فضاء الرأي

الطلاق بين يسر الشريعة السمحاء وعسر التنفيذ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قال تعالى:&وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.

الزواج في الإسلام نظام اجتماعي دعا اليه الدين وحث عليه القرآن الكريم والسنة النبوية بوصفه أساسا للمجتمع،&وهو يقوم على ارتباط تعاقدي بين الرجل والمرأة،&لا يحده زمن فالأصل هو الدوام والاستقرار، وليس هناك أي تحريم على أي فئة من الناس ان تعيش حياة زوجية إذ لا رهبانية في الإسلام. ولما كان الزواج أساس تكوين الأسرة فقد وجب ان تتحقق له أسباب النجاح، وتقوم في ظلاله كل عناصر الألفة والحب والسعادة التي تجعل من الأسرة&خلية المجتمع.

من هنا كانت احاطة الزواج بكل مقومات النجاح ضرورة دينية واجتماعية نص عليها الإسلام، فاذا بطلت هذه المقومات او تطرق اليها الخلل الذي لا يمكن إصلاحه فهناك ذلك العلاج المر الذي وصفه الرسول (ص)&"بأنه ابغض الحلال الى الله". وليس&الطلاق مما يحلله الله من دون قيود او حدود كما يحلو لبعض المغرضين ان يروجوا له، بل هو مقيد بقوانين لصيانة حقوق الزوجة ورعاية مصلحة الأبناء في تنظيم أمور الحضانة والنفة والسكن وغيرها من الحقوق الشرعية، وتقديم هذه المصلحة على غيرها عند التعارض. وما هو الخير في حياة كلها نزاع وشقاق يشوبه التوتر؟ فالحياة الزوجية في الإسلام قائمة على ركيزتين: إما سعادة وهناء، وإما فراق دون شقاق. قال تعالى: "فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان".

لقد احل الله الطلاق من اجل حفظ كرامة الرجل والمرأة، فليس من المروءة والكرامة عند المسلم السوي ان يقبل بفرض نفسه على امرأة (زوجة) لم تعد راضية بالعيش معه كارهة لا تطيق عشرته، لسبب يخص مشاعرها الشخصية او لسوء معاملته لها، وقد تنتقم&منه&بالخيانة (لا سمح الله) فتهدر كرامتها وكرامته،&والله&يأبي هذا الوضع&للمسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.

رغم وضوح الدين الإسلامي في رسم العلاقة الزوجية وشروط استمرارها او انفصامها، فإن ما يحدث على ارض الواقع مناقض تماما لسماحة ويسر الدين الحنيف، بل يرقى الى مستوى المأساة. فقضايا الطلاق&في الكثير من الدول العربية&تدخل في دهاليز طويلة ومظلمة نتيجة المماطلات التي يمارسها الرجال في اكثر الأحيان من اجل الانتقام من زوجاتهم او من اجل الضغط عليهن ليتنازلن عن الكثير من حقوقهن الشرعية. وأسلوب المماطلة يأخذ اشكالا متعددة كالغياب المتعمد والمتكرر عن حضور جلسات المحكة الأسرية، واختلاق الأعذار الواهية مما يؤدي الى طول&فترة التقاضي التي قد تمتد الى سنوات تضيع خلالها حقوق المرأة والأطفال.

ليس من الحكمة والمنطق والإنسانية ان تبقى قضايا الطلاق معلقة في المحاكم الشرعية سنوات طويلة&(تصل في بعض الأحيان الى ما بين خمس وثمان سنوات)&حتى تحسم، حيث يتعرض النساء والأطفال لظلم كبير جراء تأخير سير القضايا في دهاليز المحاكم الشرعية، منها على سبيل المثال:

1.&تشعر المرأة بفقد جزء كبير من كرامتها، وتشعر بالذل والمهانة من كثرة ترددها على المحاكم الشرعية للمطالبة بحقوقها وحقوق اطفالها.

2.&تفوت على المرأة فرص الزواج والاستقرار&مرة&ثانية كلما تقدم بها العمر، وقد يتخوف البعض منهن&نتيجة&الضغوط النفسية والمادية والاجتماعية.

3.&يتأثر الأطفال نفسيا نتيجة استمرار الخلافات بين الوالدين، والظروف غير المستقرة التي يعيشون وسطها. يقول علماء النفس: أنه من الأفضل نفسيا للأطفال ان يعيشوا مع أحد الوالدين في أجواء صحية هادئة بدلا من العيش مع الوالدين في أجواء يشوبها التوتر الدائم.

هذه الشريحة من النساء والأطفال جزء من المجتمع، والظروف السيئة التي يتعرضون لها خلال فترات التقاضي الطويلة قد تقودهم الى ممارسات وسلوكيات غير سوية&تؤثر سلبا في نهاية المطاف على المجتمع.

في مملكة البحرين تم إقرار قانون أحكام الأسرة (الشق السني) في 27 مايو 2009م وذلك بعد إقراره من قبل البرلمان آنذاك، وقد نصّت المادة الثانية على أنه &"لا يتم تعديل هذا القانون إلا بعد أخذ رأي لجنة من ذوي الاختصاص الشرعي من القضاة والفقهاء على أن يكون نصفهم من القضاة الشرعيين يصدر بتشكيلها أمر ملكي". أما "الشق الجعفري" فلا يزال&&-&للأسف الشديد -&معطلا&منذ العام 2009م بسبب معارضة "جمعية الوفاق" وقتها للقانون&ومطالبتهم بضمانات تحمي بعض مواد القانون من تغييرها بمواد مخالفة للشريعة الإسلامية في حال سيطرت القوى العلمانية على البرلمان مستقبلا، رغم ان المادة الثانية من الدستور &- التي يحظر تعديلها &- تنص على ان "دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع"، وبذلك فهي تعد ضمانة كبرى في ان ينشأ القانون شرعيا وان يبقى شرعيا.

لم تكتف "جمعية الوفاق"&بعدم موافقتها على القانون في البرلمان، بل أمرت اتباعها بالخروج في مسيرة كبرى حشدت لها حوالي عشرة&الآف&انسان (بين رجل&وامرأة) تحت شعار "لبيك يا إسلام". المضحك المبكي أن الأغلبية الساحقة ممن خرجوا في تلك المسيرة لم يقرأوا القانون او يطلعوا عليه، بل الكثير منهم لا يعرفون ما الهدف منه.

يطالب الكثير من المواطنين والمواطنات&الحكومة والبرلمان&الحالي&النظر في هذا الموضوع لأهميته، والإسراع في إقرار "الشق الجعفري" من قانون أحكام الأسرة،&كما&يطالبون&أيضا&بضرورة وأهمية تفعيل الدور المناط بالتفتيش القضائي لضمان حسن سير البت في القضايا الأسرية والتحقق من عدم استنفادها لآجال طويلة قبل البت بها، للتقليل من معاناة أفراد الأسرة خلال فترة الانفصال الزوجي.&&

وفي الوقت الذي نطالب فيه سماحة القضاة الشرعيين&في العالم العربي&بإنصاف المرأة وعدم النظر لها بدونية، نطالب أيضا المحامين في الدول العربية بأن يتقوا الله، فلا يستغلوا الثغرات القانونية وجهل الكثير من النساء لحقوقهن الشرعية، فيحرضوا موكليهم من الرجال على مساومة النساء من اجل التنازل عن حقوقهن الشرعية مقابل الطلاق.&قال تعالى:&وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ&ولا&تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا.&

آخر الكلام: بعض النساء لا&يستطعن&تحمل&المعاناة والإذلال فيصابون بإكتاب نفسي حاد قد يؤدي بهن&الى الانتحار. هذه حالات فردية لكنها تحدث من وقت الى آخر&في اكثر من بلد عربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
.................
هاني -

( والله يأبى هذا الوضع للمسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى ) .. كنت أعتقد أن التحريف في المسيحية مقتصر على الأمور العقدية .. لكن يبدو أن طامة التحريف تشمل أموراً فقهية مختلفة كالطلاق .. إذاً هذا الرباط الأبدي عند المسيحيين هو من فعلتهم من ضمن الأفاعيل الأخرى التي شقوا بها على أنفسهم ولم يأمر بها الرب .

لا يوجد في الإسلام زواج و انما عقد نكاح ،الزواج مصطلح حضاري لم يكن يعرفه العرب
يا سيد حسن الإطار لماذا اقحام مصطلح لا رهبانية في الاسلام في هذا المقال -

السيد حسن العطار يقول " ، وليس هناك أي تحريم على أي فئة من الناس ان تعيش حياة زوجية إذ لا رهبانية في الإسلام. " انتهى الاقتباس ، و هو بكلامه هذا مثله و مثل غيره من الكتاب المسلمين الذين ليس عندهم سوى معلومات سطحية عن المسيحية يريد ان يوحي بأن هناك اديان اخرى تحرم فيها الحياة الزوجية على فئة من الناس ! و من الواضح انه يقصد بذلك ان هناك رهبنة المسيحية، ببنما في الحقيقة انه في المسيحية لا يوجد رهبانية مستندة على نص إنجيلي و ليس هناك تحريم الزواج على اية فئة من الناس و الرهبان لا احد يجبرهم ان يصبحوا رهبانا و الرهبان هم ناس عاديين بإرادتهم الحرة يختارون حياة التبتل و التفرغ للصلاة و العبادة و العيش بدون زواج ، اي واحد يستطيع ان يصبح راهب و كما قلنا الرهبنة لم ترد في الانجيل و انما هو فكرة او مفهوم تبناه ناس اختاروا طوعا الحياة الزاهدة و الابتعاد عن الملذات ، موضوع المقالة هو عن الزواج ، كان المفروض به ان يقارن بين مبدأ الزواج في المسيحية و بين الزواج ( عقد النكاح ) في الاسلام ، في المسيحية الزواج بين الرجل و المرأة هو عملية مقدسة يصبح الرجل و المرأة فيه جسدا واحدا و شريكين شراكة مقدسة مباركة بينما في الاسلام الزواج بين الرجل و المرأة هو مجرد عقد نكاح و ليس فيه اي قدسية او سمو روحي و المرأة هي اداة متعة للرجل و المرأة في هذا العقد هي مظلومة لان الرجل يحق له الزواج بأربع بينما المرأةمحرومة من هذا الحق ، و الاية " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ،،،،،،،،،الخ " التي اوردها في مطلع مقالته لا تدل على قدسية عملية الزواج في الاسلام و لا تلزم الرجل او المرأة باي مسؤلية ، و العرب المسلمون الغزاة تعرفوا على مبدأ الزواج بعد ان اختلطوا مع المسيحيين و اليهود في البلدان التي غزوها و قبلها كان الصحابة يتزوجون و يطلقون زوجاتهم ليتزوجها صحابة اخرون و هناك احيانا امرأة تتزوج باربعة او خمسة من الصحابة تبقى كل مرة فترة عند واحد منهم و يطلقها بعد ان يقظي وطره منها ليستلمها و يتزوجها غيره و هكذا ، اي انهم كانوا يمارسون عملية تبديل الزوجات بصورة شرعية و لم يكن هناك اي قدسية للزواج

هاتوهم وانكحوهم قدامي
قال صاحب البشارة ؟! -

هاتوهم وانكحوهم قدامي الصليبيون المشارقة تصور لهم اذهانهم المريضة الحاقدة التي هي نضح بيئتهم المسيحية العفنة وأسألوا عن التحرش في الكنايس والمجتمع الارثوذوكسي المسيحي و حيث يوجد عند المسيحيين وخاصة الارثوذوكس من غجر مصر والمهجر انواع عدة من الوطء او النكاح وهي على سبيل المثال لا الحصر نكاح القلاية ونكاح القسيس ونكاح الاعتراف ونكاح المذبح ونكاح الرشم ونكاح اللقمة ونكاح الزيارة ونكاح الصبيان والصبايا المكرسين لخدمة يسوع ونكاح الراهبات والمكرسات لخدمة الكنيسة..

لا طلاق في المسيحية، الا لعلة الزنا
و إذا طلع الزوج قفا ايش تعمل المسكينة، -

لا طلاق في المسيحية الا لعلة الزنا ، تصور ؟! وإذا طلع زوجها ولا مؤاخذه قفا فستستمر تزني ؟!!

لماذا يتدخل الصليبيون المشارقة
فيما لا يعنيهم وما سبب ذلك ؟! -

يعاني الصليبيون المشارقة وخاصة الارثوذوكس بتوع مصر والمهجر من حالة نفسية تسمى علميا العلوقية وتعني التحرش بالآخرين بغرض استفزازهم وهذه الحالة لها علاقة بطفولتهم البائسة بين الكنايس والاديرة ..

القداسة بالزواج الإسلامي الذي يكفل حقوق المرأة كاملة بما فيها الطلاق لسبب
بسام عبد الله -

عن أي قداسة بالزواج تتحدث يا لاطع التعليق الثاني؟ قد يكون في هذا الكلام شيء من الصحة عند مسيحيي الغرب الكاثوليك المؤمنين الحقيقيين بعد ضمان القوانين لحقوق المرأة، أما عند مسيحيي الشرق من عبدة إله العهد القديم الإرهابي يهودا الإسخريوطي الذي عنده المرأة تباع وتشترى كأى سلعة من السلع والتي يتم زواجها عن طريق بيعها لزوجها كما جاء بسفر هوشع عندما امره يسوعكم الإسخريوطي بشراء زوجته بقوله هوشع : فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة و بحومر و لثك شعير. والذي يقول أيضاً لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهنّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. ولكن إن كنّ يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لأنه قببيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة ” ( كورنثوس ) فالمرأة بمفهومه ميراث لا أكثر” فكان سبعة إخوة. واخذ الأول امرأة ومات بغير ولد. فأخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد. ثم أخذها الثالث وهكذا السبعة.ولم يتركوا ولدا وماتوا. وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة.لأنها كانت زوجة للسبعة. فأجاب وقال لهم يسوع أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون. ولكن الذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون. (لوقا) ، فمكانة الانثى عندكم واضحة فاقعة مخزية والانكار لا يفيد ، مسكينة المرأة الأرثوذوكسية كم هي تعسة مع كنيستها تولد مجللة بعار الخطيئة الاولى وهي لسه لحمه حمرا طرية، لم ترتكب خطية بعد ؟ و في ظل الكنيسة الأرثوذوكسية ! يخضعونها للختان الفرعوني وهي طفلة ، ويحرمونها من الحب بحرية وهي شابة ، ويمنعونها من الزواج من غير الأرثوذوكسي ، ويفحصون فرجها قبل الزواج من أرثوذوكسي ، ويمنعونها من الطلاق بعد زواجها منه حتى وإن كان عاجز ذكورياً ويضربها أو كان مجرماً سكيراً قذراً مأبوناً ! ، ويحبسونها مدى الحياة في الأديرة الصحراوية البعيدة المنعزلة إن هي فكرت أن تغير عقيدتها أو مذهب طائفتها.

تعليق 3
أحمد شاهين -

يا صاحب التعليق بما انك ذكرت انواع النكاح عند المسيحيين اتحداك ان تذكر انواع النكاح عند المسلمين سنة وشيعة التى تفوق الاربعين نوع لستم احسن من غيركم ولا مميزين

يا بسام عبدالله تعليق 6
احمد شاهين -

بتقلي القداسة بالزواج الأسلأمي لا بوجد عقد زواج في الاسلام بل عقد نكاح؟؟؟ اذهب الى اي محكمة شرعية وقلي عن اي قداسة تتكلم....... اسال الشيوخ الذين يفتون ان الزوجة المسلمة ولو زنت وحبلت بالزنى المولود للفراش الزوجي وغيرك بقول عن زنى المسيحيات كأنه ما في زنى في الأسلام قبل ان تتهم غيرك تأكد أذا من تدافع عنه نضيف

الزواج عند السُنة واحد مالنا
علاقة بزواجات اخوانك يا ملحد -

يا شاهينو ، النكاح ( الزواج ) عند اسيادك المسلمين السُنة نوع واحد ، ما لنا علاقة بالأشكال الاخرى عند اخوانك الشيعة والنصيرية فلا تحسبهم علينا هههه