عيون

إيلاف... لقاء الفكر بالصحافة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

على هامش أحد المؤتمرات التي عقدها المنتدى العربي في لاهاي مؤخرا، جرني الحديث مع أحد الأصدقاء الضيوف إلى تجربة "إيلاف" المثيرة. و صديقي هذا صحفي جيد ومعروف، له تجربة في العمل مع الاستاذ عثمان العمير ما يقارب الخمسة عشرة عاما، و له نقاشات ومساجلات معه، ومن ملاحظاته الأساسية أن الرجل صاحب مرجعية فكرية عميقة لا يستهان بها، لكنه في الآن نفسه صاحب رؤية مهنية شديدة الإخلاص و الارتباط بالصحافة في تقاليدها وآلياتها وجرأتها و قدرتها على تحريك الراكد وجذب الانتباه وصناعة رأي عام.
كثير من القراء العرب - وأنا واحد من هؤلاء- نرى في كثير من الأحيان صور الصدور العارية و النهود البارزة و وجوه جميلات إيلاف الفاتنة، وهي تتصدر مواقع متميزة في قلب الصفحة الرئيسية، ابتذالا مبالغا فيه و لعبا على المشاعر والأهواء غير السوية، لكن مدقق النظر، وهو يقلب صفحات مواقع "الليبراليين" الملتزمة الباردة، يدرك أن التقنيات الصحفية يجب أن تعتمد قدرا من الإثارة، ومن التواضع لأمزجة القراء، حتى تتحقق المعادلة ويضمن قدر من القراء لهؤلاء الذين يكتبون بلغة مستعلية، خشبية في غير مرة، صعبة الهضم لا تستساغ، فحري أن تمرر باستراق النظر إلى صدر هيفاء أو ملامح نانسي الناعمة.
كثير من القراء العرب - وأنا واحد منهم كذلك- نستثقل تخصيص إيلاف لأيام متتالية، إن لم أقل سنوات، حيزا غير هين للعناية بأخبار "المثليين العرب" ونضالتهم المستمرة والمضنية -ما شاء الله- من أجل انتزاع الاعتراف بآدميتهم وحقوقهم في ممارسة طقوسهم الخاصة، ولعل مصدر هذا الاستثقال فطرة عربية إسلامية محافظة يصعب تغييرها أو مراجعتها لكونها آتية من أعماق الأنا، لكن المرء مضطر إلى التوقف لحظة للتفكير عندما يرى أن نسب قراء مواد المثليين والتعليقات عليها تفوق تلك الخاصة بأكثر كتاب الليبرالية شعبية وقراءة، ولا أقصد هنا إلا شيخ الليبراليين العرب أستاذنا الدكتور شاكر النابلسي حفظه الله.
الصحافة تقنيات وآليات وملكة خلق وابتكار، واعترف بأن بينها و بين الروح التي تسكن كتاب الرأي من مفكرين و مثقفين وأكاديميين بون يصعب جسره، لكن إيلاف على أي حال أثبتت طيلة ما يقارب العقد من حركتها اليومية، قدرة على تحقيق أسباق في رهاناتها على إتاحة الفرصة أمام كتابها لخوض أعقد القضايا و المشكلات الفلسفية والفكرية والسياسية دون أي رقابة، وفي الوقت ذاته البقاء في صدارة المنافسة في سباق الصحافة الأكثر شعبية، حيث لم تتحول ككثير من مواقع المثقفين الليبراليين أو غيرهم، إلى منتديات مغلقة لا يستمع فيها الكتاب إلا لصدى أصواتهم.
ومن الأشياء اللافتة في سيرة إيلاف، أنها وفرت حيزا استثنائيا لردود وتعليقات القراء، وقد انتبهت إدارتها مع الأيام، إلى أن هذا التوجه إن بقي دون "تحرير" سيحول الحرية إلى فوضى، و أن كثيرا من القراء ربما، يجهل أن تعليقاته و ردوده تشكل جزءا لا يتجزأ من مادة الصحيفة، وأن مستوى إيلاف مسؤولية يشترك فيها الجميع وفي مقدمتهم قراؤها، وأن استغلال الحرية المتاحة لتصفية حسابات شخصية أو فئوية أو حزبية أو طائفية أو دينية، عملية تنطوي على كثير من الأنانية واللامسؤولية. وعلى أي فإن المعادلة ما تزال مطروحة، كيف يمكن ضمان مساحة من الحرية للقراء دون أن تخسر الصحيفة احترامها أو تقع تحت طائل المسؤولية القانونية، واعترف أنني لا أملك شخصيا حلا للمعادلة، إذ يعز علي مصادرة الآراء حتى المشططة منها، تماما كما يعز علي أن يقع قراء يكتبون بأسماء مستعارة في الابتذال وهتك الأعراض وتسخير الصحيفة لخدمة أغراض دنيئة.
ثمة كذلك مسألة لا مناص من الإشارة إليها في مسيرة صحيفتنا المظفرة، التي أشهد أنها لم تراجع حرفا واحدا أو تغير كلمة واحدة من مقالاتي المنشورة على صفحاتها طيلة السنوات الطويلة التي أمضيتها - وما أزال أفعل ان شاء الله -، وهي كيف يمكن أن نستمر مخلصين لقضايا الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان في العالم العربي، دون أن تفقد إيلاف حقها في الوصول إلى القراء العرب، فالكل يعرف أن جل الأنظمة العربية قد اكتسب القدرة التقنية على حجب المواقع وحرمان المواطنين من حقهم في الوصول إلى المعلومة والخبر والتحليل، و لا بد من أن اعترف مجددا أنني لا أملك حلا لهذه المعادلة، فمن جهة يعز علي أن لا تكون إيلاف نصيرا لأصوات التحرر والديمقراطية وحقوق الإنسان، و من جهة ثانية فإنه ليس بوسعي إلا أن أعذر كل إدارة تحريرية في سعيها للإبقاء على شعرة معاوية مع الأنظمة، والعمل على عدم الوقوع في دائرة الحظر و الممانعة.
و ختاما، يهمني أن أسجل للاستاذ عثمان العمير - الذي لم أتشرف بلقائه حتى كتابة هذه الأسطر كما يقال - أنه خرج من موقع صحفي سلطوي وهو في أوج زعامته، ولما فكر في خوض غمار تجربة جديدة، اختار السبق بالرهان على الصحافة الالكترونية، التي يقال أنها صحافة المستقبل، غير أنني أقول أنها بالنسبة للعالم العربي، وعلى الرغم من كل المؤشرات التي تثبت تنامي عدد قرائها، ما تزال تحديا ورهانا، وأنها من ناحية الجدوى والمردودية لا تتفق أبدا مع حجم زوارها، و أنه بينها وبين نظيرتها الغربية مسافة لا تقل للأسف الشديد عن عشرين عاما، ولهذا فإن صاحب المبادرة الإيلافية مشكور جدا على صبره عليها وإيمانه الصوفي بمستقبلها، فأن يكون للعرب صحيفة الكترونية يومية بمستوى إيلاف أمر قد لا يكون متوفرا لكثير من الأمم، التي تفوقهم عددا وعدة.
ولأن القارئ الالكتروني عجول ملول، اكتفى بهذا القدر من الشهادة، مفسحا الركح أمام روبي ونانا وشقيقاتها الفاتنات، ففي إيلاف متسع للجميع، و صبر على الجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عن الصحافة
حمد الشرهان -

هل حقاً يمكن أن نضع ما كتبه السيد خالد شوكات في عداد ما ينسب إلى الصحافة، أم هو دردشة في تفاصيل يريد بها القول أنني من محرري إيلاف، وحتى لو غاب ما كتب على هيئة التحرير، فإن ما مرره السيد خالد شوكات من مقاطع تشف عن أنه يتقاطع والعمل الصحافي ويذهب إلى علم النفس السلفي، وبهذا يمكن القول إن تقدمية وعصرية أية صحيفة تقاس بلبراليتها وتطاحن الأفكار في أروقتها وبين سطور مقالاتها، وربما الجدل القائم الآن بين القاريء وما يتابعه وبين مدبر الحالة نشراً هو صياغة طريقة تحافظ فيها الجريدة على الأفكارالمتعددة التوجهات ولا تتيح المجال لشطبها ويترها وإشهار مقص الرقيب على مخزونها الفكري، وهذا متعارف عليه كون جريدة إيلاف ليست جريدة حائطية يمكن النشر على جدرانها كتابات تعبر عن فقر وسطحية في ذهنية المساهم في الكتابة، ولا أتوقف عند هذا الحد، فالأصولية السلفية ليست خطيرة بأفكارها، كونها لا تملك أفكار وأيديولوجية سياسية أو إقتصادية، بل نزحت إلى الإرهاب كسلاح لتمرير المفاهيم التي جاءت بها من أقبية العصر السحيق وظلامية وعجز العقول وهي تتخبط في ظلام التفسيرات البالية، ولا بد من القول إن الرأي والجدل هو في حرية البعض من التعليقات، فهو يعبر عن الجهد الكتابي للمعلق والذي فرض رأيه وتعليقه من خلال إلتزامه وحقه في النشر، ولا منّه من أحد على ذلك، وليس كما ذكر الأستاذ أحمد أبو مطر في مقالة اليوم. أما مصداقية أية صحيفة، فهو بقراءة الأفكار وليست مصادرتها وجعلها عناوين لمقالات وتعليقات بعد وضع زبدة التعليق أو المقال الغير صالح للنشر في خانة ;يوك; كما يقال بالتركي. وهكذا لا يمكن بناء كوخاً من الأفكار في جزيرة لا يسكنها قاريء أو معلق، وحول أوضاع العراق، فهناك إعتماد كلي على محلل واحد وهو الكاتب أسامة مهدي وهو عروبي بلباس فارسي، كما وإن الفن فإنه أخبار لا غير، ولا ترفده سوى بعض الترجمات والصور الجميلة، وهذه ميزة في فن الكرافيك وأختيار الصورة الفنية، أما العاريات وصور الأفخاذ والصدور فإنها تدخل من أبواب حرية الجسد، والنظر غير ممنوع، خاصة وإن لم تنشر إيلاف هذه الصور كما هي ، فإن القاريء سوف يرحل إلى موقع آخر لإيجاد حلاً لعذاباته، أما عن المثلية، فليس هناك مثيلي يمكن أن نصنع منه تمثال ، فدعهم يمارسون رغباتهم ففي الآخرة سوف يتم الترحيب بهم، فهم أفضل بكثير من معم إرهابي.وما تبقى من تعليقي هذا هو القول إن عالم ال

إلى من يهمه الأمر
ابن عم نيرو -

لا تنمُّ التعليقات في جريدة إيلاف إلا عن فوضى مقننة.. إنها فوضى خلّاقة إن صحّ التعبير. فمن خلال متابعتي لما ينشر من تعليقات أدركت أن اسرة التحرير ترى الإبقاء أو بالأحرى تحرص على نشر كل ما هو هابط من حيث اللغة والمضمون، في الوقت الذي تحجب فيه التعليقات الجادة في كثير من الأحيان، تحت ذريعة (غير صالح للنشر). سأضطرُّ هنا أن أسوق لكم بعض الأمثلة: الأول، بعثت، في يوم ما، بتعليق جاد حول موضوع حسّاس فلم ينشر. أرسلت التعليق بعد ساعة أو يزيد فلم ينشر. اعدت ارسال التعليق بعد ساعتين ، فلم ينشر. أرسلت التعليق في اليوم التالي، إلا أنه لم ينشر أيضاً. دفعني هذا الأمر لكي اختبر محرّر التعليقات فقمت بارسال تعليق تافه جداً، فنشره في الحال. ثمّ قمت بارسال تعليق آخر أتفه من التعليق الأول، فنشره في الحال. استهوتني اللعبة فبعثت بتعليق ثالث ورابع وخامس وسادس وسابع وثامن فنشرها المحرّر تباعاً وبكل سرور. علماً ان كل تعليق كان أتفه من الآخر لدرجة مضحكة. بعد ذلك، قلت في نفسي دعني الآن أبعث بتعليقي الأول ولنرى، غير أنه لم ينشره. علماً ليس في تعليقي ما يدعو إلى عدم النشر. إذ لم يكن أكثر من وجهة نظر وباسلوب مهذب كما لم يمسُّ فئة، نظاماً، حكومة، دين أو مذهب بعينه! قبل اسبوع بعثت معلّقاً على موضوع النقاب تعليقاً عقلانياً فلم ينشره المحرّر. انزعجت فكتبت له معاتباً مستفزاً فنشر عتابي وكتب لي معتذراً بأن ارسل تعليقي ثانية. جاء الأمر متأخراً بعدما أيقنت أن المحرّر ينتمي إلى ((حزب نيرو الثوري التحرري)). ونيرو، كما يعرف الجميع، يهزء من العقل باسلوب يخلوا من الفكاهة. ويصحُّ القول أن ما يبعثه لا ينتمي إلى لغة بعينها، رغم ذلك فالمحرّر فخور به و((بنتاجه)) وينشر له كلّ ما يرسله أول بأول. ونيرو يضحك ويضحك ويضحك حتى تؤلمه بطنه. والمحرّر يضحك منّا جميعاً أيضاً ويقول في سرّه: إن ((تعليقات نيرو)) هي كل ما تستحقونه. وكل ما تستحقونه هو ((تعليقات نيرو)). لذا، كتبت للمحرّر أني سأنشر باسم مستعار وهو ((ابن عم نيرو)) فلربما يكون هذا الاسم شفيعاً لي لدى المحرّر فينشر تعليقاتي فكان لي ما تمنيت فحمدت الله على ((نعمه)). ولكن السؤآل الذي لا بدّ لي من طرحه هو أليس في تعليقات ابن عمي نيرو إهانة لنا وإساءة للذوق العام؟ مجرّد سؤآل! ولماذا هذا الاصرار على نشر تعليقاته؟

غلط
بنت عم ابن العم -

بنت عم ابن العميا سيد - ابن عم نيرو - لماذا تهين المعلقين في ايلاف؟ وتصف تعليقاتهم بالهابطة؟ صراحة تعليقك هو الشي الوحيد الهابط؟!.نيرو معلق بالمناسبة، وله الحق في التعبير حتى ولو باسلوبه ضعيف. كما انت تفعل في هذا التعليق - تعبر - بأسلوبك. اما فحوى ما تقوله فهو مناف للعقل والمنطق. لانه ببساطة: ان كنت تنتقد ايلاف وان كانت ايلاف تنشر انتقادك وسخريتك من طاقمها ومنها، فكيف تدعي بانها لا تنشر غير ذلك من التعليقات التي ترسلها؟ مفتر. سامحك الله

أبن خال عم نيرو
سالم بزون -

إيلاف في عيدها العاشر ليبرالية حقاً، ولكن كما أتضح لنا جميعاً أو للقاريء إنها ليبرالية بكل شيء إلا في مجال واحد ألا وهو الكتابة دون أجر، والكتابة دون أجر يعني من باب الثواب وأجرك على أبي عبد الله ( وأقصد هنا الحسين) فهل نتقنع جميعاً حتى نرى المقالات التي تكتب ليس هناك من يقف وراءها، مادام كاتبها إنسان محترم وليبرالي ومشرد، وقد خضت في معترك نشر البعض من المقالات وكانت تنشر على حسابي الخاص حيث أدفع إجرة الإنترنيت، وهذه طريقة إقتصادية لم ينتبه لها ماركس وزميله أنجلز في كتاب ;رأسمال والقيمة الزائدة’ واستطيع القول إنني قررت وبناء على موقفي أن أرسل رسالة للإستاذ مدير التحرير أطالبه فيها بإزالة جميع مقالتي من إيلاف ، وهكذا تحقق حلمي بأن مساحة الحرية في إيلاف ليبرالية ولكن ليس مع النقود. وهذا ما شكى منه الكاتب طاهر خضير في مقالته المنشورة اليوم. المهم جيب مقالات، وأكل حجار. أما المديح الفائض فهو من قبل بعض الكتاب الذي لم يقعوا في المصيدة، ثم ينشب العراك والحراك على قيمة الأتعاب. فهل يمكن مقارنة هذا الأسلوب من التعامل على أنه تجربة إقتصادية تقشفية لتجويع الأخرين بعد أن أصابتهم إسهالات من ;شوربة العدس ; التي يتناولها الكاتب الوهمي ليلاً ونهاراً بإنتظار حقه الذي ضاع ليس في فلسطين فحسب بل وعلى صفحات الجريدة، المهم فجميع من ذهبت أتعابه وحقه بإنتظار غودو الذي لا يعود.

تصحيح
ابن عم نيرو -

إن اسامة مهدي ليس محللاً إنما هو يعمل في مجال الصحافة كما أنه ليس عروبي بلباس فارسي .. لذا اقتضى التنويه.