عيون

الصحف الالكترونية .. هل تحررت من عقد الصحف الورقية ؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تركي الأكلبي

ما هي عقد الصحف الورقية المزمنة ؟ : إلى فترة قريبة ، مارست الكتابة لبعض الصحف الورقية المحلية ،وكنت قد بدأت هاويا ، أكتب الخواطر وشيئا مما يمكن أدراجه تحتمسمى القصة القصيرة .ثم بعد ذلك جربت كتابة المقالات ونشرها ولكن بصياغة مستقلة عنالكثير من الأنماط المألوفة ، وبدون البحث عن وسيطوهو - أي الوسيط - جزء من عقد الصحافة الورقيةوجزء من العقبات التي تحول دون انتساب الكاتب " لجماعة " الكتابللصحيفة ، إلا أن أي مقال أرسله للجريدة لا يرد ولا يجرى عليه أيتعديل يذكر برغم تعارض بعض المضامين التي أكتبها لنمط الكتابة السائدة لدى الصحف الورقية وكان هذا مما يفترض أن يشجع أي جريدة على "استكتاب " كتّاب جدد لو لم تكن عقدة تمسك الجريدة بالكتّاب القدامىوالمعروفين في مجال المقال الصحفي التقليدي .استمر الوضع على هذا الحال بين مد وجز حتى أصبحت أحد كتّاب صفحة "الرأي " لصحيفة سعودية أسبوعية لأكثر من ثلاث سنوات إلىأن صدر قرار بوقف صدور الجريدة وهو الأمر الذي لم يكن مفاجئانظرا لتوجه مالك الصحيفة ومديرها العام وانتمائه للفكر المتشدد .ومن خلال هذه التجربة المتواضعة وعلاقتي غير الحميمة بالصحف الورقية ثبت لدي بما لا يدع مجالا للشك أن الأسماء الأكاديمية ، والإعلاميةالمشهورة ، والصحفية العتيقة ، هي الأسماء المفضلة لدى الجريدة بشكل ثابت ..حتى أنك لتكاد تجزم أن بعض هذه الأسماء وبخاصة " العتيقة " سيورث زاويتهأو عموده اليومي الثابت في الجريدة لأحد أبنائه رغم نمطية المضامين والصياغةورغم ابتعادها عن كل ما يهم المواطن ، ورغم إغراقها في الخيال ، أو الذاتية ،أو رمي ( بيوت الجيران ) بالحجارة . لكني على أية حال أيقنت أن ثمة سر" ربما أجهله "يقف عائقا أمام الأقلام الشابة التي لا يحركها إلا التفاعل الإيجابي مع قضايا وهموم مجتمعها ..ولقد أطلعت على معلومة مفادها أن بعض كتّاب المقال الثابت القدامى والذين مر على كتاباتهم اليومية لبعض الصحف عشرات السنينهم من التجار الكبار الذين تربطهم بالجريدة علاقة عمل ( إعلانية) .وعلى الرغم أن بعض الصحف الورقية أدركت أهمية التجديدوالتغيير في مجال المقال الصحفي وأدارت ظهرها منذ انطلاقتهاللأسماء التقليدية القديمة إلا أنها لم تستطع التخلص من عقدة" الشهرة "والأسماء الإعلامية اللامعة ، كما لم تستطع التخلص منعقدة ( الواسطة)..!والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : هل نشأت الصحف الالكترونية خالية من عقد الصحافة الورقية ؟ ولعل منأهمها " الواسطة " ؟ لتفتح المجال لكل قلم جاد حتى لو لم يربطه بأيمن أعضاء إدارتها أو محرريها أي علاقة من أي نوع ؟ولتطبق قاعدة " البقاء للأصلح " ؟ ..وللإجابة على ذلك أقول : حقيقة لا أدري ولا استطيع الحكم على مالا أجرب ..ولكني اعتقد أن فكرة مدونات إيلاف وهي قسم من جريدةإيلاف الالكترونية الأم تجربة رائده في مجال الصحافة الالكترونية من خلال تشجيع المدونين ومعظمهم كتّاب ومثقفين وأدباءلم تستطع الصحف الورقية تفجير طاقاتهم في عالم الكلمة المسؤولة .. ومن المؤكد أنها أن حافظت على هذه التجربة ، التي تميزت بها ، وحققت أكبرقدر ممكن من العدل بين المدونين في الظهور وفي التثبيتالمؤقت " للمواضيع المختارة " سيكون لها تميز ونجاح في جذب القراء والزائرينمما يعود بالنفع على الصحيفة بكل أقسامها بما في ذلك قسم المدونات وعلى المدونين أنفسهمتركي الأكلبيمدونات إيلاف6-9- 2009 الموضوع الاصلي هنا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف