مدونات ايلاف اضافة مهمة لعالم التدوين تنافس المحترفين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القراء يعتبرونها "هايد بارك" افتراضي ويأملون بمزيد من التميز
مدونات ايلاف اضافة مهمة لعالم التدوين تنافس المحترفين
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من المستطلعة آرائهم اعتبروها "جيدة"، إلا أن نسبة لا يستهان بها رأت أنها "غير جيدة" وهذه النسبة بتقديرنا تطمح إلى مزيد من التميز اللائق باسم "إيلاف"، وبتعبير أدق ما يتوقعه القراء منها، خاصة في ظل تقلص حرية التعبير في معظم بلدان المنطقة، كونها تشكل بديلا لوسائل الإعلام الخاضعة للرقابة، ومتنفسا لممارسة النقد لهؤلاء الذين يرغبون في التعبير عن رؤاهم الشخصية وآرائهم المقموعة أو المسكوت عنها .
وإذا كانت صناعة الصحافة بمعناها الاحترافي هي مهمة فريق "إيلاف" من المحررين والمراسلين، فإن صناعة المدونات مسألة أخرى، فهي بالأساس مهمة قرائها من المدونين، وغاية ما يمكن تقديمه لهم هي تلك المساحة الافتراضية التي يعبر فيه القراء عن آرائهم وأفكارهم، فهذا النمط الاتصالي غير المسبوق في تاريخ الإنسانية (شبكة الإنترنت) أو الفضاء الافتراضي (Cyberspace) تبلورت في رحابه إعلام جديد يستخدم أدوات التعبير ووسائل الاتصال، أطلق عليها المدوناتrlm; Blogs وهي صفحات إليكترونية يؤسسها ويحررها أفراد من غير محترفي الكتابة عادة، ليدونوا خلالها موضوعات شتى، قد تكون تحليلات سياسيةrlm;rlm; أو إبداعاً أدبياً أو حتى مجرد انطباعات شخصيةrlm; حيث يصبح بوسع المدونين ممارسة حريتهم كاملة في التفكير والتعبير والاشتباك مع الواقع بكافة معطياته وتداعياته .
الحقوق الرقمية...
ولعل هذه الأدوات البسيطة قد دفعت الكثيرين ممن عانوا سابقاً من المتاعب في التعامل مع الإنترنت، لأن يغيروا من رؤيتهم لها بحيث وجدوا فيها متنفساً حقيقياً يعبرون من خلاله عن كوامنهم وقضاياهم حتى أن هذه الصفحات باتت آلية يستفاد منها في عملية صناعة الإعلام, خاصة وأن البداية الحقيقية لنشاط البلوغرز قد بدأت من خلال أنشطة شبه إعلامية، فالانطلاقة الأولى لهذه الصفحات ترجع إلى الصحافي ديف وينر الذي بدأ كتابة يومياته في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1999، إلا أن تراكم هذه الصفحات وانتشارها اتسع بشكل كبير في الولايات المتحدة مع ما عرف بمذكرات الحرب war blog في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 .
ومع انتشار هذاالنمط من وسائل التعبير أصبح يطلق على هؤلاء الذين يحررون هذه الصفحات مصطلح "المدونون" أوrlm; "Bloggers"، ومع الوقت اتسع نطاق التدوين وانتشر في العالم كلهrlm;rlm; باعتباره فضاء عاما rlm;Public Sphererlm; لأنه يتم في العالم الافتراضيrlm; من دون رقابة، وهكذا أصبحت المدونات تمثل ما يمكن وصفه بالإعلام البديل للوسائل التقليدية، بل واتجهت عدة صحف عربية ودولية إلى إعادة نشر مواد منشورة في المدونات، إما إعجاباً بها أو لأنها تتمتع بمساحة واسعة من الحرية، وبالتالي تحمل الصحف أصحاب هذه المدونات المسؤولية عما يعبرون عنه من أفكار ومعالجات .
وإذا كان التدوين في المجتمعات الديمقراطية يستخدم للتعبير عن الذاتrlm;,rlm; وليس للتعبير عن آراء سياسية بالضرورة باعتبارها منابر مفتوحة عبر هذا الفضاء الافتراضي الرحب، وبالتالي فإن هذا التنوع والانتشار في المدونات على الإنترنت، دفع ببعض المراكز البحثية إلى اعتبارها مؤشرا للحرية في المجتمع، واعتبار الدول التي تعوق انتشار هذه الوسيلة دولا مناهضة لحرية الإنترنت حسب وصف منظمة العفو الدولية .
ووفقا للمنظمة الحقوقية الدولية فإن حجب المدونات أو التسامح معها يعبر عن مدى جدية الدولة في الإصلاح السياسي، ويعكس حجم حرية الرأي والتعبير وأداء النظام السياسي، كما يشير أيضاً إلى مدى رضا المواطنين عن اداء حكومات بلدانهم، وهكذا تتدرج الدول في مستويات الحرية واحترام منظومة حقوق الإنسان، وصار موقف الدول من المدونات يحدد درجة تمتعها بالديموقراطية ضمن ما اصبح يعرف بالحقوق الرقمية كجزء من منظومة حقوق الإنسان المعاصر .
تحليل النتائج....
لكن بعيداً عن الإفراط في قيمة المدونات، فإن كثيرين من الصحافيين المستقلين يتحفظون على المعلومات الواردة في المدونات، خاصة في ما يتعلق بمدى مصداقية الأخبار الواردة بها واستقلاليتها، وبالتالي فإن عدم وجود ضمانات كافية لكون المعلومات التي ينشرها هذا الشخص أو ذاك جديرة بالثقة مما قد يسبب بلبلة وتشويشاً لدى الرأي العام . ولعل التنافس التاريخي بين الصحافة التقليدية والتقنيات الجديدة التفاعلية يعيد طرح سؤالاً أزلياً رافق مهنة الصحافة منذ بدايتها، عن قدرتها على منافسة الوسائل الحديثة ، فقد طرح هذا السؤال لدى ظهور الراديو، ثم أعيد طرحه بعد ظهور التلفزيون، وتجدد بعد الفضائيات، وهاهو يعود مرة أخرى بعد الانتشار الشعبي الهائل لشبكة الإنترنت وتقنياتها، وفي كل الأحوال مازالت الصحافة الورقية باقية، لكنها هذه المرة باتت تواجه تحدياً مخيفاً، مع تحدي الانترنت، التي جعلت الصحافة مهنة شعبية لكل من يمتلك معلومات أو رؤية أو يرى في نفسه موهبة، من هنا كان سؤال استفتاء "إيلاف" هذا الأسبوع ينشد الاطمئنان على تجربتها الجديدة ممثلة في عملية التدوين التي طرحتها لجمهورها، فكيف ينظر القراء لمدونات "إيلاف" ؟ .
وجاءت الإجابات مطمئنة حيال مستقبل هذه التجربة الوليدة، بأنها وضعت أقدامها على بداية الطريق، إذ شارك في الاستفتاء 2269 شخصاً كانت غالبيتهم التي تشكل نسبة 51 بالمائة مع خيار اعتبار "مدونات إيلاف" بأنها "جيدة"، وهو ما ذهب إليه (1163) شخصاً، بينما ذهبت نسبة قوامها 31 بالمائة تساوي 704 مشاركاً، إلى الخيار بأنها "غير جيدة"، واللافت أن نسبة الذين أبدوا عدم اهتمامهم ارتفعت لتصل إلى 402 شخص يشكلون نسبة 18 بالمائة ممن اختاروا الإجابة بـ "لا أهتم"، ما يعني أن التجربة الجديدة لمدونات (إيلاف) رغم كونها انطلقت نحو النجاح، لكنها لم تزل تتطلب المزيد من الوقت والإصرار على النجاح، والجهد المشترك بين إيلاف والمدونين، حتى تصل إلى النقطة التي وصلت إليها صحيفتنا الإليكترونية بعد سنوات من الجهد والدأب ومحاسبة النفس بكل صرامة .
2008 الإثنين 16 يونيو - ايلاف