارة في المستشفى مع هدية علبة شكولاتة بدلاً من زيارتك بالخانكة أو أبو زعبل بالعيش والحلاوة، أو نراك تجري خلف ترام العباسية رقم ١٩.

عشوائية الديمقراطية الكردية
طارق حسين -

ولا تنسى سيادة الكاتب، المستشار للحزب الديمقراطي الكردستاني، ان اكبر كذبة للحزب الذي انت مستشار له هي حمله كلمة "الديمقراطي" واكبر عشوائية في وضع التسميات الحزبية العشائرية في شمال العراق من قبل الكرد ...

معادلة صحيحة
خوليو -

دستور يستمد نصوصه من الشرع الإسلامي =خراب مجتمع وتخلف .. العلمنة هي الحل

ديمقراطياتنا العشوائية
لؤي فرنسيس -

على نحو السنين العشرة الماضية سارت العملية السياسية في العراق الجديد "بقدرة قادر" تارة نسمع بوزير متفق مع الجماعات المسلحة " الارهابيين" واخرى بعضو مجلس نواب يقود تنظيم ارهابي وثالثة بمسؤول كبير بالدولة قد وجه حماياته بطريقة غير مباشرة لسرقة مصرف او مؤسسة كبيرة ، بهدف توفير السيولة النقدية لتمشية امور حزبه او التنظيم الذي يقوده، هذا بالاضافة الى الملشيات المنتشرة على "قدم وساق" واغلب افرادها يمتلك باج من احدى المؤسسات الامنية العراقية ليسهل له طريقة عمله في الملشيا التي ينتمي اليها،...فعن اي ديمقراطية نتكلم استاذ كفاح بلداننا تبقى تدعي الديمقراطية لتبرر اعمالها .... اما بالنسبة لما يقوله السيد طارق حسين عن عشوائية الديمقراطية في الحزب الديمقراطي ... فاقول له بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو التنظيم الاكثر انضباطا بالمسائل الديمقراطية والدليل وجود الامم المتحدة كمراقب على اي عملية ديمقراطية يقوم بها مع وجود المئات من المنظمات الدولية والمحلية ...بالاضافة الى اشادة دول العالم بهذا الحزب وقيادته ... لكن المثل يقول حب واحجي واكره واحجي .... تحية للاستاذ كفاح على هذا المقال الرائع

من ابطال العلمنه
Omar -

هتلر .. استالين .. بوش الاب والابن .. وترامب العجوز الماجن .. وعبد الناصر وصدام وبشار ..الخ

علمن بكركي اولا
يا واد يا صليبي حاقد -

روح علمن بكركي يا واد

اشتقاقات الديمقراطية..!
عبدالوهاب طالباني -

لعل اهم الاشتقاقات للتسميات الديمقراطية تلك التي ابتدعتها الانظمة العربية بمختلف اتجاهاتها ، والتي سموها "الديمقراطية الرشيدة" وقس على ذلك حالة الشعوب التي رزحت تحت هذه الهاله المهلهلة التي شرعت لوجودها الدكتاتوري الرجعي المتخلف ..تسلم استاذ كفاح ، وقد اثرت موضوعا يمكن أن يطول فيه الكلام كثيرا.

الديمقراطية المنقوصة
medical -

كل الشكر والامتنان والعرفان لكم والنجاح الدائم لمقولتكم الجميلة .. ....................... برأيي المتواضع ان الديموقراطية التي نشهدها اليوم عراقياً واقليمياً ( الدول العربية ) هي ديموقراطية منقوصة، حيث هي غير مكتملة المعنى الحقيقي، وذلك لاكتفاءهم بالاسم مضموناً وبالجوهر كذباً وزيفاً ليشتروا بهذا الامر كسب ود الرأي العام الدولي وتبركاً بها كإتحاد اوربي وروسيا العظمى واميركا، علما ان الدول انفة الذكر لاتعي لهم اهتماماً لانها هي من اتت بهم تباعاً لانهم على علم مسبق بما تحيك لنا هذه الدول لتفسد الشعوب بأسم الديموقراطية السمحاء ذات المعنى الحقيقي التي تعيشها اكثر شعوب الأرض راحة بمضمونها وجوهرها .. دمت لنا استاذا الفاضل

الديموقراطية
روشنا علي توفيق -

الله السبب في هذه الفوضى والعشواءية التي نعيشها على مستوى القاعدة وقمة الهرم بعد تغيير النظام في ٢٠٠٣ ان مفهوم آلديمقراطية جاءتنا فوقية إملائية دون فهم وتعليم المجتمع مسبقا فحدثت هذه الهوة السحيقة بين الشعب والحكومة والانكى من ذلك حتى الذين تسنموا مقاليد الحكم لم يهظموا مفهوم الديمقراطية الحقيقية بل اتخذوها كشعار تسويقي انتخابي ! إذا اردنا نجاح الديمقراطية علينا تدريسها لأطفالنا منذ رياض الأطفال فما فوق حتى المراحل الجامعية كثقافة مجتمعية على نطاق واسع عندها سيكون المجتمع الحاضنة السليمة لنظام يخرج من حضنها مستوعبا الديمقراطية كنظام وأسلوب حياتي لمجتمع سليم لا يحدث النشاز الحالي كالفوضى والعشواءية في المفاهيم والتطبيق الذي شل البلد في كل مفاصله دون استثناء

ديقراطيات الفوضى و العشوائيات
فلاح موسى -

تسمية سليمة و دقيقة يصف بها الكاتب ما إستجد في جمهوريات الأنقلابات و "الربيع العربي" إنها "الديمقراطية الفوضوية". و مثلما أفضت الأنماط السياسية و الاقتصادية التي "مسخت" بشكل مشوه تجارب سابقة، في خمسينيات القرن الماضي، كما يشير الكاتب في " اشتراكية العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر وغيرهم" و التي راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر و هدرت مئات المليارات من الناتج القومي لشعوب تلك الدول، نشهد حاليا، عودة هذا "المسخ" و ان بطريقة أخرى و مسمى مغاير، و ما حدث و يحدث في العراق خير دليل على ذلك. السبب الذي تم تشخيصه من قبل الكاتب دقيق و واضح، و هو: "فرض نظام سياسي أو اجتماعي معين دونما تبلور مفهوم للمواطنة و بنية تربوية و تعليمية تؤسس لقيام نظام اجتماعي و سياسي تقدمي علماني ديمقراطي". هذا الفرض جاء على شكل ديمقراطيات عشوائية "مُفصّلة" على مقاس النخب السياسية الحاكمة، و كل ما انتجه هو "دولة عميقة" غارقة في الفساد واللاوطنية. هذه الدول ستهدر من جديد مئات المليارات من الدولار و ستزهق مئات الآلاف من أرواح المواطنين الأبرياء، الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم الوطنية و القومية. إنها دول العشوائيات بكافة تفاصيلها! من سيعيد بناء هذه الدول بشكل صحيح؟ و من سيعيد بناء الانسان قبل ذلك بشكل حضاري؟ كي يكون هو المحرك الإساسي لأي عملية تغيير سليمة.