إيلاف كما يراها إعلاميون سعوديون: نافذة نحو الحريّة ورهان أثبت نجاحه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من فكرة في بهو فندق لندني إلى منبر للإعلام العربيّ
إيلاف كما يراها إعلاميون سعوديون: نافذة نحو الحريّة ورهان أثبت نجاحه
فهد سعود من الرياض: ليست "إيلاف" مجرّد صحيفة إخباريَّة إلكترونيَّة ظهرت في فضاء الإنترنت، بل هي في نظر الكثيرين من رواد الإعلام السعودي استثناءً صحافيًا، ما جعلها تواجه كثيرًا من التحديات والصعوبات خلال مسيرة تدخل اليوم في عامها الثامن منذ انطلاقتها في أيار (مايو) 2001. ولأن لكلّ نجاح ضريبة، دفعت "إيلاف" الثمن بمواجهة ضغوطات وعواصف هبّت عليها من كلّ صوب وهدفت لإفشال هذا المشروع مهما كانت الأسباب. فكانت المواجهة بالإصرار على الاستمرار مهما كانت الصعاب.
ولعلّ أبرز الضغوطات التي واجهتها "إيلاف" كانت سياسة الحجب التي مورست ضدّها في بعض الدول مثل السعوديَّة وإيران وسوريا. إلا أنَّ الحجب لم يمنع متابعي "إيلاف" من البحث في التقنيّات الحديثة والبرامج التي تتيح لهم تجاوزه، ليتسلّلوا إلى صفحاتها بشكل دائم. ففي السعوديَّة مثلاً، حيث عدد المتصفحين في تزايد مستمرّ، يدخل إلى إيلاف حوالى 38 ألف زائر يومياً من السعودية لوحدها.
ويستغرب إعلاميون سعوديون بارزون لـ "إيلاف"، في كلمة بمناسبة مرور سبع سنوات على إنطلاقتها، "حجب صحيفة بحجمها ومكانتها" بينما لم يتردّد آخرون بالطلب من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأن تلغي هذا الحجب "حتى لا يحرم السعوديون من مطالعة إيلاف والاستفادة من مادتها الإخبارية".
العمير صحافي يعشق الاستفزاز
خالد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" السعودية: عودنا صاحب إيلاف، الأستاذ عثمان العمير على المفاجآت، وعلى التميز في أفكاره وفي أطروحاته، وبينها هذه الصحيفة الإلكترونية الأولى المتألقة التي اتسمت منذ إطلالتها الأولى قبل ثماني سنوات، بالشجاعة والجرأة المصحوبتين بالموضوعية والصدق والنزاهة، مما لا يُقدم على ذلك إلا صحافي مهني محب لهذا النوع من العمل وهذا هو عثمان العمير.
وما عثمان العمير؟
هناك كوكبة من الزملاء الذين أخلصوا للمهنة فقدموا العمل الجميل المشهود له بالقدرة في التأثير وفي شد الناس على متابعته بما لا يجد مثلي مجالاً للقول أكثر من الثناء على إيلاف دون أن ادخل في التفاصيل، وأتحدث عن المميز في ظل نجاحات كل الأطروحات، وإن صاحب بعضها الحماس الذي ينسجم مع توجه عثمان العمير الصحافي الذي يعشق الإثارة والاستفزاز المقبول لكل من يتابع نشاطه أو تابعه حين كان يعمل في صحيفة الجزيرة، وبعد ذلك في مجلة المجلة، والشرق الأوسط، وبعد ذلك في إيلاف الصحيفة العربية الالكترونية الأولى على مستوى الوطن العربي.
... والقادم أحلى
محمد بن عبدالله الوعيل، رئيس تحرير صحيفة "اليوم": الذي قدر لهم متابعة إيلاف وهم كثر لا بد أن يصفقوا كثيراً لهذا الإنجاز المتقدم لأسباب عدة، أولاً لنجاح الفكرة كإصدار متميز، يضاف إلى ذلك الكادر الصحافي الشاب الذي يعمل بهذه الصحيفة وهم جميعًا في مظلة صحافي قدير هو الأستاذ عثمان العمير. ولا شك في أن الخطوات العملية والقفزات التي تحققت لهذه الجريدة من ناحية مهنية تجعلك تجد نفسك مشدودًا لما تطرحه... وكذلك للإنفراد التي تتميز بها.
أتوقع نجاحات أخرى قادمة لهذه الصحيفة الإلكترونية الناجحة وعندما تحتفل بعيد ميلادها السابع، فإنها بذلك تقول لكل المتابعين إلى هنا والقادم أحلى. هكذا أفهم عيدها... وعلينا جميعًا أن نصفق لهذه الفاتنة المتألقة والتي أخذت القارئ العربي إلى عالم آخر يطل من خلاله على مفاهيم إعلامية كثيرة.
من المعيب أن نصنع مثل "إيلاف" ونحجبها
داوود الشريان نائب رئيس قناة "العربية": لا شك في أن عثمان العمير لم يقع اختياره على إسم "إيلاف"، كاسم لأول جريدة اليكترونية يومية، لكونه مثقف وشاعري، ومعجب بالمتنبي، ومحب للشعراء الصعاليك فحسب، لكن عثمان العمير، إلتقط معنى الإيلاف كصحافي متمكن من ناصية اللغة العربية ودلالاتها التاريخية والسياسية، فالإيلاف القرشي القديم، كما اثبت الدكتور فكثور سحاب، في كتابه الجميل، كان في الأصل مجموعة من العهود السياسية والتجارية، غرضها ضمان قيام قبيلة قريش بالتجارة عبر جزيرة العرب من خلال تسهيلات متفق عليها بين القبائل، لكن هذه المعاهدات تعدّت الغرض التجاري الموقت، فصارت مشروعًا حضاريًا وتجاريًا، ودعمت العلاقات الدينية والسياسية واللغوية والاجتماعية والثقافية بين هذه القبائل العربية، فضمن "إيلاف قريش" انسياب العلاقات بين القبائل في سياق الصراع الدولي بين القوى الكبرى، وبخاصة دولة الساسانيين الفارسية والدولة البيزنطية الرومانية، وتسيير التجارة الدولية على هذه الطرق بتحييد القوانين والخلافات، وتحول إيلاف قريش إلى مشروع لتوحيد لغة القبائل العربية وأسواقها، من خلال إقامة المناسبات التجارية والثقافية التي عرفت بأسماء عدة، كان أشهرها سوق عكاظ. فسوق عكاظ في وقته لا يختلف كثيرًا عن منتدى "دافوس" اليوم، بل ربما كان أكثر شمولية منه، فعكاظ كان مناسبة لتبادل الأفكار والسلع في آن، إنها الفكرة ذاتها أو أكثر، وأقول بكل ثقة إن "دافوس" أقل إبداعًا من "عكاظ" من دون مبالغة. قياسًا بزمن الاثنين، لكن من يصدق أمة مهزومة، من يصدق!! إن عظمة جريدة "إيلاف" أنها جمعت الحسنين، دخلت عالم الإيلاف الدولي الراهن اسمًا ومضمونًا، وجمعت بين قرشية الأصول في المضمون واللغة، وعالمية التفكير والرؤية.
يحق لنا نحن الصحافيين السعوديين أن يكون فخرنا مضاعفًا بهذه المناسبة الأثيرة لهذه الجريدة الراقية، فمؤسسها سعودي من أبناء الجزيرة العربية التي علمت الناس الإيلاف ولم تزل. من حقنا أن نفخر بجريدة "إيلاف" لأنها دليل على أن السعوديين أصبحوا روادًا في الإعلام العربي الحديث، ليس لأنهم يملكون المال فحسب، بل لامتلاكهم سعة الأفق، والرؤية التقدمية، وقبول الآخر كشريك في الانجاز والعمل والرؤية، وما نجاح جريدة "إيلاف" الاليكترونية، و"الحياة"، "والشرق الأوسط"، ومجموعة قنوات "إم بي سي"، وقناة "العربية"، التي أصبحت منابر لكل العرب عملاً ومشاهدة، إلا دليل على أن السعوديين أهل الإيلاف في التجارة والإعلام والسياسة.
أود هنا تهنئة الزميل عثمان العمير على تمسكه بالحرية، وقبول كل وجهات النظر، وإصراره على ترجمة اسم "إيلاف" من دون كلل، وأتمنى بهذه المناسبة على "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية" المسؤولة عن قضايا الانترنت في السعودية أن تفك الحصار عن جريد "إيلاف" فنحن السعوديين لا نستطيع أن نقرأ "إيلاف" داخل السعودية، مثلما كنا لا نستطيع أن نقرأ روايات وكتب غازي القصيبي وتركي الحمد، لولا تدخل وزير الإعلام السعودي مؤخرًا الأستاذ إياد مدني، الذي كسر هذا الحصار وسمح ببيع كتب القصيبي والحمد في المكتبات العامة. فهل نطمع بهذه المناسبة من "مدينة الملك عبدا لعزيز للعلوم والتقنية" أن تستعيد إيلاف قريش، وتسمح لنا بمطالعة جريدة "إيلاف" من دون استخدام "بروكسي"، فهذه الخطوة ستجعل المدينة تسترد صفتها الحضارية، فليس من المنطقي أن مدينة يفترض أنها مسؤولة عن العلوم والتقنية، وتوطين التقنية الحديثة، ورعاية الاختراعات والمبدعين تتحول إلى حارس درك ضد الحرية وإيلافها. من المعيب أن نصنع مثل إيلاف ونحجبها عن الناس .
سنون "إيلاف" السمان!
جميل الذيابي، المدير العام للتحرير في صحيفة "الحياة" في السعودية والخليج: في شتاء عام 2000، كنت والزميل عثمان العمير وصديق آخر نحتسي القهوة في بهو فندق "لندني"، وفجأة بدأ العراب عثمان" يتحدث عن مستقبل صناعة الصحف على الشبكة العنكبوتية ودورها المتعاظم في المقبل من الأيام.
كان آنذاك استخدام الإنترنت في العالم العربي لا يتجاوز حدود التراسل الإلكتروني والدردشة والبحث في مواقع أجنبية، كمادة "دسمة" كأحد إفرازات العولمة والنظام العالمي الجديد. كنت لحظتها أتوقع من الحديث "العثماني" ان الأمر مجرد "ثرثرة" موقتة ستطير عندما نقلع من المكان. فجأة نظرت إلى عثمان وقلت ماذا تريد؟ قال: أريد صحيفة مستقلة تصبح أداة إعلامية رائدة في تقديم الخبر والمعلومة، من دون حرج وبلا أي حساسيات. اريد صحيفة للجميع لا تنتمي إلى تيار، ولا تعبّر عن حزب، ولا تقف مع دولة ضد أخرى، تكون نافذة وبوابة عربية إلى العالم.
تمكنت "إيلاف" وهي اليوم تبلغ عامها السابع أن تكون واحدة من أهم الصحف الإلكترونية العربية التي تزود القارئ بالخبر والتقرير المستقل، ومنافسًا عتيدًا لوكالات الأنباء كمصدر للمعلومة والصورة.
ركبت الصعاب وتطرقت لقضايا وقرارات عربية "شائكة"، مانحة الرأي والرأي الآخر بأسلوب مهني وتناول احترافي، بعيدًا عن الابتذال الذي يمارس في بعض المواقع الإلكترونية.
وها هي "إيلاف" بعد سبع سنوات سمان تقدم نموذجًا مميزًا للصحافة الإلكترونية بحضورها وخدماتها المتعددة التي لا تضل عنها الأعين الثاقبة.
إيلاف دخلت في عنق الزجاجة ودفعت أثمان كثيرة
خلف الحربي، رئيس تحرير صحيفة شمس السعودية: بلا شك أن صدور إيلاف شكّل نقلة نوعية في الصحافة الالكترونية. فقد كان السؤال قديمًا حول قدرة الصحافة الالكترونية على منافسة الصحافة الورقية، وشاهدنا محاولات بسيطة، من بعض المواقع والصحف، ولكن بعد أن ظهرت إيلاف، اختلف الأمر كثيرًا، كونها مؤسسة رسمية أنشئت ووجدت لهذا الهدف.
إيلاف استفادت من فضاء الانترنت، وأوجدت صحافة الكترونية، وقدمت نفسها بأحدث الأساليب العصرية، وأخذت السبق بالكثير من الإخبار سواء السياسية أم الفنية أم الرياضية، وتحولت إلى مصدر إخباري مهم حتى للصحافة المطبوعة.
وحتى تشق طريقها، وتوجد لها مكانًا مهمًا في عالم الصحافة، فإنها دفعت أثمان كبيرة، ودخلت أكثر من عنق الزجاجة، ولكن الآن هي الأبرز، فقد قلبت النظرية وأثبتت تميزها على الرغم من المحاولات العديدة التي جاءت بعدها، ولكن تبقى إيلاف هي الأساس وما يصدر من بعدها يعتبر رديفًا لها.
نتمنى من إيلاف في عيدها السابع، أن تكون أكثر تألقًا، وتبقى صوت الصحافة الحرة العصرية الملتزمة المفتوحة على العالم بأسره، وليس على الوطن العربي فقط، بل في العالم أجمع.
وتحياتنا لكل القائمين على إيلاف، وكل زملائنا فيها، وعلى رأسهم الأستاذ القدير عثمان العمير، الذي كانت جهوده ونظرته الثاقبة بعيدة المدى، وثقته أن العمل سوف ينجح، هي الأساس في تحويل الفكرة إلى واقع وشيء يستحث الثقة، كما نراها اليوم.
إيلاف تميزت على مستوى الرأي
قينان الغامدي، إعلامي سعودي رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقًا: إيلاف تجربة مهمة ومميزة في عالم الصحافة الإلكترونية، فهي نجحت نجاحًا كبيرًا على المستوى الثقافي والسياسي والتحليلي، وعلى مستوى الرأي كذلك، وهذا الجانب برعت فيه بشكل كبير، فهي تجمع معظم الآراء والأطياف تحت مظلتها، دون أن تكون لديها أحادية في الرأي، وما يميزها أنها فتحت المجال لكل الآراء سواء من كتابها الذين يكتبون لها، أم من خلال نقلها للمقالات من الصحف الأخرى.
إيلاف تجربة مميزة وثرية، وتستحق ما حصلت عليه من شهادات تقدير وتكريم من مؤسسات عديدة، وتستحق أن تكون في الصدارة دومًا.
إيلاف خاضت تجربة جديدة
خالد المطرفي، مدير مكتب العربية بالرياض قناة العربية: الذين لم يراهنوا على الصحافة الالكترونية، أثبتت لهم التجربة أنها تجاوزت المقروء من الورق إلى المنافسة مع المرئي، وبما أننا كما يقال "العرب ظاهرة صوتية"، فنحن مندهشون بتلقي الأخبار سمعيًا أو وبصريًا. وإيلاف خاضت تجربة صعبة وجديدة بالنسبة إلى العرب، إلا إنها كانت لذيذة وممتعة تجاوزت في الكثير من الأحيان حتى المشاهد والمسموع.
وعلى الرغم من أن إيلاف تجاوزت واقتحمت المناطق غير المسموح بها، وتجاوزت حتى خطوط ( الحياة)، إلا أن المتسللين إليها من السعودية، على الرغم من أنها محجوبة، أكثر من بعض البلدان المتاحة فيها إيلاف. نحن حاليًا نعيش في عصر انحصرت فيه المنافسة بين الصحافة الإلكترونية، أو الإنترنت بشكل عام، وبين التلفزيون، أما الورق فهو خارج المنافسة تمامًا.
ليس أكثر من كونها... صفحتي "المفضلة"
تركي الصهيل، صحافي في جريدة الشرق الأوسط: عندما يكبر شخص تحت عينك، وأنت ممعن ومغرق في متابعة مراحل نموه، تكون ملمًا بكافة تفاصيل هذا الشيء، أيًا كان هذا الشيء، فما بالك والذي يكبر أمامك هي فتاة تدعى "إيلاف" تجاوزت في انتشارها المحلية والعربية وانطلقت إلى رحاب العالمية، بلسان عربي.
تابعت إيلاف منذ انطلاقتها في العام 2001، لا أحد بالتأكيد يستطيع أن يصفها بصنيعة أحداث 11 سبتمبر، على اعتبار أنها ولدت قبل ذلك التاريخ، ودونت في صفحاتها الالكترونية تفاصيل هذا التاريخ.
لن أكون مبالغًا، حينما أقول إنني أحرص كل صباح على متابعة موقع الصحيفة، كحرصي في أن تنقل عني "إيلاف" إنتاجي الصحافي على صفحاتها الالكترونية.
حينما يبلغ عمر الصغير السابعة، جرت العادة في أن يبادروا أهله في هذه السن إلى إلحاق صغيرهم في المدرسة ليتعلم، لكن إيلاف في هذه السن، أصبحت مدرسة لمن أراد أن يتعلم.
عدت قبل أن أكتب مشاعري ببلوغ "إيلاف" عامها السابع، لكلمة ناشر هذه الصغيرة، عثمان العمير، وكان هدف عودتي لما خطته يدا هذا المبدع، لأقارن بين ما كتب عن مشروعه، وشكل المشروع الآن، فقد كان العمير مؤمن بأن هذا المشروع لن يولد مكتملاً أو بلا نواقص، واليوم نستطيع أن نقول إن مشروعك لم يعد "ناقصًا".
فـ"إيلاف" والتي تعني الـ"العهدة والثقة والائتلاف"، "تعهدت" بأن تسير بـ"ثقة" نحو طريق تؤدي إلى "ائتلاف" روحها بروح قارئها ومحبها.
اليوم، و"إيلاف" التي قال عنها ناشرها أنها "لا تنتمي إلى تيار، ولا تعبر عن حزب، ولا تقف مع دولة ضد أخرى"، استطاعت بحيادية الرؤية التي وصفها بها العمير، أن تصل إلى الجميع دون استثناء، حتى باتت "نافذة العربي الى العالم، وجسر العالم إليه" كما أرادها العمير نفسه.
لن أزيد في مديح هذا المنتج الإعلامي الطموح، والذي يستحق المديح، ولكني فكرت مرارًا حينما طلب مني أحد العاملين في إيلاف أن أكتب عنها، فوجدت أن "أفضل" ما يمكن أن أعبر عنه هو "ليس أكثر من كونها.. صفحتي المفضلة".
ايلاف- 2008 الأربعاء 21 مايو